دولة المكفراتية
الذي يخوض في سيرة الناس نمام
والذي يخوض في أعراض الناس قاذف
والذي يخوض في ضمائر الناس سئ الظن
والذي يخوض في عقائد الناس وإيمانهم مكفراتي
دائما أحافظ على شعرة معاوية التى لا تجعلني احتكر الحقيقة والحق و الصواب واضع في اعتباري دائما ولو بنسبة واحد فى المائة انى مخطئ , والآخرين على حق , لذلك دائما ما أراجع نفسي مرة ومرة وألف مرة خوفا أن يضيع عمري في الضلال ....ومن هنا تعددت تجاربي في الحياة وانتماءاتي الفكرية والسياسية
وبالرغم من قناعاتى الأكيدة ان( المتأسلمون ) الذين يحتكرون الحقيقة ويتكلمون باسم الله وهم أعدا أعداء الله لانهم هم اعدا اعداء البشر والحق والعدل والجمال والعقل , وان المتجهمين المتنطعين المتشددين , المتفيقهين , هم مرضى نفسيين أكل أكبادهم وقلوبهم الحقد والكراهية فأرادوا ان يدخلوا كل الناس النار , فلم يجدوا سبيلا الى ذلك الا ان ان يدعوا أنهم وكلاء الله في الارض وانهم هم كهنة معبد الاسلام ويجب على الجميع ان يذبحوا قربانهم من الطاعة والولاء على مذابحهم هم ,إرضاء لضغائن نفوسهم المريضة .
إلا اننى دائما ما كنت أضع في اعتباري اننى ربما أكون ظالما لهم , مخطئا , متحامل , وهذا ما كنت أضعه امامى طوال الوقت واذكر به نفسي , وكنت دائما احتاج الى تجارب عملية لتؤكد او تنفى ما اؤمن به وما اقتنع به .
وفى الفترة الأخيرة انشغلت بالعمل عن متابعة الكثير من المنتديات والمدونات على شبكة المعلومات الدولية , وكان من اهم هذه المنتديات هو منتدى المحامين العرب الذى يضم نخبة كبيرة من المحامين العرب فى عدة دول عربية , وبالرغم من سعادتى البالغة لمتابعة كل الموضوعات على هذا المنتدى, واعتزازى بكل من يكتب فيه , الا انه فى الفترة الاخيرة هاجر كثير من اصحاب الراى المنتدى وحل محلهم المتأسلمون بصراخهم المعهود , وتشنجاتهم الدائمة , وكنت اظن ان سيطرة المتأسلمون على المنتدى , هى نهاية لصراخهم وتشنجهم المعهود خاصة انهم جمعيا خاضوا الكثير من المعارك سويا وفى خندق واحد ضدى وضد الاخرين وكانوا دائما يصنفون الناس صنفين , فهم دائما حزب الله , وكل من يخالفهم هم حزب الشيطان , وبعد ان نجحوا فى اقصاء الكثيرين من المنتدى بسبب تطاولهم وجهلهم الدائم الذى دفع بالكثيرين ان يتجنبوا النقاش معهم , إيثارا لوجع الدماغ بلا اى فائدة , فهم لا يؤمنون بالحوار ولا بتنقيح الأفكار المتبادل او حتى تبادل الخبرات والمعارف ولكنهم ينطلقون من فكرة واحدة وهى أن مهمتهم الكبرى هى هداية البشر , من اى شئ او الى اى شئ , لا ادرى , ولا هم يعرفون, ولكن المهم ان يهدوا الناس الى طريق الغباء الذين يسلكونه .
لذلك كنت اظن ان سيطرتهم على المنتدى ستكون النهاية السعيدة لهم ليبدأو عهدا جديدا ... يرضع فيه الكبير , ويتبركون ببول النبي , ويتداوى ببول الإبل , ويجتهدوا فى حكم قربة الفساء هل هى نجسة ام طاهرة ,و يقرأو كيف يعود الشيخ الى صباه , وهكذا
الا اننى فوجئت ان الاخوة المجاهدين الذين طالما تعاونوا على تكفير وتفسيق وتأثيم الخلق قد انقلبوا على بعضهم البعض واصبحوا فرقا وطوائف ومذاهب يكفر بعضهم بعضا وانقسموا الى حزبين حزب الله وحزب الشيطان
لتبدأ اللعبة من جديد تماما كما كنا صغارا نلعب العسكر والحرامية , فكما لابد ان يكون هناك عسكر وحرامية
لابد ان يكون كفار ومؤمنين
ووجدت ان واحدا منهم بدأ يكفر الاخوان المسلمون ويذكر ماقاله زعماء الجماعة ليكون حجة عليهم لتكفيرهم , ويرد عليه متشيع للاخوان بانه هو الكافر لان من يكفر الميلم هو كافر , لتدور رحى التكفير تحصد الجميع
وتبدأ دولة المكفراتية من جديد دورتها
لتؤكد لى فى النهاية ان المسألة ليست مسألة ايمان وكفر ولكنها مرض نفسى اصيب به القوم ولابد ان يذهبوا الى الطبيب للشفاء
شفانا الله واياكم ووقنا شر المكفراتية وفيرس التفكير
احمد ابوالمجد
محامى الفقراء