أيها الشعب الدنماركي ، أعتذر لكم
أيها الشعب النرويجي ، أعتذر لكم
أنا غير مسؤول عما قام به قطيع من الغنم الليلة بإحراق السفارتين ، في دمشق
وأنا أتبرأ من هذه الفعلة الشنيعة
أنتم تعرفون أننا لا نعرف كيف نعبر عن مشاعرنا
نحن أبناء ثقافة السيف
ثقافة ( غصب عنك )
ثقافة ( إما تفعل ... وإلا )
ثقافة الاستحمار
واستجحاش الإنسان
تخيلوا أنتم أيها الشعب الظريف
أن يمارس عليكم سياسة الاستحمار لعدة قرون
فإلام ستتحولون ؟!
أنا فعلا آسف ، فهؤلاء البجم الذين قاموا بحرق السفارتين لا يعبرون إلا عن الحظيرة التي خرجوا منها بدون رسن ولا حبل
هم لا يعرفون شيئا اسمه صحافة مستقلة ، وأن الصحيفة فقط مسؤولة عن فعلها في الغرب
وأن الصحيفة عندكم غير تابعة للنظام ، ولا تنطق باسمه ، ولا تمثله
يجهلون ، اعذروهم ، لا يعرفون شيئا آخر
نحن لا نعرف شيئا اسمه صحافة مستقلة غير ناعقة للنظام وغير متحدثة باسم سرواله
نجهل أن هناك صحف مستقلة ، وتعبر عن نفسها فقط
ورغم أنكم اعتذرتم رسميا ، فقطيع البجم أصر على أن يحرق السفارة
حتى نثبت لكم أننا أسوأ مما تتخيلون
نحن لم ندمر تماثيل بوذا ، رغم اعتراض العالم ، ولم نعتد على معتقدات الغير إطلاقا
ولا نشتم غيرنا من الأديان ولا نكفر أحدا ولا نذم أحدا ولا نسخر من أي دين
نحن لا نكره الشيعة ولا الأقباط ولا نحتقر أحدا أبدا بسبب طائفته أو ديانته
نحن مسالمون جدا
متمسكون جدا بثوابتنا الثابتة وبحياتنا الثابتة وبعاداتنا الثابتة وبحكامنا الثابتين
نحب أنفسنا جدا ، ونعتبر أنفسنا أفضل صورة وأفضل إنجاز
ونكره كل شيء مختلف ، أي شيء جيد ، نكره كل ما هو جميل
نكره الرسم ونكره النحت ونكره الموسيقى ونكره الحضارة ونكره الحداثة
نحن لا نكره الآخر ، ولكن نتمنى أن تنشق الأرض وتبلعكم في ليلة ظلماء بلا قمر ولا بدر
وليس لدينا مشايخ يزرعون الحقد حتى يجري كالأنهار
نحن نكره كل من يذكرنا بأننا أجهل أهل الأرض
نحن أهل : ولا تزر وازرة وزر أخرى
ومع ذلك : قمنا بإحراق مبنى بما وبمن فيه ، لأن هناك صحيفة مستقلة فعلت ما فعلت
رغم أن الموظف في السفارة ، ضد ما جرى ، وقدم اعتذاره ، ورغم أنه غير مسؤول عما جرى بالأساس .
هل فهمتم أننا أمة لا تفهم
نحن معتادون على العصا والكرباج
لذلك، لا نعرف كيف نعبر عن مشاعرنا ، حتى العاطفية
بل نحن من ابتكرنا طريقة للتفريق بين زوجين متحابين
لا تسيئوا إلينا أرجوكم
نحن شعب متحضر ولسنا همجا وبجما وجماعة من الغوغائيين
وأرجو أن تقبلوا اعتذاري ، كمواطن سوري ، عما جرى لسفارتي بلديكما في دمشق
وأرجو من بلديكما عدم العودة إلى فتح سفارة في مثل هذه البلاد المتخلفة ، رغم كل ثقتي بأن آلاف من الذين تظاهروا يتمنون أن يعيشوا في بلادكم الجميلة ، وأن يحصلوا على فرصة عمل ، وأن يتمتعوا بهوائها النظيف ، وحكومتها العادلة الشفافة، ونظامها الرتيب ، ونسائها الجميلات ، والحريات الجميلة أيضا ، أنا واثق من ذلك.
ولكن هوشة العرب أضاعت منا الكثير .. وإذا جن ربعك ... عقلك ما ينفعك. وهذا ما أشعر به.
أعتذر لكم فاعذروني ، قبل أن تفقدوني!!.