السلام عليكم
لقد أحببت أن اشارك معكم اليوم بهذا الموضوع ، فاخترت زيارة الحكمة لجبران ، الحكمة وهو ما نحتاجه اليوم اليكم هذه الكلمات اتمنى ان تعجبكم
في هدوء الليل جاءت الحكمة ووقفت بقرب مضجي و نظرت إلي نظرة الأم الحنون و مسحت دموعي و قالت سمعت صراخ نفسك فأتيت لأعزيها ، أبسط قلبك أمامي فأملأه نورا ، سلني فأريك سبيل الحق
فقلت : من أنا أيتها الحكمة و كيف سرت إلى هذا المكان المخيف ؟؟؟ ماهذه الاماني العظيمة و الكتب الكثيرة و الرسوم الغريبة ؟؟؟ ماهذه الأفكار التي تمر كسرب الحمام ؟؟؟ ماهذا الكلام المنظوم بالميل ، المنثور باللذة ؟؟؟ ماهذه النتائج المحزتة ، المفرحة ، المعانقة روحي ، المساورة قلبي ؟؟؟ ماهذ العيون المحدقة بي ، الناظرة أعماقي ، ماهذ الاصوات النائحة على أيامي المترنمة بصغري ؟؟؟ ماهذا الشباب المستهزىء بعواطفي ، الناسي أعمال الأمس ، الفارح بتفاهة الحال ، المستنكف ببطء الغد ؟؟؟ ماهذا العالم السائر بي الى حيث لا أدري ، الواقف معي موقف الهوان ؟؟ ماهذه الأرض الفاغرة فاها لابتلاع الأجسام ، المفرجة صدرها سكن المطامع ؟؟ ماهذا الانسان الراضي بمحبة السعادة ودون وصالها الهاوية ، الطالب قبلة الندامة ، المستسلم للكرى و الأحلام تناديه ، ماهذه الاشياء أيتها الحكمة ؟؟؟؟
فقالت : أنت تريد أيها البشري أن ترى هذا العالم بعين إله و تريد أن تفقه مكنونات العالم الآتي بفكرة بشرية و هذا منتهى الحماقة
اذهب الى البرية تجد النحلة حائمة حول الزهور و النسر ينقض على الفريسة ، ادخل بيت جارك تر الطفل مدهوشا بأشعة النار و الوالدة مشغولة بأعمال منزلها ، كن أنت كالنحلة و لا تصرف أيام الربيع ناظرا أعمال النسر ، كن كالطفل و افرح بأشعة النار و دع والدتك و شأنها ، كل ما تراه كان و يكون من أجلك ، الكتب الكثيرة ، و الرسوم الغريبة و الأفكار الجميلة هي أشباح نفوس الذين تقدموك ، الكلام الذي تحوكه هو الواصل بينك و بين اخوانك البشر ....ان هذا العالم السائر بك و قلبك فقلبك هو كل ما تظنه عالما ، ان هذا الانسان الذي تراه جالا و صغيرا هو الذي جاء من لدن الله ليتعلم الفرح بالحزن و المعرفة من الظلمة ....
ووضعت الحكمة يدها على جبهتي الملتهبة و قالت : سر و لا تخش أشواك السبيل فهي لا تستبيح إلا الدماء الفاسدة
من دمعة و ابتسامة
آيات الله