نايف عدد المشاركات >> 150 التاريخ >> 6/10/2002
|
1- أتفق مع حقيقة أن العالم الجديد/النظام العالمي الجديد بدأت تتضح معالمه. سقوط الاتحاد السوفيتي كان بداية النهاية لعالم قديم شهد توازن في أيدلوجيات القوة والفكر. بدأت أمريكا تتفرد بالعالم وتفرض مصالحها القومية على حساب مصالح الدول المقهورة.
2- القانون الدولي لم يكن يوماً من الأيام ذا قيمة لأمريكا لأنها لا تلتزم بأحكامه إذا تعارض مع مصالحها القومية. إن الملاحظ لتصريحات الإدارات الأمريكية المتعاقبة يرى جلياً أن المصلحة القومية الأمريكية هي المحفز على الاعتداء على سيادات الدول الأخرى. لهذا, تلاشت سيادة الدول في ظل القوة العسكرية الأمريكية. ومع تلاشي هذه السيادات قوت الأيدلوجية الأمريكية بما تحمله من فكر رأسمالي وسياسي.
3- إن خير مثال على 'السيادة العالمية/ذات القطب الواحد' هو أن القوانين الأمريكية بدأت تطبق في باقي الدول (وخاصة في الدول النامية منها). ومن أمثلة هذه القوانين تلك المتعلقة بغسيل الأموال وما يسمى بمحاربة الإرهاب. ومن لم يطبق هذه القوانين فهو في خطر انطلاقاً من مبدأ بوش: who is not with us is against us
4-لقد تغير وجه العالم مع بزوغ القرن الحادي والعشرين وخصوصاً بعد أحداث 11سبتمبر لعام 2001م حيث بدأ 'سيناريو الهيمنة الأمريكية' يأخذ منعطفاً خطيراً. هي هيمنة أمريكية بكل ما تحمله من فكر(سياسياً/اقتصادياً/سياسياً/اجتماعياً).
5- من المنظور الأمريكي, هناك مسئولية دولية تقع على عاتق الإدارات الأمريكية وهي إعادة إصلاح المنهج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للدول الإسلامية وخاصة العربية منها. هذا الإصلاح سوف يتبلور في النهاية كي ينتج الفكر الغربي (وخاصة الشق الأمريكي منه).
6- برنامج 'الأمركة' بدأ يظهر للعيان وخير مثال على ظهوره هو إقرار الإدارة الامريكية مبالغ مالية لتحسين مناهج التعليم في الدول العربية واعتراف أيضاً تلك الإدارة بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. الغريب أن توقيت الاعتراف الأخير مهم حيث أنه التوقيت المناسب لفرض الإرادة الأمريكية حيث لم تستطع أمريكا في السنوات الماضية أن تعلن هذا الاعتراف أو أنها كانت تعلنه ولكنها سرعان ما تسحبه. في ظني, إن الإدارة الأمريكية مستمرة في عنجهيتها لتعزيز مصالحها القومية في المنطقة العربية وسوف تستمر في مساعدة الكيان الصهيوني إلى مالا نهاية.
7- في المقابل, نجد ان المواقف العربية الرسمية لا زالت متخاذلة ولا تستطيع مقاومة المد الأمريكي. لقد أعجبت بخبر نشر في إحدى الصحف المحلية عن نية العراق إحراق أبار النفط في حال مهاجمته. مثل هذا الموقف وإن كان دافعة اليائس إلا أنه جيد لكبح الجشع الأمريكي. ومن شأنه أن يجعل الأمريكان التفكير ألف مرة قبل إعلان الحرب على العراق.
8- من منظور الشعوب العربية, يجب على قادة الدول العربية اتخاذ قرارات مسئولة تحفظ كرامة الأمة وتتناسب مع حجم المخاطر المحدقة.
|