السلام عليكم
بداية أود أن أؤكد على معنى وقناعة مهمة مترسخة لدي وأعتقد أنها لدى الكثير من حضرات الأساتذة المحامين الموقرين ، ألا وهي : أنه وفيما عدا الأفراد والجهات المنوط بهم تطبيق وتنفيذ أحكام الدستور والقانون فإنه لا يجوز لأي طرف سواء كان فرداً أو هيئة أو جماعة أوحزب أو أي طرف في المجتمع أيا كانت صفته -- أن بفرض أيا من آرائه أو معتقداته أوأن يأخذ حقاً أو يغير منكراً بيده ، حتى وإن بلغ الظلم الواقع عليه مداه إلا فيما يقرره له القانون من حقوق في أوضاع معينة وبضوابط معينة مثل حق الدفاع الشرعي عن النفس مثلا ، ذلك إن كنا بالفعل نعلم ونؤمن بأننا نعيش في دولة قانون ( يحكمها دستور وقانون ) وليس في غابة ( تحكمها قوانين القوة )م.
هذا بوجه عام
أما فيما يتعلق بالموضوع المعروض للمناقشة ، فالحقيقة أنا واقع في حيرة بين أمرين :ـ
أولهما : أننا نعلم عن هذه الجماعة التي برزت أفكارها ومعتقداتها وتنظيماتها بشدة في الفترة الأخيرة المتخمة بالأحداث الكبيرة محليا واقليميا ودوليا وقد ساعدت وسائل الاعلام الحديثة على انتشارها فبعد أن كان مبلغ علمنا بهم أنهم جماعة من الناس يطلقون اللحى ويحافظون على الصلوات في المسجد ويصلون العيدين في العراء ويقومون ببعض النشاطات الاجتماعية تتمثل في بعض المساعدات الاجتماعية التي يقدمونها للمجتمع الذي يعيشون فيه سواء كانت قرية أو حي أو مدينة ، ولكن وبعد اتنتشار القنوات الفضائية وشبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) رأينا أنهم جماعة يتمتعون بقدر عال من التنظيم وأنهم ليسوا تنظيما محليا بل دولي وهناك من يحمل أفكارهم ويتبنى آراءهم في العديد من دول العالم ، كما أن فيهم الكثير من الكوادر العالية المستوى في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد رأيناهم وسمعناهم في العديد من البرامج التي تعلق على الأحداث المهمة التي تقع في مصر أو المنطقة أو العالم ، فإن كانوا بهذا الحجم ويتمتعون بهذا القدر من التنظيم والكوادر والخبرة ، فكيف يقعون في هذا الخطأ الساذج الذي لايعود بأي فائدة تذكر - من وجهة نظري - عليهم بل ربما تكون وبالا عليهم وعلى مكانتهم عند من يؤيدهم أو على الأقل من يقر بحقهم في الوجود تنظيميا وسياسيا وقانونيا ؟؟؟!!!م
ثانيهما : أننا إذا سلمنا بتبرير قيادات الجماعة بأن ما حدث ليس مقصودا منه شيئا مما تدعيه السلطات وكل من يعارضهم وأنه لم يكن سوى تصرف غير حكيم من بعض الشباب المنتمين للجماعة ، أقول إذا سلمنا بذلك فإن أقل ما يمكن قوله إزاء ذلك أنه يشكك إلى حد كبير في قوة تنظيم الجماعة ، فليس مقبولا من جماعة تدعي بأنها على قدر عال من التنظيم أن يقوم بعضا من المنتمين المشهورعنهم ( السمع والطاعة لقياداتهم ) بمثل هذه الأعمال الخطيرة على المجتمع بل وعليهم كجماعة وتنظيم .
والآن أي الاحتمالين نرجح ، هل نرجح إحتمال أن ما تم كان بعلم وتوجيه قيادات الجماعة وقد قاموا به لتحقيق هدف لاندركه ؟؟!!!!م
أم أنه بالفعل كما تدعي الجماعة بأنه تصرف طائش من بعض الشباب المندفع ولا يعبر عن أي موقف أو رأي للجماعة.
فإن رجحنا الاحتمال الأول فإننا نطالب الجماعة إن كانت بالفعل تعتبر نفسها إحدى منظمات المجتمع المدني أن تفسر لنا - وبكل شفافية وصدق - ما المبرر أو الدافع أو الهدف من وراء قيامهم بهذا العمل الغير مفهوم ؟؟؟!!!!م
وإذا رجحنا الاحتمال الثاني فالجماعة مطالبة بالاعتذار رسميا ( ومن أعلى مستوى فيهم وليس من الطلبة ) إلى المجتمع وأن يبينوا بوضوح حرصهم الكامل على السلم والأمن الاجتماعي في مصرنا الحبيبة وأن يعالجوا على الفور الخوار والعور في تنظيمهم بما يضمن عدم تكرار مثل هذه التصرفات المريبة والمخيفة ، وبما يحقق لهم المصداقية لدى الناس
في الختام أود التأكيد على أننا وكمجتمع متحضر يجب ألا نسمح بأي تصرف أو ممارسة تضر بالسلم والأمن الاجتماعي لمصر وإلا فما الذي يتبقى لنا إن فقدناهما ؟؟ ، كما أود التأكيد على أن للدولة هيبة يجب أن تحترم حتى وإن كانت دولة ظالمة ، لأن البديل خطير ومروع ( أنظروا إلى العراق وما يحدث فيها ) .، وإذا أخذنا الأمر من وجهة النظر الاسلامية ، فأعتقد أن الشريعة الاسلامية قد وضعت شروطاً قاسية وضوابط صارمة للخروج على السلطة والحاكم ، فالاسلام دين نظام واستقرار لا دين فوضى وغوغائية.
أتمنى ألا يؤخذ كلامي على أنه موجه ضد أحد ( إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله)م.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(وقولوا للناس حسنا ) محمد المغني
|