لعل الاحداث التي حصلت في بغداد خلال الايام السابقة كشفت لمن بعينه عور المسافة بين العراقيين و العرب ففي الشهر الماضي حدثت تفحيرات محطات النقل في لندن و ما ان نقلت وسائل الاعلام هذا الخبر حتى سالت دموع التماسيح العربية على الضحايا الابرياء وأعلنوا البراءة من الارهابيين المجرمين رغم ان الجميع يعلم ان هولاء الارهابيين انما هم نتاج اعشاش الارهاب و جحور الضلام و التكفير في صحارى الاعراب وما الارهاب الا ماركة مسجلة في كل عواصمهم!
و بعد ايام من هذه التفجيرات حصلت تفجيرات في محطات النقل في بغداد و التي تربط بغداد مع المحافضات الجنوبية الشيعية وهي لا تقل وحشية عن الاولى الا في كون الضحايا في تفجيرات بغداد هم عرب فخرست لغة البيان و اختبىء عمرو موسى في جحره و هو لا يرى و لا يسمع و لا يتكلم و سار من خلفه زعماء العرب في صمت مهين!
و قبل ايام حدثت واقعتين الاولى اعصار كاترينا فتبرعت الكويت بمبلغ نصف مليار دولار امريكي و تبرعت قطر بمئة الف دولار امريكي عدا و نقدا و قطر التي استضافت اكبر قاعدة امريكية على ارضها و استقبلت معاوية الطايع الذي اعترف باسرائيل و طرده شعبه غير ماسوف عليه و استقبل سجودة زوجة الطاغية المخلوع صدام واستقبلت شقيق رئيس هيئة علماء المنافقين و توسط لها و رتبت اللقاءات بينه و بين اسرائيل ( و التي فضحتهم مشكورة جريدة ايدعيوت احرنوت) و فتح مكتب العلاقات الحميمة جدا مع اسرائيل الا ان هولاء القادة و ضمير الامة العربية و امل العرب ووووو نسوا ان كارثة اخرى حصلت في الكاضمية راح ضحيتها اكثر من الف برىء من العرب فلم نسمع حتى و لا ببرقية تعزية و بينما كان ابناء الشعب العراقي يقفون بصفوف طويلة من المتبرعين لمواساة اخوانهم من عوائل الضحايا كان بقية العرب يقفون صفوف طويلة على ابواب السفارات الامريكية ليقدموا التعازي و المساعدات الى اخوانهم الامريكان ليثبتوا لنا كم هي المسافة بيننا و بينهم و المفارقة ان اسبانيا تتبرع لعلاج الضحايا الجرحى من العراقيين في اسبانيا لا تملقا و لا طمعا و انما لشعورهم الانساني كانت الاعراب تتملق للامريكان و اموالهم في خدمة اخوانهم من عوائل ضحايا كاترينا.
و بينما كان العالم يواسي الشعب العراقي بهذه المصيبة كان الاعراب يسهرون على صوت نانسي عجرم و يستقبلون الشاذ جاكسون على ارضهم و حتى المحامي مدحت عثمان في مشاركته ينتقد العراقيين لانهم يقيمون مراسيم العزاء لاهل البيت و يصفهم بالمشركين ليقول لنا حسنا انكم ليسوا اعرابا مثلنا و الان انكم ليسوا على ديننا و هكذا تم الطلاق بالثلاث بيننا فقوميتنا مختلفة و ديننا الان مختلف ايضا !
و الحقيقة اني اشكرك ياستاذ عثمان فبعد ان سلنا ايدينا من العرب تبين لنا اننا ليس على دينهم ايضا فنحن نعبد اله (ليس كمثله شيء) نسمع منكم انكم تعبدون اله في صورة شاب امرد ؟ رواه ابن عباس وأورده الطبري في تفسيره لسورة (والنجم)، وقد جاء فيه: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (رأيت ربي في صورة شاب امرد) .. راجع كتاب (كشف الخفاء ومزيل الالباس) للعجلوني .. وكتاب السيرة الحلبية ..
و بينما نعبد اله ( لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار) بينما انتم ترون ربكم و هو يضع قدمه في النار ! صحيح البخاري برقم 4848 عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع قدمه فتقول قط قط ورواه مسلم برقم 2848 فشكرا لكم لتوضيح هذا الفارق بيننا فلقد ابلغتمونا بافعالكم التي هي ابلغ من كلامكم اننا واياكم ليس على دين واحد و لا من قومية واحدة و لم يبقى بيننا الا الانسانية فالامام علي ( عليه السلام) يقول لمالك الاشتر عندما ولاه مصر يوصيه بالرفق باهل البلد ( انما الناس اما اخ لك في الدين او نضير لك في الخلق ) و هذا الشيء المتبقي الوحيد لا يتوفر في العرب ايضا فبينما كان كوفي عنان اول المعزين كان زعماء الدول العربية مشغولين بمن هو الفائز في سوبر ستار و هل سيحقق احد ابناء بلدهم الفوز التاريخي ليدخل بلدهم التاريخ من اوسع ابوابها , فهل يستطيع احد ان يثبت وجود رابطة بيننا و الاثبات ليس بلقلقة لسان و انما بالافعال. مع التقدير