أخي المحامي المشدلي
تحية طيبة واحتراما
دائما اتوق للحوار مع الاخوة من بلاد اليمن السعيد على مر الازمان بأمر ربه ، فثقافة رجل الشارع في اليمن ربما تفوق كثيرا ثقافة المتخصصين والاكاديميين من غير اليمنيين ، ولا أخفيك سرا بأني كنت في الماضي من أشد المولعين بالمناقشات السياسية مع اخواننا في اليمن على مختلف انتماءاتهم ومستوياتهم وكنت دائما أسعد بهم وأشرف بالحديث معهم.
ومن هذا المنطلق لا أجدني إلا منفذا للوعد الذي قطعته على نفسي في نهاية المداخلة وهو أن للحديث بقية وإن كانت هذه الجملة لا تختلف كثيرا عن شعارات حكامنا الجوفاء التي لا تصادف أبدا الواقع او الحقيقة او القابلية للتطبيق والتنفيذ.
وأسمح لي اخي أن ابدأ بقية حديثي بالمادة (180) وما بعدها من الفصل السابع - الباب الخامس من دستور جمهورية مصر العربية حيث جاء:
مادة (180) الدولة وحدها هي التي تنشئ القوات المسلحة, وهي ملك للشعب, مهمتها حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها, ولا يجوز لأية هيئة أو جماعة إنشاء تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية.
ويبين القانون شروط الخدمة والترقية فى القوات المسلحة.
مادة (181) تنظم التعبئة العامة وفقا للقانون.
مادة (182) ينشأ مجلس يسمى (مجلس الدفاع الوطنى) ويتولى رئيس الجمهورية رئاسته ويختص بالنظر فى الشئون الخاصة بوسائل تأمين البلاد، وسسلامتها ويبين القانون اختصاصاته الأخرى
وهنا وكما هو مبين في المادة (181) أنه لا يجوز لأي هيئة أو جماعة انشاء تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية وهذا بغير شك ينسحب أيضا على الافراد فلا يجوز أن يحوز فردا مدفعا أو يتسورد طائرة حربية أو دبابه ليدك بها حصون الاعداء على الجانب الاخر من الحدود.
ولكن
تبقى الكثير من التساؤلات حائرة بغير جواب
هل الدساتير والقوانين في بلادنا تعكس تطلعات الشعوب ورغباتها؟
هل الحكومات القائمة علينا في المنطقة تستمد شرعيتها الدساتير ، أم هي عبارة عن طغم من العسكر انقلبوا على الشرعية ووضعت الدساتير تحت أحذيتهم والقوا بها في سلات المهلملات بعد أن بال عليها كبير كهنة الانقلاب وأخرج لسانه لشعوب ناضل لعشرات العقود من أجل تحقيق هذه المكاسب الدستورية؟
هل تقديرات هذه الحكومات ومعاييرها في تحديد الاعداء والاصدقاء هي معايير يمكن للشعوب الاخذ بها؟
ألم يكن جلوب بك الذي قاد الجيوش العربية إلى النكبة الاولى في عام 1948 عدوا بامتياز لتطلعات الشعوب العربية في القضاء على الكيان الدخيل على أرض فلسطين؟
وفي الختام
في ظل خيبة الامل والرجاء التي عكسها اضراب الرابع من مايو الفائت ،وفي ظل تضارب آراء النخبة التي لا اشك للحظة في عمالتها وخيانتها لقضايا الاوطان ، وفي ظل هذا الانبطاح الشعبي الذي استبد بنا ، وفي ظل انتظار كل منا لمخلص يهبط عليه من السماء ، في ظل كل هذا وغيره كثير .. هل تستحق هذه الشعوب حكومات أفضل من هكذا حكومات؟
تقبل تحياتي
محمد أبواليزيد - الاسكندرية
"خيبتنا في نخبتنا"
|