الفرق بين التركة والوقف
معلوم أن الإنسان بوفاته تنتقل أمواله لملك ورثته الشرعيين، ولذلك قيل في معنى التركة ( أن و المال الذي يتركه الميت أو يخلفه لمن يرثه أي أنها – أي التركة - تمليك مال المتوفي للورثة بعد الوفاة ، أما الوقف فهو تمليك لله من لحظة الوقف ) وتخرج من ملكه في حياته ولا ينتظر لوفاته ، ولهذا اعتبره الفقهاء قربة من القربات وعبادة من العبادات والوقف يدل على صدق إيمان الواقف 0
1- التركة لم تترك للإنسان يقسمها كما يرى ، بل قسمها الله تعالى بنفسه على ورثة المتوفي ولم يدع فيها مجالاً لإعمال البشر في توزيع الميراث ، ونجد أن السنة النبوية وضحت وفسرت بعض ألفاظ كالكلالة ( نجد أن منشأ توزيع الميراث هو الله سبحانه وتعالى ) ، أما الوقف فإن الشريعة الإسلامية قد أجازته ومنشأه هو الواقف نفسه والتقسيم له 0
2- الاستحقاق في التركة لابد فيها من وفاة المورث وتحقق وفاته حقيقة أو حكماً ، أما الوقف فإن المستحق يستحق حسب شرط الواقف سواء في حياته كأن يقول الواقف (أوقفت أولاً على نفسي ) فجميع الاستحقاق له ، وقد يكون على معين غيره ، وقد يكون على ذريته حسب الشرط والترتيب الذي يذكره 0
3- التركة لا تكون إلا الورثة الأحياء أو حمل عند الوفاة ، لكن الوقف قد يكون على من لم يخلق بعد حيث تأتي في شروط الواقف ( على أولادي ثم أولاد أولادي ثم على أولاد أولادي ) 0
4- التركة لا توزع على الورثة إلا بعد إخراج قيمة تجهيز المتوفي ودفنه والديون والوصية منها أي أن التوزيع متعلق أولاً بهذه الأمور إن وجدت ، بينما الوقف فلا تعلق له بهذه الأمور 0
5- الأزواج نجد أن التركة حددت نصيب الأزواج سواء كان زوجاً للمتوفاة أو زوجة أو زوجات للمتوفي بنصيب معلوم وكذلك الأبوان ، أما الوقف فإنه لا يستحق أي منهم إلا بنص وشرط الواقف 0
6- قدر الاستحقاق في الميراث محدد ومعلوم لا يتغير ، أما الوقف فيتحدد نصيب المستحق حسب فيتحدد حسب ما يحدده الواقف فقد يعط الواقف للذكر مثل حظ الانثيين وقد يساوي بينهما في الاستحقاق 0
7- الميراث فيه حجب وأصحاب فروض وذوي رحم بينما الوقف لا مجال لهذا ولا يستحق المستحق إلا بنص الواقف وشرطه 0
جمال فهمي