التقى اليوم السابع لأول مرة، خليل إبراهيم خليل (62 سنة) الذى قام ضابطا قسم سيدى جابر بالإسكندرية أحمد عثمان وأحمد المليسى بحرقه وسحله مسافة 200 متر ليلة 27 رمضان. وعلى مدار 3 أيام حاول أبناؤه تحويله للمستشفى للعلاج قبل تلوث الجرح، حيث بدأت رائحة الجلد تتعفن، وأخيراً تم احتجازه بالدور الثالث بمستشفى رأس التين عنبر السكر، ليرقد جسده ويبقى شاهداً على جريمة تعذيب جديدة لضباط قسم سيدى جابر.
اليوم السابع تجاوز الحراسة الأمنية الموضوعة على عم خليل والتقته ثانى أيام العيد، ليروى مأساته كما مرت عليه، خليل بدا متألماً أثناء حديثه مرتدياً "مريلة" مكتوب عليها "مستشفى رأس التين العام"، وقال إنه فوجئ بطرقات على باب منزله ليلة 27 رمضان، وعند فتحه الباب هاجمته قوة من قسم سيدى جابر، وأضاف: رجال القسم قذفونى بزجاجة بها مادة مشتعلة فأحرقت ثيابى، وحاولت تمزيقها فاحترقت يدى وقدمى، كنت أحاول التخلص من النار بأية طريقة، وفور خروجى من باب المنزل والنار مشتعلة بى فوجئت بأحد أفراد القوة يضربنى على ركبتى بحديدة، وعندما صرخ الأهالى من الظلم الواقع على، قام أمين شرطة، يدعى رامى، بوضع السكين على رقبتى وقال "أدبح".
أكمل عم خليل قائلاً: سحلونى على الأرض أمام أولادى وأحفادى وأنا أحترق .. كنت أصرخ فيهم "حرام عليكم يا كفرة .. حرقتونى يا كفرة".
طلبت الذهاب للمستشفى وقلت لهم فى القسم "أنا بنى آدم مش حيوان"، فضربنى الضابط أحمد المليسى فى منطقة حساسة بـ"الشلوت"، ليضاعف آلامى فوق الحرق والكسر بمزيد من الضرب والإهانة، وقال لى: "أنا مش حنسيب أمك". بينما قال لى الضابط أحمد عثمان: "أنا لو عايز أخيطك أخيطك"، قلت له: "يا باشا ليه بتعمل معايا كده".
خليل كان يبحث عن أية وسيلة للذهاب إلى المستشفى، وعندما طلب منه الضباط التوقيع على محضر مقاومة سلطات، رفض وقال لهم: "ما بعرفش أمضى". فأوهموه بأنه لابد من التوقيع على المحضر الذى وصفوه بتقرير لابد منه للذهاب إلى المستشفى.
"إنت حتستعبط علينا .. إنت لو مكسور ما كنتش تقدر تحط رجلك على الأرض"، قالها أحد أمناء شرطة سيدى جابر لعم خليل قبل صعوده لعربة السجن، التى ستنقله إلى مستشفى رأس التين، "طول الطريق العربية عماله تخبط فيا كنت حاسس إنى بموت مش عارف ألاقيها منين من الكسر ولا الحرق ولا الصاج اللى بيخبط فى جسمى".
هكذا كانت رحلة عم خليل لمستشفى رأس التين، الذى رفض استقباله لتضميد جروحه، رغم استقباله له فى اليوم الأول، وعندما ذهب إلى المستشفى الميرى رفض أيضا استقباله، بحجة أن المكان معقم.
أضاف عم خليل: "رجعت من المستشفى دون تغيير ودخلت القسم واحتجزونى منفرداً فى النبطجية، وتعرفت داخل القسم على الزنزانة الخمس نجوم، وهى عبارة عن غرفة صغيرة، فيها رخام وعليه مساند إسفنج، كنت أتقيأ دماً. وضرب الشوم مازالت آثاره على جسدى، أنا مش عارف فيه ناس ظباط عايشين مرتاحين، مالهم ومال الناس اللى ملهاش لازمة زينا". وأضاف خليل: "كان عندى محلين فراخ على الطريق السريع قفلتهم بسبب أنفلونزا الطيور، ما كنتش عايز أى مشاكل مع الحكومة".
وعن رد الفعل الذى يتوقعه عم خليل من أسرته تجاه من عذبوه قال: "أنا لو كنت فى شبابى وشفت أبويا بيتعمل فيه كده أكيد ما كنتش حسيب اللى عذبه، وأنا مش عايز أى حد من عيالى يتهور ويعمل حاجة غلط".
عم خليل يتساءل: هل من المعقول أن يتم اتهامى بمقاومة السلطات وأنا محترق ومكسور ولا يوجد أى خدش بأى فرد من قوات الأمن؟ هل من المعقول أن أقاوم السلطات وأنا أعزل اليدين؟!.
من ناحية أخرى، يتم سماع أقوال الضابطين المتهمين بالتعذيب يوم 8 أكتوبر فى القضية رقم 23526 لسنة 2008 جنح سيدى جابر.