|
بدأ العراق جلسات المحاكمة التاريخية الأربعاء |
بغداد، العراق (CNN)
أكد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الأربعاء براءته من التهم الموجهة إليه في مذبحة الدجيل، أثناء الجلسة الأولى لمحاكمته في العراق.
ورفض صدام حسين في مستهل محاكمته الإجابة عن سؤال بشأن هويته.
ورد صدام على طلب هيئة المحكمة بالإدلاء باسمه وهويته، قائلاً إنه يحتفظ بحقه الدستوري ولايعترف بالهيئة القضائية و'لا الجهة التي خولتكم.. ولا بالعدوان.'
وأضاف قائلاً: 'الاحتلال باطل وما بني على باطل فهو باطل.'
وفي ظل موجة اعتراض من بعض 'المتهمين' على نزع عقالهم قبل دخولهم إلى قاعة المحكمة، أعلن رئيس المحكمة رفع الجلسة لمدة عشر دقائق لمعالجة بعض المشكلات الفنية، لتعاود الانعقاد من جديد.
ولدى استئناف الجلسة، أكد صدام حسين توكيل المحامي خليل الدليمي للدفاع عنه، وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، ليث كبة، إن مراقبين حقوقيين دوليين حضروا كانوا حاضرين في قاعة المحكمة.
كما استجوب القاضي برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق لصدام حسين والرئيس السابق للاستخبارات العراقية.
وتركزت إجراءات الجلسة على التثبت من هوية 'المتهمين' وتوكيل عدد من المحامين للدفاع عنهم.
وفي أعقاب ذلك، أبلغ رئيس المحكمة 'المتهمين' حقوقهم المختلفة مثل الحق في الصمت والحق في توكيل محام والحق في استدعاء شهود، وغيرها.
وشرع القاضي في استجواب المتهم، عواد أحمد البندر، رئيس المحكمة المسؤولة عن أحكام الإعدام التي صدرت بحق سكان من الدجيل.
وقرأ القاضي بصوت عال مواد القانون وعقوبات التهم المختلفة المتعلقة بمذبحة الدجيل.
وسأل القاضي المتهمين أن يجيبوا بكلمة 'مذنب' أو 'برئ' عن التهم الموجهة إليهم. وأكد صدام في رده أنه 'برئ' من التهم الموجهة إليه.
واتهم الادعاء في كلمته صدام وأعوانه بممارسة القتل والتعذيب والتهجير القسري ضد الملايين من أبناء الشعب العراقي.
وقال ممثل الإدعاء إن النظام السابق قتل أكثر من مليوني شخص.
وتطرق الادعاء في كلمته إلى الجرائم التي ارتكبها صدام ضد الأكراد وغيرهم.
وقاطع أحد 'المتهمين' ممثل الإدعاء قائلا إنه خرج عن حدود تهم مذبحة الدجيل، وتناول آراء سياسية.
وعلى إثر ذلك، قال ممثل الإدعاء إنه سيقتصر في مرافعته على الجرائم المرتكبة في قرية الدجيل، ثم شرع في سرد تفاصيل الجريمة.
وأوضح ممثل الإدعاء في كلمته تفاصيل جرائم القتل والتعذيب التي ارتكبتها الاستخبارات العراقية في الدجيل، على إثر محاولة اغتيال لصدام، قال الإدعاء إنها غير حقيقية.
وعُقدت جلسات المحاكمة التي يرأسها القاضي الكردي رزكار محمد أمين، بجانب أربعة قضاة في ظل إجراءات أمنية صارمة في المنطقة الخضراء المحصنة التعزيرات.
وبثت أولى صور المحاكمة بعد مرور عشرين دقيقة على بدء الجلسة.
وبحسب شريط الفيديو، بدأ توافد 'المتهمين' إلى داخل قاعة المحكمة، والوهن بادياً على بعضهم.
والمتهمون السبع هم: طه ياسين رمضان، وبرزان ابراهيم التكريتي، وعواد حمد البندر، وعبد الله كاظم رويد، وعلي دايم علي، ومحمد عزاوي علي فضلاً عن مزهر عبد الله رويد.
وكان صدام حسين آخر من دخلوا إلى قاعة المحكمة.
الدفاع سيطلب التأجيل
وإلى ذلك قال رئيس طاقم الدفاع عن صدام، خليل الدليمي، في مقابلة هاتفية مع CNN إنه يخطط لطلب التأجيل لمدة ثلاثة أشهر على الأقل نسبة لعدم امتلاك غالبية أعضاء طاقم الدفاع الخبرة اللازمة بالقوانين الدولية وبقضايا بمثل هذه الأهمية.
وفي رد على سؤال بشأن إذا ما كان سيطلب التأجيل، أجاب قائلاً 'بالطبع سوف أقوم بذلك.'
وأضاف قائلاً أن الجهات المختصة أخطرته بموعد المحاكمة قبيل ثلاثة أسابيع مضت فقط، في انتهاك لقوانين المحكمة العراقية الخاصة، على حد قوله.
وأشار بالقول 'أخطرت بالموعد قبل 20 يوما من بدء المحاكمة.'
وذكر الدليمي المحامي أن موكله هاديء وواثق من براءته، وأضاف 'رأيته بعد ظهر اليوم ومعنوياته مرتفعة جدا...أبلغته بالتهم الموجهة إليه، وقال إنه واثق من براءته.'
|
رفض صدام التعاون مع هيئة المحكمة |
والقضية المتهم فيها صدام هي الأولى من بين عدة قضايا يمكن أن يحاكم فيها، ومنها واحدة تتعلق بقتل سكان قرية كردية بالغاز السام عام 1988، وأخرى بالقمع الوحشي لانتفاضة شيعية في أعقاب حرب الخليج عام 1991.
شريط فيديو لزيارة صدام للدجيل عام 1982
وعشية بدء المحاكمة تحصلت CNN على شريط فيديو التقطه المصور الشخصي لصدام أثناء زيارته للدجيل، 50 ميلاً شمالي بغداد، في الثامن من يوليو/حزيران عام 1982، والتي تعرض خلالها لمحاولة الاغتيال الفاشلة.
وأظهرت مقاطع الفيديو سكان البلدة ذات الـ75 ألف نسمة وقد خرجوا لاستقبال 'الرئيس'، فيما بين مشهد آخر صدام وهو يعتذر عن عرض لتناول كوب ماء، (عُرف بخشيته من محاولة تسميمه.'
وبينت أجزاء أخرى من الفيديو صدام وهو يخطب في سكان البلدة من أعلى مقر لحزب البعث متحدثاً عن الحرب الإيرانية-العراقية، 1980 إلى 1988 التي راح ضحيتها قرابة مليون شخص، قائلاً 'أعلم والجميع يدركون شجاعة أهل الدجيل.'
ويذكر أن إيران أعلنت الثلاثاء إنها أرسلت اتهامات بحق صدام إلى المحكمة منها ما يتعلق باستخدام أسلحة كيماوية ضد مدنيين إيرانيين خلال حرب السنوات الثمانية، وقد يواجه الرئيس السابق عقوبة الإعدام شنقاً، حال إدانته.
وبعيداً عن عدسة الكاميرا، هاجمت مجموعة من الشباب العراقي موكب صدام، إلا أن المحاولة باءت بالفشل.
وظهر صدام مجدداً عقب المحاولة وهو يتحدث إلى الجمع قائلاً ' العديد من الطلقات لا ترهب أهل العراق، ولا ترعب صدام حسين.'
وشوهد الرئيس العراقي السابق في مقطع آخر وهو يستجوب بهدوء وقد ارتسمت الجدية على ملامح وجهه بعض الأشخاص، ثم التفت إلى بعض مرافقيه قائلاً 'تحفظوا عليهم بانفراد ومن ثم استجوبوهم.'
وإثر المحاولة الفاشلة، اتهم النظام العراقي السابق بشن حملة على البلدة التي فر الآلاف من سكانها، فيما ألقي بالبعض في غياهب السجون، وعذب البعض، وصفي البعض الآخر، وفق العديد من الشهادات التي تحويها ملفات المحاكمة وأكدها الناجون من المذبحة.
وفي شأن متصل، ستحاط المحاكمة بإجراءات أمنية غير مسبوقة تتضمن التفتيش الذاتي والفحص بالأشعة السينية وتحريات عن المراقبين وتصوير لبصمات العين وبصمات الحضور.
أهالي تكريت ينددون بالمحاكمة
وخرج المئات من مناصري الرئيس العراقي السابق إلى شوارع مسقط رأسه، في تكريت، للاحتجاج على المحاكمة، وفق ما كشف مكتب محافظ 'صلاح الدين' لـCNN.
وردد قرابة 150 متظاهر الهتافات المؤيدة للرئيس المخلوع 'بالروح بالدم نفديك ياصدام' و'ليعش صدام.'
وحمل البعض صوراً لصدام ولافتة كتب عليها 'ليسقط المحتل.' |