القاهرة (رويترز) - توفي صباح يوم السبت الكاتب المصري مصطفى محمود عن 88 عاما بالقاهرة بعد فترة طويلة من المرض هي نهاية سنوات من الابتعاد عن أضواء عاش في ظلها طويلا ككاتب مثير للجدل ومقدم برنامج تلفزيوني انقسم حوله اليمين واليسار.
ولد مصطفى كمال محمود حسين يوم 27 ديسمبر كانون الاول عام 1921 وتلقى تعليمه الاولي بمدينة طنطا في دلتا مصر ثم درس الطب في جامعة فؤاد الاول (القاهرة الان) لكنه اتجه الى الكتابة الادبية التي كانت مدخله الى تأليف كتب اعتبرها فكرية وفلسفية من أشهرها (حوار مع صديقي الملحد) و(رحلتي من الشك الى الايمان) و(القران .. محاولة لفهم عصري) و(لماذا رفضت الماركسية) و(أكذوبة اليسار الاسلامي) و(الاسلام.. ما هو؟).
وكان محمود يقدم أيضا برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا بعنوان (العلم والايمان) يتحدث فيه عن معجزات الله في الكون. وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية أن محمود قدم 400 حلقة من البرنامج.
وأنشأ محمود جمعية تحمل اسمه تضم مسجدا ومستشفى يطلان على ميدان شهير باسمه أيضا في شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين. كما واظب في المرحلة الاخيرة من حياته على كتابة مقال أسبوعي بصحيفة الاهرام قبل أن يعتزل الناس بسبب أمراض الشيخوخة.
وصدرت أولى مجموعاته القصصية بعنوان (أكل عيش) وتلتها مجموعات أخرى منها ( شلة الانس) وروايات (الخروج من التابوت) و(العنكبوت) و(رجل تحت الصفر) اضافة الى كتب في أدب الرحلة ليزيد عدد أعماله على 60 كتابا.
وقدمت السينما المصرية أفلاما مأخوذة عن بعض قصص محمود الذي شارك في كتابة السيناريو والحوار لفيلم (المستحيل) أول أفلام المخرج الراحل حسين كمال عام 1965 .
و(المستحيل) مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه لمحمود وجاء بين أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء للنقاد عام 1996 .
ونال الكاتب جائزة الدولة التقديرية بمصر عام 1995 .
وشيعت جنازة محمود من مسجد مصطفى محمود بحي المهندسين بعد صلاة الظهر يوم السبت
منقول ............
|
إنا لله وإنا اليه لراجعون
اللهم ارحم الدكتور مصطفي محمود رحمة واسعة وتغمده بعظيم جودك وكرمه وتقبله بقبول حسن , وأبدله أهلا خيرا من أهله ودارا خيرا من داره , اللهم هون عليه ضمة القبر وثبته عند السؤال والحقنا به علي خير .. اللهم آمين
رحل الدكتور مصطفي محمود بعد صراع طويل مع المرض , وكأنه كان رفيقا له , ولم يمنعه ذلك عن مواصلة حبه للعلم ورغبته في نقله للناس وربطه بالمعاني القرآنية العظيمة , ولم يكن الأمر قاصرا فقط علي برنامجه التليفزوني , ولكنه رحمه الله اسس جمعية محمود , وكان من ضمن نشاطها نشر العلم , فأعلي المسجد توجد قاعة محاضرات كنا نلتقي بها لنشاهد الافلام كاملة مع تعليق مفصل منه وكان يستضيف اساتذة جامعة متخصصين ليسهبوا لنا في شرح الموضوعات مثل الدكتور محمد أحمد سليمان والدكتور صلاح عرفه وغيرهم , وكانت الجمعية تنظم الرحلات العلمية بصحبة العديد من العلماء المتخصصين مثل الدكتورة فرخونده حسن عالمة الجيولوجيا , وأشهر هذه الرحلات كانت الي قرية البسايسه بمحافظة الزقازيق , تلك القرية النموذجيه التي شاهدنا فيها تطبيقا لاستخدام الطاقة الشمسية في تسخين المياه علي علي اسطح منازلها البسيطة وكذلك المسجد حتي يتوضأ المصلون بمياه دافئة , واستخدام الطاقة الشمسية لري الارض الزراعية وارادرة الآلات الزراعية البسيطة . وأيضا استخراج المياه الجوفية بواسطة قوة الرياح , وشاهدنا أيضا تحويل المواد العضوية الي مركبات أزوتية لتسميد الارض الزراعية في مدة وجيزة لا تتعدي اصابع اليد الواحدة عن طريق البكتريا اللاهوائية , بالاضافة الي الاستفادة من غازالميان الناتج عن هذه العملية وتوزيعه علي منازل القرية للاستفادة به في طهي الطعام , وغيرها من الأمور الأخري الكثيرة , وكان يأمل رحمه الله في تعميم هذه التجربة علي جميع قري مصر ولكن دعوته لم تلق صدي بالرغم من أن التجربة عمرها يزيد علي ثلاثين عاما . والرحلة الثانية الي مرصد القطامية لمشاهدة مذنب هالي عام 1985 ومابعة كل ما قيل عنه في جميع انحاء العالم . وكان فوق المسجد ايضا مرصدا صغيرا يمكننا من المتابعة علي الطبيعة لكل ما نشاهدة من أفلام ونسمعه في المحاضرات , ويوجد أيضا متحف صغير للاحياء البحرية وأخر للجيولوجيا , كما توجد مكتبة ضخمه تضم جميع العلوم والمعارف وتضم المجموعات الكاملة لعميد الادب العربي طه حسين والعقاد والحكيم وغيرهم .
رحم الله الدكتور مصطفي محمود فقد كان مدرسة متكاملة , كان طبيبا وكاتبا ومفكرا , أثارت افكاره ومؤلفاته الكثير من الجدل وساهمت في تنوير العقول , وتوج أعماله هذه باعداد وتقديم برنامج العلم والايمان , وقد كنا ننتظر البرنامج علي أحر من الجمر , وكان حديثه البسيط يصل للجميع ويفهمه , ألقي الله محبته في قلوب البسطاء فكان يحنو عليهم , فجمعية محمود كانت ومازالت تقوم بتوزيع الزكاة علي الفقراء والمحتاجين و ومستشفاه تساهم في علاجهم وتخفيف آلامهم , ومسجده يأمه الناس وتمتلئ ساحته في الاعياد .
رحم الله الدكتور مصطفي محمود , فقد كان متواضعا صبورا ورحيما , ولم يأنف قط من تكرار الاسئلة ومحاولة توصيلة المعلومة , وكان يبقي معنا بالساعات بالرغم من حالته الصحية , فقد كان لا يستطيع أن يجلس علي الكرسي لمدة طويل , وكان يستقوي علي ذلك بأن يضع قطعة من الاسفنج مفرغة من الوسط فوق الكرسي ليبقي معنا اطول وقت ممكن , غصنا معه الي اعماق الذرة وانطلق بنا الي الفضاء الشاسع بين المجرات , وكان يديم النظر الي السماء متفكرا في خلقها وفي طبقات الأرض وصولا لمنطقة الكور لنعرف سر الجاذبية الأرضية , كم حدثنا عن الزلازل والبراكين , وربط كل هذا بالقرآن والسنة مبينا الاعجاز العملي في كليهما في جو روحاني علمي يأخذ بالالباب .
في رحاب الله وذمته , رحمك الله واسكنك فسيح جناته
حسني سالم المحامي
|