المحاماة مهنتى – ونقابتى ( 1 )
بعد ان قررت ان اعتزال الانتخابات ( على الاقل فى الوقت الراهن ) واتفرغ لمشاهدة الاحداث والتعليق عليها سلبا وايجابا ، وان اعود الى صفوف المحامين تاركا مقاعد المرشحين لاخرين هم اجدر منى بمقعد ارى اننى لن اضيف له كثيرا فى ظل هيمنة الاحزاب السياسية على مقدرات نقابة المحامين باعتبارها تورتة شهية يستطيع ان يتباهى كل حزب فى السيطرة عليها .
وهذا بالقطع امر يتناقض مع ما نرمى اليه من امال عريضة فى مجالى تأهيل المحامى علميا وعمليا – وكذلك مواجهة المشكلات العديدة التى يعانى منها المحامون .
فعلى الرغم من سبق ترشحى على مقعد الشباب للنقابة العامة الا اننى لم اتعلم من الانتخابات الماضية كما تعلمت ورايت وشاهدت فى الانتخابات الحالية ( فالامر حقا مختلف ) حينما تكون مع سامح عاشور فانك لا ترى الا نجومية سامح عاشور ( النجم ) ولا ترى الامور بشكل موضوعى
اما اذا خضت الانتخابات متخليا عن انتماءتك للاخرين فانك ترى الامور كما هى دون تزيين او تغليف
شاهدت محامين بحالة مالية سيئة جدا جدا
شاهدت محامين بلا عمل
شاهدت محامين لايستطيعون توفير الدواء لاطفالهم
شاهدت محامين لايستطيعون توفير ثمن تذكرة الاوتوبيس ( وكل همهم الانتقالات )
شاهدت ما يعف قلمى عن كتابته
حقا ان المترشحين على مقاعد نقابة المحامين ( اعضاء ونقيب ) لو علموا انهم سيسألون امام القوى العظيم فى يوم حق – لفكروا كثيرا !!!
كشفت الانتخابات ان المرء قد لايحسن اختيار الصديق – وقد يمنح ثقته لمن لايستحق - وقد يكون له اصدقاء ومحبين ( كثر ) لم يعطهم حقهم الواجب
منعتى الانتخابات من الكتابة
ومنعتى من التحدث لاقرب اقرب اصدقائى
ومنعتنى من التحدث عبر الهاتف ( بحرية )
ومنعتى من اداء عملى ( كما تعودت بجد وحزم )
وحرمتنى من النوم المبكر ( فكان لزاما على ان اسهر طويلا يوميا على المقاهى – حتى الفجر )
ومنعتنى من توجيه النقد للاخرين ( لانك مرشح ومش لازم تكسب عداوات )
حثتنى الانتخابات على النفاق ( وهى خصلة لاتتناسب مع تركيبتى النفسية )
انها تجربة صعبة حقا تحتاج الى رجال من نوع فريد – حاجه كده خليط من النفاق والاقدام والتحدى والمال
ولعلكم تلاحظون اننى لم اذكر صفات الشجاعة والعقل والقدرة على المواجهة و الذكاء وغيرها من الصفات الحميدة التى نحتاج لها نحن كمحامون ( مهنة – ونقابة )
تمنياتى للجميع بالتوفيق
وانتظروا مقال ( المحاماة مهنتى – ونقابتى ( 2 ) )
ايمن رابح
المحامى بالاستئناف