رأى فى المشكلة الخاصة بشبكة المحامين العرب المثارة منذ فترة و إلى الآن:-
قال الله تعالى في كتابه:- ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ) وقال الله تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا).
الأمانة مسئولية عظيمة وعبء ثقيل إلا على من خففه الله عليه؛ إن الأمانة التزامالإنسان بالقيام بحق الله وبعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك هيالتزام بالقيام بحقوق الناس من غير تقصير؛ ونحن بني الإنسان قد تحملنا الأمانة وحملناها على عواتقنا والتزمنا بمسؤليتها وسنسأل عنها يوم القيامة، اللهم إنا نسألك تثبيتا وصوابا يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
و يقول الله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ) أي لا يحملنكم بُغض قوم على ألا تعدلوا ( اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) وقوله سبحانه وتعالى( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا) ويقول سبحانه وتعالى :(وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويقول جل وعلا ( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) أما المقسطون فان الله يحبهم وهم العادلون. وفي الحديث الصحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولو) وقالصلى الله عليه وسلم: ( أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيقالقلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال) أخرجهما مسلم في صحيحه.
و يقول الله تعالى مخاطباً سيدنا سليمان عليه السلام:-
(( قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين)) الضمير لسليمان (عليه السلام).
فقد أحال القضاء في أمر الهدهد إلى المستقبل فلم يصدقه في قوله لعدم وجود بينة عليه بعد و لم يكذبه لعدم الدليل على كذبه.
فالإسراع في إلقاء التهم جزافا للناس ذلك مخالف لأصول الإسلام التي تتبع القاعدة الإنسانية الأصيلة " المتهم برئ حني تثبت إدانته"، باعتبار أن اتهام الناس بالباطل ظلم كبير وانه نيل من كرامة وشرف الرجال مؤكدين أن الاتهام الجزافي غالبا ما يوقع الظلم البين وهو ما نهي عنه الإسلام وأكد العلماء علي أن الشريعة الإسلامية تعتبر المصدر الأول لقاعدة أن الشك يفسر لصالح المتهم ، والتي يمكن ردها إلى الحديث النبوي الشريف "ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله ، فإن الإمام يخطئ في العفو خير أن يخطئ في العقوبة".
كما أن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم كما قال رسول الله "ما أحل الله فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئا"،ويترتب على هذه القاعدة أن الأصل هو حرية الإنسان.فالجريمة أمر عارض في حياة الإنسان،لذلك كان الأصل فيها العدم، والعدم يقين، وهذا أمر مبني على اليقين لأنه اصل،واليقين لا يزول بالشك واليقين لا يزول إلا بيقين مثله أي أن الأمر المتيقن ثبوته لا يرتفع إلا بدليل قاطع، ولا يحكم بزواله لمجرد الشك؛ كذلك الأمر المتيقن عدم ثبوته لا يحكم بثبوته بمجرد الشك؛ لأن الشك أضعف من اليقين فلا يعارضه ثبوتاً وعدماً،واليقين هو الإدراك الجازم الذي لا تردد فيه، أما الشك فهو مطلق التردد.
ومن أدلة هذه القاعدة قوله تعالى:- "وما يتبع أكثرهم إلا ظناً إن الظن لا يغني من الحق شيئا"
فرمي الناس بالتهم خاصة في هذا الزمان الذي ينصب الناس أنفسهم فيه قضاة وحكاما علي رقاب الناس وتسارع وسائل الإعلام في اتهام الناس دون أن يكون هناك سند ويكون هناك استباق للتحقيقات والتحريات التي لها جهات وأجهزة تختص بها وفيه يكون الظلم لاسيما إذا كان المتهم بريئا فيصاب بالأذي من الاتهامات وتصبح نظرة الناس إليه في غير محلها – هذا لا يكون أبدا من صميم الإسلام ويطالب بالتريث في الأحكام وان يترك الأمر للجهات المعنية وأولي الأمر فالأصل في الإسلام براءة الذمة أي أن الإنسان بريء الذمة من وجوب شيء أو لزومه، وان مشغولية ذمته تأتي خلاف الأصل. قال الرسول الكريم "البينة على المدعي واليمين على من أنكر".
أن الشعوب والحضارات والأديان وضعت قوانين صارمة وملزمه دوليا وعربيا و إسلامية تحرم إباحة الدم وقتل النفس ،أو إلقاء التهم على الناس جزافاً إلا بالحق أو بالجرم المشهود وفق دلائل جنائية معتمده وشهود إثبات ونفي ونظام قانوني محكم للتحقيق واثبات الجرم وتجريم الإنسان بعد ارتكابه الجرم المشهود، أو كشف أركان الجريمة من خلال الدلائل أو الشهود وإثباته مع حقوق هذا الإنسان بالدفاع عن نفسه بمختلف الوسائل وفق القاعدة الفقهية" المتهم بريء حتى تثبت إدانته".
وهناك فارق بين متهم وبين مدان؛ فالمتهم برئ حتي تثبت إدانته؛ والمدان لا يدان قانونيا إلا من خلال القاضي وتثبت إدانته.. وهناك قواعد شرعية لا يجب إغفالها تنطلق في الأساس كون الإنسان بطبيعته سويا وليس مجرما و الأصل انه برئ وليس مطلوب منه أن يثبت براءته ولكن يرد التهم الموجهة إليه فيقع عبأ إثبات التهمة على عاتق سلطة التحقيق أو الاتهام وفقاً لقواعد الإثبات في القضايا الجنائية.
و من ناحيةٍ أخرى ...أنه من المعروف أن اللدَد هو الشدة والعنف ومجاوزة حد الاعتدال، والانتقالمن تأييد الرأي إلى التنديد، والتهكم والسخرية ممن رأوه. وأما اللَّدَدُ في الخصومة شرٌّ للمتخاصمين؛ لأنه يوسع مسافة الخلف بينهم، ويشعل نار الحقد في قلوبهم، ويؤدي بهم إلى تبادل العدوان؛ وشَرٌّ لنا جميعاً؛ لأنه مضيعة للجهود، ومشغلةٌ عن المصالح؛ وشَرٌّ للعلم وللحق والصواب؛ لأنه يطمس معالمها،ويَحُولُ دون الاهتداء إليها؛ ومن هذا نفهم الحكمة البالغة فيما رواه البخاري عن عائشة أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: "إنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إلى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ" والأَلَدُّ: الشديد العَسَفِ في خصومته. والخَصِمُ: المُولَعُ بالخصومة، الحريصُعلى استمرارها وفتح أبواب لها.
و قد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس بالسماحة في المعاملة في قضاء الحقوق واقتضائها، وأَمْرُهُ بالإصلاح بين الناس والتوفيق بين المتخاصمين، إزالة أسباب الشِّقَاق والخصومات، والنهي عن الظلم والعدوان، وأكل مال الغير، أوجحود حقه، وأمثال هذه الأوامر والنواهي التي تقضي على أسباب الخصومات، وتقي من شرالخصومة.
ورُوِيَ عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ لا يَزَالَ مُخَاصِمًا"، وروى أصحاب السنن أن يهوديًّا كان له دَيْنٌ على رسول الله؛ فجاء يتقاضاه، وجذب ثوب الرسول عن منكبه، وأخذ بمجامع ثيابه، وقال : "إنَّكُم يا بَنِي عبدِ المُطِّلِبِ قَومٌ مُطْلٌ!؛ فَانْتَهَرَ عُمَرُ هَذَااليَهُودِيَّ، وَأَغْلَظَ لَهُ فِي الْقَولِ؛ فَابْتَسَمَ رَسُولُ اللهِ، وَقَالَلِعُمَرَ: "أَنَا وَهُوَ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ يَا عُمَرُ، تَأْمُرُنِي بِحُسْنِ القَضَاءِ، وَتَأْمُرُهُ بِحُسْنِ التَّقَاضِي"، ثم قال: لقد بقي من أجله ثلاث. وأمر عمر أن يقضيه حقه، و يزيده عشرين صاعًا لما روَّعَه؛ فقال اليهوديُّ: أشهدُ أنكَ رسولُ الله.
وحسب الخصومة والجدال أن الله سبحانه نهى أن يكون في الحج جدال فقال عز وجل: "الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ"؛ ذلك لأن مناسك الحج تلبس الحجَّاج شعار الأخوةوالمساواة، وتشعرهم بأنهم كلهم لله، وتربطهم برابطة الكعبة والتوحيد والتوجه إلى الله؛ فلا ينبغي أن يُكدَّر صفو هذه الأخوة بالجدال الذي قد يؤدي إلى تنافر القلوب،وخلق الأحقاد والأضغان.
ومن ابْتُلِيَ بالخصومة في مقاضاة، فليأخذخصومه بالرِّفق، لا بالعنف، وبالحكمة لا بالتهور، وليكن رائده نصرة الحق لا نصرةرأيه.
لا ننكر على أي إنسان أن يناضل عن رأيه، وأن ينتصر لفكرته، كما قال أمير الشعراء:
قِفْ دُونَ رَأْيكَ فِي الحَيَاةِ مُجَاهِدًا إِنَّ الْحَيَــاةَعَقِيــدَةٌ وَجِهَـادُ.
ولكن الذي نُنكره أن يكون الدفاع عن الرأي بالعنف، وأن يكون الغرض الانتصار بأية وسيلة، ولو ظهر وجهُ الحقِّ لدى المُعارِض، ولو أدى إلى التمادي في الباطل. ولقد نهى الله المؤمنين عن مجادلة أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، وأمر رسوله أن يدعوبالحكمة والموعظة الحسنة. وكلمة الحكمة كلمة جامعة تشمل: الرفق، والأناة، وتخيُّرالملائم من العبارات، والأزمنة، والأمكنة. ومَن خاصم بالحكمة أتقى شر الخصومة، ووصل بها الخير....
فلنترك الفصل فى هذا الحق للقضاء
و لكل طرف أن يبادر بكل ما لديه من دفاع و أن يتقى الله فى كل شئونه و أنا أعلم علم اليقين بسبق محاولة الحلول الودية من قبل و تدخل بعض الأخوة و الزملاء لحل تلك الأزمة و لم تفضي نجاحاً فى التسوية الودية و ما دام كل طرف يتمسك برأيه و أنه على صواب فليكن مسلكنا مسلك القرآن و السنة و كما قال الله تعالى مخاطباً سيدنا سليمان عليه السلام:-
(( قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين)) الضمير لسليمان (عليه السلام).
و لا أظن البتة سوء النية ممن يسعى لتوصيل الحق لأهله أياً ما كان وجوده و مكانه و لكنى أردت أنه من الواجب علينا أن ننصح أنفسنا لعدم توسيع هوة المشكلة قدر الإمكان عسى أن يسويها الله من عنده بما ينصف أطرافها إنصافاً حقيقياً إما رضاءاً أم قضاءاً... و أرجوا من الجميع ألا يسئ الظن بي فأنا ليست لي ثمة علاقة مباشرة بيني و بين أياً من أطراف تلك المشكلة - و أحترمهم جميعاً - و لم أتدخل فيها من قبل نهائياً و أرغب فى كشف الحقيقة و إعادة الحق لأهله كائناً ما كان صاحبة و لكن بالحكمة و ما يتوصل إليه القضاء بعد تناضل أطرافها أمامه و إبداء ما يعن له من دفاع و لطالما ارتضى الطرفين حكم القضاء فلننتظر ...
قال الله تبارك وتعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا فيأنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) وقال عز وجل ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) صدق الله العظيم.
اللهم إنا نسألك أن توفقنا لأداء الأمانة والحكم بالعدل والاستقامة وأن تثبتنا على الهدى وتجنبنا أسباب الهلاك والردى...اسأل الله تعالى أن يوفقناجميعاً للتوبة إلى الله والإنابة إليه والخروج من المظالم والإقبال إلى ربنا إنه تعالى قريب مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين.
لكم جميعاً تحياتي