وقائع حفل زواج رجلين فى مصر !!!!
لا يسعنا الا ان نقول استغفر الله
ولكن اين الرقابة
رفض اقامة مراسم الحفل بالكويت وهل تم بموافقة مصرية ام تمت في غفله
لنرى الخبر
،،،،،،،،،،،،،،،
القاهرة عند منتصف ليل الخميس الماضى ..
عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة مساءً ..
|
|
كعادتها تعج بالحيوية و النشاط ، الحركة تدب فى كل اتجاه ..
و يتواصل المشهد اليومي من قاهرة المعز ..
حيث ساحاتها المترامية .. و ميادينها الفسيحة .. و مآذنها العالية ..
و مناطق التجوال المنتشرة فى كل أنحاء العاصمة ..
روح من الحياه المثيرة تدب عند كوبرى قصر النيل .. و يترامى الأحبة ,,
و الأسر التى خرجت لتستنشق عبير الهواء القادم مع رياح النيل الآخاذة ..
|
مواطنون بسطاء ،
و شيوخ كبار .. رجال و سيدات .. أطفال و شباب ..
يواصلون سيرهم فى مختلف الإتجاهات فى حركة دائرية و متسارعة .. كل فى مساره ..
فهذا سائق تاكسي يقطع شوارع القاهرة و ميادينها .. ذهاباً و إياباً .. و ذلك بائع متجول .. أثر أن يسهر الليل باحثاً عن رزق أولاده .. وسط حياه أصبحت ضروراتها الملحة تفرض عليه و على أمثاله أن يواصلوا الليل بالنهار .. كى يوفروا لقيمات خبز جافة لأطفالهم
|
- هكذا فى الحياه فى القاهرة .. تأخذ دورتها .. و كأنها ترس فى ماكينة .. تواصل سيرها عبر الأفق اليومى الشاسع .. لترسم للواقع صورة مكررة من نمط حياتى أدمنته القاهرة .. تلك العاصمة الفريدة بين عواصم الدنيا .
و عند القلب ..
و فى منطقة وسط العاصمة ..
و على بعد أمتار قليلة من ميدان التحرير أشهر ميادين مصر و أكبرها .
. و على بعد دقائق من الأزهر الشريف ..
و من أضرحة سيدنا الحسين
و السيدة زينب ،
و السيدة عائشة ،
و السيدة نفيسة ( رضى الله عنهم جميعاً )
|
* كان واقع آخر يتشكل فى هذه اللحظات .. ليرسم صورة مغايرة .. و يضع فوق وجه القاهرة السمح و قلبها المؤمن .. و عقلها الفريد .. ملامح جديدة و غريبة .. و مثيرة
ففى أحد الفنادق فى القاهرة الكبرى
و التى تعج بحياه حافلة على مدار الأيام .. و بشكل أكثر خصوصاً فى ليلة الخميس ..
كان فندق هيلتون رمسيس ..
يعيش لحظات فريدة .. و استثنائية .. فقد تزين الفندق .. و تجمل .. لا ليستقبل احتفالاً بمناسبة عادية .. أو بزفاف خاص .. أو ببهجة كتلك التى تحياها قاعاته كل ليلة .. بل كان الجو المحيط يُوحى بشئ غريب ... لم تعتده الأعين .. و لم تلمسه العقول .. و لم يخطر على عقل بشر .
انتشرت الزهور .. و الورود .. و أُطلق البخور .. و استعدت فرق الرقص و الغناء .. لتنشد نغمات جديدة .. على وقع أهازيج .. تتمايل رياحينها هذه المرة بشكل لم تشهده مصر منذ حباها الله بدين الإسلام و المسيحية ..
فعند الثانية عشرة مساءً بالتمام و الكمال ..
كانت إحدى قاعات فندق هيلتون رمسيس
تشهد حفل زفاف هو الأول من نوعه فى بلد الأزهر الشريف ..
و قف الجميع مشدوهين . و هم يشهدون ( رجلين ) يترجلان من سيارة فخمة .. مزينة بالورود و الزينة .. توقفت عند باب الفندق ليهبطا منها .. و فى لحظات كان الرجلان يتأبطان بعضهما بعضاً و يتقدمان وسط فرقة الموسيقى التى راحت تزفهما فى مشهد غريب .. أثار كل الموجودين داخل الفندق .. و فى قاعات استقباله .. و فى ردهاته الرئيسية .
توجه ( الرجلان ) بخطوات وئيدة إلى حيث موقع الإحتفال بهما ... فى حفل الزفاف الذى تقرر فى تلك الليلة الغريبة ..
رجال و نساء جاءوا ليجلسوا فى مناضد متفرقة .. ( رجلان معاً ) .
. أو سيدتان معاً .. فقد كان المشهد غريباً و مثيراً .. و راح من يشهدون ما يجرى يفتحون أعينهم . غير مصدقين ما يحدث امامهم ..
و ما هى إلا لحظات حتى دلف العروسان ( الرجلان ) إلى داخل القاعة .. تستبقهما أصوات زاعقة .. فيما راحا يتبادلان ابتسامات الإعجاب و الحب .. فى مشهد بدأ فيه كلاهما .. سعيداً متباهياً . و كأنه يُزف إلى الدنيا كلها
راح من شهدوا هذا الموقف الغريب .. يتساءلون عن هذا الذى يحدث !! ..
و راح آخرون يضربون كفاً بكف ..
و راح من شاء حظهم أن يتواجدوا مصادفة فى المكان يلعنون ما يشهدونه ..
و هم يرددون ( نستغفر الله العظيم .. من كل ذنب عظيم ) ..
و حين تنامت الأسئلة و تصاعدت عن
جنسية هذين اللذين أقدما على هذه الفعلة المرذولة و الغريبة على المجتمع المصري و التى تجرى على أرض قاهرة المعز ؟..
جاء الجواب على لسان بعض الحضور ( إنهم كوايته ) ..
رفض المجتمع الكويتى و الدولة هناك أن يسمحا لهما بهذا الزفاف ..
و لكن مصر رحبت ..
و فتحت لهما الأبواب ليكونا أول زوجين - رجلين
( يتزوجان بعضهما البعض على أرض مصر ).
* كان الجواب كالصدمة التى أصابت من تواجدوا مصادفة و من راحوا يرقبون مجريات ما يحدث .. و الغيظ يأكلهم .. و قلوبهم تتمزق .. و راحوا يسألون أنفسهم عن هذا الهوان .. و الإجتراء على الدين .. و تجاوز المقدسات .. و السماح بالمحرمات فى بلد الأزهر الشريف .. الذى تجرى على أرضه وقائع زفاف اثنين من الشواذ .
كان المشهد درامياً .. ففى منتصف القاعة
جلس العروسان .. الذكران ( الرجلان ) على كرسيين متجاورين ..
تحيط بهما الزهور من كل اتجاه ..
بينما راحت أصوات الموسيقى الحالمة تصدح فى أروقة القاعة ..
لتبعث بالراحة فى الآذان .
|
كان الزوج - أو من أُطلق عليه هذا اللفظ .. ممتلئ الجسد .. ضخم الملامح .. و كان شعره يتدلى على ظهره و كأنه شعر فتاه .. أرادت أن تطلق شعرها لجذب مفاتنها للناظرين .. أما الآخر الذى اُطلق عليه الزوجة فكان ذا قوام نحيف .. رشيق بعض الشئ .. و إن كان شعره أقل من شعر الزوج ، كان الجميع يراقب نظراتهما . و ابتساماتهما .. و مغازلاتهما لبعضهما البعض .. كانا يتهامسان .. ثم تكسو وجهيهما ضحكة عريضة .. و فى مشهد لا يخلو من دلالات .. راح كل منهما ينظر إلى الحاضرين .. و يوزع ابتساماته عليهما ..
صوت الموسيقى يعلو .. و الجو يزداد سخونة .. أغان خليجية ... و أخرى أجنبية .. يتردد صداها فى أجواء القاعة .. يدعو منسق الفرقة الموسيقية العروسين .. الرجلين .. للتقدم إلى منتصف الصالة .. و على انغام الموسيقات المختلفة .. الصاخب منها .. و الكلاسيكى الهادئ .. راح كلاهما يستعرض مفاتنه فى وصلات راقصة .. لم تخل من إيحاءات بعينها .. حتى أن الرجل العروس كان يرقص و كأنه ينافس أشهر الراقصات ... أما ( العريس ) ضخم الجثة فكان يهز جسده بالكاد ... و يسعى قدر جهده لتوفير طاقته لاستخدامها فى الوقت و اللحظة المناسبتين .. فبعد ساعات قليلة سوف يكون على موعد مع ليلة العمر .
و حين راح ( العروسان الرجلان ) يواصلان وصلات الرقص على مختلف الموسيقات ... اندفع العديد من الشباب الخليجى إلى قلب القاعة .. يتمايلون و يرقصون .. و يرددون أغانى شاذة . و نشازاً ، و كانت اشكالهم جميعاً و ملامحهم تكشف عن طبيعتهم و تركيبتهم .. و كانت نظراتهم تحمل من الإيحاءات .. ما يتجاوز حدود الكلام .
* هكذا استمرت الرقصات الشبابية لأكثر من نصف ساعة .. وسط حالة من الفرح و البهجة الغريبة .. و فى لقطة درامية راح العريس يحكى وقائع قصة العشق و الوله التى ربطته بمحبوبه و عروسه الرجل .. نظر إلى الحضور .. و أمسك بسماعة الحضور ليروى .. بإثارة و تشويق وقائع الغرام الذى ربط بين قلبه و قلب الرجل الذى أحبه منذ سنوات طوال .. قائلاً إنه صعد فى مواجهة كل الضغوط التى تعرض لها .. لكى يظفر بمحبوبه .. و عشقه الأول فى الحياه .. و راح يحكى بألم عن بلده و أهله فى الكويت الذين ضنوا عليه بالحنان .. و رفضوا أن يسمحوا له بإقامة حفل زفافه من حبيبه على أرض بلاده .. مُبدياً تأثره الشديد بهذا الموقف غير المبرر - حسب وصفه - و لكنه يحمد الله أن مصر .. الكبيرة .. و الحنونة قد فتحت له ذراعيها .. و قبلت أن يُقام حفل زفافه على حبيبه فوق أرضها .. و من هنا فقد قرر أن يأتى و يحتفل بزفافه فى مصر أرض الأهرامات و التاريخ و الحضارة .. ليستمتع هو و حبيبه بشهر العسل على ضفاف النيل الخالد .. ليعيش لحظات السحر المصرى فوق ربوع هذا البلد الذى فتح لهما ذراعيه .. و احتضنهما .. بعد أن تجاهلهما أهلهما هناك فى الخليج .
و بعد وصلة من التصفيق الحار الذى قوبل به كلام العريس ( الرجل ) .. راح العريس الرجل يحكى من جانبه قصة الذكريات السعيدة ... و لحظات الإرتباط الأولى التىجمعته بحبيب القلب .. و يروى وقائع الكبت و الحرمان و القيم البالية فى بلاده التى منعته من الإرتباط بأعز إنسان لديه فى الوجود .. و يوجه الاتهامات لما وصفها ( بالعادات الذميمة ) التى تحرم الغنسان ( الذكر ) من أن يمارس الحب مع حبيبه ( الذكر ) .. و لم ينس أن يشكر مصر ذات القلب الحنون التى جمعت المحرومين .. و المطاردين على أرضها و منحهما حبها لقبول زواجهما على أرضها .
* و ما هى لحظات حتى كانت القاعة التى ازدحمت بالحضور تعلن عن بدء فاصل جديد من الرقص .. إذ تسللت إلى منتصف القاعة راقصة شابة .. كان المجون بادياً على وجهها . اتجهت صوب العروسين الرجلين و راحت تتمايل بينهما فى تؤدة .. و تعبر عن محبتها لشجاعتهما .. و راحت تدعو الفتيات الموجودات فى القاعة لكى يشاركنها فرحة الزفاف .. فاندفعن فى مساخر زاعقة .. يحيطن بها من كل إتجاه .. و هنا يتقاذفن ذات اليمين و ذات الشمال .. ليعربن عن سعادتهن بهذا الحدث الذى سيفتح الطريق أمامهن .. لكى تتزوج كل منهن من تحب من بنات جنسها .
و وسط السخط الذى عم المكان .. تقدم أحد العاملين بالفندق .. يدفع بتورتة كبيرة أمامه ( متر × 2 متر ) كتب عليها اسم الزوجين الرجلين ( الرجلين ) .. و كما يفعل فى حفلات الزفاف العادية .. راح يقدم لهما سكيناً ، و طلب منهما قطع تورته الزفاف .. إعلاناً ببدء الخطوات العملية لعقد الزواج الأبدى بين الزوجين .
على أنغام الموسيقى الهادئة .. تقدم الزوجان .. أمسكا بالسكين .. و برقة شديدة جرى قطع التورتة التى رُسمت على شكل قلب .. فيما راح الحاضرون يصفقون إعجاباً .. ثم تواصلت الرقصات .. و راح برنامج الحفل ياخذ طريقه حتى الخامسة صباحاً .. وسط ضجيج الذكور .. و عواء الإناث الذين شاركوا العروسين الرجلين فرحتهما .
و بينما كانت مآذن القاهرة تصدح بآذان الفجر .. و كانت آيات الذكر الحكيم تصدح فى جنباتها و فيما كان المصريون يتأهبون للخروج إلى أعمالهم بسطاء و عمال و فقراء يستعيذون بالله من الشيطان .. و هم يتوضأون ليصلوا الفجر .. و يستعدون لبدء يوم جديد فى حياه شاقة .. ملؤها التفاؤل و الأمل .. كانت وقائع أخرى تجرى داخل الفندق .. حيث راحت فرقة الزفاف تزف العروسين ( الرجلين ) إلى غرفة مشتركة .. تم حجزها خصيصاً فى الفندق .. أُغلقت الأبواب و طُويت صفحة الفرح .. و شهد من شهد .. و بدأت أولى ليالى العمر بين رجلين .. ضاقت بهما أرض بلدهما الكويت .. فوجدوا متسعاً فى مصرنا .. و فى قاهرة المعز .. ليرتكبا الرحام .. و ليمارسا الشذوذ من فوق شاطئ نيلنا الخالد .
و فيما كان الهدوء يخيم على المكان .. و فيما كانت بواكير الصباح تنبئ عن يوم جديد .. و كان المشهد العبثى يثير الحاضرين من إدارة الفندق .. إلى رجال الشرطة و السياحة و أجهزة الدولة .. لكن أحداً لم يعترض .. فنحن فى أشد الحاجة إلى دخل السياحة .. و أموالها يجب أن تتدفق على خزانة الوطن .. ليس مهماً الوسيلة أو الطريقة .. بل الغاية هى الهدف . ليس مهماً الحلال و الحرام .. ولا غضب الله سيحانه و تعالى .. بل كل شئ يهون طالما أن الدولارات و الدنانير تقتحم الجيوب .. ليس مهماً الإساءة إلى بلد الأزهر .. و لا المس بطهارة أولياء الله الصالحين .. القابعين على بعد خطوات من موقع المهزلة التى حدثت .. المهم فى نظر هؤلاء أن تكون مصر بلد الحضارة و الرياد ة.. و بلد الحرية .. و بلد كل شئ .. فلقد عز الشرف ... و غابت المعايير .. و تراجعت الأخلاق .. و سقطت قيم كنا نظنها صامدة .. و لكن .. و يا للمأساه.. فها هى تتحطم أمام أعيننا دون أن نحرك ساكناً .
|