على مسافة بضع مئات من الأمتار ، وفي ناحية الجنوب من المنطقة السكنية التي أعيش فيها ، تقع أكاديمية تدريب كلاب الشرطة ، وقد دأب الناس هنا على تسميتها بـ "كلية الكلاب"
ويا لها من كلية ، ويا لهم من كلاب
فنظرا لشظف العيش وحالة البؤس التي تلف سكان هذه المنطقة المحيطة بجهات الأكاديمية الأربع ، فإن رياحا ، بل عواصف عاتية من حقدهم وحسدهم وغيرتهم -على الكلاب طبعا - تهب على هذه الكلية كل يوم ومن ذات الجهات.
إذ أن هذا البائس المطحون الذي يعيش في الغالب تحت حزام الفقر ، من أولئك الذين لم يذوقوا للحم مذ خلقوا طعما ، تأكله نار الحسد والغيرة حين يرى هذه الكلاب كل يوم وهي تأكل صباح مساء ما حرم منه أو قل ما حرمته الحكومة عليه
سألني أحدهم ، وكنا نطل معا على فناء الكلية من شرفة منزله
لماذا تفضل الدولة هذه الكلاب على هؤلاء المحرومين الذين يعيشون حول الكلية؟؟
للسؤال طبعا وجاهته
وإن كانت الإجابة عليه ليست بالأمر العسير
قلت لمحدثي ، وأنا أشير بيدي على أحد الكلاب الذي كان يلهو في فناء الكلية الكبير
أن هذا الكلب ، الذي اعتاد مدربه أن يدللـه بـ"حمادة" ، والذي لا يخجل حتى وإن أكل لحم أخيه ميتا ، يسدي خدمة أو جملة خدمات للحكومة لا يمكن أن يقوم بها كل سكان هذه المنطقة مجتمعين ، حتى وإن كان جلهم من الكتاب المبدعين.
***
مع مرور كل أزمة وأزمة على منتدى المحامين العرب
ليس لي غير أن اخلع قبعتي لأنحني احتراما وتقديرا وإجلالا لهذا المنتدى الذي لم يجحد يوما واحدا من أبنائه مهما وصل به العتاب على المنتدى حد الهجوم بل تجاوز الهجوم كثيرا
من يريد أن يوثق هذا ، عليه إعادة قراءة جميع مشاركات ومداخلات الأستاذ / أحمد حلمي ذات الصلة بأزمة التزوير وسرقة منقولات شبكة المحامين العرب ، والتي لم تتعرض للحدق أو الشطب ، رغم كل ما حملته من هجوم بلغ في قسوته مبلغا عظيما
ليس لأنها لا تستحق هذا
بل لأن الأستاذ احمد حلمي ، اختلفنا أو اتفقنا معه ، كانت له بصمات شديدة الوضوح على قيام ونجاح هذا الصرح العريق ..
وأنه كان يوما أحد مشرفيه الذين ابلوا في إدارته أحسن البلاء ..
تحية لمنتدى المحامين العرب ولكل القائمين عليه
وتحية للأستاذ / أحمد حلمي على هذه الكلمات الرائعات