شكرا جزيلا للأستاذة الفاضلة الشيماء مجد عابدين المحامية التي لمحت الفكرة واستوعبتها جيدا قبل الزملاء الأعزاء اللذان تعاطفا مع الموضوع ولم يدليا بدلوهما في المستنقع الصحيح للخروج بنتائج مثمرة
المقترح الذي تؤيده الزميلة الفاضلة مفيد لمهنة المحاماة التي أراها تخلص لها كثيرا وأتوقع لها النبوغ فيها لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا - والفكرة هي 'تأسيس مكتب لحماية حقوق المحامي'
بالطبع هذا الطرح يختلف كثيرا عن مناشدة النقابة تارة والوزارة تارة أخرى - فلا النقابة مهتمة ولا الوزارة مسئولة بأكثر من النقابة - ولأننا تعلمنا أنما تؤخذ الدنيا غلابا - فمن الصعب أن نرى الكثير من المحامين غلابة فعلا ويستحيون من التجمع القانوني لمصلحة مشتركة تحفظ عليهم حقوقهم ضد تعسف القضاة تارة والنيابة والشرطة تارة أخرى - ثم يقال أن الضحايا لن تتعرض لتعسف طالما هناك المحامي القوي الأمين يقف بجانبهم - فرغم أنني لست محامي فإنني والله أشعر بضرورة حفظ هيبة المحامي قبل غيره لأنه السلطة التي يستظل بها الشعب من الظلم - فلو ضاع الظل لشدة الظلم فأين يذهب ضحايا القهر والاستبداد؟! وكيف يطالبون بحقوقهم والقصاص من الجلادين والجشعين واللصوص والمجرمين؟!
هذا هو سبب وجود مصلحة شخصية لكل كاره للظلم في وجود المحامي القوي القادر على نطق كلمة الحق مهما كانت ومتى كانت واين كانت - فلن تخيفه سلطة ولن يرهبه قضاء ولن يخشى إلا الله تعالى ثم ضميره الحي النابض القادر على فرض الحق فرضا - فلا يكون عمله مجرد تأدية واجب قد يقبله القاضي أو يرفضه - بل يجب إلزام القاضي نفسه باتباع الحق الواضح والخوف من اتباع الهوى - خوفا على نفسه من الهلاك والفضيحة والتشهير ورفع قضايا عليه وتحميله المسئولية كاملة قبل أن يتلقى حسابه عند الله تعالى ويلقى به في النار وبئس المصير طالما هو ظالم
هذا هو دور المحامي الذي يدين القاضي الذي يعتدي على حرية المحامين والمحاميات ويتسلط عليهم أيضا خارج قاعة المحكمة أو قبل وبعد الجلسات وكأنه ناظر لمدرسة المشاغبين - وليس مجرد زميل قديم لهؤلاء المحامين الذين منهم من كان يستحق مكانه لولا الفساد ولولا الواسطة ولولا الرشوة ولولا غياب العدالة والإنصاف حتى داخل أروقة المحاكم ووزارات العدل
هذه دعوة حقيقية من القلب لكل محامي مهتم بأمر المهنة أن يلتقي عند هذا المقترح الذي لن يعود بالفائدة المياشرة سوى على المحامين في هذه المرحلة أولا
شكرا جزيلا للمحامية الفاضلة التي تقف لجوار زميلتها بدلا من النقابة - ولكن الواجب ألا تترك الأمور للمصادفة وبحيث وجدنا اليوم من المخلصين من يهتم بأمر المظلومين وربما في وقت آخر أو في بلد آخر لا يتواجد من يقوم بهذا الواجب المقدس
كل منكم معرض لأن يكون مكان الزميلة المضطهدة ولذلك فإنه ينبغي على كل من يشعر بطعم الظلم أن يتقدم للمشاركة في إنجاز هذا المشروع المهني العظيم لأنه لا يوجد سبب واحد للتقاعس عن تنفيذه ولن يكلف أحد شيئا أيضا؟ - ونحب أن نسمع قريبا عن تحركات حقيقية في هذا المجال - ولا يمر الوقت دون تنفيذ شيء كما سبق أن حدث ذلك في مشروع محامون بلا حدود الذي تعاطف معه كثيرون ورغم مرور زمن طويل فإنه لم يبدأ التنفيذ الجدي حتى الآن - ولكن هذا المشروع الجديد خاص فقط بالمحامين ولمصلحتهم
وشكرا جزيلا لمن ساهم في رفع ظلم ومساعدة مظلوم
مدحت عثمان
|