تألمت كثيرا عندما رأيت شقيقتي تمر مع زوجها من مدينتي التي اقطن فيها متجاوزين إلى مدينة أخرى ، فلما دنت ليلة العيد المبارك هاتفتهما مستبقا ازدحام الاتصالات وانشغال الشبكات ، فباركت لهما العيد وفي طيات كلامي لحن المحب المعاتب لعدم الزيارة لي فأنا الشقيق الأكبر لها ، وهناك وفي بحور الموجات الكهرومغناطيسية سمعت حسيس ابتسامة شقيقتي عبر سماعة الهاتف .
وما أدراك ما ابتسامة صغيرتي ، وكأني ملكت الدنيا بسماعها سعيدة فهل هي سعيدة حقا ؟! ، ومضت أيام العيد المبارك وانتهت الإجازة وبدأت الأعمال وعودة الموظفين ، فألم بي من الحزن والألم ماهو اشد وأعظم حين تحققت من مرور شقيقتي وصغيرتي من مدينتنا دون أن تزورني ولو للسلام فقط .
عندها تأملت من حولي ففلان يشكو شقيقته مثلي وعلان يشكو ابنته كذالك ، عذرا ياأختاه ياضحية الرجل المستعمر المستبد ، في قانون العادات والتقاليد الصحراوية
كوني عبدة لا حرة ، كوني هامشية الشخصية بسيادة الفتاوى المتعصبة المذهبية
فهم أرادوك فقط كما أنتي الآن فراشــــــــــــــــــــا وخادمة بالعرف والعادة لا بالإرادة والقصد , تعليمك في أرضي بالفتوى في خطة عشرية أو مئوية والله الذي علم الإنسان مالم يعلم ولم يقل علم الرجل والمرأة ليست إنسانا .
بالغوا في حجابك حتى جاوزوا الوجه والكفين إلى فصلك عن الرجل حتى في المسجد بجدار عازل ، واستدركوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان مسجده جامعة للرجال ومن خلفهم النساء فهل هم أغير على حرمات الله من رسول الله ؟! صلى الله عليه وعلى اله وسلم .
سلبوك حق العمل ومنافسة الرجل في كل مهنة حتى الجهاد والجيوش وقالوا عليك جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكذبوا حين اخفوا حديث أم حرام حين دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بان تكون مع الغزاة في البحر فكلامه كله وحي ولا تعارض فيه فهذاحديث لايوجب الجهاد والأخر يبيح العمل في الجيش والجهاد على سبيل الإباحة .
عذرا ياأختاه فأنتى عبدة لاحرة فأين المفتية منكن ؟ وأين القاضية ؟ وأين الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر ؟ وأين الوزيرة ؟ وأين المحامية ؟ وأين المستشارة القانونية والشرعية ؟ أين أنتي في حقوق الإنسان ؟ وحقوق المرأة في الإسلام ؟
أم أن أم سلمة رضي الله عنها لما استشارها رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديبية كان فلتة وخطًًأ ؟ وإفتاء عائشة رضي الله عنها في المدينة وباقي الزوجات هل كان منكرا ؟ ودخول عائشة رضي الله عنها في الإصلاح السياسي بين الإمام علي كرم الله وجهه ومعاوية رضي الله عنه بخروجها مع طلحة والزبير رضي الله عنهما كان خطيئة لا تغتفر ؟ أم أن الصحابيات رضي الله عنهن اللاتي خرجن مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في جيوشه وسراياه يداوين الجرحى فيما يسمى اليوم ( بالوحدات الطبية ) في القوات المسلحة ويسقين ويطعمن العسكر فيما يسمى أيضا ( وحدات التموين ) كان خرجوهن فيه إفساد للإسلام والمسلمين ؟! سبحانك هذا بهتان عظيم .
إن سلب حقوق المرأة العربية في بلاد الحرمين ومهبط الوحيين تحت مايسمى فتاوى المذهب الواحد المتعصب واختلاط تلك الفتاوى بالعادات والتقاليد الصحراوية المقيتة ليس من دين الله في شي ، مما جعل الحرة عبدة وأمة في الحكم لا في الحقيقة و في الجملة لا بالجملة .
اخيتي كوني زوجة للرجل لا امة له ، لك حق الاختيار وله الطاعة فقط في المعروف فقد قال المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وسلم : إنما الطاعة في المعروف وقال : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , وتسلحي بالعلم والمعرفة في كل الفنون والمجالات فوالله لا ينفض غبار الصحراء إلا صفاء المدنية بالعلم والتعليم , عندها فقط تزورني شقيقتي وتعرف حقي وحقها , عندها فقط اعلم انك حرة أبية لا تخضع إلا لله بالامتثال لتعاليم الإسلام الشمولية ومعاقد الإجماع القطعية فيه