بسم الله الرحمن الرحيم
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
صدق الله العظيم
بعد تعرضي وتعرض غيري من الزملاء الأفاضل للسرقات الأدبية على الإنترنت أصبح لابد من إيجاد حل لمواجهة هذه الظاهرة السيئة والتعدي على الحقوق
والحقيقة أن المشكلة التي أفرد لها مشاركتي هذه ويواجهها الكثيرون منا تقابل عقبة تتفرع لشقين الشق الأول الشخص سارق الموضوع لنفسه و ثانيهما هي إدارة المواقع التي يقوم السارق بالنشر لديها
ومن خلال خبرتي بالتعامل مع المعتدين وجدتهم أنواع كثيرة يمكن أن نصنفها ضمن فئات كالآتي :
أ ــ بعضهم بمجرد أن تكتشف سرقته يسارع بالاعتذار متذرعاً بأنه نسى نقل الاسم وأنه لم يقصد إلا إفادة الناس من الموضوع وما إلى ذلك
ب ــ البعض الأخر بجح والبجاحة لها درجات :
1 ـ فمنهم من يقول أن الموضوع أعجبه ومن حقه نشره ووضع اسمه عليه وان ليس لي أن اطلب عكس ذلك
2 ـ والبعض الأخر من يقول أن المواضيع على النت من الحقوق المباحة للكل
3 ـ وبعضهم الأخر يتبجح أكثر ويتهمك انك لست مؤلف للموضوع وان عليك إثبات انك لست سارقا له اعتقاداً منه أن الكثيرون مثله
4 ـ والبعض الأخر تصل به الصفاقة لحد النهاية بأنه المؤلف للموضوع وعليك أنت إثبات العكس
هذا بإيجاز أنواع المعتدين
أما الطرف الأخر من المعادلة فهم أصحاب المواقع :
1 ـ فمنهم من يعتذر فورا ويقوم بحذف الموضوع بل وربما يلغي عضوية السارق وهذا قمة التعامل الإيجابي واحترام الذات واحترام اسم الموقع
2 ـ والبعض يرفض حذفه ويكتفي فقط بوضع اسمك عليه
3 ـ وهناك من يتصرف عكس ذلك يصر على نشر الموضوع منسوبا إلى سارقه بل ويلغي عضويتك من منتداه لكونك تطالب بحقك
وعموما أسوأ السراق وأظلمهم عندما يكون السارق نفسه هو مالك المنتدى والمتحكم فيه فهنا كثيرا ما يمارس سلطاته في منتداه ويصر على استمرار نشر الموضوع المسروق ولا يسمح بأي صوت معارض لذلك
ولكل ما سبق فانا أرى أن الموضوع قد استفحل ولابد من وقفة لمواجهته
وعملاً بشرع ديننا الحنيف الذي أمرنا بعدم السكوت على المنكر وموجهته لقطع دابره ورحمة حتى قبل أنفسنا رحمة بهؤلاء المعتدين أنفسهم كي يعودوا لجادة الصواب والصلاح فالكثيرون منهم قد يبدعون أكثر ممن نقلوا عنهم وقد تتفجر مواهبهم عن أبحاث قيمة ومواضيع مفيدة فيما لو تبنينا اعتذارهم وخطأهم وانضموا لصف الكتاب والباحثين فنساعدهم عملاً بقول نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم :
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً
قالوا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً يا رسول الله قال : بأن تردعوه عن ظلمه
فهذا نصرة له وللمعتدى عليه وجنوح للقضاء على ظاهرة تؤرق كل من يملك قلماً فياضاً
ولذلك فأنني أتقدم من زملائي الأعزاء بإقتراح ألا وهو :
إنشاء رابطة لدفاع عن الحقوق الأدبية لأعضائها
وبمجرد أن يتقدم احد أعضائها بشكوى عن تعرضه لسرقة أدبية يتدخل أعضاء الرابطة جميعا لمساعدته في رد حقه إليه وتكون وسائل التدخل تدرجية مثل توجيه رسائل إلى السارق والى إدارة الموقع الناشر لاتخاذ التصرف الصحيح العادل وفي حال عدم استجابتهم تصعيد الوسيلة والنشر في مواقع النت المختلفة عن المعتدي والموقع وان لم تفلح هذه الوسائل يكون الانتقال إلى الحلول الأخرى خارج النت من خلال تتبع السارقين وملاك المواقع قضائيا
فهؤلاء المعتدين ومن يعاونهم من ملاك المواقع يعتقدون أن النت بقعة خالية وبعيدة عن تطبيق أي قانون مع العلم أن النت تحكمه قوانين كثيرة جداً كلها تجرم أفعال الاعتداء بل وتنطبق أيضاً على أي واقعة اعتداء على حق أدبي
وهذه بعض من الآليات لمواجهة هذا الفعل الخطير وهو السرقات الأدبية وبالتعاون بين الزملاء اللذين سوف ينتمون لهذه الرابطة سنجد المزيد من الآليات للتصدي لمثل هذه الجرائم التي تعتدي على العقل والفكر والشخصية .
(( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ))
صدق الله العظيم
وننتظر تفاعل الزملاء الغيورين على الحق والعدالة