نقلت صحيفتان عربيتان تصدران في لندن اليوم الاحد عن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ان السعودية قامت بدور وساطة مباشر في التوصل الى تفاهم بين سوريا ولجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري حول استجواب خمسة سوريين في فيينا.
ونقلت صحيفتا الحياة والشرق الاوسط تصريحات للعاهل السعودي ادلى بها السبت في الديوان الملكي بالرياض ان بلاده قامت بوساطة مباشرة بين الامم المتحدة وسوريا اثمرت في النهاية موافقة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن على استجواب المسؤولين السوريين الخمسة في فيينا.
ونقلت "الشرق الاوسط" عن العاهل السعودي قوله "اقترحت على الرئيس الفرنسي جاك شيراك و كوفي انان الامين العام للامم المتحدة ان يستمع ديتليف ميليس لمن يريد من السوريين اما في سويسرا او في النمسا". واضاف "ارسلت الامير بندر بن سلطان في مهمات خاصة لكل من باريس ودمشق وفي باريس قابل الامير بندر كلا من شيراك وكوفي انان ثم طار بعدها للقاء الرئيس السوري بشار الاسد وتوصلا الى اتفاق". وتابع "وقد يذهب الامير بندر الى سوريا اليوم (السبت) مرة اخرى" دون مزيد من التفاصيل.
واضافت الصحيفة انه "بعد التوصل الى موافقة سوريا طلب الملك عبد الله من وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ابلاغ الامر الى سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن لكي يبلغوا الرسالة الى حكوماتهم ووافقت الدول الكبرى، وبذلك نجحت الوساطة السعودية في الحصول على اتفاق لحل وسط يحفظ كرامة سوريا قيادة وشعبا وفي نفس الوقت يلبي مطالب مجلس الامن".
ونقلت الصحيفة عن العاهل السعودي في ما بدا وكأنه عتب على بعض المسؤولين السوريين "نحن لا نحب العنتريات وزمن العنتريات انتهى ما يهمنا هو التوصل الى اتفاق يحفظ كرامة سوريا ولبنان ويلبي طلبات الامم المتحدة" مؤكدا "انا لا اقبل ان يهان الشعب السوري من خلال اجراء التحقيق في مكتب الامم المتحدة في لبنان كما ان اللبنانيين لا يريدون اهانة الشعب السوري او اهانة قيادته".
من جانبها قالت الحياة ان العاهل السعودي كشف في تصريحاته "النقاب عن دور سعودي مباشر انتهى بالاتفاق على استجواب خمسة مسؤولين سوريين في فيينا في سياق التحقيق الدولي في اغتيال" الحريري. وكان نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعلن الجمعة ان سوريا وافقت على قيام لجنة التحقيق الدولية باستجواب خمسة سوريين لم يكشف هوياتهم في مقر الامم المتحدة في فيينا.
ونقلت "الحياة" عن العاهل السعودي انه "نصح الرئيس (السوري) بشار الاسد كثيرا في البداية الا ان الجواب كان سلبيا" مضيفا انه "كانت هناك وقفة مع النفس الا ان الاساس هو مصلحة سوريا وهي مصلحة تهمنا منذ ايام منذ ايام الملك عبد العزيز كما تهمنا مصلحة كل بلد عربي".
واكد العاهل السعودي ، وفق ما اوردت صحيفة الحياة ان التحقيق مع المسؤولين السوريين في لبنان كما كانت تطالب لجنة ميليس او في الجولان كما عرضت سوريا، كان سيمثل "اهانة" لسوريا ولكل بلد عربي. واوضحت "الحياة" ان الملك عبد الله "رأى ان التحقيق مع المسؤولين السوريين لو تم في لبنان لكان اهانة لسوريا وكل بلد عربي ومثله لو جرى التحقيق في الجولان" ونقلت عن الملك انه "قرر التدخل بعد ان تلقى ثلاث رسائل متتالية من الرئيس الاسد".
واشارت الصحيفة الى ان "الملك عبد الله انتقد حملة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع على الامم المتحدة وقوله انه لن يقبل اهانة سوريا وسأل (من يقبل اهانة سوريا؟ نحن لا نقبل اهانة سوريا)" مضيفا "ان اي مصاب لأي بلد عربي يؤلمنا ونحن لا نريد هزات لأحد بل نسعى لخير الجميع".
وامتدح العاهل السعودي الدور الذي قام به الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال انه "شهم وذو اخلاق وصدق ووفاء" مشيرا الى انه "يتصرف كعربي اصيل بما يبدي من مروءة".
وكان مجلس الامن الدولي اصدر في نهاية تشرين الاول/اكتوبر القرار رقم 1636 الذي يحض سوريا على التعاون مع اللجنة الدولية، لكن دمشق وفريق المحققين الدوليين لم يتوصلا الا الجمعة الماضي الى اتفاق حول تفاصيل هذا التعاون، ولا سيما حول مكان استجواب المسؤولين الامنيين السوريين الذين ترغب لجنة ميليس في الاستماع اليهم. يشار الى ان رفيق الحريري كان يحمل الجنسية السعودية ويرتبط بعلاقات وثيقة مع العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية.