الزميل الفاضل موسى شنانى :
وصفت هذا البيان بأنه يعبر عن رأى آخر .. فهذا الرأى الآخر مغاير لوجهة نظر من ؟؟ المؤتمرين فى سوريا أم أصحاب البيان المصرى الذى أضافه على المنتدى الزميل المصرى ؟
أود أن ألفت نظرك أنه على الرغم من أنك كنت ضد الفريق المعارض للمؤتمر ومصدرى البيان سالف الذكر فإن البيان الذى أضفته على هذه المشاركة وتؤيده هو تقريبا مطابق لوجهة نظر المعارضين للمؤتمر الذين حالت المؤامرات المعهودة دون ذهابهم الى سوريا .
فمكمن الخلاف يا عزيزى شنانى أننا كنا نحمل وجهة نظر مخالفة لرأى القائمين على المؤتمر .. فهم ارادوا الذهاب الى سوريا من أجل مظاهرات الطبل والزمر والرقص التى تؤيد الرئيس السورى وهو ما حدث فعلا وشاهدناه فى الافتتاح وانتهى بالمظاهرة الهزلية أمام مقر الأمم المتحدة .
أما مصدرى البيان وهم المعروفون بمشاغباتهم السياسية فقد اجتمعوا فى وقت سابق على المؤتمر وقرروا وجهة نظر مخالفة لهذا السلوك وارادوا التوجه الى سوريا للتعبير عنها .. وبالطبع جهات الاستخبارات النقابية سرعان ما سجلت ما دار فى هذا الاجتماع وعلمت بنوايا هذا الفريق فعملت على إقصائه ومنعه من الذهاب .
وجهة النظر الأخرى التى حملها أصحاب البيان كانت تذهب الى أنه لا يجوز أن يقتصر المؤتمر على الهتاف والتهليل للرئيس السورى ونظامه باعتباره مناصره له ضد الهجمة الأمريكية .. ولكن ونحن ضد الهجمة الأمريكية لابد أن نفتح ملفات الديكتاتورية والشمولية وأن نعمل على إجبار الأنظمة العربية على الإصلاح السياسى والديمقراطى الحقيقى وليس الاصلاح بالشعارات والكلام دون تنفيذ .
وأحيلك فى ذلك إلى المناقشات التى تمت على هذا المنتدى بخصوص صدام حسين ونظامه إبان الغزو الأمريكى للعراق .. فرغم تعاطفنا مع العراق ووقوفنا ضد الغزو الأمريكى فكثير جدا من الزملاء كان ضد صدام وممارسته الديكتاتورية ... وهو ما فعله الشعب العراقى فعلا فلم يقف مدافعا عن صدام وإنما ترك صدام ونظامه يسقط ومن بعد سقوطه تبدأ مرحلة مقاومة الاحتلال .
أعتقد أنه لو كان صدام حسين حاكم عادل ولوكان ديمقراطى لم يضطهد شعبه ما كان لينتهى هذه النهاية ولكان الشعب توحد معه منذ اللحظات الأولى للغزو .. لكن لأنه كان ظالما ومستبدا لم يجد من يدافع عنه .
كانت وجهة نظرنا أننا لا نستطيع أن ندافع عن أنظمة ديكتاتورية شمولية قمعية ولو ضد الغزو الخارجى .. ولكن حتى نتوحد مع هذه الأنظمة فى خندق المدافع لابد أن تكون هذه الأنظمة ديمقراطية حقيقة وتسعى لاصلاحات فعلية سياسية واجتماعية تعيد الحق الى اصحابه .
كنا نريد الذهاب الى سوريا لفتح هذه الملفات ليس لسوريا فقط ولكن لكل الأنظمة العربية الشمولية .. فمهما كانت الظروف نجد من الصعوبة على أنفسنا الدفاع عن أنظمة سبق وان أضطهدتنا واودعتنا معتقلاتها وطاردتنا أجهزتها الأمنية بلا مبرر .. ومنعتنا من مزاولة حقنا الدستورية والمشاركة فى العمل السياسى .
ولأن الذاهبين الى سوريا كان لديهم أجندة أخرى غيرنا تقوم على سياسية الطبل والزمر فكان لزاما عليهم منعنا من التعبير عن هذا الرأى .
ولأن القائمين على الأمر لهم معنا تجربة سابقة عندما انعقد ذات المؤتمر فى القاهرة منذ عامين وحاولوا تحجيمنا بكل الطرق واقتنعوا بأنهم نجحوا فى ذلك ويوم الافتتاح نجحنا دون أن يشعروا فى تسريب لافتات وأوراق ومنشورات داخل قاعة المؤتمرات .. وبمجرد بداية وزير العدل المصرى لكلمته فى الافتتاح شاهدت الوفود الحاضرة مشهدا لم تكن تتوقعه فقد وقفت هذه المجموعة وسط القاعة حاملة لافتات تندد بقانون الطوارىء والمعتقلات وهى مقيدة اليدين بسلاسل كوسيلة تعبيرية عن رأيها عن حالة الحريات فى مصر.. وتسبب هذا المشهد فى احراج وزير العدل الذى لم يستطيع استكمال كلمته .. وبالطبع المشهد تسبب فى احراج نقيب المحامين الذى جلس على المنصة مجاورا للوزير .
هذا كان موقفنا ضد حكومتنا المصرية والمؤتمر على أرضها ووسط جمهورها الأمنى حتى لا يحاول أحد تحويل المؤتمر المنعقد باسم المحامين الى مؤتمر تأييد للنظام .. وأعلنا صراحة معارضتنا لحضور وزير العدل للافتتاح باعتباره أحد رعاه الفساد والمعتقلات فى مصر . هكذا علنا ووسط كل الوفود المشاركة التى وإن بدا عليها الذهول من الموقف ولم تتوقعه إلا أنها شدت من أزرنا ووقفت معنا اثناء حفل الافتتاح .
ومن أجل هذه التجربة المريرة على قلب نقيب المحامين الذى أصابه الحرج من هذا الموقف فقد عمل جاهدا على إقصائنا من المشاركة فى مؤتمر سوريا لأنه يعرف أن نفس المشهد سوف يتكرر وأن الموقف واحد ولن يتغير .
لذلك أخى شنانى أرى أن البيان الذى أرفقته بمشاركتك وحظى بتأييدك يحمل ذات وجهة النظر التى نحملها وهى أنه لا تأييد لأنظمة فى المواقف الدولية الخارجية دون اصلاح حقيقى سياسى واجتماعى .. وأن ملفات الفساد والشمولية والطوارىء والاعتقالات لابد أن تفتح فى كل مناسبة .. فلن نذهب الى سوريا لتأييد نظامها أو الهتاف لبشار أو الذهاب لمقر الأمم المتحدة لاعلان تأييدنا لبشار دون أن نفتح معه داخل المؤتمر ملفات الطوارىء والاعتقالات والاضطهاد السياسى .
وارجوا أن تلاحظ أن القناة الفضائية السورية كانت تقوم بتغطية المؤتمر بالبث المباشر على الهواء .. فكانت التغطية للحفل الافتتاحى ولورشة العمل الخاصة بلجنة الشئون العربية .. واستبعدت تماما أى تغطية لورشة عمل لجنة الحريات ولم تشير لها وكأن المؤتمر لا يوجد به لجنة حريات ... لماذا من وجهة نظرك هذا الاستبعاد ؟
وللحديث بقية ...
أحمد حلمى
المحامى بالنقض
www.almohameen.com
|