شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 25/1/2006
|
صديقي العزيز أحمد حلمي
لدي أصدقاء أعزاء من جماعة الاخوان المسلمين في سوريا ، وفي مدينة حمص بالذات ، حيث أقيم وأعمل .
وعندما نجلس ، تسود روح المحبة دائما ، رغم ما تعج به نقاشاتي وكتاباتي من تهجم ونقد لفكر الاخوان المسلمين وجرائمهم في سوريا وغيرها
ومع ذلك ، نجتمع دائما ، ولا غضاضة في ذلك
ليس لدي مشكلة حتى مع الجني الأزرق
المشكلة هي في رفض الجني الأزرق لوجودي
أستطيع أن أتعايش مع الاخوان والبوذيين والعلويين والمسيحيين والدروز والزرادشتيين والهندوس والشيوعيين وكل خلق الله ، بشرط أن يحترموا حقي في الوجود وفي التفكير وفي التعبير
ولعلمك يا سيد أحمد ، أنني لست شيوعيا ولست يساريا ، ولست منتميا لأي حزب سياسي ، ولكني آخذ من هنا وهناك ، وقد دافعت عن معتقلين اخوان كما دافعت عن معتقلين شيوعيين ومستقلين ديمقراطيين وليبراليين
الحرية للجميع ، وليست قصرا ولا حكرا على أحد
ولكن هناك ، إمارات سياسية ، أي علامات ، تدل على عقلية من يحاور في السياسة وتظهر بواطن ما يتقي إظهاره
فعندما ينتقد أحدهم جمال عبد الناصر لأنه مارس الاستبداد والنظام الأمني ، فعليه أن يدين معاوية ابن أبي سفيان أيضا ومن لف لفه وصولا إلى مرشد جماعة الاخوان المسلمين وجماعة السلفيين كلهم
لماذا : لأن العلة واحدة ، والقياس صحيح.
كل هؤلاء مارسوا الاستبداد السياسي وغير السياسي وصولا إلى التفتيش في عقول المفكرين
الذي يمتدح صدام حسين ، يجب عليه كتابة معلقة مديح في حذاء حافظ الأسد
لماذا : لأن المنطق يقول أن من يحب صدام حسين ، يجب بالضرورة أن يعشق صرماية حافظ الأسد
وهكذا .. ومن ينتقد النظام السعودي لاستقابله ديك تشيني بالأحضان تعبيرا عما صدح به المطرب الكبير محمد عبده ( كيف نخفي حبنا ، والشوق فاضح ) من يفعل ذلك يجب أن يفعله أيضا مع النظام المصري أيضا وكل نظام عربي يستقبل الإملاءات - المؤامرات الأميركية بالأحضان .
أما من يدين نظام عبد الناصر ، ويمتدح أنظمة التفتيش والتقتيل والتطليق والتفريق بين الزوجين ، فهذا نقول له : اسكت ، وقف محلك ، ولا تتابع التدليس علينا.
من يدن الاستبداد ، يجب أن يدينه أنى كان.
أما بمناسبة الحديث عن المظاهرة والهتافات فأنا كما تعرف ضد كل هتاف أو مظاهرة أو أغنية لشخص الزعيم . وأعتبر الرعاع الذين يهتفون بحياة الزعماء ، قطعان هائمة على وجوهها.
النشيد والهتاف والأغنية الوطنية ، يجب أن تكون للوطن ، وليست لشخص الزعيم.
ولكن هناك في العالم ، مظاهرات تأييد لمواقف يتخذها رئيس دولة أو زعيم حزب ،وهذه ظاهرة عالمية ، ولكنهم في العالم ، مع ذلك ، لا يهتفون كالبجم مثلنا : بالروح بالدم. هناك هتافات وشعارات وطنية أعم وأفضل. ولكن هذا هو تاريخنا الطويل الذي ابتدأ منذ بدأ خطيب الجامع يدعو للسلطان في كل جمعة فثقافة الاستبداد وعبادة الشخصية مزروعة في العقل العربي منذ القديم ، وليست اختراعا حديثا ، ومع ذلك فنحن ضدها ، ونريد إحلال ثقافة وطنية إنسانية حقيقية بدل التغول الاستبدادي الحاصل.
ونسيت أقول لك شيئا :
ازيك يا راجل ؟!
شرم برم كعب الفنجان
|