برنامج العازب ( The Bachelor ) في قناة إلام بي سي فور يطل علينا بنوع من أنواع التغريب والدعاية للانحلال الأخلاقي ، وهذا مالا تستنكره في مجتمع اختلفت فيه مقاييس الفضيلة والرذيلة تبعا لأهواء الناس كالمجتمع الغربي ولكن المسألة تختلف وتختلف كثيرا عندما يذاع البرنامج في قناة إدارتها إسلامية بل وعربية.
وقبل أن استرسل في نقد هذا البرنامج سأحيط قراء الساحات بفكرة البرنامج التي تقوم على وجود خمسة وعشرين فتاة في بيت مع رجل واحد لمدة من الزمن ، ويعاشرهن جميعا و بحسب التقارب النفسي والثقافي وفي نهاية كل أسبوع يقوم بطرد مجموعة محددة منهن إلى أن يبقى واحدة فقط يختارها بناءً على طريقة الفحل الذواق ، وفي نفس البرنامج أيضا في بيت آخر فتاة وخمسة وعشرون رجلا تمارس فيه نفس دور الفحل الذواق ولكن مع تبادل الأدوار.
وهنا اصرخ بأعلى صوتي مناديا كل عاقل ومفكر ولبيب في هذه الوقفات التالية :-
الوقفة الأولى :ما الفائدة الثقافية التي يريد أن يصل لها فريق إدارة ألإم بي سي فور من إشاعة هذا البرنامج وماكان على شاكلته , علما بأن مثل هذه البرامج مستهجنة على مستوى العقلاء والمفكرين في الغرب , فلا تراها في القنوات المعتبرة ثقافيا عندهم ، إلا إذا كانت ألإم بي سي فور تريد أن تنتهج نهج القنوات الهابطة فهذا أمر أخر .
الوقفة الثانية : ماهو دور الدولة متمثلة في وزارة الإعلام تجاه هذه القنوات الفضائية ومن يقف خلفها من المتنفذين في الدولة إن وجد وأصحاب رؤس الأموال وملاكها ومديريها ، واقصد بذلك الموقف القانوني لتجريم هذه الأعمال وإيقاع العقوبات المناسبة فنحن مجتمع له هوية وثقافة متميزة لايسمح فيه بانتهاك ثوابته كإشاعة الفاحــــــــــــــــــــــــــشة فيه . ومالفرق بين أن يكون هذا الفحل الذواق في قناة فضائية أو بيت في احد شوارع الرياض أو مكة المكرمة ؟!!!
الوقفة الثالثة : هل سيكون لمجلس الشورى ( الغير منتخب ) في بلادنا دور فعال في تسنيين القوانيين والأنظمة المرعية للحفاظ على المجتمع وهوية الإسلامية والعربية ، أم سننتظر حتى يصبح مجلسا منتخبا لنضمن وصول الرؤية الشعبية لولي الأمر متمثلة في أفكار أعظاء مجلس الشورى ؟
الوقفة الرابعة : مع المولين لهذه القنوات الفضائية وهذه البرامج الهابطة وسؤالي لهم أين أنتم من الرقابة الذاتية ؟! وهل غيب الكسب السريع مفاهيمكم وقيمكم الأخلاقية لدرجة اختلاط الفضيلة والرذيلة وأسسها في نظراتكم المادية المجردة ؟! وماذا قدمتم للبشرية من أساطير تخلد ذكركم في تاريخ الإنسانية وحضارتها المعاصرة بإرادة الشخص المسلم العربي .
وأخيرا همسة في أذن وزارة الإعلام في المملكـــــــــــــــــــة الحذار الحذار من استفزاز العقول والإرادات فلكل إنسان قدرة على التحمل والشعب العربي المسلم في المملكة إنسان له هوية وثقافة متميزة لن يرضى أن تغتال هويته مهما طال صمته .