نسأل الله تعالى أن يرحم أستاذنا الفاضل عادل عيد وأن يبدله أهلا خيرا من أهله ودارا خيرا من داره وأن يغسله من ذنوبه وخطاياه كما يغسل الثوب الأبيض من الدنس ونسأله تعالى أن لا يفتننا بعده وأن لا يحرمنا أجره
اللهم ألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وعوض الأمة عنه من يواصل مسيرته ويتبع منهجه ويوازيه في صدقه وأمانته ووضوحه مع نفسه أولا ومع المتعاملين معه ثانيا - فقد كان رجلا صاحب مباديء فاضلة ومصلحا وناصحا وساعيا للخير بكل طاقاته وأنا على ذلك من الشاهدين
وأروي موقفا جمعني به حيث تعرفت عليه وزرته في مكتبه بالاسكندرية وعرضت عليه قضية شخصية وعامة في نفس الوقت وبعدما لخصتتها له طلبت سماع رأيه - فسألني عن هدفي أولا هل استرجاع حقوقي باعتبارها قضية خاصة - أو الذهاب بها لمجلس الشعب باعتبارها قضية عامة - وكنت مستعدا لدفع أي رسوم أو مصاريف بالطبع - فلذلك اخترت المصلحة العامة وعرض الظاهرة نفسها على مجلس الشعب لاستصدار تشريع أو مساءلة ومحاسبة الجهات الرقابية المقصرة من طرف والمشاركة في جرائم تمس مصلحة البلاد من جهة أخرى - وهنا طلب مني مقابلته في مكتبه بالقاهرة المقابل لمجلس الشعب للمتابعة بعد الدراسة وأعرض عن قبول أي أتعاب باعتبار أن أعمال مجلس الشعب لا يتقاضى عنها أتعاب
والحقيقة شعرت أنه من الرجال المحترمين النادرين الذين نفتقدهم كثيرا ونحتاج لأمثالهم كثيرا - فهناك الكثيرون من أعضاء المجلس لا يتحركون إلا عندما يكون لهم مصلحة شخصية واضحة ومقدم أتعاب وضمانات..
هذا هو الفرق بين الرجال الشرفاء الذين يبذلوا جهودهم من أجل الناس وبين آخرين متخصصين في الاحتيال على الناس وسرقة الأموال العامة واستخدام نفوذهم أبشع استغلال؛ فمنهم نواب القروض ومنهم نواب المخدرات ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر - فاللهم ارزقنا من النواب المخلصين مثال فقيدنا الراحل العظيم من يقوم بأداء الأمانة التي أبت السموات والأرض أن تحملها - وحملها الإنسان الظلوم الجهول فترى الفساد أكثر كثيرا من الإصلاح - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أعلق تعليقا بسيطا على قول أستاذنا الفاضل أعلاه أنه لم تربطه بالراحل الكبير سوى واقعة واحدة عندما وسطه الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع لإنهاء خلاف وقع بينهما وقام بسببه برفع دعوى قضائية مطالبا بحبس ودفع غرامة مائة ألف جنيه ، وهي الورطة التي تورط فيها ولم يعرف كيف يخرج منها ، ولكن زميلنا الفاضل شهد شهادة حق أنه وجد في الرجل وقارا وهيبة وصفاء وتواضع ، كما لاحظت همته العالية... الخ
فهل لنا أن نعرف تفاصيل أكثر عما حدث في تلك القضية - وشكرا جزيلا