فكر نوال زينب السعداوي ومنى نوال
في قرية من قرى مصر تدعى كفر طلخا ولدت نوال السعداوي عام 1931 م لأب يدعى سيد السعداوي وأم تدعى زينب ، فكانت واحدة من أسرة تتكون من أبوين وست بنات وثلاثة أولاد ، وقد نشأت في ظل أب ترك لها مجالا واسعا تفكر وتعبر وتتأمل وتقرأ وتفسر ، وكل ذلك حسب ما ترى وتقدر ، فوالدها ـ كما تزعم ـ كان يقول لبناته : إياكن أن تتركن رجلاً يفسر لكن القرآن ، فسرن انتن بطريقتكن ، ولو ان آية لم تطب لكن توقفن عن الاهتمام بها " .
وتركت هذه النشأة لديها اعتداداً كبيراً بنفسها ،وثقة عظيمة بفهمها بحيث تأخذ ما يعجبها ، وتدع ما لا يروق لها حتى ولو كان ذلك من القرآن الكريم . أليس والدها ـ كما تزعم ـ هو الذي رباها على ذلك ؟! ولهذا كانت تقول انا فهمت الإسلام بشكل صحيح ، وفهم والدي أيضا الإسلام بشكل صحيح ، وهذا هو السبب في أنني أصبحت الآن ( نوال السعداوي ) ، وقد تابعت تعليمها حتى أصبحت طبيبة نفسية ، فزادها ذلك اعتداداً بنفسها وجرأة في آرائها حتى انها كانت تناقش والدها في كل ما تقرأ ، مما اكسبها جرأة في المناقشة فلا تقبل أي فكرة بسهولة .
وتحكي عن تعامل والدها معها ، فتقول " لم يسألني والدي يوماً مع من تكلمت ، ولم يحاول ان يفتح لي خطاباً ، ولم يحاول التدخل في شأن من شئون حياتي الخاصة " ، وتصر على وصف نفسها بالتقدمية ، وإن كانت قد تنازلت عن ألقاب مصاحبة أخرى " كالاشتراكية و" الثورية " لا سيما بعد الكساد العالمي للمنتجات اليسارية ومشتقاتها ، ومن انجازاتها الساطعة التقدمية طلاقها من ستة أزواج ، لكنها سعيدة بزوجها الأخير لأنه ـ كما تقول ـ متحرر" ويقضي وقته في المطبخ لإعداد الطعام وهي مرتاحة في غرفة الجلوس .
تأثرت نوال إلى حد كبير بالحركة النسائية فشبت متحررة وشابت متمردة ، حتى غدت من أشهر داعيات العالم العربي الى ما يطلق عليه تحرير المرأة
تحدثت عن أعمالها بعض برامج الإذاعة والتلفزيون في العديد من الدول لتصنع منها البطل الذي يعمل على تخليص المرأة من العسف والجور الذي فرض عليها ـ كما يزعم التحرريون ـ عن طريق الحجاب وغيره .
وقد حفزها ذلك إلى تأسيس جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982 م فرأست مجلس إدارتها ، واتخذت من القاهرة مقرا دائما لها ، ثم أصدرت باسم الجمعية مجلة نون ، هاجمت فيها كثيرا من أحكام الإسلام المتعلقة بالمرأة ، فرد عليها كثير من العلماء والدعاة والكتاب في مقالات يصححون فيها أخطاءها ، ويكشفون زيف دعوتها ، فما زادها ذلك إلا طغيانا واستكبارا ، فاصدر نائب محافظ القاهرة قرارا يقضي بحل جمعيتها ، وتحويل أموالها الى " جمعية نساء الإسلام " . وأيدت محكمة القضاء الإداري حل الجمعية ، وقضت برفض الطلب الذي تقدمت به نوال لإيقاف تنفيذ القرار .
وقد استندت المحكمة في رفضها إلى ان جمعية تضامن المرأة العربية دأبت على مهاجمة الإسلام ، ونشر معتقدات مخالفة لأحكامه . وأصدرت مجلة نون شنت من خلالها حملة ضد تعدد الزوجات ، وزعمت ان ذلك يهين المرأة . إضافة الى علاقات أقامتها الجمعية مع بعض هيئات ومنظمات أجنبية ، وفتحت أرصدة خاصة بها من حساب الجمعية .
وعملت نوال على نشر دعوتها ، فكتبت كتبا عديدة صاغت بعضها بأسلوب روائي ، مما جعل أصحاب مدرسة التحرر يصفونها بالأديبة الروائية ـ رغم افتقار رواياتها الى العناصر الأدبية للرواية ـ وهذا ما حدا بالأستاذة ليلى الحر ان تقول : " لم اعتبر يوما ان الدكتورة نوال السعداوي أديبة ، ولا قدمتها يوما عبر رحلتي الطويلة في الصحافة كقاصة او كروائية بالرغم من عشرات الكتب التي أصدرتها والتي حملت هذا التعريف . فنوال السعداوي باحثة اجتماعية ، وداعية لتحرر المرأة ، تستعمل الصوت والصورة ، والقلم والخطاب ، والمنبر والجريدة ، وكرسي الجامعة ، والندوة السياسية ، ومعارضة الحكام ، ومساندة المحكومين ، والجمعيات النسائية والرجالية ، ومنابر الأمم المتحدة ، وكل الأبواق التي تتيسر أمامها لإيصال القضية التي تدافع عنها الى أوسع شريحة من الجماهير " .
وحين ناقشت الأستاذة ليلى الكتاب الذي أصدرته نوال تحت عنوان " جنات وإبليس " قالت : " موضوعي : هو كتابها الأخير " جنات و إبليس " المقدم للقارئ كرواية . تصفحته بعناية ، وقرأت مقطعا هنا وصفحة هناك ، ثم عدت وقد امتلأت بفضول غريب شيطاني على الأرجح لقراءة المائة وثمانين صفحة من القطع الوسط بجلسة واحدة ، وانا أفتش بإصرار عما دعا الدكتور سهيل أديب ـ الناشر ـ لإطلاق تسمية رواية على هذا الفيض من غيض الهذيان الصوري ، المصحوب بهلوسات لا هي بالشعائر ولا بالشعارات ، ولا هي مرتبطة بأي فن من فنون السرد الكتابية المعروفة الأخرى ...
ثم قلت سأسمح لنفسي بالقول وعلى طريقة يوسف وهبي المسرحية : " ياللهول " !!! ذلك ان الكتاب من أوله الى آخره تكرارات لفظية على لسان ثلاث او أربع شخصيات ، ليس فيها من ملامح شخوص الروايات العادية إلا الاسم والصوت والشعارات والأفكار الجاهزة .
والأكثر مدعاة للاستهجان هو إلباس البطلات والأبطال أقنعة التورية والرمز ، في الوقت الذي يهتفون فيه هتافات ساقتها الكاتبة في غالبية كتبها وبأكثر الطرق صراحة وفجاجة ...
وبعد : ف" جنات وإبليس "ليست رواية ، ولا عملا أدبيا ، ولا فنا كتابيا .. انه بكل بساطة هتافات ركيكة مكررة قديمة ، ما عادت اليوم مفهومة او مستساغة " .
ذلك نموذج من كتبها التي يطبل لها ويزمر دعاة " تحرير المرأة " ، ليفسدوا بها الذوق الإسلامي ويبلدوا بفحواها الحس الإيماني ، بما تحمله من سموم وأراجيف ، ثم تكافأ الكاتبة بما يغدق عليها من ألقاب البطولة والخلود .
ولو تتبعنا كتب المذكورة ومقالاتها لوجدناها تعكس العقلية الغربية التي درجت عليها تلك المجتمعات المادية الغافلة عن الله . واليك بعض أفكارها التي أودعتها كتبها ومقالاتها ، لتدرك طبيعة تفكيرها ، وتعرف ماهية الدعوة التي تدعو إليها .
لقد نشرت مقالا عن الطب النفسي أشادت من خلاله برجال من أعمدة الإلحاد ، وصفتهم بالعلماء الكبار لتقبلهم النفوس ، وتستروح إليهم القلوب ، فقالت : " ليس من المفيد التبسيط الى حد التشويه لأفكار علماء كبار يعترف العالم كله بفضلهم على تقدم البشرية ، مثل فرويد او ماركس ، او انجلز لأسباب سياسية او دينية " .
وليس غريبا على د. " نوال السعداوي " ان تصرخ بأعلى صوتها دفاعا عن الباطل الذي يتمثل في أي فكر شاذ في مجتمعنا ، فإنها صاحبة تجربة رائدة في هذا المجال من خلال مقالاتها وكتبها التي تعلن فيها : اريد ان أكون " مومساً مثل أختي " ، و " تحرير المرأة اقتصاديا وجنسيا " ، و " الله مات في النيل " الذي طبعته في تل أبيب .
أما عن رأيها فيما يقدمه الرجل لأمراته عند الزواج بها من مهر ، فتقول " انا ضد المهر ، لأنه يجعل الزواج مبنيا على النفعية والبيع والشراء . ان المرأة عندنا معروضة إما في سوق الزواج ، او في سوق الإعلانات والبضائع " .
وتعترض على جعل الطلاق في يد الرجل ، وتتباكى على المرأة التي ليس لها حرية الطلاق او حرية الزواج كالرجل ، فتقول : " في الزواج لا يوجد تساو بين المرأة والرجل ، فالرجل يطلقها في أي وقت بدون سبب ... فالرجل يفعل ما يشاء ولا يسمح للمرأة ان تفعل شيئا ، اذ ليس لها حرية الطلاق كالرجل وحرية الزواج كالرجل ... غير قوانين اخرى تظلم المرأة " ، وفي مقابلتها مع الصحفية الفرنسية " كاتي كاترين " ، هاجمت قانون الأحوال الشخصية قالت : " ان قانون الأحوال الشخصية المصري رغم بعض الإصلاحات يعطي صلاحيات كثيرة للرجل ، فهو يستطيع تطليق زوجته ، والزواج من أربع ، ونحن من جهتنا نناضل من اجل إصلاح هذا القانون " ، و في حوارها مع الصحفية " ناهد إمام النوبي " طالبت ( نوال السعداوي ) بانتساب الإنسان لأمه لا لأبيه ـ لأن الأبوة على حد زعمها ـ مشكوك فيها ، فقالت : " انا أطالب بتوازن القوى و السلطة داخل البيت ، وأطالب أيضا بالنسب الأمومي ، فالأبوة مشكوك فيها دائماً ..!! إنها حالة طارئة ، والنسب الأمومي هو الأساس !! .
ولهذا سعت الى تغيير شهادة ميلادها من نوال السعداوي الى نوال زينب ، لأن امها ـ كما تزعم ـ أولى من أبيها بنسبتها إليها .. ، وفي حديثها عن ( الفضيلة ) قالت : " ان الفضيلة تعني ان يكون معي رجل غريب وأكون فاضلة . لنفرض أنني سافرت على باخرة وصادف ان يكون في غرفتي رجل يحجز سريراً في نفس الغرفة ، ماذا افعل ؟ هل اترك له الحجرة ؟ !! .... لا .... لابد ان أكون متمردة على كل القيود ، وواثقة من نفسي ".
وقد تناولت ( الحجاب ) بصورة مليئة بالافتراءات على الإسلام ، حيث زعمت : " ان فكرة الحجاب نشأت في التاريخ البدائي القديم لأسباب صحية وقائية ، ثم اكتسبت على يد اليهود صفة دينية . لم يكن في وسع النساء في المجتمع الصحراوي الشحيح بالماء ان يجدن وسائل النظافة الكافية ، خاصة في فترات الطمث والولادة ، ولهذا تقرر عزل المرأة فيما يشبه الحجر الصحي خلال أيام الولادة والطمث ، لكن فكرة عزل المرأة اتخذت شكلاً دينيا ، وتطورت من عزل المرأة الى فرض الحجاب عليها ، واتخذ هذا الحجاب شكل تغطية رأس المرأة أساسا مع ان الرأس ليس عورة ، وليس عضواً جنسياً " .
وتعتبر الحجاب مظهراً من مظاهر العبودية فتقول : " فكرة الحجاب عرفت منذ العبودية ، وهي في اليهودية والمسيحية ، و لكن الإسلام جاء ليقلل الحجاب ويسمح للمرأة ان تخرج وتعمل . فالأصل في الحجاب انه مفهوم عبودية ، نشأ من ان المرأة يمتلكها الرجل ، وهي لا تملكه" .
ثم تنتقص من الديانات الثلاث : اليهودية ، والمسيحية ، والإسلام فتقول : " مجتمع العبودية حول المرأة الى جسد ، واعتبر الرجل عقلاً ، ومن هنا جاء الإنشطار بين الجسد والعقل وهو مشكلة الدين ، وبالذات المسيحية واليهودية ، وهذا الإنشطار أدى الى تحويل المرأة من عقل الى جسد الى حد كبير ، وقالت : " إن الحجاب شكل غير إسلامي ولا علاقة له بالإسلام تاريخيا ً وعلمياً " ، ثم انتهت الى القول : " ارفض الحجاب .. لأن التغطية والتعري معناهما ان المرأة جسد .. فأنا عندما أغطي نفسي فمعنى هذا أنني فتنة ، وسوف افتن الرجل اذا تعريت .. وهذا خطأ ، فأنا عقل وليس جسداً مثيراً للشهوة والفتنة " .
ثم تتابع حديثها فتضع المرأة المحجبة في مستوى العارية التي تكشف عن مفاتنها للإغراء ، فتقول .. " الرسالة التي ترسلها المرأة بالحجاب رسالة خاطئة مثلها تماما مثل الرسالة التي أرسلها عندما اعري نفسي لإغراء . فكل من العري والحجاب معناه واحد ، وكل منهما يشوه صورة المرأة كعقل " .
وتتحدث بفلسفة ممجوجة تدعو الى الغثيان ، فتقول :" انا أرى الفتاة التي تتغطى مثل الفتاة التي تتعرى ، ومثل الفتاة في أوروبا وأمريكا التي ترتدي الميني جيب . التعرية والتغطية واحدة .. لماذا ؟!! لأنها تقول : ان المرأة جسد .
الرجل لا يتعرى و لا يتغطى لأنه عقل ، وانا لا أتعرى ولا أتغطى لأنني عقل ، ولذلك انا لا يهمني ان ارتدي ( طرحة ) ، او ارتدي ( مايكرو جيب ) ...
المرأة التي تعتبر نفسها عقلاً وفكراً وتؤمن بشخصيتها كإنسان وعقل : مثل الرجل ؛ وهذه المرأة لا تعنيها على الإطلاق التعرية او التغطية ، وإنما هي ترتدي ملابس عملية جداً .. ( بنطلون ) و (حذاء ) و ( بلوفر ) في الشتاء ؛ وفي الصيف ترتدي ( قميصاً ) خفيفاً . فالملابس ينبغي ان تكون عملية وتلبي حاجات الطقس فقط لأنه ليس لها وظائف دينية ولا أخلاقية " .
وفي إجابتها للصحفية الفرنسية " كاتي كاترين " عن موقف جمعيتها من الحجاب ، تظاهرت بالتسامح ، ولكنها هاجمت من تغطي وجهها ، وسلختها عن إنسانيتها ، فقالت : " نحن ضد التعصب وعدم التسامح ، اننا نعارض اولا كل ما يحجب العقل قاصدين بذلك ذكاء المرأة ، و فيما عدا ذلك فإن أي إنسان حر في اختياره . ليست مشكلتنا ان ترتدي المرأة ( قبعة ) أو ( بونيه ) أو ( حجاباً ) أو ( بنطلونا ً ) او ( تنورة جوب ) نحن واضحون جدا . لو ان هناك حجاباً يجب ان يقتصر على الشعر والرأس ، وليس الوجه ، فالوجه هو الإنسان ، ومن تغطي وجهها ليست بإنسانة " !!!
وقد ردت عليها الكاتبة السعودية سهيلة زين العابدين حماد رئيسة ومنشئة مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية وعضو اتحاد المؤرخين العرب ، فقالت لها : " بأي حق تلغي إنسانية المرأة التي تغطي وجهها ؟!! إن محدثتك تغطي وجهها لأنها إنسانة كرمها الله بأن شاء لها ان تولد وتعيش وتنشأ وتتعلم في مهبط الوحي ودار الهجرة ، وتنتمي الى هذا المجتمع المسلم الذي يحترم إنسانية المرأة ويصونها ، فحجب وجهها عن أعين الرجال ، ولكنه لم يحجب عقلها ويقيد فكرها ، اذ فتح لها أبواب العلم والمعرفة على مصراعيها ، ونالت منهما ما أهلها لأن تكون رئيسة لمدارس تحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة ، وعضواً في رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وعضواً في اتحاد المؤرخين العرب وتدرس مؤلفاتها في الجامعات ، وتعتمد بحوثها في أطروحات الماجستير والد كتوراة ، وتوزع مؤلفاتها في العالم العربي وتنشر مقالاتها وبحوثها في مختلف الصحف والمجلات ، ومع هذا لم يرها أجنبي قط ، وهاهي الآن تقف أمامك لترد على أقاويلك وتحاجك بالعلم الذي تتمنطقين به ، وتتجرأين على خالقك باسمه .
وتمضي ( سهيلة حماد ) قائلة : " وإن كان مرجعك مؤلفات فرويد و ماركس اليهودي ، وإنجلز و جان بول سارتر وكينزي وفاسترز وجوتوسون ، وكارين هورني ، وسيرفي وغيرهم من أصحاب مدرسة التحليل النفسي الفرو يدي .. فإن المرجع الأول لمحدثتك هو كتاب الله ، ثم سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . وإن كان أساتذتك فرويد وانجلز وماركس وكينزي ، فإن المعلم الأول لمحدثتك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم الخلفاء الراشدون ثم بقية الصحابة ، والتابعون رضوان الله عليهم .. فلتكن المواجهة اذن بين ابنة الحجاب التي تغطي وجهها ، وتؤمن بتشريع خالقها ، وبين ابنة السفور التي تتجرأ على خالقها وتعترض على تشريعاته وتقول انها لا تصلح لهذا العصر " .
و نوال السعداوي لم تكتفي بمواقفها المتمردة على الإسلام وأحكامه بل راحت تستهزئ بالمحجبات ، فقالت : " لقد سألت احدى المحجبات بكم اشترت حجابها ؟ ، فقالت بأنه فقط بخمسة وعشرين قرشأ . قلت لها : أتريدين ان تدخلي الجنة بخمسة وعشرين قرشاً " ؟
كما راحت تبدي إعجابها بأحوال المرأة الأوروبية ، فقالت : " احوال المرأة الأوروبية الأسرية أفضل الى حد كبير من أحوال المرأة عندنا ، لأن الرجل هناك لا يستطيع ان يطلق زوجته بسهولة ، ولا يجوز له الجمع بين زوجتين ، وهذه ميزة كبرى تتمتع بها المرأة الأوروبية الى جانب حريتها الشخصية الواسعة " .
إن الحجاب الذي يهاجمه دعاة التحرير المتمردون على الله ما هو إلا حصانة لشخصية المرأة ، ودليل على الحياء المركوز في فطرتها . اما المرأة التي تبرز مفاتنها فقد تجردت من أسس الحصانة ، وبواعث الحياء ، وكيف يشعر من فقد ذلك برقابة لله ، وصيانة للأعراض ومحافظة على الكرامة .
ومن المؤسف ان نجد من الإنصاف عند بعض كتاب الغرب ما لا نجده عند ببغاواتنا المستغربين . فقد كتب " هاملتن " عن الحجاب قائلا : " ان احكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في العناية بها عن كل ما يؤذيها ويمس كرامتها ويتناول سمعتها ، ولم يضيق الإسلام في الحجاب كما يزعم بعض كتابنا الغربيين بل انه تمشى مع مقتضيات الغيرة والمروءة " .
وقال البروفيسير المعروف " خون هامر " : " الحجاب في نظر الإسلام ، و تحريم اختلاط النساء بالأجنبي ليس معناه انتزاع الثقة بهن ، وانما هو وسيلة الى الإحتفاظ بما يجب لهن من الإحترام والإحتشام وعدم التبذل ، فالحق ان مكانة المرأة في الإسلام قيمة تغبط عليها ".
فهل يعي دعاة ما يسمى " تحرير المرأة " هذه المعاني كما وعاها هؤلاء المنصفون من غير المسلمين ، ام على قلوب أقفالها ؟!!
وهل تدرك المرأة المسلمة أبعاد المؤامرة التي يحبك خيوطها أولئك المتمردون على الله ، الراغبون في إخراج المرأة من حصن الفضيلة والطهر ، الى مراتع البهيمية والسقوط ؟!!
وهل تدرك المرأة دور " جيش التغريب " اللاهث وراء الشهوة والمتعة والجنس ، المسرع إليها ، الخارج عليها ــ زوراً وبهتانا ــ بثوب المنقذ والطبيب المعالج ؟!!
ألا قد بلغت اللهم فاشهد .
نقلاً عن كتاب حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين
للدكتور محمد فؤاد البرازي