صدام يصف الكويتيين بالكلاب ويقول الكويت ارض عراقية في محاكمة علنية لم يسمح فيها للصحف العراقية بالحضور واستثناء الجزيرة القطرية
رفض الرئيس العراقي السابق صدام حسين التوقيع على لائحة الاتهام ضده والتي تتضمن سبع تهم وذلك في مسرحية هزلية لم يسمح خلالها الا لفضائية الجزيرة بالحضور بينما تم طرد جميع الصحفيين العراقيين
ومثل صدام امام المحكمة وهو يرتدي زيا رسميا اسود اللون ،وقد بدأ وجهه شاحباً وصوته مبحوحاً، وقال انه يرفض ان يوقع على لائحة الاتهام ضده طالبا حضور محاميه خلال الجلسة التي استمرت ثلاثين دقيقة، وقال تمسكي بلقب رئيس الجمهورية هو احترام لارادة الشعب الذي اختارني والقوات الموجودة بالعراق هي قوات غازية.
وعلق صدام حسين فقط على اتهامه بغزو العراق قائلا 'الكويت عراقية ولم اقم بغزوها،وقال 'لقد دخلت الى الكويت لان الكويتيين الكلاب كانوا يشترون النساء العراقيات بعشرة دنانير،واعتبرالمحكمة التي مثل امامها اليوم الخميس بانها مسرح والمحاكمة مجرد مسرحية ورأى ان الرئيس الاميركي جورج بوش هو 'المجرم الحقيقي'.
وكان قاضي التحقيق العراقي وهو شاب صغير السن صورته الكاميرا من الخلف قد وجه الى صدام تهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في سبع قضايا،.والقضايا السبع التي اتهم بها صدام حسين هي:استخدام الغاز ضد الاكراد في حلبجة (1988)وقمع التمرد الشيعي (1991)والمقابر الجماعية (1991)والحرب ضد ايران (1980-1988)وغزو الكويت (1990-1991)و قتل رجال دين شيعة (1980 و1999)وقتل عشيرة البارزاني التي ينتمي اليها الزعيم الكردي مسعود البارزاني في الثمانينات.
وقال المسئول ان التهمة الكبيرة التي يواجهها صدام حسين هي جرائم ضد الانسانية وتنضوي تحتها عناوين اخرى منها القتل العمد..وكان صدام يردد طوال الاستماع الى التهم الموجهة ضده انا رئيس جمهورية العراق، انا عراقي.
من ناحية ثانية شدد محامو صدام حسين على عدم قانونية القضاء العراقي الذي مثل امامه اليوم الخميس الرئيس العراقي السابق.وقال المحامي زياد الخصاونة احد اعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق نعتقد ان المحكمة غير شرعية لان السلطة التي انشأتها هي سلطة غير شرعية وهي الحكومة العراقية الموقتة التي انشأها الاحتلال.وشدد الخصاونة ايضا على ان محاكمة صدام تتنافى مع القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، ومنها اتفاقية فيينا، التي اضاف انها نصت صراحة على ان اتفاقيات تعقد بين الدولة المحتلة وبين الحكومة الموقتة تقوم على اساس الاكراه، بمعنى املاء شروط المحتل على الحكومة الموقتة.
واجمع العديد من المحامين الذين تجمعوا في مكتب رئيس هيئة الدفاع الاردني محمد الرشدان اليوم الخميس على عدم شرعية الاجراءات القضائية القائمة في بغداد، وتحدوا ان يتم اظهار الديكتاتور السابق على شاشة التلفزيون.وقال الخصاونة اتحدى الادارة الاميركية ان تعرض الرئيس صدام حسين اليوم على التلفزيون، وتجعله يخاطب الجمهور باي كلام.من جانبه، قال المحامي عصام الغزاوي ان هيئة الدفاع تضم عشرين محاميا مسجلا بالوكالة، ونحو 500 متبرع بالجهد من بينهم 200 مستشار واستاذ جامعي من جميع انحاء العالم بما فيها الولايات المتحدة.وجدد تأكيده على رغبة المجموعة بالسفر الى العراق. وقال طلبنا حماية من الصليب الأحمر، لكنهم اجابوا ان ذلك ليس من مهامهم، فيما قال الاميركيون ان لاعلاقة لهم بذلك.لكنه شدد على تصميم هيئة الدفاع على الذهاب الى العراق.
واضاف الغزاوي سنسافر على مسئوليتنا.واكد رئيس هيئة الدفاع محمد الرشدان على انهم رجال قانون ونحترم القانون. رغم تحفظنا على القضاء العراقي الذي نؤكد انه غير شرعي نريد التوجه الى العراق للدفاع عن صدام حسين.وقال يحاولون منعنا من دخول العراق وعدم اعطائنا الاذن من قبل نقابة المحامين.وتابع اذا كانوا يريدون العدالة لا يكفي القول بل احترام القانون ويجب ان لا يخافوا من قدوم لجنة الدفاع الى العراق.
ومضى يقول صدرت تهديدات وتصريحات عنيفة ضد لجنة الدفاع ونحن نطلب حماية دولية للجنة.وفريق الدفاع عن صدام مكون من عشرين محاميا، بينهم اميركي، طلبت توكيلهم عائلة الرئيس العراقي السابق.وقد اتهم محامو صدام حسين الولايات المتحدة مرارا بمنعهم من رؤية موكلهم وهددوا في التاسع من يونيو بملاحقة الحكومة الاميركية امام القضاء.ووجه فريق المحامين رسالة الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي يطلب منها مساعدته، كما يطلب تقريرا حول صحة صدام.
وقد تباينت ردود فعل العراقيين إزاء مثول الرئيس العراقي السابق صدام حسين أمام المحكمة الجنائية الخاصة حيث تلا عليه قاضي المحكمة التهم الموجهة إليه.فهناك مؤيد لمحاكمته ومطالباً بإنزال أقصى العقوبات به. ومعارض يرى انه مازال رئيسا للبلاد بسبب عدم وجود حكومة عراقية منتخبة ودستور دائم للبلاد..
وكانت الحكومة العراقية قد تسلمت الاربعاء صدام و11 من ابرز معاونيه من قوات التحالف التي احتجزته في 31 ديسمبر الماضي في مكان قريب من مسقط رأسه بتكريت.وقال ايمن سعيد 33 عاما مهندس من الضروري أن يمثل صدام أمام القضاء العراقي لكي تؤكد الحكومة الجديد جديتها في تسلم زمام الامور في البلاد بعيدا عن تسلط قوات الاحتلال.وأضاف القضاء هو الذي سيحدد ما إذا كان صدام مجرما أو بريئا.ويقول عبد الحليم سالم 46 عاما مدرس أتمني أن يحاكم صدام قضائيا وليس سياسيا وان تكون هذه المحكمة أمينة في كشف المستور.وقال ليس المهم أن يعدم صدام ولكن المهم أن تكون محاكمته درسا لكل الحكام العراقيين الجدد والتأكيد على أن القضاء العراقي سيلاحق كل مجرم مثلما لاحق صدام ومعاونيه.
واعتبرت أسماء مهدي 41 عاما ربة بيت مثول صدام أمام القضاء بأنه مسرحية جديدة لابعاد أنظار الرأي العام عن المطالب الاساسية في توفير الامن وتحسين الوضع الاقتصادي والكهرباء والمياه.فيما رأى زيد وائل 50 عاما متقاعد أهمية حسم محاكمة صدام وإعدامه لقطع دابر كل من تعاون معه ويتمنى عودته مجددا إلى السلطة.ولم يكن تسليم الرئيس العراقي المخلوع للعدالة العراقية أمس الاربعاء أول اتصال لصدام حسين بالعالم الخارجي منذ اعتقاله قبل ستة أشهر.فقد قام اثنان من أعضاء المجلس الانتقالي الحاكم بزيارته في زنزانته في السجن في ديسمبر الماضي عقب اعتقاله من قبل القوات الامريكية حيث كان يختبئ في حفرة تحت الارض.
سمح مسئولو السجن الاميركيين بتلك الزيارة غير الرسمية كي يتيحوا للرجلين الفرصة للاستمتاع بلذة الانتصار المتمثل في اعتقال صدام.يتذكر موفق الربيعي مستشار الامن القومي الان وثاني الاثنين اللذين قاما بالزيارة حيث كان معه أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي أن صدام كان فظا ومتمنعا. ويتردد أنه راح يصرخ في وجهيهما قائلا 'ماذا تريدون مني أيها الكلاب؟.
وقد غلب الطابع الرسمي على زيارة الاربعاء وقام سالم الجلبي ابن شقيق أحمد الجلبي ورئيس المحكمة الخاصة لجرائم الحرب والتي ستحاكم صدام في نهاية الامر وبرفقته قاضي عراقي بإبلاغ صدام أن السيادة قد نقلت إلى العراقيين ومن ثم فإنه لم يعد سجينا لدى الاميركيين. ولم ترد تفاصيل عن كيفية رد فعل الرئيس السابق على هذا النبأ.
لن يتغير شيء من الناحية الفعلية بالنسبة لصدام. فالرئيس السابق 67 عاما يعيش في زنزانة بسجن عسكري أميركي سري للغاية وإن كانت الشكوك تراود منظمات حقوق الانسان بأن السجن ربما يقع بالقرب من مطار بغداد بينما ذكرت مصادر اردنية معارضة انه كان في قاعدة الازرق الجوية الاردنية وهناك من يقول انه كان في قطر.والان تقوم القوات الاميركية وحدها بالعمل في هذا السجن وصارت هذه القوات مسئولة لا عن صدام وحده بل عن عدد آخر من كبار المسئولين الامنيين.
|