اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
المأمون
التاريخ
1/5/2007 4:44:43 PM
  يرحم الله صداماً      

 
في السياسة لا يوجد لونان إما أبيض وإما أسود.. ولكن كل الألوان متاحة ولكل أن يختار ما يروق له. لهذا يمكن أن يقال إن الرجل كان ظالماً كما يمكن أن يقال إن للرجل حسناته. وما يراه شخص حسنة يمكن أن يجد فيه آخر كل مطعن. وفي رأيي المتواضع إن الرجل ارتكب من الأخطاء ما أرتكب ، ولعل أكبرها هو غزوه للكويت ، فقد غررت به السفيرة ابريل وابتلع الطعم الذي أضاع به حكمه كما أضاع الوحدة والآمال العربية وأرجع الأمة إلى أربعمائة سنة للوراء. بل إني أذهب أبعد من ذلك وأقول إن كل المظالم التي ارتكبت في عهده هو مسئول عنها إن كان يعلم بها. أما إن كان لا يعلم ، فإن الذنب أعظم.
 
لم يعجبني انتحار كيلوباترا ، كما يقال عنها ، كما أعجبني الرجل وهو يلاقي الموت بشجاعة ، حتى ولو درب نفسه عليها طيلة مدة الثلاث سنوات كما يقول العمدة أو طيلة عمره كما يقول الرجل عن نفسه. وقصة القبض عليه يقال: إن غازاً قد استخدم ساعتئذٍ. إن طريقة إعدامه التي قُصدت بها جميع الأمة ، لم يدافع عنها حتى  الاحتلال والذي يحاول أن يتبرأ منها. أما النظام الحاكم فإنه يحقق في أمر تسريب الشريط الكامل!!. ولقد شهد للرجل بشجاعة ملاقاته الموت حتى أعداؤه ، ودوننا شهادة المدعي العام منقذ فرعون والذي قال فيما قال: إن الرجل كان متماسكاً ثابتاً و لم ترتجف له يد أو قدم.  وفي تقديري ، إن في هذا درس حتى بافتراض أن الرجل كان على باطل بل وهنا يكون الدرس أبلغ.
 
إن العزاء الذي دعت له نقابة المحامين المصريين هو للاحتجاج على أن يتولى أمر الأمة غير أبنائها. والقول بغير ذلك يعني القبول بالاحتلال وأن ما تم في أول أيام العيد يمكن أن يتم في أي بلد عربي أو إسلامي وفي أي زمان آخر ، وهذا ما لم يقل به أحد. 
 
ولعدم تعاطي حديث السياسة سأكتفي بالحديث عنها فيما سبق. ولكن الذي دعاني للكتابة هو بعض ما كتبه الأستاذ المحترم محمد أبو اليزيد (العمدة) حيث قال في موضوع : عزاء للرئيس الراحل / صدام حسين
 
 (فنحن سيدي في القرن الواحد والعشرين فلا مجال للقول بأن امرأة زانية أو قاتلة أطعمت هرة أو قدمت لها ماءا فغفر الله لها من ذنوبها ما تقدم وما تأخر!!.)
 
قلت: لا يا أخي الكريم. إن المرأة أو الرجل الزاني إذا تاب توبة نصوحة يغفر الله له ولو لم يطعم هرة أو يقدم لها ماء.
 
في هذا المعنى أورد فيما يلي حديثين:
 
أولهما في سنن الترمذي وهو : أن امرأة خرجت على عهد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تريد الصلاة فتلقاها رجل ‏ ‏فتجللها ‏ ‏فقضى حاجته منها فصاحت فانطلق ومر عليها رجل فقالت إن ذاك الرجل فعل بي كذا وكذا ومرت ‏ ‏بعصابة ‏ ‏من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏فقالت إن ذاك الرجل فعل بي كذا وكذا فانطلقوا فأخذوا الرجل الذي ظنت أنه ‏ ‏وقع ‏ ‏عليها وأتوها فقالت نعم هو هذا فأتوا به رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما أمر به ليرجم قام صاحبها الذي ‏ ‏وقع ‏ ‏عليها فقال يا رسول الله أنا صاحبها فقال لها ‏ ‏اذهبي فقد غفر الله لك وقال للرجل قولا حسنا وقال للرجل الذي ‏ ‏وقع ‏ ‏عليها ارجموه وقال لقد تاب توبة لو تابها أهل ‏ ‏المدينة ‏ ‏لقبل منهم. وهذا زنى وتاب ولم يطلب منه شيئا غير التوبة.
 
وثانيهما في مسند أحمد: أن ‏ ‏امرأة من ‏ ‏جهينة ‏ ‏أتت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهي حبلى من زنا فقالت يا رسول الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وليها ‏ ‏فقال أحسن إليها فإذا وضعت حملها فأتني بها ففعل فأمر بها ‏ ‏فشكت ‏ ‏عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي الله تعالى عنه ‏ ‏تصلي عليها وقد رجمتها فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل ‏ ‏المدينة ‏ ‏لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل.
 
قال العمدة : (لكل ما تقدم سيدي العزيز أرى أن الله سبحانه وتعالى لن يغفر لسافك دماء).
 
قلت: في ميزاننا الدنيوي ، نحن البشر لا نغفر لسافك دماء. ولكن الله سبحانه وتعالى قد يغفر لمن سفك الدماء ولمن أشرك ولمن زني . وهذا شأنه جلّ وعلا. وقد اقتضت حكمته تعالى أن يترك باب المغفرة مفتوحاً ، بشرط التوبة النصوحة ، رحمة بالمؤمنين. وإلاّ ، فإن الظلمة لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة. وعلينا أن نشجع  الظلمة على التوبة وأن نطمعهم في رحمة الله ، وإلاّ فإنهم لن يبقوا على أحد منا!!. وفي صحيح مسلم عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا فجعل يسأل هل له من توبة فأتى راهبا فسأله فقال ليست لك توبة فقتل الراهب ثم جعل يسأل ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت ‏ ‏فنأى ‏ ‏بصدره ثم مات فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبر فجعل من أهلها.
 
وفيما يلي أنقل تفسير القرطبي للآية 53 من سورة الزمر والتي قال عنها ابن عمر: إنها أرجى آية في القران.
 
 
قال الله تعالى:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " وإن شئت حذفت الياء ; لأن النداء موضع حذف . النحاس : ومن أجل ما روي فيه ما رواه محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال : لما اجتمعنا على الهجرة , اتعدت أنا وهشام بن العاص بن وائل السهمي , وعياش بن أبي ربيعة بن عتبة , فقلنا : الموعد أضاة بني غفار , وقلنا : من تأخر منا فقد حبس فليمض صاحبه . فأصبحت أنا وعياش بن عتبة وحبس عنا هشام , وإذا به قد فتن فافتتن , فكنا نقول بالمدينة : هؤلاء قد عرفوا الله عز وجل وآمنوا برسوله صلى الله عليه وسلم , ثم افتتنوا لبلاء لحقهم لا نرى لهم توبة , وكانوا هم أيضا يقولون هذا في أنفسهم , فأنزل الله عز وجل في كتابه : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " إلى قوله تعالى : " أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " قال عمر : فكتبتها بيدي ثم بعثتها إلى هشام . قال هشام : فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فقلت : اللهم فهمنيها فعرفت أنها نزلت فينا , فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم . وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان قوم من المشركين قتلوا فأكثروا , وزنوا فأكثروا , فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أو بعثوا إليه : إن ما تدعو إليه لحسن أوتخبرنا أن لنا توبة ؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " ذكره البخاري بمعناه . وقد مضى في آخر [ الفرقان ] . وعن ابن عباس أيضا نزلت في أهل مكة قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر له , وكيف نهاجر ونسلم وقد عبدنا مع الله إلها آخر وقتلنا النفس التي حرم الله فأنزل الله هذه الآية . وقيل : إنها نزلت في قوم من المسلمين أسرفوا على أنفسهم في العبادة , وخافوا ألا يتقبل منهم لذنوب سبقت لهم في الجاهلية . وقال ابن عباس أيضا وعطاء نزلت في وحشي قاتل حمزة ; لأنه ظن أن الله لا يقبل إسلامه : وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال : أتى وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ; فقال : يا محمد أتيتك مستجيرا فأجرني حتى أسمع كلام الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قد كنت أحب أن أراك على غير جوار فأما إذ أتيتني مستجيرا فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله ) قال : فإني أشركت بالله وقتلت النفس التي حرم الله وزنيت , هل يقبل الله منى توبة ؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت : " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون " [ الفرقان : 68 ] إلى آخر الآية فتلاها عليه ; فقال أرى شرطا فلعلي لا أعمل صالحا , أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله . فنزلت : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " [ النساء : 48 ] فدعا به فتلا عليه ; قال : فلعلي ممن لا يشاء أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله . فنزلت : " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " فقال : نعم الآن لا أرى شرطا . فأسلم . وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب عن أسماء أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ولا يبالي إنه هو الغفور الرحيم " . وفي مصحف ابن مسعود " إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء " . قال أبو جعفر النحاس : وهاتان القراءتان على التفسير , أي يغفر الله لمن يشاء . وقد عرف الله عز وجل من شاء أن يغفر له , وهو التائب أو من عمل صغيرة ولم تكن له كبيرة , ودل على أنه يريد التائب ما بعده " وأنيبوا إلى ربكم " فالتائب مغفور له ذنوبه جميعا يدل على ذلك " وإني لغفار لمن تاب " [ طه : 82 ] فهذا لا إشكال فيه . وقال علي بن أبي طالب : ما في القرآن آية أوسع من هذه الآية : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " وقد مضى هذا في [ سبحان ] . وقال عبد الله بن عمر : وهذه أرجى آية في القرآن فرد عليهم ابن عباس وقال أرجى آية في القرآن قوله تعالى : " وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ".
 
وقال العمدة : (وإن كان مفروض علينا سيدي العزيز ألا نذكر غير محاسن الموتى لكونهم بين يدي الخالق عز وجل ، فلماذا ساق لنا القرآن الكريم قصص الطغاة والمستبدين؟
وإن كان الأمر كذلك فهل يعني هذا أن نغفل ذكر الجرائم التي أرتكبها الجلادون والطغاة في حق البشرية وأن نشطب كل ذكر لجرائمهم وفظائعهم من كتب التاريخ كونهم بين يدي الخالق منطلقين من (اذكروا محاسن موتاكم)؟
 
قلت: ‏ ‏" اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن ‏ ‏مساويهم" هو حديث. ويبدو لي والله أعلم بالصواب ، أن المقصود بالمساوي هي تلك الشخصية التي تقتصر على علاقة الفرد بربه . أما ما يمارسه الحكام ، فهو أمر عام يُبحث ويٌناقش ويُنتقد ويحاكم وتستخلص منه العظات والعبر. ولهذا يمكن أن يقال إن الرجل كان.. وكان.. ولا يمنع هذا من أن نسأل الله له المغفرة طالما مات على دين الإسلام.
 
قال: (ونعرج سيدي على المراحل الأخيرة من حياة الرجل .. فربما تعاطف بعض البسطاء منطلقين من مقولة (ارحموا عزيز قوم ذل) بعد أن شاهدوه يزحف في جحره تحت أقدام الجنود الأميركان.)
 
قلت: "ارحموا من الناس ثلاثة‏:‏ عزيز قوم ذل، وغنى قوم افتقر، وعالما بين جهال"‏.‏ هو حديث على اختلاف في السند واللفظ. ولكن حتى بافتراض ضعف سنده ، يبقى القول الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق أمراً طيباً يدعو له الإسلام. فالرجل كان عزيز قوم وذل ، وصورة إذلاله كانت رسالة لكل القادة والشعوب العربية والإسلامية على اختلاف المذاهب والآراء. وهنا لا بد من أن يتناسى الناس الاختلافات الجانبية ، رغم عمقها ، وأن يتوحدوا في مواجهة الخطر الأكبر الماثل. وأود أن أختم بموقفين سجلهما التاريخ لعل فيهما عبرة مناسبة مع الظرف والزمان.
 
الأول: عندما هدد الفونسو السادس ، ملك قشالة (البرتغال الآن)  ، ملوك الطوائف في الأندلس ، أشار المعتمد بن عباد إلى أمراء الطوائف بضرورة الاستعانة بدولة المرابطين بقيادة يوسف  بن تاشفين. وقد تخوف بعض ملوك الطوائف من أن يطمع المرابطون في بلادهم، وترددوا في  الاستنصار بهم ، وعند ذلك قال المعتمد كلمته المشهورة: رعي الإبل خير من رعي الخنازير. وقصد بذلك أنه يفضل أن يكون أسيرا لدى إخوته المسلمين يرعى إبلهم خيراً من أن يكون أسيرا لدى ملك قشتالة.
 
 
والثاني: عندما حضر الإنكليز إلى الإسكندرية لنصرة الألفي بك على محمد علي باشا ، ووجدوا أن الألفي  قد مات ، لم يسعهم الرجوع.  فأرسلوا إلى الأمراء القبليين يستدعونهم ليعاونوهم على عدوهم "المشترك" ويقولون لهم إنما جئنا إلى بلادكم باستدعاء الألفي لمساعدته ومساعدتكم ،  فوجدنا أن الألفي قد مات وهو شخص واحد منكم وأنتم جمع فهلموا لتوحيد الصفوف!. فلما وصلتهم مراسلة الإنكليز قال عثمان بك حسن ‏:‏ أنا مسلم هاجرت وجاهدت وقاتلت في الفرنساوية والآن أختم عملي والتجئ إلى الإفرنج وأنتصر بهم على المسلمين أنا لا أفعل ذلك. ووافقه على رأيه ذلك عثمان بك يوسف وبعد أخذ ورد باقي الأمراء القبلية وهم يعلمون تماماً أن محمد علي خادعهم!! .
 
والله أعلم وأجل وأحكم.


  طه محمود عبد الجليل    عدد المشاركات   >>  339              التاريخ   >>  5/1/2007



ما شاء الله عليك يا أستاذ مأمون

أسأل الله ان يبارك فيك ويجزيك خيراً على ما كتبت ويرحمنا ويرحم صداماً ويعفو عنه ويتجاوز عن سيئاته ويجعل ابتلاءه بزوال ملكه وتوبته وثباته عند إعدامه سبباً فى مغفرة ذنوبه  

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله

اللهم آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن



  محمد ابواليزيد    عدد المشاركات   >>  623              التاريخ   >>  9/1/2007



الاخ الاستاذ / المأمون

تحية طيبة

نحن هنا بصدد مناقشة سياسية وإن كنا قد اجتهدنا في إبراز اسانيد دينية لا اعتقد ان أي منا مؤهل لمناقشتها بدليل أن الآيات الكريمة التي استدللت بها لتدعيم وجهة نظر جنابكم لا تنسحب على الحالة التي نحن بصددها فقد نزلت هذه الايات وهي جميعها تخاطب المشركين الذين لم يدخلوا في دين الله بعد وتحفزهم وترغبهم في الدخول لدين الله وعلى حد علمي ان هناك قاعدة شرعية تقول إن الاسلام يجب ما قبله .. لذلك كانت هذه الايات

اما ما ينطبق على مسلم يتأرجح  ما بين الاسلام والشرك فقد نزل النص القرآني صريحا في هذا الخصوص

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)

وأظن سيدي وليس كل الظن إثم أن هذه الايات الكريمة تنطبق على المؤمنين بأفكار العفالقة الذين انبروا طيلة حياتهم لتبني ايديولوجيات وأفكار بعثية  لم تجر على امتنا المسلمة غير الضعف والهوان

وإذا سلمنا سيدي  المأمون  بأن الله سيغفر ما اقترفه العبد من ظلم وقتل وإهانة في حق عباد الله .. فما جدوى القصاص اذن ولماذا كانت كل نصوص الترهيب في القرآن الكريم !!؟؟

ولماذا كانت هذه الاية الكريمة

(فمن يعمل مثقال ذرَّةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرَّةٍ شرّاً يره)
شكرا سيدي المأمون على حسن الحوار وشكرا على نعتك أياي بالعمدة وإن جاءت بين قوسين فقد وضعنا إسرائيل عقودا من الزمن بين الاقواس ولكننا نراها اليوم أمر واقع لا محالة ولله الأمر من قبل ومن بعد
أتعشم في إجابة وافية عما سألت ، حتى نخوض حوارا في الجانب السياسي من الموضوع إن شئت وسمح لكم وقتكم الثمين

ولك دائما خلص ودي وحبي واحترامي وتقديري لشخصكم النبيل

محمد أبواليزيد - الاسكندرية


"خيبتنا في نخبتنا"


  محمد ابواليزيد    عدد المشاركات   >>  623              التاريخ   >>  9/1/2007



الاستاذ / طه محمود عبدالجليل

تحية طيبة

قضية إعدام طاغية العراق لا شك بينت لنا الكثير من التناقضات التي تعتري افكارنا المشوشة فبينما نجد في السابق من كان يؤيد التفريق بين المرء وزوجه لمجرد أن كان للزوج بعض الكتابات العلمانية ، أو لأن هذا الزوج قد دخل بيت الزوجية بقدمه اليسرى عوضا عن اليمنى ، أو ركب المصعد قبل ان يقول دعاء الركوب ، نجدهم اليوم يقولون في شأن صدام (إن الله غفور رحيم ) رغم كل ما ارتكبه من الجرائم مما لا يمكن وصفه وكبد شعبه ملايين القتلى وملايين اخرى من المصابين والالاف من المليارات  اضافة إلى ادلجة قطاعات واسعة في شعبه بأفكار معادية للاسلام والمسلمين

نأمل ألا نعتمد مقولة (قليل من الماء يطهره) في مثل هذه القضايا المفصلية في حياتنا وفي كفاحنا المفترض ضد كل الطغاة والظالمين

تقبل تحياتي

محمد أبواليزيد - الاسكندرية


"خيبتنا في نخبتنا"


  عاشق الحرية    عدد المشاركات   >>  692              التاريخ   >>  9/1/2007



الاساتذة الافاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من فضل الله علينا انه شرع لنا القصاص ومن  كرمة علينا انه منحنا العفو والمغفرة - والا لو لم يكن ذلك وطبقنا القصاص - فعلي سبيل المثال  العين بالعين - لاصبح ملايين من البشر من ذوات العين الواحدة

عاشق الحرية



  عاشق الحرية    عدد المشاركات   >>  692              التاريخ   >>  9/1/2007



سؤال الي الاستاذ / محمد ابو اليزيد

وانت  كنت متواجد في دولة الكويت اثناء العمل الارهابي في دولة الكويت بتفجير مطار الكويت الدولي - ثم  محاولت اغتيال الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح - اليس من قاموا بذلك حزب الدعوة الذى كان ممول  من ايران - مع العلم بانه كان لي زملاء في العمل تم القبض عليهم 

لكن هل تعرف كم شخص تم القبض عليه والحكم عليه بالاعدام - والباقي كانوا قد هربوا من الكويت بعد ذلك

اما في الحرب ياسيدى ان صعب عليك استخدام صدام حسين للغاز في محاربة الايرانين - هل تعرف وارجوا من حضرتك وانت راجل واسع الاطلا ع  الا تعرف بانه يطلق علي  اهل السنه في المذهب الشيعي باننا من الكفرة - وفي المذهب الخميني ( الخمينية ) بانه احل دم اهل السنه - ارجوا منك الاطلاع علي ذلك

يعني وفي النهاية لا ابرر قتل الانسان المسلم  وهذا هو معتنقنا اهل السنه - ونعلم بان الرسول عليه الصلاة والسلام قال "  لاهون عند الله ان تهدم الكعبه حجرا حجرا علي ان يراق دم مسلم -"  وقال ما اقتتل مسلمان الا  والقاتل والمقتول في النار _ قال عرفنا القاتل يارسول الله فما بال القتيل - قال لانه كان احرص علي قتل اخية " صدق رسول الله

بقي شيء اخر  وكما قلت نحن نعلم قيمة النفس البشرية - ولكن هل يعرف الغرب الذى نصر الشيعه في العراق  حرمة الانسان وقيمته عندما القوا بالقنابل الذريه علي العزل من اهل هيروشيما ونكازاكي

سيدى  - لا ادافع عن صدام او غيرة ممن لوثت دمائهم بايدى مسلمين - ولا احب ان اجد لهم اى مبررات - ولكني في نفس الوقت ارجوا ان نبعد التحامل علي الاخرين - فقد ولي من ولي وهل الجديد بخير من القديم

واذا قرات عن الخيمنية ووجدت بانهم استباحوا دمك  فماذا يكون موقفك

بالله اريد الاجابه وانا اعلم انك لصادق

عاشق الحرية



  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  13/1/2007



أخي الأستاذ الفاضل/ طه محمود عبد الجليل،،
أكثر الله في العشيرة من أمثالك.
شكراً على كلامك الطيب ومشاعرك الرقيقة.
وآمل أن تلتمس لي عذراً لتأخري عليك وعلى باقي الزملاء وذلك بسبب شح الزمن الذي لم يعد مباركاً!!.
سترني الله وإياك وجميع الإخوة.

مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  13/1/2007



أخي الأستاذ الفاضل/ طه محمود عبد الجليل
أكثر الله في العشيرة من أمثالك.
وشكراً على كلامك الطيب ومشاعرك الرقيقة.
وآمل أن تلتمس لي عذراً لتأخري عليك وعلى باقي الزملاء وذلك بسبب شح الزمن الذي لم يعد مباركاً!!.
 
سترني الله وإياك وجميع الإخوة.

مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  13/1/2007



أخي العزيز العمدة المبجل الأستاذ محمد أبو اليزيد،،
طابت أوقاتك..
وقد سرني حديثك الرشيق الرقيق.. وآمل أن أكون عند حسن ظنك وأن ينزل عليك كلامي برداً وسلاماً وأن يجد عندك قبولاً حسناً.
 
وبعد،،
 
فما القوسان اللذان أشرت أنت إليهما يا أخي الفاضل إلاّ لمقتضى الصياغة التي جرت عليها أيادينا ، ولهذا لم تذكر غير مرة واحدة في المكان المناسب. ولم يخطر ببالي أبداً معنى غير هذا. فأنت عمدة والتاج معقود وعمدة وجميعنا رهن القيود.. أو كما قال أحمد شوقي يرحمه الله. ولو كان رأيي غير ذلك لقلته دون مجاملة ، أدام الله عليك فضله ووفقك في تحمل أعباء اللقب الذي أنت أهله.
 
أما بالنسبة للحديث في السياسة فأنا أنفر منه لأن معظمه جدل ومراء وذكر تفاصيل التفاصيل مع ترك الجوهري الهام. ولآن النقاش فيه لا ينضبط. ولم أر نقاشاً سياسياً أفضى لإقناع أحد الطرفين بوجهة نظر الآخر ، إذ يكون لكل وجهة نظره التي هي خلاصة نمط تفكيره وربما أسلوب حياته كذلك. فكيف الحال إذا تجاوز الناس سن الخمسين. وقديماً قال سُحيم بن وُثيل الرياحي:
وماذا يبتغي الشعراء مني   وقد جاوزت حد الأربعين
أخو خمسين مجتمع أشدّي    ونّجذني مداورة الشـئون
وكما تعلم ، فهي القصيدة التي استشهد الحجاج في خطبته المشهورة بمطلعها:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا   متى أضع العمامة تعرفوني
هذا إضافة إلى شح الزمن الذي أعاني منه. وبصفة عامة فإني أرى أن الاختلاف في تفاصيل الأمور هو أمر طبيعي ، أقبله بصدر رحب. ولهذا السبب ، كتبت في مطلع هذا الموضوع: في السياسة لا يوجد لونان إما أبيض وإما أسود.. ولكن كل الألوان متاحة ولكل أن يختار ما يروق له.
 
وبالرغم مما ذكرت ، فإن للعمدة حكمه الذي ننزل عنده طواعية. فإن كانت هناك مسائل معينة في السياسة تريدني أن استمتع بمناقشتك فيها فإني لن أرفض لك طلباً. مع الأخذ في الاعتبار أنني لا أرى أنني أختلف معك في أمر سياسي ورد في مشاركتك الأولى في هذا الموضوع. والعبارة قد كتبتها لمن يرى في الرجل أنه كان في حكمه عادلا أو ما أشبه ذلك. أما أنت يا أخي العزيز فاعتقد أنني لا اختلف معك في رؤاك السياسية للحد الذي لا أرى فيه ما يمنعني من أن أصوت لك دون تردد.
 
ومن هذا المنطلق كانت كتابتي أعلاه. وهي عن أمر جوهري لا بد أن أصُدِقك فيه وأنا أحاول تبيان وجهة نظري للمدى الذي أجعلها واضحة. ومن جاء بخير منها قبلتها منه. ومن أصر على غيرها أسأل الله لي وله الهداية.
 
وفيما يختص بصلب الموضوع ، فقد قلت أنت يا أخي الفاضل(وإن كنا قد اجتهدنا في إبراز اسانيد دينية لا اعتقد ان أي "هكذا" منا مؤهل"هكذا" لمناقشتها).
فمن حقك أن تصف نفسك بما تشاء. ولكن ما ذكرته عن غيرك أرى أنه من الإنصاف أن تعيد النظر فيه.
 
وأنا لا أفتي في الدين ولا أفسر القرآن ولكني أقرأ وأفكر وأبحث ، وأنا كمسلم مأمور بذلك ، ثم أنقل من القرآن الكريم وكتب الأحاديث والتفسير المعتمدة "لديك ولدي" ما يعيننا على الفهم.
 
وقلت أنت (بدليل أن الآيات الكريمة التي استدللت بها لتدعيم وجهة نظر جنابكم لا تنسحب على الحالة التي نحن بصددها فقد نزلت هذه الايات وهي جميعها تخاطب المشركين الذين لم يدخلوا في دين الله بعد وتحفزهم وترغبهم في الدخول لدين الله).
 
أولاً: أنا استشهدت بآية واحدة ، وليست آيات حتى يقال "وهي جميعها" ، وهي الآية 53 من سورة الزمر ثم أوردت تفسير القرطبي لها.
 
وثانياً: القول بأنها تخاطب المشركين فهو كلام صحيح ولكن كماله فهي تخاطب المسلمين كذلك. والقاعدة أنه لا يجوز التخصيص بغير دليل ، فإن كان لك ثمة دليل فعلينا به.
 
ولو رجعت إلى تفسير القرطبي للآية المذكورة كما أوردناه في المشاركة الأولى من هذا الموضوع ، لوجدت فيه بالإضافة إلى ما روي أنها وردت في جماعة من المشركين أرادوا أن يسلموا ، ما روي عن ابن عمر عن عمر فيما يختص بهشام بن العاص بن وائل السهمي وهو مسلم بدليل قول سيدنا عمر رضي الله عنه : فكنا نقول بالمدينة : هؤلاء قد عرفوا الله عز وجل وآمنوا برسوله صلى الله عليه وسلم , ثم افتتنوا لبلاء لحقهم لا نرى لهم توبة ، وكانوا هم أيضا يقولون هذا في أنفسهم , فأنزل الله عز وجل في كتابه : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " إلى قوله تعالى : " أليس في جهنم مثوى للمتكبرين " .. الخ.. .  وهكذا رحمة الله تسع الجميع. بل إن كان هناك تخصيص فإن الآية خاطبت العباد. وهي صفة لا يمكن أن تلحقها بالمشركين وتنفيها عن من يشهد بالله ورسوله.
 
وأنقل فيما يلي عن تفسير ابن كثير باقتصار للآية الكريمة:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ.
هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة وإخبار بأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر ولا يصح حمل هذه على غير توبة لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه . ثم روى عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم " إلى آخر الآية فقال رجل يا رسول الله فمن أشرك ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال " إلا من أشرك " - ثلاث مرات - .. كما روى عن مكحول عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير يدعم على عصا له فقال : يا رسول الله إن لي غدرات وفجرات فهل يغفر لي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " ألست تشهد أن لا إله إلا الله ؟ " قال : بلى وأشهد أنك رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم " قد غفر لك غدراتك وفجراتك ".. فهذه الأحاديث كلها دالة على أن المراد أنه يغفر جميع ذلك مع التوبة ولا يقنطن عبد من رحمة الله وإن عظمت ذنوبه وكثرت فإن باب الرحمة والتوبة واسع قال الله تعالى " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده " وقال عز وجل " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " .. قال الحسن البصري رحمة الله عليه انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة والآيات في هذا كثيرة جدا ...   . وقال الأعمش عن أبي سعيد عن أبي الكنود قال مر عبد الله - يعني ابن مسعود - رضي الله عنه على قاص وهو يذكر الناس فقال يا مذكر لم تقنط الناس من رحمة الله ؟ ثم قرأ " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " ..وعن   أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ثم استغفرتم الله تعالى لغفر لكم " والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم " ..  .  وعن أبي صرمة عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال حين حضرته الوفاة قد كنت كتمت منكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لولا أنكم تذنبون لخلق الله عز وجل قوما يذنبون فيغفر لهم " ... وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كفارة الذنب الندامة " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون فيغفر لهم " ... .
 
وقال الطبري:
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : عنى تعالى ذكره بذلك جميع من أسرف على نفسه من أهل الإيمان والشرك , لأن الله عم بقوله { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } جميع المسرفين , فلم يخصص به مسرفا دون مسرف . فإن قال قائل : فيغفر الله الشرك ؟ قيل : نعم إذا تاب منه المشرك. وإنما عنى بقوله { إن الله يغفر الذنوب جميعا } لمن يشاء , كما قد ذكرنا قبل , أن ابن مسعود كان يقرؤه : وأن الله قد استثنى منه الشرك إذا لم يتب منه صاحبه , فقال : إن الله لا يغفر أن يشرك به , ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء , فأخبر أنه لا يغفر الشرك إلا بعد توبة بقوله : { إلا من تاب وآمن وعمل صالحا } . فأما ما عداه فإن صاحبه في مشيئة ربه , إن شاء تفضل عليه , فعفا له عنه , وإن شاء عدل عليه فجازاه به .
 
أما الآية الكريمة ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) فهي تؤكد المعنى الذي فهمناه ولا تناقضه. فقد قلنا: ولكن الله سبحانه وتعالى قد يغفر لمن سفك الدماء ولمن أشرك ولمن زني . وهذا شأنه جلّ وعلا. وقد اقتضت حكمته تعالى أن يترك باب المغفرة مفتوحاً ، بشرط التوبة النصوحة ، رحمة بالمؤمنين. فحيث لا توبة ، لا مغفرة. ولا يجوز تضييق ما هو واسع بغير دليل.
 
وقلت يا أخي العزيز (وإذا سلمنا سيدي  المأمون  بأن الله سيغفر ما اقترفه العبد من ظلم وقتل وإهانة في حق عباد الله .. فما جدوى القصاص اذن ولماذا كانت كل نصوص الترهيب في القرآن الكريم !!؟؟ ولماذا كانت هذه الاية "هكذا" الكريمة (فمن يعمل مثقال ذرَّةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرَّةٍ شرّاً يره).
 
وأقول: إن الأمر ليس افتراضاً وإنما هي آيات وأحاديث بينت كيف يستحق العبد الغفران على نحو ما أسلفنا. والحدود والقصاص يقامان استيفاء لحق الله ولحق العباد وتحقيقاً للعدالة في هذه الدنيا. ولعل سؤالك بعبارة أخرى هو: هل الحدود هي زواجر أم جوابر؟.
 
ففي حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني: وهل الحدود زواجر عن إتلاف العقول والنفوس والأديان والأعراض والأموال والأنساب ، ففي القصاص حفظ النفوس وفي القطع للسرقة حفظ الأموال وفي الحد للزنا حفظ الأنساب ، وفي الحد للشرب حفظ العقول ، وفي الحد للقذف حفظ الأعراض ، وفي القتل للردة حفظ الدين ، وقيل : إن الحدود جوابر أي كفارات وهو الصحيح.
    
وفي نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج: ومن حد في الدنيا لم يعاقب عليه في الآخرة على ذلك بل على الإصرار عليه أو الإقدام على موجبه إن لم يتب .
 
وفي تحفة المحتاج في شرح المنهاج: على أن التوبة ترفع الذنوب من أصلها ، نعم تارك الصلاة يسقط حده بها عليهما وكذا ذمي زنى ثم أسلم والخلاف في الظاهر ، أما فيما بينه وبين الله تعالى فحيث صحت توبته سقط بها سائر الحدود قطعا ومن حد في الدنيا لم يعاقب في الآخرة على ذلك الذنب بل على الإصرار عليه إن لم يتب .
 
ويقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (الآية 70 من سورة الفرقان).
 
وقوله تعالى " إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا" أي جزاؤه على ما فعل من هذه الصفات القبيحة ما ذكر " إلا من تاب " أي في الدنيا إلى الله عز وجل من جميع ذلك فإن الله يتوب عليه وفي ذلك دلالة على صحة توبة القاتل ولا تعارض بين هذه وبين آية النساء " ومن يقتل مؤمنا متعمدا" الآية فإن هذه وإن كانت مدنية إلا أنها مطلقة فتحمل على من لم يتب لأن هذه مقيدة بالتوبة ثم قد قال تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به " الآية قد ثبتت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحة توبة القاتل كما ذكر مقررا من قصة الذي قتل مائة رجل ثم تاب فقبل الله توبته وغير ذلك من الأحاديث وقوله تعالى " فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما "
وفي تفسير قوله تعالى: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. ومن يعمل مثقال ذرَّةٍ شرّاً يره. وهما آيتان وليس آية واحدة.

قال القرطبي: كان ابن عباس يقول : من يعمل من الكفار مثقال ذرة خيرا يره في الدنيا , ولا يثاب عليه في الآخرة , ومن يعمل مثقال ذرة من شر عوقب عليه في الآخرة , مع عقاب الشرك , ومن يعمل مثقال ذرة من شر من المؤمنين يره في الدنيا , ولا يعاقب عليه في الآخرة إذا مات , ويتجاوز عنه , وإن عمل مثقال ذرة من خير يقبل منه , ويضاعف له في الآخرة . وفي بعض الحديث : ( الذرة لا زنة لها ) وهذا مثل ضربه الله تعالى : أنه لا يغفل من عمل ابن آدم صغيرة ولا كبيرة . وهو مثل قوله تعالى : " إن الله لا يظلم مثقال ذرة " [ النساء : 40 ] .
 
وقال ابن كثير: وفي صحيح البخاري عن عدي مرفوعا " اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة " وله أيضا في الصحيح " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط " .. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : لما نزلت " إذا زلزلت الأرض زلزالها " وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى حين أنزلت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك يا أبا بكر" قال : يبكيني هذه السورة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم " ..
 
وأنا أقدر أنك قلت (أرى أن الله سبحانه وتعالى لن يغفر لسافك دماء) وأنت في لحظة حماس. فقد تكون قد عانيت من الرجل كما عاني منه الملايين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، ومثل هذا الشعور يجعل المرء يتعجل الحكم. وهذا ما نقول عنه في السودان (أخدته ، أي أخذته ، الهاشمية) على وزن غضبة مضرية أو يمنية أو أموية..  
 
قال بشار:
إذا ما غضِبنا غَـضْـبةً مُـضَـريّةً 
               هَتَكْنَا حِجابَ الشَّمْسِ أو مَطَرتْ دمَا
 
وقال نشوان الحميري:
وإِذا غَضِبنـا غَـضـبةً يَمـنّـية ً
               قَطَرت صوارمُنا بموْتٍ أَحـمـرِ
فَغدتْ وهادُ الأَرضِ مُترعَةً دمــاً 
               وغَدتْ شِباعاً جائعاتُ الأَنْسُــر
 
وقال عبد الملك بن مروان:
فإن تر مني غفـلة قـرشـية 
                 فيا ربما قد غص بالماء شاربه
وأن تر مـنـي وثـبــة أمـوية 
                   فهذا وهذا كل ذا أنا صاحــبه
 
ولست متأكداً من أن شخرة سكندرانية لها نفس المعني أم لا!!؟..
 
وهذه الحالة لم ينج منها حتى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عند التحاق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، فقيل أنه قال: إن محمدا حياً لم يمت ومن قال غير ذلك قطعت رأسه بالسيف. حتى تم تذكيره بالآية الكريمة (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) فقال كأنما سمعها لأول مرة. فالرجوع إلى الحق فضيلة والحق أحق أن يتبع وأنت أهل لذلك.
 
وإذا أصبت فيما ذكرت فإنه من عند الله وبتوفيقه وإذا أخطأت فإنه من نفسي والشيطان وأستغفر الله كثيرا.
 
ولك تحياتي ومحبتي وتقديري.

مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  13/1/2007



 

أخي الأستاذ/ النابه عاشق الحرية،،

من حسن حظنا أن عشقك للحرية لم يجعلك تضحي بالعدالة.

 

لا ألان الله لك قناة.  


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  محمد ابواليزيد    عدد المشاركات   >>  623              التاريخ   >>  14/1/2007



 قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله

الأخ الأستاذ / المأمون

تحية طيبة واحتراما

ربما ذلة قلم هذه العبارة التي أثارت حفيظتكم وهنا حق الاستدراك بأنني دون معاليكم غير مؤهل للخوض في مناقشة دينية .. لذا وجب التنويه .. وأعتذر لجنابكم الموقر عن هذا الخطأ الغير مقصود

ومن المؤكد سيدي أنني قد حظيت بالشرف العظيم لتحفيز - وليس استفزاز-  شخصكم النبيل على الكتابة في المنتدى لمرتين متتاليتين يفصل بينها وقت وجيز .. وهذا بغير شك مكسب للمرور الكرام الذين سينهلون من علمكم الفائض في أمور الدنيا والدين ، فرب ضرة نافعة.

ومؤكد أيضا أستاذي القدير أنك غمرتني بفيض كرمك وعظيم ثنائك بما لا أستحق من وصف هو شرف لا أدعيه فأنا هنا عمدة بغير أطيان وقد نعتني الكرام بهذا من طيب قلوبهم وكريم منبتهم لتقدمي في العمر ليس إلا .. ووفق معلوماتي وعملا بالقاعدة التي أرساها الكرام بأن يخلع هذا اللقب على أكبر الأعضاء سنا - أمد الله في عمركم - لا أجد مناص في أن أتنازل لجنابكم عن هذا اللقب منطلقا من قول النابغة الذبياني

فإنك شمس والملوك كواكب          إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

ونعود سيدي لقوله تعالى :

قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله

وليس لي مقام هنا سيدي غير مقام التلميذ بين يدي معلمه فيدور السئوال أستاذي الكريم .. ألم يكن الخطاب هنا لعباد الله الذين اسرفوا على أنفسهم وليس على غيرهم من النفوس؟

ألم يؤيد هذا ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها عن سيدنا رسول الله:

. عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة : ديوان لا يعبأ الله به شيئاً ، وديوان لا يترك الله منه شيئاً ، وديوان لا يغفره الله ، فأما الديوان الذي لا يغفره الله : فالشرك بالله قال الله عز وجل { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة } ، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً : فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها ؛ فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء ، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فظلم العباد بعضهم بعضاً ، القصاص لا محالة .
رواه أحمد ( 43 / 155 ) والحاكم ( 4 / 185 ) و ( 4 / 619 ) .

وأما الديوان الذين لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا ، القصاص لا محالة....

هل قلنا غير ذلك سيدي حتى يتهمنا من اتهم بأننا نتأله على الله سبحانه وتعالى!!!!!!!!؟

أنتظر إجابتكم

وتقبل عظيم حبي وودي وتقديري

محمد أبواليزيد - الاسكندرية

 

 

 


"خيبتنا في نخبتنا"


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1824 / عدد الاعضاء 62