نصر الله .. نصره الله وقد شرفني أخي منتصر بأن وضع مقالته الرائعة كمداخلة في قصيدتي ضنوا علينا بالغضب ... وقد رأيت_ دون أن أستأذنه_ أفضلية أن أضعها كمشاركة مستقلة .. وها هي بين أيديكم ... شكرا أخي منتصر
بقلم : منتصر الزيات*
monty_zeto@hotmail.com
لم يحط الناس أحد بحب بمثل ما أحاطوا هذا الرجل الذى تتدحرج الكلمات من فمه هادئة , واثقة , مؤمنة مطمئنة , تنزل كلماته فى مواقف صعبة بردا وسلاما على قلوب الخائفين عليه , والخائفين من العدو فى آن , هذا الرجل الذى لم يرتجف حينما قالوا له إن الناس قد جمعوا لكم , وأغارات طائرات الصهاينة على الضاحية الجنوبية ببيروت وقد بدأت بدك بيته ومقر إقامته وبناية قيادته . وأيضا لم يزلف بكلمات عنترية كالتى قالها ثوار أخرون ثوار زائفون , كذبوا على شعوبهم , بل ساموها سوء العذاب , وكرسوا الاستبداد دهرا , حتى إذا ما أغارت العدى كذبوا أيضا وقالوا حطمنا وقتلنا , وقالوا إن عاصمتنا مقبرة للغزاة .
لكن نصر الله حينما تكلم توسط وتحدث بوسطية , باطمئنان , بوضوح , كان يعرف ماذا يقول , كما كان يعرف ماذا يفعل , طيلة ست سنوات , بينما الحكومات لا تفعل , كان هو يحفر الخنادق فى الجنوب , ويرص السلاح ويحضر مواطن المباغتة والخدعة , كان يجهز الممرات تحت الأرض , ويجهز الصواريخ فوق الأرض .
فزع بعض الناس وتحدثوا كما تحدث المنافقون الأوائل , سريعا تحدثوا , مع أول طلعة طيران معادية على الجنوب تحدثوا , ولولو , كما تجزع المرأة الثكلى راحوا يتحدثون
قال زعماء كبار غامر حزب الله , وغامرت المقاومة , وأن مغامرتها لم تكن محسوبة !! هكذا بدت الخارطة فى أول القصيدة , تحلى أقزام بثياب الحكماء , خوارون جبناء , ارتدوا ثياب الحكمة والموضوعية , ليس لأنهم كذلك لكن لأنهم افتقدوا القضية .. والهوية
والحق كما قال الشاعر ثروت الخرباوى : فلتشهدوا نصـراً غلبْ
وبرغـم أنف البربرى " الأبرهـى" .. الهـر "بـوش"
العنصرى "أبـى لهبْ"
يا نصـرُ ليـس النصر يأتـى
للبليدوللقـعـيد وللـعـقـيد وذا الـذنب
إن كان ضرب الغاصبين "مغامراتٍ "
لسـت أدرى
كنـه فـعـل المغتصبْ!
ولما لم تفلح كلمات المثبطين وتراجعت مع صمود المقاومة وتراجعت الدبابات والدرعات الصهيونية أمام بسالة المقاومين المجاهدين فى بنت جبيل وفشلت كل محاولات الغزو البرى , وبدا أن المقاومة كانت قد أعدت لهذه الايام عدتها , أخرج أحفاد بن أبى بن سلول من جرابهم فتنة أخرى هى فتنة الخلافات المذهبية واستخرجوا فتاوى خاطئة فى وقت خاطىء تطلب المسلمين عدم تأييد حزب الله فى حربه ضد الصهاينة اليهود !! لأن حزب الله شيعى يعمل لأهداف ايرانية !! وكما فشلت الفتنة الأولى تلاشت الفتنة الثانية سريعا وسط هتافات الجماهير فى صحن الأزهر والمسجد الأموى والقدس الشريف وفى كل أرض مباركة من أرض العروبة والسلام والاسلام
يا بلادى كل شيء فيك ينسى بعد حين إلا حين الانتصار
يا بلادى كل شيئ فيك يهوىِ بالسنين
إلا نصر الله طار فوق رأس العالمين
رغم أنف الحاكمين بافتخار
نصرنا جاء نهار من رجال أوقفوا
جيش القرود من رجال أتقنوا رفع الجباه
من رجال أدمنوا بيع الحياه بالخلود إنهم "حزب الإله" إنهم مجد الجدود
ردد الشباب مع جمال بخيت , ومع ثروت الخرباوى أشعار النصر وترانيم المقاومة :
ليتنى كنت لديكم أفتديكم وأناولكم
باروداً أو سلاح ليتكم إذ تقبلونى تمنحونى
موقعاً فوق البطاح مدفعاً للضرب لا للإنبطاح
ليتكم إذ تقبلونى علمونى ذاك أنى قد جهلت المعركه
مذ بدأنا فى خطايا الإنفتاح علَّمونا فى بلاد الذل بعضَ "الأمركه"
علَّمونا أن نغنى ما يتاح من أغانى وفنون "الهمبكه"
رغم عنا أثخنونا بالجراح كامب ديفيد" والمفاسد مؤفكه
ويوم النصر , جاء حديث نصر الله متواضعا , وهو يهدى النصر للمقاومة , وللبنان كل لبنان , وللأمة كل الأمة , فالصمود نصر , وعدم قدرة العدو على إلحاق الهزيمة بالمقاومة نصر , جاء العدو يتبختر ساع لتحقيق هدفين رئيسين تحرير الجنديين الصهيونيين الذين أسرهما رجال المقاومة وابعاد حزب الله عن الجنوب إلى ماوراء نهر الليطانى ونزع سلاحه , وفشله فى تحقيق أهدافه نصر
لقد تحدث كثيرون وتساءلوا هل سيرجع حسن نصر الله مرة أخرى بعد إذ دخل مرحلة الكهوف وأشرطة الفضائيات المتلفزة ؟ وأقيمت استفتاءات وجاء الرد من الرأى العام الشعبى فى كل مكان المؤمن بالمقاومة نعم سيرجع حسن نصر الله وقد انتصر , وأن هذا النصر سيفرح له المؤمنون المسلمون والمحبون لكل قيم العدل
يابن أمى يا رفيقى يا أُخىّ أستميحك بالإله وبالنبى
أستميحك بالحسين وبالحسن جئت سعياً بالعزيمة والكفن
ليت أنتم تقبلونى للوطن
ليت أنتم تدفعونى للمحن
ليت أنى من رجالك يا حسن
* هذا مقالى اليوم بجريدة نهضة مصر