يوم المحامي الفلسطيني
خاص بالمنتدى
يصادف يوم غد السبت يوم المحامي الفلسطيني الذي جاء بالتزامن مع الذكرى السنوية لصدور المرسوم الرئاسي في 9/6/1997 بتوحيد جميع الاطر النقابية للمحامين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في جسم نقابي واحد يسمى نقابة محامي فلسطين . يكتسب يوم المحامي الفلسطيني اهمية خاصة في هذه الظروف التي يعيشها ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع . هذه الظروف التي تتميز الان بقساوتها وصعوبتها حيث يمعن الاحتلال الاسرائيلي في ممارساته القمعية وتشديد الخناق على المواطنين بكافة فئاتهم . وعنوان هذه المرحلة هو المزيد من الاعتقالات ، التصفيات ، والاغتيالات والاجتياحات ومصادرة الاراضي وهدم البيوت واقامة الحواجز ومصادرة حرية الحركة . وهذه الممارسات اليومية طالت فيما طالته المحامي الفلسطيني الذي يعتبر اكثر فئات الشعب حساسية لمصادرة الحريات والحقوق . فهو مثل غيره من المواطنين يتعرض الى الاعتقال والاغتيال وتصادر ارضه ليقام مكانها مستوطنة او جدار فاصل ، ومثل غيره من المواطنين لا يستطيع التنقل بين مدينة او اخرى بسبب انتشار المزيد من الحواجز العسكرية التي تهدف اساسا الى خنق المواطنين وسجنهم في اماكن سكناهم ومنعهم من ممارسة اهم حق من حقوقهم الاساسية وهو حق التنقل . ضمن هذه السياسة المنهجية يحرم المحامي الفلسطيني من التنقل بين مدينة او اخرى او حتى داخل المدينة الواحدة ويحرم بذلك من الوصول الى المحكمة في اليوم المحدد واذا وصل في يوم الجلسة فانه يصل بعد فوات الاوان وبعد ان طلب زميله الخصم التأجيل تعاطفا معه .وكثيرة جدا هي القضايا التي لا تزال عالقة في المحاكم لسنوات بسبب التأجيل لعدم وصول القضاة و/او المحامين و/او اطراف الدعوى و/او الشهود وغير ذلك .ولكن المشاكل التي تواجهه في متابعة قضايا موكيله لدى المحاكم او الدوائر الرسمية هي جزء بسيط مما يواجهه المحامي الفلسطيني في عمله . ومن الامثلة على ذلك هي ان المحامي يضطر الى ان يترك سيارته على قارعة الطريق ويقطع سيرا على الاقدام مسافات طويلة تصل احيانا الى عدة كيلو مترات ليصل الى هدفه الذي لا يبعد عن مكتبه سوى خمس دقائق سفر ، ولكي يتجاوز المحامي الحاجز يضطر الى ان يقطع الدروب الترابية الوعرة ويجتاز الوديان ويصعد الجبال وتصوروا حالته عند وصوله الى المحكمة او الدائرة بعد ساعتين او ثلاثة مشيا على الاقدام! والاهانة والاذلال لا يتوقفان عند هذا الحد حيث يضطر المحامي في كثير من الاحيان الى الالتقاء والحديث مع موكله على الشارع العام بعيدا عن مكتبه وذلك لان الموكل لا يملك تصريحا بدخول هذه المدينة او تلك . وفي معظم الحالات يطلب الجنود على الحاجز من المحامي خلع ملابسة للتفتيش وعلى مرأى من المواطنين الذين يواجهون نفس المصير واحيانا يمضي المحامي ساعات طويلة على الحاجز في انتظار السماح له بالدخول واذا ساء حظه ولم يسمح له بالدخول يضطر الى العودة من حيث اتى بعد ان ضاع يومه .الحديث عن المعاناة التي يتعرض لها المحامون هو حديث شائك وطويل قد يكون مناسبا لمشاركات اخرى ولكن ارغب في هذه المناسبة التأكيد على ان المحامي الفلسطيني ومن خلال نقابته الرائدة يلعب الدور الاساسي في الكفاح من اجل الاستقلال ومن اجل احقاق الحقوق المسلوبة وليس اقل من ذلك من اجل ترسيخ مفاهيم الديمقراطية في المناطق الواقعة تحت السيادة الفلسطينية . والمحامي الفلسطيني عاقد العزم على مواجهة التحديات مهما كانت صعبة .وجنبا الى جنب مع الاخوة العرب نستطيع ان نزرع بيد ونبني باليد الاخرى
محمد - فلسطين