صـــوتك أمانة
أليس من الصواب - ونحن المُحامون فرسان الكلمة والرأي – أن نُحدد معيار اختيار نقيبنا وأعضائنا ، وأن يعرض كل منا مرشحه الذي يؤيده ، مُحدداً معيار اختياره لهذا المرشح في إطار موضوعي بحت يعكس الصورة الحقيقة للمُحامين حتى نصل إلى الأحق بحمل اللواء ، وحتى يعم الخير بحسن الإختيار على جموع المُحامين ؟؟؟
ذلك أن الاختيار الخطأ لا يُصيب الشخص الذي أخطأ في تقديره ، لمن اختاره نقيباً أو عضواً ، إنما يُضار به كل محُام ، لذا صدق من قال : " صوتك أمانة " فهو أفضل تعبير عن أن من يختار خطأ لا يضر نفسه بسوء اختياره فقط إنما يُحلق الضرر بغيره أيضاً .
فالتعقل في الاختيار فرض حتى يحسن الاختيار ، وأنا أزعم أن معظمنا ممن يمتلكون العقل الراجح بما يستطيعون معه أن يُميزوا الخبيث من الطيب ، فلتكن لنا وقفة نجمتع فيها على وضع آلية ومعياراً ثابتاً لمن يكون الأجدر بحمل لقب " نقيب مُحامي مصر " أو عضواً في نقابتها ، وذلك بعيداً عن التشرذم ، وإعلاء المصالح الشخصية عن مصلحة مهنة المُحاماة ، فالأشخاص زائلون وتبقى المهنة خالدة إلى أن تقوم الساعة .
فإلى متى نبقى هكذا، لا نستطيع اختيار الأفضل ، أما كفانا ويلات الحراسة ، وما نتج عنها من نهب لأموال النقابة أو سوء مُعاملة للسادة المُحامين ، ماذا ننتظر ...... ؟؟؟
إلى متى يكون اختيارنا نابعاً من عاطفتنا نحو المُرشح ، فلو أحببناه أعطيناه أصواتنا وإن كان لا يصلح نقيباً وأن أبغضناه ناله منا كل سوء وإن كان هو الأجدر بأن يكون نقيبنا ؟ لنصبح مثالاً لقول بعض حكماء الفرس؛ إذا قعدت ، وأنت صغير حيث تحب ، قعدت وأنت كبير حيث لا تحب ، فلو أن اختيارنا النابع من حبنا لفلان كان خطأ ، تحملنا هذا الخطأ طوال فترة توليه أمر النقابة .
لقد كرمنا الله عز وجل بالعقل ، لا بالعاطفة ، فالعاطفة توجد عند كل كائن حي ، أما العقل فلا يوجد إلا للإنسان ، فإن تخلى عنه كان شأنه شأن غيره من مخلقوقات الله عز وجل مما لا عقل لهم .
يجب أن يكون لنا وقفة ، لإختيار الأجدر ، رفعة للمُحاماة ونُصرة للحق لذا عزيزي المُحامي .... صوتك أمانة .