قال أبو الحسن المدائني دخل عمران بن حطان يوماً على امرأته وكان عمران قبيحاً ذميماً قصيراً وقد تزينت وكانت امرأة حسناء فلما نظر إليها ازدادت في عينه جمالاً وحسناً فلم يتمالك أن يديم النظر إليها فقالت ما شأنك قال لقد أصبحت والله جميلة فقالت أبشر فإني وإياك في الجنة قال ومن أين علمت ذلك قالت لأنك أعطيت مثلي فشكرت وابتليت سلامته بمثلك فصبرت والصابر والشاكر في الجنة.
بلغنا أن كثير عزة لقي جميلاً فقال له متى عهدك ببثينة قال ما لي بها عهد منذ عام أول وهي تغسل ثوباً بوادي الدوم فقال له كثير تحب أن أعهدها لك الليلة قال نعم فأقبل راجعاً إلى بثينة فقال له أبوها يا فلان ما ردك أما كنت عندنا قبيل قال بلى ولكن حضرتني أبيات قلتها في عزة قال وما هي قلت:
فقلت لها يا عز أرسل صاحبي ... على باب داري والرسول موكل
أما تذكرين العهد يوم لقيتكم ... بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل
فقالت بثينة اخسأ فقال أبوها ما هاجك يا بثينة قالت كلب لا يزال يأتينا من وراء الجبل بالليل وأنصاف النهار قال فرجع إليه فقال قد وعدتك من وراء هذا الجبل بالليل وأنصاف النهار فالقها إذا شئت.
ومن هذا الفن حكي أن أعرابياً بعث غلاماً له إلى امرأة يواعدها موضعاً يأتيها فيه فذهب لغلام وأبلغها الرسالة فكرهت المرأة أن تقر للغلام بما بينهما فقالت والله لئن أخذتك لأعركن أذنك عركة تبكي منها وتستند إلى تلك الشجرة ويغشى عليك إلى وقت العتمة فلم يعرف الغلام معنى هذا الكلام وانصرف إلى صاحبه وحكى له فعلم أنها واعدته تحت الشجرة وقت العتمة .
أحمد فراج – اسكندرية