منتدي المحامين العرب المنتدى العام الظلم .. ومشروعية الثورة
الظلم .. ومشروعية الثورة!! عندما أتابع المشاهد الكئيبة التي تحاصرنا في كل لحظة من لحظات نهارنا ، مشاهد الإحتقان والفوران والإنفجار والعصيان التي أصبحت جزءاً من نسيج حياتنا ، لا أستطيع أن أتلحف بالغفلة والجهل وأغمض عيني عن حقيقة المرض الكامن الذي يفرز تلك الأعراض. لم أبلغ ذلك الحد من الغفلة والتعامي عن قراءة الواقع ناصع الوضوح ... واقع الأزمة ... واقع الفوضى ... واقع إنهيار كفاءة ومصداقية الدولة.. واقع سقوط دولة القانون في أعين المواطنين ..حتى تحولت حياتنا إلى ساحة للصراع والإقتتال اقتربت من حدود الحرب الأهلية ، بينما ساستنا عن انهيار الاوضاع غافلون منتشون وهم يرددون نشيد الإستقرار!!! الناس لم تعد تثق بالعدالة ولا بالقوانين في ظل حالة من الفساد العام والشامل ، لم يعد أمامه أي مواطن أو فئة يرجو عدلاً او إنصافاً من خلال آليات قانونية محترمة.. لم يعد امام الناس من حل إلا وسائل الإنتقام الفردي والفئوي والقبلي ... نعم .. إنها عودة إلى عصور الهمجية ..عصور ما قبل الحضارة وقبل أن تعرف البشرية القوانين التي يكون الناس امامها سواسية وتنزل احكامها عليهم جميعاً – دون حاجة للجوء لوسائل خاصة - من خلال عدالة معصوبة العينين لا تفرق بين زيد وعبيد!! العدالة يا سادة ليست قوانين ودساتير ولوائح وإجراءات ... ليست شيئاً من هذا... العدالة في حقيقتها شعور وإحساس يستقر في الوجدان بأن الناس جميعا – حقاً وفعلاً لا شعارات كاذبة مضللة – سواسية امام القانون ، دون تمييز او تفريق أو محاباة!!! فهل هذا هو الإحساس المستقر في وجدان المصريين حالياً؟؟؟؟؟؟؟؟ إن كانت الإجابة بنعم فنحن ننعم بالعدالة ، وإن كانت الإجابة بلا ، وهو ما أجزم به ، فلا تثريب على من حملوا نعشاً يرمز للعدالة لتوديعها إلى مثواها الأخير. و من يرغب في المكابرة ، أدعوه إلى الإحتكام إلى إجراء استفتاء او استبيان بين جماهير الشعب المصري لسؤالها إن كانت تحس بالعدالة ، ولا تخولني ذرة شك أن النتيجة ستكون مروعة وستخرس البعض إلى الأبد ! وإلى من يرددون في تبسيط مخل لحالة الأزمة المحتدمة على أرض مصر أن من يخالف القانون يجب محاكمته واحترام الاحكام ، نقول نحن معكم في احترام القوانين والاحكام ، إلا اننا ننبه إلى أنه لن توجد قوة على ظهر الأرض تفرض قوانين واحكام يراها المواطنون ظالمة.... فحذار ثم حذار من الظلم فهو مقبرة الظالمين. عندما يعم الفساد والظلم، وتسقط القوانين بوصفها قواعد عامة مجردة ، وتصبح قوانين تفصيل تطبق تبعاً للهوى على البعض دون البعض الآخر ، تسقط حينها مشروعية الدولة وتنهض مشروعية الثورة. وهل كان إسقاط دولة شاه إيران بمقتضى القانون أم بمقتضى سقوط القانون؟؟؟ هذا مجرد تذكير ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين إتقوا الله في مصر يرحمكم الله ، فالله يقيم دولة العدل ويمحق دولة الظلم.
هشام المهندس
الانتقال السريع اختــــار ------ منتـــدي المنتدى العام ------ ------ منتـــدي من أعلام القضـاة والمحـامين العرب ------ ------ منتـــدي استراحة المنتدى . ------ ------ منتـــدي منتدى الاستشارات القانونية ------ ------ مكتبـــة الأبحاث القانونية------ ------ مكتبـــة القوانين العربية------ ------ المكتبـــة الصوتية------