الخامس على قائمة ميليس جديد ومجهول
طار اسم آصف شوكت والمحاكمة في موسكو
الاستخبارات العسكرية في سورية آصف شوكت ، صهر الرئيس بشار الأسد، عن لائحة المطلوب استجوابهم في مقر تابع للأمم المتحدة في فيينا التي يرجح أن يتوجهوا إليها غدا ، أو بعده على أبعد تقدير، ليرجعوا بعد الاستجواب حتماً إلى سورية التي يعود إلى سلطاتها توقيفهم إذا ما طلب ذلك رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس . وسوف يطلبه على ما تجزم كل المؤشرات والمعلومات .
وكان فريق التحقيق الدولي استجوب في منتجع "مونتي روزا" السوري على الحدود مع لبنان في تموز( يوليو)، عشرة أشخاص بينهم أربعة فقط مطلوبون للتحقيق في فيينا. أي أن ثمة إسماً جديداً لم يكن وارداً من قبل. وتصعب معرفته في ظل التكتم السوري- الميليسي – إذا جاز التعبير، قبل وصول الخمسة إلى العاصمة النمسوية حيث ستخرج الأسماء إلى دائرة الضوء والعلانية.
لكن هذه الخطوات بما تتضمن من مفاجآت لن تكون خاتمة مطاف الإحراجات للنظام السوري، إذ أن ثمة محكمة دولية ستطلب حكومة لبنان رسمياً من الأمم المتحدة تشكيلها خارج الأراضي اللبنانية ، وثمة اتفاق دولي – سوري واقع على أن يكون مقرها في العاصمة الروسية موسكو التي رعت تفكيك عقد استعصت على الحل حتى الدقائق الأخيرة قبل انتهاء مهلة كان ميليس قد حدد موعد انتهاءها يوم الجمعة الماضي، لينصرف بعد ذلك إلى وضع ترتيبات ينجم عنها اعتبار النظام السوري غير متعاون مع النظام الدولي وبدء وضع العقوبات عليه.
المهم أن وساطة روسيا وضماناتها ووعودها باستخدام حق في مجلس الأمن، والدخول القوي على الخط الدولي – السوري الذي مارسته المملكة العربية السعودية بتوجيهات الملك عبدالله بن عبد العزيز عبر الأمير بندر بن سلطان وتحركاته المكوكية بين دمشق وباريس والأمم المتحدة التي أسقطت إصرار ميليس على استجواب المطلوبين لديه في مقر لجنته في المونتيفردي. ، أدت كلها إلى هذاالحل .
السنيورة: أبعدوا عن لبنان هذه الكأس
وساهم رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في توجيه الأمور بهذا المنحى من خلال اتصاله أكثر من مرة بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان طالباً بإلحاح ، وفي شكل اتخذ طابع الرجاء، إبعاد لبنان عن كأس التحقيق مع الضباط السوريين المشبوهين عملياً على أرضه،لأن استجوابهم سيليه حكماً طلب ميليس توقيفهم ، ولن يكون أمام السلطات اللبنانية من خيار سوى تلبية هذا الطلب بموجب البروتوكول الموقع بينها وبين اللجنة الدولية . في حين لا يخفي النظام السورية نيته وعزمه على عمل ما لا يُعمل ضد لبنان وحكومته انتقاماً لما يعتبره في هذه الحال لشرفه وسيادة سورية وما إلى ذلك من شعارات بات أسيراً لها ولم يعد قادراً عن التراجع عنها أمام شعبه . علماً أن لسورية أوراقاً لا تزال قوية في لبنان يأتي في طليعتها "حزب الله" الذي أقدم قصداً على تفجير الوضع عند الحدود مع إسرائيل للتغطية على قضية التحقيق ومساره بقضية أكبر منه، ليغطي دوي الانفجارات في لبنان والمنطقة على صوت ميليس وأنان وأخبار مواقف المجتمع الدولي. السنيورة كان طلب من أنان حؤولاً دون هذا السيناريو الضغط على إسرائيل وإقناعها بتسليم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثث مفاتلي "حزب الله" الثلاثة في أسرع وقت . وهكذا كان.
الداوودي في المونتيفردي
وفي ظل السرية المطلقة يجتمع اليوم الأحد المستشار القانوني للخارجية السورية رياض الداوودي والقاضي ميليس في مقر لجنة التحقيق في المونتيفردي للاتفاق على إجراءات سفر الضباط الخمسة والأسلوب الذي سيعتمد في استجوابهم وتوكيل محامين عنهم . وما تأكد حتى الآن على هذا الصعيد أن الداوودي سيكون برفقتهم بصفته محامياً وكيلاً للخمسة جميعاً. وكانت مصادر مطلعة في دمشق ذكرت أن روسيا هي التي قدمت الضمانات لدمشق "لأنها هي من تملك فعليا تقديمها بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن وتملك حقّ النقض (الفيتو)".
وعن حقيقة الدور "السعودي" خصوصا والعربي عموماً قالت المصادر: "صراحة ما جرى لا يمكن عزله عن جملة تحركات عربية واقليمية، لكن لا يوجد لدى أي دولة عربية ضمانات تقدمها لدمشق كتلك التي قدمتها موسكو"، في اشارة الى امكان استخدام روسيا "الفيتو" في ما لو تم نقض ما تم الاتفاق عليه، وفي ما لو خرجت التحقيقات عن غاياتها القضائية والجنائية. وفي موسكو، اكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزير الخارجية سيرغي لافروف قال خلال اتصال هاتفي بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع الجمعة إن "جميع الاطراف بمن فيهم سوريا يجب أن يتعاونوا بشكل بناء مع التحقيق الدولي". واضاف ان التحقيق "يجب ان يجري بطريقة موضوعية وغير منحازة وان لا يستخدم لأهداف سياسية".
آصف أو غيره؟
وقال مراقبون في دمشق ان من استبعد اسمه من اللائحة التي كان ميليس قد طلبها من دمشق لاستجوابهم هو آصف شوكت. لكن صحيفة "الواشنطن بوست" نسبت الى مسؤول في الامم المتحدة لم تسمه ان شوكت هو من بين المسؤولين السوريين الخمسة الذين سيستجوبهم ميليس في فيينا.
وأضافت في رسالة من دمشق وفقاً للمسؤول نفسه، ان الاتفاق بين السوريين وميليس يقضي بأن يكون شوكت آخر سوري يستجوبه ميليس. واشارت الى ان السعودية ومصر والسودان والاردن تحركت ديبلوماسياً من اجل التوصل الى تسوية بين دمشق والمحقق الدولي.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمس" ان مكتب ميليس رفض تأكيد قول نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا حصلت على ضمانات بان ميليس لن يعتقل أياً من السوريين الخمسة في فيينا . واضافت ان السلطات السورية، والمسؤولين في الامم المتحدة في نيويورك ومكتب ميليس "رفضوا القول ما اذا كان شوكت او ماهر الاسد من بين الذين سيرسلون الى فيينا لاستجوابهم". ومعلوم ان شوكت تسلم مهماته رئيساً لشعبة المخابرات العسكرية بعد وقت قصير على اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير الفائت خلفا للواء المتقاعد حسن خليل.
وترى أوساط مراقبة ان تزامن تسلم شوكت مهماته مع جريمة اغتيال الحريري ادى الى التريث في اتخاذه جملة قرارات تتعلق بتعيين بعض رؤساء الفروع الامنية التابعة لشعبة المخابرات العسكرية وتثبيتهم حيث لا يزال نحو ثمانية منها يقودها ضباط بصفة التكليف الموقت، بينهم رئيس فرع ريف دمشق العميد رستم غزالة وهو احد من ذكرت التقارير أنهم مطلوبون للاستماع اليهم على قائمة ميليس. وكان تردد سابقاً ان لائحة الستة تضم الى شوكت وغزالة والمدير السابق للفرع 251 في إدارة المخابرات او ما يعرف بالفرع الداخلي اللواء بهجت سليمان والعميد جامع جامع والعميد عبد الكريم عباس من فرع فلسطين والعميد ظافر اليوسف.