واصل الداعية الإسلامي، يوسف القرضاوي، انتقاد النظام السوري والتنديد بقمع المتظاهرين المطالبين بالحرية والإصلاح الديمقراطي في البلاد، وسخر من الدعوى التي رفعت بحقه في دمشق، قائلاً إن الدولة التي تمس هيبتها كلمة هي “أوهن من بيت العنكبوت”، ودعا لكشف مصير آلاف المفقودين والمعتقلين بسوريا، محذراً من أن من لا يتغير “يداس بالأقدام".
وانتقد القرضاوي الدستور السوري واعتبار حزب البعث الحزب القائد للبلاد، وقال “البعث انتهى مع (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، وانتهى عهد الأحزاب الشمولية.” وتطرق القرضاوي للخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد، ومظاهر الهتافات والتأييد في البرلمان، وخاصة النائب الذي قال للأسد إنه لا يجب أن يقود العرب فحسب بل العالم ككل، فقال: “هؤلاء الذين هتفوا بالرئيس وقالوا له عليك أن تحكم العالم، لا يصلحون للقيادة وتمثيل الشعب.” وحول الدعوة المرفوعة ضده في سوريا بتهمة إثارة النعرات الطائفية وتهديد هيبة الدولة، قال: “الذين رفعوا دعوى عليَّ يريدون أن يخوفوني، لن أخاف وسأظل أقول الحق.. يقاضوني للمس بهيبة الدولة، الدولة التي تمس هيبتها كلمة ليست دولة، هي أوهن من بيت العنكبوت.
” وأضاف: “هذا زمن التغيير، ومن لا يتغير يُداس بالأقدام.. هذه الأنظمة استعبدت الناس فكيف ينتجون وي
عملون؟ عندما طلبوا (الناس) الحرية ضربوهم بالرصاص.” وشدد القرضاوي على أن الحرية هي شرط للإبداع والإنتاج، وقال إن الدول الإسلامية حالياً متخلفة بسبب القمع والاضطهاد، وقال: “هم اخترعوا الكمبيوتر ونحن نبحث له عن اسم، لا نريد من يرتجف أمام الزعماء.. نحن في عصر الثورات ويجب أن يعترف الجميع بذلك.” ورد القرضاوي على مفتي سوريا، الشيخ أحمد حسون، الذي وصف القرضاوي بأنه من “خطباء الفتنة” فقال: “أنا لا أهتم بالحياة بينما آخرون يبتغون رضا البشر وليس رضا الله، إذا كان هؤلاء هم خطباء الفتنة اللهم امتني معهم واحشرني معهم.
ورفض القرضاوي بشكل مطلق اتهامه بالطائفية وإثارة الفتنة، بعد حديثه عن كون الأسد أسير طائفته (العلوية) فقال إنه يرفض الطائفية والعرقية، ويعبر عن مطالب محقة للأكراد والسنة والعلويين والمسيحيين. وكشف القرضاوي عن مبادرة كان قد قادها قبل سنوات مع الأسد لمعالجة موضوع الإخوان المسلمين في سوريا التي يحكم نظامها بالإعدام على المنتسبين لهذا التنظيم، ولفت إلى أن المبادرة لم تنتهي بشكل إيجابي، وذكر أن هناك “عشرات آلاف المفقودين والسجناء والمهجرين خارج سوريا ويجب معالجة وضعهم.” وختم القرضاوي خطبته في قطر بالدعاء لمن وصفهم بـ”المجاهدين في ثورات سوريا واليمن وليبيا،” كما دعا بـ”زوال الظالمين ودولهم.”