عيدكم ربيع عربي لم ولن ينتهي وأصوات تزغرد للحرية والحقوق ..
عيدكم عيد شعوب عربية نالت استحقاقها واستقلالها الحقيقي بعد ان ضحت بدمائها وقدمت شهدائها ، وشعوب أخرى لا زالت تقاتل لنيل حريتها ودحر ظالميها ..
إنه الربيع العربي أيها الساده ..
إنه الربيع الذي أدهش العالم ، وغير صورة الإنسان العربي في الإعلام العالمي حينما نهض نافضا عنه غبار عشرات السنين من الظلم والاستبداد وطغيان الحاكم الفرد وبيع الأوطان وسحق الإنسان وتغييب الوعي وتشجيع الإعلام الفاسد الهابط ونشر الفساد المالي والأخلاقي وشراء الذمم واختطاف القضاء والهيمنة على كل نشاطات المجتمع المدني ..
عشرات من السنين العجاف ... تسلق فيها حثالات المجتمع من المنافقين والفاشلين والوصوليين حتى وصلوا للصدارة على أشلاء الفضلاء والعلماء والكفاءات والمخلصين ..
صنعوا لهم امجادا مزيفة وأصبحوا أساتذة جامعات وخبراء في كل شيء ومحللين وتجار ونجوم قنوات وإعلام على حساب الكفاءات ورافعي ألوية الحقوق والمخلصين ..
أصبح الحقير الوضيع اللص شريفا نزيها يتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان وبناء الأوطان .. وغيب الرجال المخلصون وأبعدوا عن الصدارة وقيادة المجتمع إما بتلفيق التهم وزجهم في السجون ، أو تسليط الإعلام الحكومي الرسمي الذي يدار بواسطة عبيد تم تدريبهم وترويضهم لينطلقوا كالكلاب المسعورة ضد كل معارض وشريف ومستقل .. أو التهميش والنسيان أو دفعهم للغربة ..
ثورات عربية عفوية لم تكن في حسبان أكثر الناس تفاؤلا، ولم تكن في حسبان الطغاة ولا من يحركونهم عن بعد ، ولم تتنبأ بها أجهزتهم ومراكز دراساتهم التي زرعوها في أوطاننا ، ولم يكتشفها خبراؤهم ومحلليهم ، فكانت قدرا من الله فاجأ الجميع ..
اليوم ، لا نستغرب ولا نستبعد ان يتآمر شياطين الجن والإنس من أيتام الفساد ومرضى السادية ومصاصي دماء الأوطان والشعوب وطفيليات الإعلام وعشاق النجومية المزيفة على هذه الثورات الناشئة التي ترفع شعار الدين المعتدل الوسطي الذين يعتبرونه خطرا عليهم .. لا نستغرب تعاونهم جميعا وتنسيقهم مع أعداء الأمة الذين لم ولن يقبلوا بدولة حرة قوية مجاورة لإسرائيل ، دولة مستقلة بقراراتها ومعتزة بماضيها متمسكة بدينها.. يريدونها لها أن تكون دولة بإدارة فاسدين غارقة في مشاكلها ، مهمومة برغيف خبزها ، فاشلة باستغلال خيراتها ومواردها حتى أصبحت أكبر دولة في العالم مستوردة للقمح مع أنها تاريخيا أول دولة في العالم أنشأت صوامع لتخزينه ..
اليوم ، العيد الثاني للربيع العربي .. نقف احتراما وتقديرا وإجلال للشعب السوري الذي تآمر عليه الطائفيون والروس ومن معهم والذي قدم حتى الآن أكثر من خمس وعشرون ألف شهيد ولا زال ، هذا الشعب الشجاع الحر الذي يسعى لنيل حريته يقف اليوم بصدور مفتوحة أمام أسلحة جيش توجه للمدن وللشعب يحركها أقذر عصابة عرفها تاريخ البشرية ، صمتت مدافعها أكثر من أربعين سنة على الجبهة مع اسرائيل ثم توجهت نحو صدور مواطنيها وهي تردد كلمات المقاومة والصمود التي أفرغتها من معانيها ..
***
اليوم .. يسجل التاريخ إيران وروسيا والصين ضمن أعداء الحقوق والحريات في الوطن العربي كما سجل قبلهم أمريكا واسرائيل ..
ويسطر بحروف من ذهب قوائم الشهداء الذين يسقطون في سوريا كل يوم دفاعا عن الحريات والحقوق ..
عبدالله محمد الناصري