اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
أسامة
التاريخ
4/20/2003 8:58:00 AM
  من قواعد الإثبات والتحقيق فى قصة يوسف الصديق      

من قواعد الإثبات والتحقيق

فى قصة يوسف الصديق

 لئن كان الله سبحانه قد سخر الماء لينقذ موسى ومن معه ثم يغرق به فرعون وقومه ، وينجى فيه سفينة نوح والمؤمنين فيها ثم يغرق به قومه وإبنه ، وسخر الحوت ليحمل يونس فى جوفه لينبذه بالعراء وهو سقيم فينجو من غرق محقق . وسخر النار لتكون برداً وسلاماً على إبراهيم فيرد كيد النمرود يخرج منها إبراهيم سالماً فما ذلك إلا مصداقاً لقوله تعالى : ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلون إنهم لهم المنصرون وإن جندنا لهم الغالبون ) [ الصادقات : 171-173 ]

وإذا ما إتُهم الأبرياء وتلسَن القوم على الأتقياء وقيل لمريم البتول ( ما كان أبوك إمرأ سوء وما كانت أمك بغيا ) فلا عجب أن يُنطق الحق سبحانه عيسى وهو فى المهد صبيا ليقول لهم ( إنى عبد الله أتانى الكتاب وجعلنى نبيا ) [ مريم : 30 ] .

وإذا ما تأمر إخوة يوسف لينتزعوه من أحضان أبيه ويرموه فى الجب ليلقى فى غيابتها مصيره المجهول ثم يتهم بعد ذلك وهو العفيف المحصن بأنه يبغى السوء ، فلا غرو أن يجعل الله من قميصه دليلاً على إتهام إخوته فى الأولى ودليلاً على براءته من كيد إمرءة العزيز فى الثانية ، فالله تعالى يقول : ( إن الله يُدافع عن الذين أمنوا ) [ الحج : 38 ] .

القميص وقصة يوسف عليه السلام فى القرأن :

ذُكرت كلمة القميص ست مرات فى سورة يوسف فى قوله تعالى : ( وقدتَ قميصه من دُبر ) [الأية : 25] ، وفى قوله : ( إن كان قميصه ) [الأية : 26] ، وكذلك فى قوله : ( وإن كان قميصه ) [الأية :27] ، وقوله تعالى : ( فلما رأى قميصه ) [الأية : 28] ، وفى قوله تعالى: (إذهبوا بقميصى هذا فألقوه على وجه أبى )  [الأية : 93] ، ومرة بضمير الهاء فى ( وألقاه ) فى قوله تعالى : ( فلما أن جاء البشير وألقاه على وجهه فارتد بصيرا ) [الأية : 96] .

ومن الطريف أن عدم قطع القميص كان قرينة على براءة الذئب من دم يوسف وكذب إخوته فيما قالوه لأبيهم وكان قدَ ( قطع ) القميص قرينة على براءة يوسف من إتهام إمرأة العزيز له وكذبها فيما إدعته أمام بعلها والشاهد من أهلها .

القميص والدم المكذوب :

بعد أن أفلح إخوة يوسف بمكرهم فى إنتزاعه من حضن أبيه ليخلوا لهم وجه أبيهم وألقوه فى الجب بعد أن نزعوا عنه قميصه ثم عادوا إلى أبيهم ليلاً وهم يبكون ومعهم قميص يوسف وقد لطخوه بالدم ليوهموه أن الذئب قد إفترسه فى غيبتهم ( وجاءوا أباهم عشاءاً يبكون . قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ، وجاءوا على قميصه بدم كذب ) [ 16:18]

وهكذا أرادوا أن يصوروا الواقعة لأبيهم على أن الذئب قد إفترس يوسف وقدموا أدلة على صدق قولهم . العودة فى ظلمة الليل ليكون ذلك متمشيا مع غدرهم أدعى لعذرهم ، وقدموا وهم يبكون حسرة على ما حدث ، وها هو القميص ملطخ بالدم المكذوب حيث عمدوا إلى سخلة وذبحوها ولطخوا القميص بدمها .

ولأنهم كاذبون قالوا لأبيهم ( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) [الأية : 17] ، ولأن النسيان هو أب الكذب فقد نسوا فى خضم إفتراءاتهم أن يحدثوا ثمة قطع بالقميص أو مزق فهذا أدعى لما يقولون : فالتقط يعقوب عليه السلام هذه القرينة واستلهم بفراسته بواطن الأمور من ظواهرها فقال لهم متهكما : ما أحلم هذا الذئب الذى إفترس ولدى ولم يمزق عليه قميصه ولم يعمل به ناباً أو ظفراً . تقول الأية : ( بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبرُ جميل ) [الأية : 18] .

ولأن الفهم بطبائع النفوس يقوى الإستدلال ويعضده  كما أن اللفتات النابهة للأمور الخفية تنفذ كالأشعة فى الأجسام المصمته فتستجلى مكنوناتها وتعرف حقائقها فقد كانت بصيرة يعقوب نافذة نيرة فضحت كذب أبنائه رغم ما نسجوه من محبوك القول وأحابيل الشيطان .

محنة القصر وسيدته :

بعد أن بيع يوسف فى سوق الرقيق واشتراه رئيس الشرطة فى مصر وجعله الرئيس على خدمه فى القصر والمتصرف فى شئونه ، وكان يوسف جميل المنظر فتان الصورة ومن هنا بدأت محنته مع إمرأة العزيز إذ أشعل جماله فى نفسها جذوة نار حبه واستمرت تلك النار بتكرار رؤيته فى القصر إلى أن غلبها الحب على حيائها فأخذت تداعبه وهو يعرض عنها يحجزه إيمانه بالله وامتثاله أوامره وإلتزامه بالطهارة من الأرجاس الخلقية من ناحية ومن ناحية أخرى أن سيده أكرم مثواه ووثق به فى بيته فلا ينبغى أن يقابل نعمته بالجحود إلى أن هاج بها هائج الغرام واعتزمت شفاء ما فى نفسها من صبابة فخرجت من التلميح إلى التصريح ودعته إلى نفسها دعوة لا هوادة فيها وقد إحتاطت للأمر وغلقت الأبواب وقالت هيت لك فرفض رفضاً قاطعاً قائلاً لها (إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون) [الأية : 23]  وولى وجهه شطر الباب يطلب الغوث والنجاة من شيطان غوايتها وهى لا تتركه وتجاذب ثوبه وهو العصى حتى تمزق الثوب من خلفه إلى أن يغلبها ويفلت من يدها فيستبقان الباب هو يريد فتح مغلقه لينجو وهى تحول بينه وبين الهروب والإفلات منها لبانتها وحينئذ يجد بعلها لدى الباب ، تقول الأية : ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر والفيا سيدها لدى الباب ) .

إتهامها ليوسف وسؤال إستنكارى ماكر :

هنا بدأ مسرح جريمتها أكثر إتساعا وأوضح بياناً وقد وجدت نفسها قد هزمت لأنها لم تنل منه ما تشتهيه وقد افلح فى الإفلات منها وها هو بعلها امام الباب فأرادت أن تبدى تماسكها ورباطة جأشها فألقت بقنبلة إتهامها الماكر الخبيث الذى لم يكن مجرد إتهام ليوسف ولكن فجرته بسؤال إستنكارى بالغ الدهاء : ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً ؟ ) ثم قننت بنفسها العقوبة أيضاً قائلة فى عقبه : (إلا أن يُسجن أو عذاب أليم) [الأية :25] ، فما كان رد يوسف إلا أن قال بثبات وثقة (هى راودتنى عن نفسى) .

وهذا بالفعل ما قرره المحقق فى الواقعة إذا إتهما بالبلاغ الكاذب بقوله لها ( واستغفرى لذنبك ) وأكد جريمتها فى حق يوسف بقوله ( انك كنت من الخاطئين ) ثم طلب من يوسف بعد أن أصبح مجنياً عليه لا متهم أن يكف عن الحديث فى هذا الأمر ويسقطه من ذاكرته ( يوسف أعرض عن هذا ) [الأية : 29] .

سلسلة إعترافات :

1- إعتراف إمرأة العزيز ( دليل أخر ببراءة يوسف ) :

وأمام شيوع الخبر فى المدينة ولوم النسوة لها على غرامها وصبابتها ( وقال نسوة فى المدينة إمرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه وقد شغفها حباً ) [يوسف : 30] أرادت أن تثبت لهن بالدليل القاطع أنها معذورة فيما فعلته لإنبهارها بجماله وفتنتها بحبه وعليهن أن يظهرن مقاومتهن لحسنه وبهائه عند رؤيته ( فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهم واعتدت لهن متكئا وأتت كل واحدة منهن سكيناً وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً وإن هذا إلا ملك كريم ) وهنا إعترفت أمامهن بلوعتها وباحت بما فى قلبها من ألم الجوى ولوعة الشوق إليه متذرعة بما حدث لهن عند رؤيته وقالت متهكمة منهن : ( فذلك الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) . ثم أكدت لهن أنها مازالت تصر على ما تشتهيه منه وسيفعل ما تأمره به قسراً عنه وإلا فالسجن والصغار مصيره قالت : ( ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكوناً من الصاغرين ) [الأية : 32] .

إنها سجلت بذلك أمام النسوة دليلاً أخر على براءة يوسف وصدقه كان هو سنده الرسمى الذى أصر على أن يثبته للملك قبل خروجه من السجن مسجلاً فى صحيفته البيضاء أنه ما سجن إلا ظلماً وعلى الملك أن يتأكد من ذلك بشهادة النسوة تقول الأية : ( وقال الملك : أئتونى به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسئله ما بال النسوة الاتى قطعن أيديهن إن ربى بكيدهن عليم ) [الأية: 50] .

وهكذا قدمت له إمرأة العزيز بفعلتها مع النسوة خدمة جليلة من حيث لا تدرى إذ دعاهن الملك ليتأكد من خلو صحيفة يوسف ( قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء ) وصدقت إمرأة العزيز على كلامهن بقولها ( الأن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ) ثم وثقت كل ذلك بقولها ( وما أُبرىءُ نفسى إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى ) [الأية : 25] .

إعتراف إخوة يوسف بجريمتهم :

بعد خروج يوسف من السجن نقى الصحيفة شامخاً منتصراً قال للملك من موقع القوة ومنطق الثقة ( إجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم ) وقد كان له ما طلب وعندما إشتد الجدب فى جميع أن الأرض فى السنوات السبع العجاف قَدم إخوة يوسف إلى مصر لشراء قوت لأهلهم فلما رأهم يوسف عرفهم وهم له منكرون وأعطاهم الطعام بلا ثمن طالباً منهم إحضار أخيهم (بنيامين) وقد فعلوا وعادوا به إليه ثم تمكن من إستبقائه عنده بمكيدة ولما عادوا مرة أخرى لطلب القوت ذَكرهم يوسف بإساءاتهم له ولأخيه قائلاً ( هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ) . فأيقنوتا بعد حين أنه هو يوسف فقالوا ( أءنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخى قد منَ الله علينا ) وهنا جاء إعترافهم بالجريمة التى ارتكبوها فى حقه وإلقائه فى الجب وتفريطهم فيه .

الشاهد من أهلها وإجراء المعاينة :

إذا كانت المعاينة هى إثبات مباشر ومادى لحالة شىء أو شخص معين ، ويكون ذلك من خلال الرؤية أو الفحص المباشر للشىء أو للشخص بواسطة من باشر الإجراء ، وقد يرد محل إثبات الحالة على الشخص سواء كان هو المجنى عليه أو المتهم .

كما أن للمحقق عند المعاينة ألا يقتصر على إثبات حالة الأشياء بل يعمل على التأكد من إمكان وقوع الجريمة وفقا لرواية الشهود من عدمه .

وقد برع المحقق فى معاينته على هذا النحو ، فهى أرادت أن تصور الواقعة على أنها حالة تلبس بالجريمة ، وما عليهم إلا أن يسجنوه أو يزيقوه أشد ألوان العذاب . إلا أن الشاهد من أهلها (المحقق) قد تسنم قوة قواعد الشرعية الإجرائية وراح يتحدث بلسان الحال لا المقال مفنداً قولها ومطابقته على مسرح الحادث وحالة المتهم منطلقاً من إتهامها ليوسف ، ودلوفهما للمكان بُعيَد وقوع الحادث الذى إدعته (المجنى عليها) ، وكون معالم الجريمة ستظل على طبيعتها لوقت إجرائه معاينته ، فوضع تصوراً منطقياً واقعياً على نحو ما تقول الأيات ( إن كان قميصه قُد من قُبل فصدقت وهو من الكاذبين . وإن كان قميصه قُد من دُبر فكذبت وهو من الصادقين ) [الأيات:26،27] .

قرينة قَد القميص ودليل البراءة :

الأصل أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته ويتطلب إفتراض هذه البراءة عدم مطالبته بتقديم أى دليل على براءته ، فضلاً عن أن قرينة البراءة ركن من أركان الشرعية الإجرائية . وبما أنها هى المدعية كان يتعين عليها أن تقدم الدليل على صدق إتهامها ، ولكنها وهى السيدة فقد ألقت الإتهام على عواهنه قولاً مرسلاً ، لأنها تتهم عبداً هى سيدته فما كان من المحقق إلا اللجوء إلا اللجوء إلى الأدلة غير المباشرة كالقرائن .

والقرينة تتحقق من بإستنتاج مجهول من معلوم ، وذلك بإستنتاج الواقعة المجهولة المراد إثباتها من واقعة أخرى ثابتة . وهى تستخلص بطريقة اللزوم العقلى وتعتمد على عملية ذهنية يربط فيها المحقق بين واقعة معينة والواقعة المراد إثباها .

وقد كان إستدلال (الشاهد من أهلها) على هذا النحو إستدلالاً سائغاً وله رجاحته ووجاهته مُستمداً من الواقع متمشياً مع مقتضيات العقل والمنطق ومتلائماً مع طبيعة الأحداث موافقاً للحق والصدق وقد إنبلج به صبح الحقيقة . تقول الأية ( فلما رأى قميصه قُد من دُبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) [الأية : 28] .

أمر ضمنى بالحفظ ( لعدم الصحة ) :

بعد أن إنتهى المحقق إلى عدم صحة حدوث الواقعة كان قراره ببراءة يوسف ، والمستفاد ضمناً بحكم اللزوم العقلى من قوله : ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) فكما أن الأمر بعدم وجود وجه لعدم الصحة قد يستفاد ضمناً من تصرف المحقق فى التحقيق على نحو يقطع بحكم اللزوم العقلى بصدور هذا الأمر .

مثال ذلك أن ينتهى المحقق بعد التحقيق فى واقعة السرقة بالبلاغ الكاذب مما يقطع بأنه قرر بعدم وقوع جريمة السرقة ومن ثم عدم صحة الواقعة وصيرورة المتهم مجنياً عليه ، وبين أبيه تقول الأية : ( تالله لقد اثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ) [الأية: 91] . كما كرروا ذلك الإعتراف لأبيهم بقولهم : ( يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ) [الأية: 97] ولكن أنى لهذا الإعتراف من قيمة بعد ما ذاقه يوسف من شدائد وألام ؟ .

الحكم بالقرينة الظاهرة :

القرينة الظاهرة هى إحدى أدلة الثبوت الشرعية والقانونية ، يقول ابن القيم فى (الطرق الحكمية) لم يزل الأئمة والخلفاء يحكمون بالقطع إذا وجد المال المسروق مع المتهم وهذه القرينة أقوى من البينة والإقرار فإنهما خبران يتطرق إليهما الصدق والكذب ووجود المال معه نص صريح لا تتطرق إليه شبهة .

أعمل حكم القرينة الظاهرة مرتين فى قصة يوسف :

 الأولى : وهو طفل صغير كفلته عمته بعد وفاة أمه وتعلق قلبها به فلما إشتد قليلاً وأراد أبوه أن يأخذه منها فضنت به وحتى تتمكن من إبقائه معها لجأت لحيلة فألبسته منطقة لجده إبراهيم كانوا يتوارثونها وجعلتها تحت ثيابه ثم أظهرت سرقتها أمام أبيه وأخذت تبحث عنها بالمنزل فلم تجدها ثم أخرجتها من تحت ثيابه . ومن هنا طلبت بقائه عندها مدة يخدمها جزاءً لما صنعه . ولم يتمكن يعقوب   عليه السلام من ضمه إلا بعد وفاتها وهى الواقعة التى عناها إخوته بقولهم ( إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل ) [الأية: 77] .

الثانية : ذات الحيلة لجأ إليها يوسف حتى يتمكن من إبقاء شقيقه (بنيامين) عنده فجعل الخدم يضعون سقايته فى رحل (بنيامين) من دون رحال إخوته ثم أذن مؤذن فيهم بعد مغادرتهم بسرقة تلك السقاية وبدأوا فى تفتيش أوعيتهم أولاً ثم إستخرجوها من رحل بنيامين وبذلك تمكن من إستبقائه عنده جزاء لسرقته السقاية . ( بقرينة وجود المال المسروق معه ) تقول الأية : ( فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية فى رحل أخيه ثم أذم مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ) . وقد بدأ التفتيش على النحو الأتى : ( فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم إستخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله ) [الأية: 76] .      

خاتمــة :

هكذا سيظل القرأن الكريم هو النبع الصافى والمنهل العذب والمعين الذى لا ينضب لكل من أراد أن يستقى من فضائله ويستضىء بنور مكارمه أو يلتمس الخطى على طريق الحق القويم والصراط المستقيم . كما سيظل أبداً مصدراً لكل العلوم ومنارة لأولى الألباب على مر العصور والأزمان .

وقصة يوسف التى عرضتها السورة مورد غزير المادة لمن أراد أن يستلهم القيم الفاضلة والأخلاق الطاهرة كما أن الأحداث فيها غنية بالعديد من القواعد الإجرائية فى الإثبات والتحقيق وغيرها وعلينا أن نستخلص منها الفوائد والدروس والعبر ، يقول الله تعالى فى أخر السورة : (لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفضيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) [الأية : 111] .

   

 

 

 


  الهاشمي    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  21/4/2003



الأخ / أسامة محمد الصغير                  حفظكم الله

جزاكم الله خيراً على طرحكم لهذا الموضوع بإسلوبٍ جميلٍ شيقٍ يستفاد منه وهذا إن دل على شيىءٍ فإنما يدل على مدى قدرتكم في الإنشاء وتطويع القلم والكلمة كما تريدون


  أسامة    عدد المشاركات   >>  17              التاريخ   >>  1/5/2003



 

الأستاذ أحمد الهاشمى

السادة الزملاء المشرفين على المنتدى

لكم جزيل الشكر على طرح هذا الموضوع ، واختياره كأفضل مشاركة فى هذا الأسبوع .

ووفقنا ووفقكم الله لما فيه الخير ، للارتقاء بهذا المنتدى ليكون نواه لتطوير تشريعاتنا القانونية العربية .

 


  الهاشمي    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  4/5/2003



الأخ / أسامة                              حفظه الله 

 يا أخي رغم أنه لم يمضِ على اشتراكي في هذا المنتدى سوى أشهرٍ معدوداتٍ إلا أني أقولها كلمةً صادقةً ، بأن مشاركتك هذه هي أجمل وأفضل ما قرأت في هذا المنتدى من حيث الفكرة والبحث والطرح والإستنباط فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً ، يا حبذا المزيد 


  الهاشمي    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  4/5/2003



الأخ / أسامة               حفظه الله

أقول مستدركاً عليك بعض الأمور التي يا حبذا لو ركزت عليها في مستهل أمرك وحديث مشاركاتك وهي أن تتأكد من لفظ الآيات عند الإستدلال بها فمثلاً في الآية 171 من صورة الصافات ذكرت قوله تعالى ' ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين .. ' فقمت برفع كلمة المرسلين وكتبتها المرسلون وهي هنا صفةٌ ونعتٌ لمجرور به وتكتب بالياء لا الواو ، وكذا الآية 31 من صورة يوسف زدتَ واواً عند قوله ' وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملكٌ كريم ' فزدت الواو بين ' بشراً ' و ' إن هذا ' فأرجو أن تتأكد من لفظ الآية أما الملاحظة الثانية يا سيدي فقد ذكرت بأن رئيس الشرطة في مصر هو الذي اشتراه وهذا غير صحيح فالذي اشتراه هو عزيز مصر وهو ما يقابله في الوقت الراهن وزير المالية ودليل ذلك أن ملك مصر حين أخبر يوسف بأنه عنده مكينٌ أمينٌ ، سأله يوسف أن يجعله على خزائن الأرض فهو حفيظٌ عليم ٌ قال تعالى ' وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه فال إنك اليوم لدينا مكينٌ أمينٌ * قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليم ٌ ' أي حفيظٌ لما فيها عليمٌ في تدبير شئونها ، وبذلك قال المفسرون
أرجو أن يكون كلامي خفيفٌ عليك فهو من باب المسلم مرآة أخيه


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1301 / عدد الاعضاء 62