حذاء منتظر الزيدى يكشف مدى ضعف اتحاد المحامين العرب
واحتياج الامة العربية لتنظيم جديد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالطبع ما فعله الصحفى العراقى منتظر الزيدى من القاء حذاءه فى وجه الامبراطور الطاغية جورج بوش هو مفخرة لكل عربى تذوق معنى وعبارات القهر والظلم ، وشاهد دماء العرب والمسلمين تسير فى شوارع عربية دنسها الامريكان بتعليمات وخطط مباشرة من المنعول بالاحذية بوش
وحينما تحكم على الامور بصفتك مواطن عربى تذوق الالام فانك تراها بعواطفك ،
اما حينما ترى الامور بصفتك رجل قانون ( تتطوع للدفاع عن انسان ترى انه برئ ) فانك تجنب العاطفة جانبا وتبدا فورا فى تشغيل العقل مجردا عن العواطف والانفعالات ، مستخرجا منه ما يعن لك من افكار وما يحتويه من مبادئ قانونية تساعدك فى التحدث عن قضية الشاب الذى تستعد للدفاع عنه ،
اما ما شاهدته فى قناة الساعة الفضائية من لقاء مع الاستاذ سامع عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب متحدثا عن موقف الاتحاد من تشكيل هيئة للدفاع عن الصحفى الشاب ( وقال ان الهيئة بدات عملها بالفعل الان واننا سوف نرسل محامين اخرين ونستعين بمحامين دوليين ) ( هكذا قرر هو )
ففى هذه التصريحات ما يؤكد ان اتحاد المحامين العرب قد تعامل مع هذه القضية مثلما تعامل مع كل القضايا العربية بشكل عاطفى – اعلامى – يخلو من الحنكة – ويفتقد للحكمة – ويتميز بالتهور المبطل للشكل العام ، والذى سيؤدى حتما الى نتائج تتناسب مع مقدمات العمل
فالحنكة القانونية تقتضى ان يبدأ الاتحاد بتشكيل لجنة تنعقد فى اربع او خمس ايام على الاكثر ، وتتخذ هذه اللجنة قرار متزن وواضح ، تقرر فيه التالى :
اولا : اسباب تشكيل اللجنة والى اى نص قانونى تستند فى وجودها .
ثانيا : الخطوات القانونية التى سوف تتخذها على وجه التحديد للدفاع عن الصحفى المناضل .
ثالثا : تقرر اللجنة الى اى النصوص القانونية العراقية والدولية تستند فى براءة هذا المناضل .
رابعا : من هم اعضاء الفريق القانونى المكلفين وما دور كل منهم على وجه التحديد .
ووووووو الى اخره
اما ما فعله الاستاذ رئيس الاتحاد من الاستئثار وكعادته بالكاميرات التليفزيونية واعلان تشكيل لجنة قانونية بدات عملها بالفعل فهذا استخفاف بمؤسسة تتطلع اليها الشعوب العربية على انها رافع لواء القانون العربى ، خاصة اذا علمنا ان احدا وحتى كتابة هذه السطور لم يعرف اين مكان هذا المناضل الشاب وماذا يحدث له ،
فكيف تكون اللجنة قد بدات عملها يا سيادة رئيس اتحاد المحامين العرب ( يا صادق ) وماذا فعلت ، وماذا اتخذت من خطوات فى غياب المتهم وفشل العالم اجمع فى تحديد مكانه .
ترددت لعدة ساعات قبل كتابة هذا المقال المحزن لاننى تعلمت فى مدرسة تحترم المؤسسات واصحاب الفكر ، وكان لزاما علي ان ارى الخطأ ولا اتكلم الا بعد ان تنطفئ انوار الفرح فى الشارع العربى ، الا ان وازع من ضميرى دفعنى للكتابة لأشهد الله واشهدكم جميعا ان ما فعله اتحاد المحامين العرب هو مسرحية اعلامية هزلية سنتهى فى النهاية كمثيلاتها من القضايا القانونية العربية الى نهاية مأساوية .
واخيرا لازلت اعتب على الاستاذ رئيس الاتحاد مقولة سنستعين بمحامين اجانب – واقول له اذا كنت ومؤسستك غير قادرين على تولى الدفاع عن هذا الشاب المناضل العربى ـ واذا كنت من اصحاب عقدة الخواجة – واذا كنت لاتثق بنفسك ولا بالمحامى العربى – فارحل وزملاءك واتركوا الفرصة الى اخرين من شباب المحامين بالوطن العربى يستطيعون حمل لواء الدفاع عن قضايا ومناضلى الامة .
ايمن رابح
المحامى بالاستئناف العالى
مصر