اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
11/29/2004 1:42:13 AM
  الحوار السنى الشيعى..... من نفس المنظور       

كان لدى بارقة أمل ولا زال فى أن نقيم حوارا بيننا فى هذا المنتدى نتعرض من خلاله لكافة القضايا التى تهمنا وتحقيق قدر من التقارب فى وجهات النظر المختلفه ازاء أى من القضايا ولكن للأسف الشديد وبمجرد اطلاعى على مشاركه بعنوان الحوار السنى الشيعى من منظور أخر أصبت بصدمة شديده وأنا أرى الحوار يتحول الى ساحة للتنابذ بالكلمات والصور وتحولنا من محامين الاصل فى الانسان عندنا البراءه الى جلادين نبحث عن شبهة لتعليق المشانق

يا ساده ليس الحل فى أن نغلق باب الحوار ولكن فى أن نهذبه ونعرف غايتنا منه وان نحدد اللغه التى نتناقش بها وان نتقبل الاخر رغم اختلافه معنا

واعتقد ان عملنا فى مجال القانون يجعلنا لا نتقبل فكرة الحق المطلق فنحن نبحث عن الدليل كى نثبت الحق وكونى سنى أو شيعى المذهب بالولادة والنشأه لا يعطينى الحق فى رفض المذهب الاخر بالكليه والا فالعذر كل العذر لمن لم يؤمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام وقد جاء ليغير كل ما تربوا عليه

لى اصدقاء من الشيعه عارضوا معى موقف شيعة العراق والبحرين واسفوا لها ولى أصدقاء من السنه فضلوا الحل السلمى ومهادنة العدو يا ساده الاختلافات بسيطه ونحن من نعمقها أعيدوا الحوار وتقاربوا واعلموا ان الله محاسبكم فرادا فرادى وليس كطوائف وملل فاتقوا الله فى دينكم ودنياكم واقيموا حوارا يليق بكم ويحقق تطلعاتكم

والسلام على من اتبع الهدى



  احمد حلمى    عدد المشاركات   >>  318              التاريخ   >>  30/11/2004



يلاحظ أن فى فترة الأسبوعين الاسبقين تم إغلاق ثلاثة موضوعات فى المنتدى كلها طرحت ذات الموضوع وكلها احتوت على خلاف تجاوز حدود الحوار واحترام الرأى الآخر واحتوت على عبارات واتهامات وصور يعجز اللسان عن وصفها .

ويلاحظ يضا أن أطراف النقاش الذى تحول إلى شتائم وتهجم غير موضوعى هم نفسهم فى كل الموضوعات المغلقة بما يؤكد أن كل منهم مصر على رأيه رافضا مبداء الحوار أساسا .

ولا نملك حيال ذلك إلا أن نقول لهم  :  الفتنة نائمة .. لعن الله من ايقذها .


أحمد حلمى 

المحامى بالنقض 

www.almohameen.com

 


  Hamorabi    عدد المشاركات   >>  19              التاريخ   >>  30/11/2004



ان رضى الناس غاية لا تنال , فرحم الله ابا ذر فقد قال رسول الله ( صلى الله عليه و اله و سلم ) فيه (ما اقلت الغبراء و لا اضلت الخضراء اصدق لهجة من ابا ذر ) فقد كان رحمه الله يجمع الفقراء على باب قصر معاوية و يقراء الاية الكريمة ( والذين يكنزون الذهب والفضة فبشرهم بعذاب أليم )  فكانت صراحته و صدقه سببا لنفيه , لكنه ابى الا ان يقول الحقيقة و لو اغضب الناس , و اذا كان اعراب الجاهلية تضيق صدورهم من الراي المخالف فان اعراب زماننا الحاضر اضيق صدرا بل ان صدورهم لا تتحمل ان يروا  اي رأي مخالف ويحكمون بالاعدام على من خالف ارائهم  و قد اوردت ردي على مشاركة الزميل احمد حلمي و ذكرت  في البداية ان للحوار شرطا رئيسيا الا وهو الادب في الحوار والحقيقة ان الادب في الحوار ليس مطلوب بين المسلمين بل ان القرأن الكريم اوصى الرسول الاعظم بان يجادل الكفار بالتي هي احسن, و لكن عندما تتحاور مع انسان غيرمؤدب فالافضل هو ترك الجدل كما قال كارينجي ( اكسب الجدل بان تتجنبه) و خيرا عملت ادارة المنتدى بغلق الحوار ,  او ترد الاساءة بمثلها , و لكن لي عتب بسيط اتمنى ان يتسع صدورهم و صدور المشاركين  له الا وهو بيان من الذي اساء الادب و من كفر الاخر و خاصة كلام الزميل احمد حلمي ( و كلها احتوت على خلاف تجاوز حدود الحوار) فانا من نادى بادب الحوار قبل ان يبداء الحوار ولم اقم بالرد الا بعد ان تم نشر صورة لرجل دين شيعي و هو يقبل بريمر الحاكم الامريكي السابق  فمن قال ان السلام او التقبيل عند السلام حرام ثم ان بريمر لم يصافح الشيعة فقط  فقد صافح اناس من كل الطوائف و الاديان في العراق و ما اكثرها لدينا فلماذا هذا التهجم على الشيعة و كان الشيعة هم من غزا الكويت و هم من جلب القوات الامريكية للمنطقة, و اذا اردنا تتبع الاخطاء فان الفريقان لا يخلوان من الاخطاء الجسيمة على مر الزمان, و ليس امامنا الا ان نستمر بتتبع الاخطاء و العثرات اوان نبحث عن ما يجمع كلمة المسلمين ووحدة صفهم و الثانية هي احب الى الله و رسوله , و لكن المصيبة ان من نشىء و تربى على الحقد و الكراهية لكل من خالف رائيه فمن المستحيل ان تغير رائيه  و من اين ناتي بأناس امثال ابي حنيفة في قوله ( قولي صواب يحتمل الخطاء و قول غيري خطاء يحتمل الصواب ) و لكننا ابتلينا بأناس يحكمون على من يقول بان الارض تدور حول الشمس بانه كافر و يجب ان يقتل و ان من لا يقصر ثوبه فهو كافر و يجب ان يقتل و بالتالي من يشارك في المنتدى فهو كافر و يجب ان يقتل و لكني ابشركم ان ذبح المشاركين في المنتدى سيكون على الطريقة الاسلامية و بسكين مصنوعة في دولة اسلامية و ان من يذبحهم سيقول الله اكبر عند الذبح على الطريقة الاسلامية



  mughanny69    عدد المشاركات   >>  64              التاريخ   >>  30/11/2004



الأخ العزيز الأستاذ حمورابي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد بدأ الأستاذ الفاضل أحمد حلمي حواره السابق منطلقا من مبدأ غاية في السمو والرفعة ألا وهو التقريب بين طوائف المسلمين حرصا منه  على وحدة الصف وقد كنا نأمل معه أن تجد هذه الدعوة المباركة صدى واستجابة من كلتا الطائفتين إخلاصا لله وحده وحرصا على مصلحة المسلمين ، غير أن الذي حدث غير ذلك فتحول الحوار الى سجال من تبادل الاتهامات والسباب التي لا تليق بالمسلم ، فعلى مدار ايام الحوار تقدمت بثلاث مداخلات حاولت فيها دعم توجه أستاذي الكريم أحمد حلمي فلم أجد منك ولا من المضادين لك في الاتجاه اي تعليق يؤيد ما ندعو اليه وانما كان كل فريق حريص على ان يرد على الآخر لينتقص منه غير آبهين بما نقول وندعو ، فحسن فعل الأستاذ أحمد حلمي سدا للذريعة وغلقا لمنافذ الشر ووساوس الشيطان .

أرجو أن يتسع صدرك لكلامي هذا كما أنك تطلب من الآخرين أن تتسع صدورهم لكلامك .

إن الجدال بالتي هي أحسن الذي تتحدث عنه إنما هو وسيلة لتحقيق غاية نبيلة عظيمة ألا  وهي هداية الطرف الآخر إلى الحق ، أما أن يتحول الجدال إلى غاية فتلك مصيبة والمصيبة الأعظم منها أن يتحول إلى وسيلة لغاية خبيثة وضيعة ألا وهي تضليل الطرف الآخر وانحرافه عن الحق ( فماذا بعد الحق إلا الضلال )0

في النهاية أحيي الأستاذ أحمد حلمي على ما قدم ويقدم وأدعوه إلى المزيد من الصبر وسعة الصدر وهو أهل لذلك ان شاء الله ، وأدعو الله سبحانه أن يجلعني وإياكم من الهداة المهديين وأن يرزقنا الصدق في القول والعمل

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(وقولوا للناس حسنا )
محمد المغني


  المصرى    عدد المشاركات   >>  73              التاريخ   >>  2/12/2004



الحقيقة أن الحوار الذى دار عن موضوع التوفيق بين المذاهب اخذ منحنى سيىء للغاية وتضمن خروج غير لائق بالفعل من كلا الجانبين . وهذه صورة سيئة جدا نطرحها عن انفسنا فلم أكن اتصور أن يدور الحوار بين مجموعة مثقفة وخاصة وهم رجال قانون على مثل هذا النحو من الحديث الذى رأيته .

اذا كان لا يمكننا أن نطرح مثل هذا الموضوع الهام ونتناقش فيه بموضوعية دون تجريح فلا داعى لطرحه أصلا .


محمد أحمد كمال المحامى


  ميزان العدالة     عدد المشاركات   >>  11              التاريخ   >>  3/12/2004



الجدل العقيم أمر يجلب الفرقة والنفور .. من اجل هذا فضلنا الابتعاد عن النقاش الذى دار عندما تبين أنه خرج عن مضمونة ليتحول إلى تبادل للسباب والشتائم . ودار بين طياته جدل عقيم لا فائدة منه .

لو أن احد المتخاصمين فى الموضوع قد بين لنا حجج لرأيه لكنا استكملنا معه النقاش . أما أن يتحول الموضوع الى مناسبة للشتم والعبارات المؤذية للسمع . فالافضل الابتعاد عنه


وليد صلاح الدين 
  المحامى 
المنشية - الإسكندرية 


  ميزان العدالة     عدد المشاركات   >>  11              التاريخ   >>  13/12/2004



                 السنة والشيعة: مناهج للتفكير أم مذاهب للتكفير

نبيل الصوفي

دخل أستاذ قدير إلى أحد الملتقيات وهو يعبر عن غضبه من خطاب السلطة الأهوج تجاه الهاشمية والزيدية والهادوية والإثنى عشرية، قائلا 'يحاكمون لقمان بدعوى أنه سب الصحابة في عهد لاحرمة فيه للأحياء'، وأضاف 'لقمان لا يسب الصحابة، ومع ذلك أنا حر أسب من أريد'.

الأستاذ القدير كان يعبر عن حالة غضب مع أنه ليس ممن يشتمون ويسبون أصلا، لكنه تبسم وأنا أقول له: 'لا يحق لك شتم لا الصحابة ولا غيرهم فالمؤمن ليس بطعان ولا لعان أصلا، ثم إن الدستور والقانون يحظر عليك شتم جورج بوش فكيف بأصحاب رسول الله صلى الله عليه ورضي عن أصحابه'.

تبسم مؤكدا أنه لم يقصد الشتم، بل النقد، وطبعا هناك فرق بين الاثنين، وأنه 'كل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم'، وأن سلف الأمة المسلمة رحمهم الله جميعا وعفا عن سيئاتهم وإن لم يقل أحد بعصمة أفعالهم، فإن أعراضهم معصومة من الشتيمة بلا خلاف، كما نحن أصلا، وهناك فرق بين عصمة الرأي وحرمة العرض.

***

عقب إحدى تقارير الجرادي -أظن هنا في الناس- عن صعدة وأعياد الغدير، شهدتٌ جدلا ساخنا بين الزميل علي الجرادي ومحمد المنصور –رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الحق الآن-.

المنصور كان يسائل الجرادي عن جدوى الاستمرار في نبش الماضي، والحديث عن الإمام يحي وكأنه خارج 'الملة'، وفي الحقيقة كنت متفقا معه حول ضرورة الكف عن استدعاء الإمام يحي حميد الدين رحمهم الله جميعا، عند الحديث عن معوقات التغيير في اليمن، بعد أن عجزنا عن تحقيق ما انتقدنا الإمام ونظامه لعدم تحقيقه قبل قرابة 70 عاما.

فضلا عن الحديث عن الإمام الهادي، وعبدالله بن حمزة، وغيرهم في إطار الخطاب السياسي الساعي لإدانة توجه أو شخص بيننا اليوم، ولندع الماضي لأهل التاريخ المتخصصين.

غير أني وفي غمرة تقمصي دور المتعاطف، لم أدر ما الذي قفز بأخي محمد إلى ماقبل ألف وثلاث مائة سنة دفعة واحدة للحديث عن معاوية رضي الله عنه.

وقد حال نقاش الأخوين الصاخب دون أن أحصل على إجابة مقنعة حول: كيف يمكن أن نطالب الناس بالكف عن استغلال أخطاء نظام الأئمة –الذي لاتزال آثاره بادية للعيان- ونحن مثقلون بروح الكراهية لسلف أصاب وأخطأ لكنه صار بين يدي ربه قبل حتى أن يخلق جد جد جد الإمام يحي مثلا.

****

في زيارة قبل أشهر إلى مدينة صعدة في إطار عمل حزبي للدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح في تلك المحافظة المسوّرة ماديا بأسوار المقابر الكثيرة، ومعنويا بصراع التاريخ كله بين السنة الشيعة –هكذا يحدثك الجميع عن بعضهم البعض.

في تلك الزيارة أصررت على مستضيفي أن نزور ليس جامع الهادي، بل وقبره رحمه الله، لنقرأ عليه فاتحة الكتاب، وهو ما كان.

وقلت لهم حين حدثني أحدهم أنه لم يزر الجامع منذ أكثر من عشر سنوات: 'مات الهادي قبل مئات السنين، وللأسف أنتم اليوم ترفضون أن يدفن بجانبه سيفه بل وتحملونه أنتم لتحمون ما انتقدتم قيام المعارك بسببها في ذلك الزمن'.

لقد صار الهادي تراثا يمنيا، وهو لأهل صعدة أكثر خصوصية، وليس من المنطقي أن نتعامل معه بما نستنكر أن دولته تعاملت به مع الآخر –ككثير من دويلات المسلمين منذ مابعد الخلافة الراشدة- وأقصد الآخر في إطار الأمة المسلمة ، أما خارجها فقد كان تعامل الحكام مع غير المسلمين أفضل من تعاملهم بسبب الخلاف على السلطة والثروة ربما-.

وعلينا أن نفرق بين رأي الهادي أو المهدي أو أي شخص من الأحياء أو الأموات وبين واجب العدل تجاهه: 'ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا'، وكما يقول ابن تيمية رحمه الله : العدل حق كل أحد على كل أحد.

وبالطبع فصوابهم صواب وخطؤهم خطأ، غير أن أعراضهم جميعا يجب أن تظل مصانة، ولحوم البشر أصلا مسمومة، 'أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه'.

ولا يعني الحق في انتقاده أن نتعسف التاريخ، أو أن ننقده خارج المنهج العلمي المعتد به تجاه الشخصيات التاريخية السياسية أو العلمية.

إنني أتذكر القاضي العمراني –أطال الله في عمره- وهو في حلقات العلم التي كنت أحضرها له في جامع الزبيري بصنعاء وهو عند كل رأي متقدم –من القدم لا التقدمية- يحرص على إيضاح قول الهادوية في القضية محل الرأي، ولايزال حتى الآن.

ولايجد المرء مبررا أن يظل الهادي –رحمه الله وتولاه ككل موتى المسلمين بما هو له أهل- منتقص الحقوق في الوقت الذي نوزع الاعتدال شرقا وغربا.

ولا أتحدث عن الهادي من باب المن والقبول على مضض، بل أتحدث عنه كشخصية يمنية لها تجربة غنية في الفعل العام، مثله مثل الإمام محمد بن عبدالوهاب في المملكة العربية السعودية.

وعلينا قراءة حياته، وتضمين تلك القراءات في مناهجنا العامة والتنظيمية، وإنني آمل أن يقدم لنا أحد أعضاء الإصلاح وبالذات من صعدة دراسة تاريخية منصفة عن الهادي –كفقيه وعالم غزير المعرفة قبل أن يكون حاكما.

***

عقب نشر الصحوة حوارا أجريته مع الأستاذ حسن حدرج الأمين السياسي لحزب الله اللبناني، جاءتني مجموعتان من إخوة أجلاء تحمل كل مجموعة قصاصات وكتيبات مختلفة عن الشيعة، وعقائدهم، والتقية التي يعتمدونها، معترضين على نشر الحوار والحديث عن 'الصراع التاريخي بين السنة والشيعة'.

ومع تقديري لمجيء كل مجموعة على حدة وهداياها فللأسف لم أصل إلى أي نقطة اتفاق معهم، مع أني حاولت، لكني آثرت السلامة بعد أن وصل الحوار إلى نقطة قد أسلب حسن نيتي وصدق إيماني وحبي لنبي الرحمة ولصحبه الهداة المهديين.

قلت لهم 'أنا لست من أهل السنة والجماعة ولا من أهل الشيعة، أنا مسلم دينا وعضو في التجمع اليمني للإصلاح'، فكانت كلماتي كفرا وعدوانا، وبخاصة بعد أن قلت لهم أنه 'والإصلاح –كما أفهمه- ليس امتدادا للمدارس المذهبية ولا العقائدية'، إنه 'حزب سياسي في دولة يقول دستورها أن دينها الإسلام وأن الشريعة مصدر الأحكام، وأنه لايحق إقامة أي تنظيم يناقض هذه الأصول والثوابت'.

الأعزاء الكرام أرادوا سؤالي عن قضايا معرفية صحيح أنها كانت معاقد للتدين في المجتمع المسلم، ولكن قبل مئات السنين، أما اليوم فلم تعد تمثل إشكاليات، وإذا كان ابن تيمية رحمه الله قال حين اتسع النقاش حول الأسماء والصفات 'زادوا –أي في الشُبه- فزدنا –أي في الردود'، فإننا اليوم أمام ماهو عكس ذلك تماما، وبخاصة في الحديث عن العقيدة -هذا المصطلح العلمي الذي أنتجه اعتراك علماء الإسلام بحثا عن حماية فهم سليم للدين الإسلامي، لكننا نتعامل معه الآن وكأنه لفظ قطعي الدلالة مع أنه لم يرد بلفظه لا في كتاب ولا في سنة-، وكل ماتعلق به بعد ذلك من تفريعات اجتهادية يجب أن لا تنسينا الأصل الذي قرره الله سبحانه في كتابه العزيز قبل ذلك بزمن طويل في الآية القرآنية الكريمة 'اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا'.

حاولت أن أقول لهم أننا اليوم أمام قضايا جديدة تختبر حقيقة إيماننا وتديننا، تختلف جذريا عن تلك التي تصدى لها علماء المسلمين رحمهم الله جميعا في أزمنة مختلفة.

وأن مصطلحي سنة وشيعة مصطلحات تعبر عن حالة انقسام طرأت بعد فتن نقلت الخلاف من قصور الحكم إلى منابر المساجد ثم إلى بطون الكتب، قبل أن تصبح معايير لسفك الدماء واستحلال المجتمع المسلم لبعضه البعض.

وأن حديثي هذا ليس إقرارا بأي اجتهاد يتبين خطؤه من الشيعة –أو من غيرها- وأن ذلك لايعني القبول بالإساءة إلى السلف الصالح- أقصد شتمهم لأني أعرف أن السلفيين اليوم هم أكثر من يدرس تاريخ السلف ويقدم الدراسات التكميلية أحيانا والناقدة أحيانا أخرى، دون أن يقول أحد أنهم يسيئون للسلف الصالح.

بل إن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله أصدر كتابه القيم الذي جمع فيه أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم من كتب الصحاح المختلفة بعد دارسة مجتهدة لكل منها –وفق قواعد علم الرواية- من صاحب علم في فن هناك من يتحدث عن 'توقف آليات التجديد فيه'، لصالح علم 'الدراية'.

غير أن كل محاولاتي ذهبت أدراج الرياح ويمكن لولا أن اسمي حديث –أظن اسم نبيل لم يعرف كاسم علم في الماضي - لأخرج أحد الإخوة فتوى بأنني 'شيعي ضال' بالاسم أو السليقة.

***

تذكرت كل تلك الحكايا وأنا أقرأ حواري الشيخين الفاضلين محمد المهدي والمرتضى المحطوري، في العددين الماضيين من (الناس).

فهم يتحدثون –مع تأكيدي على حق كل منهما في أن يعبر عن مايعتقده- على الطوائف والمذاهب:

السنة والجماعة، الاثنى عشرية، الإسماعيلية، السلفية، الزيدية، الشافعية .... إلى آخر التسميات، وكأنهم أمام تشكيلات تنظيمية يصبح المرء عضوا فيها بطقوس محددة معروفة، وكذلك يغادرها، مع أننا لم نعلم كيف أصبح المحطوري ولا المهدي سنيا أو زيديا.

إنني أتذكر المشائخ الأجلاء في جبلة –حميد عقيل مثلا أو يحي بن شمسان، أو العنسي رحمه الله- وهم يسألون طالب العلم القادم إليهم عن الكتاب الذي يختار دراسته على يد أي منهم.

وهو منهج معتمد في جبلة وزبيد، إذ أن المذاهب والفرق إنما هي قواعد منهجية للتفكير لايمكن الحديث عن انتماء لها هكذا بالمنطقة أو الأماني، أذكر هنا بالعلاقة المتميزة التي لاتزال تجمع الشيخ عبدالمجيد الزنداني وعدد من قادة الإصلاح بأبناء مناطق آل بوجبارة في صعدة التي مكثوا فيها حين توترت علاقتهم بالنظام في صنعاء، قبل أن يعمم الشيخ مقبل رحمه الله وعفا عنه أحكام السنية والشيعية على مجتمع لم يتعلم أصلا القراءة والكتابة، فضلا عن المذهبية أو الطائفية.

قد يكون الحديث عن 'دائرة مقلدين' ولكننا نعرف اليوم أن قواعد الحكم التي مناط بها حفظ مصالح العباد هي 'الدستور والقوانين'، وليس مطلق آراء الأئمة رحمهم الله وكتب لهم أجر كل ماقدموه في تاريخ أمتهم.

ونحن نعرف مابذل من جهود ضمن ماسميت بـ'تقنين أحكام الشريعة الإسلامية' والتي عنت تجديد الاجتهادات الفقهية للعلماء لتحكم مستجدات حياتنا كمسلمين اليوم، بدلا من تركها للاجتهادات الفقهية المختلفة أحيانا والمتناقضة أحيانا أخرى.

مع إبقاء مايتعلق بالأحكام المتعلقة بالعبادات 'اللازمة- غير المتعدية' كما سماها سلطان العلماء العز بن عبدالسلام –وهي التي تحكم الشخص بينه وبين خالقه دون أن تتعلق بأحوال الآخرين كالصلاة والصيام وغيرها- إبقائها في سعة للاسترشاد بالجهود التي قد بذلها أئمة الفقه في التاريخ الإسلامي.

وإذا كانت كثرة الفتاوى في الشأن الواحد في التاريخ الإسلامي دليل 'الحرية في هذا الدين' كما يعتبر ذلك القاضي والفقيه المعاصر د. طارق البشري، فإن ما دوّنه الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله في (رسالة التعاليم) تحت ركن الفهم وهي 'الأصول العشرين'، مثلت مدخلا منهجيا جديدا للتدين في العصر الحديث.

وأفهم التدين أنه 'بذل الوسع في تحقيق العبودية للخالق سبحانه وتعالى للقيام بواجب الاستخلاف وفقا لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم'.

لقد تجاوز البنا رحمه الله إرث التخلف الذي عصف بالأمة وحضارتها ودولتها –أما دينها فقد تكفل الله بحفظه ونبه مبكرا رسوله الكريم بأنه 'اليوم يئس الذين كفروا من دينكم'-.

ولم يهتم البنا بالحديث عن السنة والجماعة كمصطلح تاريخي وإن اعتمده كمنهج- ولا عن الفرق والمذاهب مع أنه كان صاحب موقف إيجابي من المذهبية، التي تعومل معها لاحقا وكأنها سبب التخلف مع أنها شهادة ثراء في تفكير هذه الأمة تجاه قضاياها وبشكل يعطى الفرد –المفتي أو المستفتي- فرصة لاختبار تدينه وتوحيده.

قد يعتبر البعض أصول البنا –رحمه الله- منهجا حزبيا، بالنظر إلى أن رسالة التعاليم مثلت قاعدة التنظيم الاخواني، نظريا على الأقل، لكن القارئ بتمعن لتلك الأصول يجد فيها حرصا من البنا على تقديم منهج للتدين وفقا لمستجدات العصر- لا مفردات استقطاب تنظيمي.

غير أني هنا لا أريد أن أدخل 'حلبة المذهبية والطائفية' التي وزع بهما الأستاذان المهدي والمحطوري أحكامهما على الآخرين، وإن بديا حريصين في الغالب طبعا، بل أريد لفت الانتباه إلى مخزون شرعي يمكنه إيقاف قطار الصراع الذي استقلته أمتنا قبل مئات السنين، علما بأن الأصول العشرين لم تلغ أي اجتهاد إسلامي وإنساني، بل قدمت منهجية لحل فجوات أذكت الصراع والخلاف بين صفوف المجتمع المسلم.

منهجية تمكن من الاستفادة من كل اجتهاد وإعادة توظيفه وفق قواعد علمية، استجابة لحاجة التدين اليوم.

هذا من الناحية النصية خارج الدستور والقانون، أما الأصل –تجوزا وإلا فهو اقتراح- أن يبذل الأخوين الجليلين محمد والمرتضى –نفع الله بعملهما- كل جهودهما في خدمة تأصيل اتجاهات الدستور والقانون باعتبارهما مذهب أهل اليمن الذي تعاقدوا على الاحتكام إليه اليوم، وهما –الدستور والقانون وليس المهدي والمحطوري بالطبع- اللذان يحددان حقوق وواجبات المواطنة، ولتبقى مصطلحات التاريخ تعبير عن فترة زمنية من تاريخ تفاعل هذه الأمة لتمكين دينها من إدارة حياتها.

وبقليل من التأمل فضلا عن البحث سيظهر لنا أن أئمتنا الكرام في كل فترات التاريخ قدموا اجتهاداتهم للقيام بواجب الاستخلاف وفق منهج الكتاب والسنة والمطهرة، دون أن يقول أحد منهم أن اجتهاداته هي دين الله الخالد.

إن المجتمع المسلم اليوم منصرف غالبا عن مثل هذه الجدل، لكنه لم يقتنع بعد بأن تطبيق الدستور والقانون –باعتبارهما موكلين بحفظ مصالح البشر- وأينما تكن مصالح الناس فثم شرع الله- لم يقتنع بأنهما منافذ للعبادة والتدين.

وهذا واحد من أسباب الخصام النكد بين ادعاء التدين وممارسة نواقضه.

ولقد عاش المجتمع المسلم مرحلة صراع قاسية ضد بعض أهلنا الذين أرادوا تطبيق اجتهادات إنسانية –لسنا في مقام الحديث عن خطئها وصوابها هنا- لكنهم تعاملوا باحتقار مع موروث أمتهم الفكري والفقهي، ولايزال بعض منهم غير قادر على التعاطي الموضوعي مع فقهاء الأمة.

ولكن ذلك لايعني بحال من الأحوال أن تصبح اجتهادات سلفنا هي الدين، بل هي اجتهادات مقدرة مطالبون نحن شرعا وعقلا أن نعمل ملكاتنا في إعادة إنتاجها حلولا لمشاكلنا الحالية، لا إعادتها مشاكلا لمجتمع مختلف فهمه وقضاياه، والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


* نبيل الصوفي : صحفي يمني ، رئيس تحرير صحيفة الصحوة اليمنية سابقا.


وليد صلاح الدين 
  المحامى 
المنشية - الإسكندرية 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1648 / عدد الاعضاء 62