رسالة الفاروق الي قضاه الأمة
اما بعد :
فان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة . فأفهم اذا ادلي اليك , فأنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له .
آسي بين الاثنين في مجلسك ووجهك وعدلك , حتي لا يطمع شريف في حيفك , ولا ييأس ضعيف من عدلك . الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك
ويشكل عليك , ما لم تجد به سنة .
أعرف الأشباه و الأمثال , ثم قس الأمور بعضها ببعض , فأنظر الي اقربها الي الله , واشبهها بالحق , واعمد إليه .
لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس , راجعت فيه نفسك , وهديت فيه لرشدك , فان مراجعه الحق خير من التمادي في الباطل .
المسلمون عدول بعضهم علي بعض , إلا مجلوداً حداً او مجرباً عليه شهادة زور او ظنيناً في ولاء او نسب .
واجعل لمن إدعى حقاً غائباً امداً ينتهى اليه , او بينة عادلة , فأنه اثبت للحجة واجلى للعمى وأبلغ في العذر , فان أحضر بينه
اخذ يحقة , والا وجهت عليه القضاء .
البينة علي من أدعي واليمين علي من انكر .
ان الله تولى منكم السرائر ودرأ عنكم الشبهات , وإياك والقلق , والضجر , والتأذي بالناس , والتنكر للخصم في مجالس للقضاء , والتي يوجب
الله فيها الأجر ويحسن فيها الذخر , من حسنت نيته , وخلصت فيما بينه وبين الله كفاه الله مابينه وبين الناس , والصلح جائز فيما بين الناس
إلا ما احل حراماً او حرم حلالاً . ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله . فما ظنك بثواب غير الله في عاجل دنيا وآجل اخره ..
والسلام
أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب
س/ هل تطبق هذه الرسالة في مجالس قضاه اليوم ؟