شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 28/2/2003
|
الأخ العزيز قلب العرب
تحية طيبة لك
وشكرا لك على التوضيح ،، والدفاع عن وجهة نظر تعبر عن الغالبية الساحقة من أبناء الوطن العربي
الحقيقة أن ما أوردته من حقائق ، يكتب وينشر ويقول به معظم المفكرين والمحللين السياسيين ، بصدد حديثهم عن خروج مصر ( كنظام ) من الحظيرة العربية ، واتباعها لسياسة تشجع السلام ( بأي شروط ) وتشجيع التطبيع مع الكيان الصهيوني وغير ذلك من سياسة جاءت مضادة للمصلحة القومية العربية ، ومهدت الطريق أمام مسلسل السلام والانحدار والاستسلام العربي ( لأن المساعدات التي جاءت بناءا على معاهدة السلام ، اشترط فيها ذلك ، أي لها مقابل سياسي واقتصادي تقوم به مصر ) وهذا المقابل مرفوض ، كما هو ظاهر ، من عموم الشعب المصري ، ووفقا لما نتابع في وسائل الإعلام المختلفة ، فإن المفكرين والمثقفين المصريين يطالبون بوقف هذه المساعدات لأن لها ضريبة غالية تمس بسيادة الدولة وباستقلال القرار السياسي والاقتصادي .. وهناك كلام كثير حول ذلك في أروقة السياسة المحلية والحزبية في مصر
وهذا ما حصل أيضا في معاهدة وادي عربة مع الأردن أيضا ، حيث فرضت عليه التعاون الكبير في محاربة أي فعل حربي ضد إسرائيل وعدم تهديد أمن إسرائيل بأي شكل من الأشكال ... الأمر الذي أرغم النظام على اعتقال عناصر من حزب الله كانوا يقومون بتهريب السلاح للفلسطينيين وعلى منع لجان مقاومة التطبيع التي اضطلعت بها النقابات المهنية وغير ذلك من مقابل للسلام والمساعدات
وكذلك نقلت الأخبار عن العربية السعودية وقفها ومنها للتبرعات التي كانت تذهب للجمعيات الخيرية الفلسطينية ، خشية أن تذهب لدعم العمليات الاستشهادية ، والذي يعبر عنه في الجانب الآخر بتجفيف منابع الإرهاب
وكما رأيت أيضا أن كل الدول العربية رفضت استضافة ممثلي حركة حماس والجهاد الإسلامي .. إلا سوريا ، حيث يمارس عليها الآن ضغوط كبيرة ( عربية وأميركية ) لإغلاق تلك المكاتب وطرد الممثلين عنها ..
كما أن هناك أنظمة عربية أيضا لعبت دورا خبيثا ولكنه في السر ... المفضوح
كل ذلك وغيره صحيح
وقد تجد مواطنا مصريا يكره أنور السادات وينتقده أكثر منك
بل هذا ما نراه كثيرا على شاشات الفضائيات والبرامج السياسية من هجوم كبير على الرئيس المذكور ، وغيره أيضا
المشكلة ليست هنا .. وليست في نقد هذا الزعيم أو ذاك
المشكلة هي في طبيعة النقد ... والابتعاد عن المسبات والشتائم فقط
لأنها تثير حساسية ... وتطغى على الموضوعية التي يجب أن يتحلى بها الحوار
وها أنت ترى بأم عينك أن بعض الأنظمة العربية لم يعد يستحي من شيء ، وقد فتحوا بازار لبيع الأوطان جهارا نهارا ...
نحن في سوريا .. لدينا مشاعر خاصة ومميزة تجاه الشعب المصري ، والدولة المصرية ..
لأن الوعي السياسي متقارب إلى درجة كبيرة منذ الوحدة وبعدها
وهناك تجارب سياسية وعسكرية خاضها الشعبان سوية ، مما لا يخفى على أحد
ولمصر مكانتها المتقدمة منذ عصر النهضة ، بل منذ عصور الدولة الإسلامية
ولا يكتمل إيمان العربي بعروبته إلا بحب مصر
لذلك ، يعتبر السوري أن له الحق في أن يطالب شقيقه المصري في أن يقف معه وأن يحاسبه أيضا على تقاعسه عن ذلك
وهذا لعمري هو شعوري تجاه كل الشعب العربي وكل لبلاد العربية
بل إن ملامتي وعتبي على شعوب الجزيرة ، وخاصة السعودي ، كبير جدا ، ولأسباب كثيرة ... ولكن الصحوة الآن كبيرة ، وتبشر بالخير
ولكن كما قلت أنت ، المصري له ميزة ، فطالما نظرنا إليه كأخ أكبر
الذي يجب أن يبقى بجانب أخوته
لاسيما في ظل غياب أي دور فعال لباقي الدول العربية
ولكني أنا شخصيا ، وفي هذا الوقت لا أطالب أي نظام عربي ، بأن يأتي ليقاتل معنا
ولكني على الأقل أطالبه بحقي عليه : ألا يقاتل ضدنا ... ولو بالكلام .. والسياسة .
مثلما لا أطالب العرب أن يدافعوا عن العراق .. فقط أن لا يهاجموه ويشاركوا في ضربه هم أيضا ... وهكذا ، لم نعد نطمح أو نطالب الأنظمة بدور إيجابي ، فقط أن تكفونا شركم ، كما يقال .
أعتقد أنها أمنية بسيطة جدا .
بقي أن أقول لك بأن شاعر النيل ، حافظ إبراهيم قد سبق إلى تشبيه مصر بالأخ الأكبر بالنسبة للشرق كله ، في بيت شعري يقول فيه عن لسان مصر :
أنا إن قدر الإله مماتــــــــــــــــي
لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
وهذه قصيدة لشاعر صديق اسمه ماجد الخطاب مقيم في الخارج حاليا ، ألقاها تعبيرا عن ذات المشاعر :
يا نيل عذرا لســـــت أدري ما بيـــــــا
آتيك مبتســــــــــــــــــماً وأرجع باكيا
ألقيت فوق ثراك كل قصـــــــــــائدي
ونهلت منك الشــــــعر عذباً صــــافيا
وكتبت في ( إيزيس ) سفر قصائدي
وقطــــــــفت من زهر النجوم قوافيا
ما بال قلبـــــــــــــــي راح ينكر حبـه
وهو الذي بالحب كان مباهيــــــــــــا
وأنا الذي أرثي مصـــــــــــائب أمتي
كم عزّ عندي أن أجيئك راثيـــــــــــــا
سرقوك من عطـــــش النخيل وحره
ليظل من ســــــــــكن الكنانة ضاميا
يا زهو أمتنا ويا أفراحـــــــــــــــــــها
قد صرت مأســـــــــــــاة تجر مآسيا
يا مصر عذراً فالمصـــــــــــائب جمة
والشــــــــــعر يأبى أن أكون محابيا
ما مات يا أختاه بعدك مشـــــــــرق
بل ظل رأس الشرق يشــــمخ عاليا
ما مات يا أختاه بعدك مشـــــــــرق
لكن بموتك قد فقدنا غاليــــــــــــــا
ما مات من كالحرب كان ســـــلامه
بل مات من للســـلــــم أذعن جاثيا
يا أمة لم تُشْفَ بعد جراحـــــــــــها
أتســــــــــالمين أراقطاً وأفاعيا ؟ !
من أيــــن يا ابن العاص مثلك فاتحاً
ليعيد للفســـــــــــطاط مجداً زاهياً
تاهت قوافلنا وضــــــــــــلت دربها
وستـــــــشهد الصحراء عصراً ثانيا
نام الرعـــــــــاة على خلاف بينهم
فأتاهمُ من كان يـُغزى غازيــــــــــا
أتقمص ( الأخشـــــــيد ) روح ترابنا
ليظل من ولي الأمور طواشـــــــيا
----------------------------
يا نيل عذراً إن تطاول شــــــــــاعر
قد جاء من ألم المحبة هاجيـــــــــا
غنى لمصر كما لجلق شـــــــــعره
أيام كان الحب يســــــــــطع هاديا
عشق العروبة في رصاصــــة ثائـر
وبنى ككل الحالمين أمانيــــــــــــــا
أنا ما رثيتك أنت في وجداننــــــــــا
ما زلت قلباً يعربياً حانيــــــــــــــــــا
حاشـــــــى لطهرك أن يُعكّر صفوه
لكن صمتك كان صمتاً قاســـــــــيا
كتبوك للأطفال أجمل قصــــــــــة
لتظـــــــــــــل يا نهر العروبة جاريا
أنا ما رثيتك بل رثيت إباءهـــــــــم
كم غادروا مصـــــــراً وكنت الباقيا
* * *
وقليل من الشعر ينعش القلب .. يا قلب العرب
وأنا أعرف أنك تتكلم من حرقة ومن قهرك على حال الأمة العربية
ومن محبتك أيضا لهذه الأمة ولشعوبها
تريد أن يتنادى الأشقاء ليقفوا معك ومع شقيقك وهذا حقك
ولكن بلطف يا قلب العرب
تقبل تحياتي
|