ِ
يا خليج يا واهب الردى
أصيح بالخليج يا خليج
يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى
فيرجع الصدى ...كأنه النشيج
يا خليج ...يا واهب الردى
قبل حوالي خمسين عاما قال شاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب هذه الأبيات.
قالها لخليجٍ لم يكن يعلم أن بتروله سيكون نقمة العرب الكبرى قبل أن يكون نعمتهم .
قالها وكأنه يستشرف مستقبلا للعرب، حيث سيصبح هذا الخليج واهباً للردى .
قالها وكأنه يعلم أن هذا البترول الذي سيحمل اسمنا سيعمل ضدنا .
قرأنا في كتب التاريخ ، أن العصور التاريخية تنقسم إلى قسمين ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد . نظرا للاعتبار الكبير لميلاد السيد المسيح .
أما الآن وبعد ميلاد نبي جديد وهو النفط فقد أصبح هنالك تقويما جديدا لتاريخ العرب: عرب ما قبل النفط وعرب ما بعد النفط .
في تاريخ العرب ما قبل النفط ، كانت لدينا قيّم سامية تبقى تطل برأسها ، يوم يستنجد الوطن ، حيث لا عروش نخاف منها ولا كروش نخاف عليها .
في تاريخ العرب ما قبل النفط ، لم يكن الماخور الأمريكي قد أعلن عن مومساته ، وكان البغاء ما زال عارا .
في تاريخ ما قبل النفط كانت خيمة العرب في العراء وكانت سوقهم لا تلقى رواجا.
في تاريخ ما قبل النفط ، كان جدي يقول : ما حك جلدك غير ظفرك .
والآن ... ونحن في تاريخ ما بعد النفط .
نقول للعراق ما قاله المتنبي لسيف الدولة .
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل .
هذا النفط العربي الآبار وغير العربي الأسعار صار وسيلة إذلال لنا، عندما يجب أن يكون سببا لعزتنا .
حتى في عصر الانحطاط لم تشهد ساحة العرب مثل هذا التخاذل، أيام كان الجهل والتخلف والفقر يسيطر على سواد هذه الأمة .
والآن .. في تاريخ ما بعد النفط ، وأمة العرب تزخر بعلمها وعلمائها وثرواتها، تستجدي الرضا وتقدم فروض الطاعة والولاء لمصاصي بترولنا ودمائنا .
في تاريخ ما بعد النفط .. تستنزف أكبر ثروة في العالم في قتل أصحابها .
ويبقى شعب العراق وفلسطين وقود هذه الحرب الظالمة .
هذا الشعب الذي يقاوم ما بين مطرقة القرصان وسندان الجلاد .
وأضيف إلى قول جدي : ما لمّ عظمك غير لحمك يا وطن .
الوسيط عدد المشاركات >> 33 التاريخ >> 30/9/2003
|
الأخ أبو دلامه
كل ما نواجهه في دولنا العربيه أفسره بشيء واحد هو الإستبداد السياسي ، ودولنا العربيه حظيت بنفط سواءا في الخليج أو في ليبيا أو مصر أو العراق او في سوريا وحتى السودان واليمن ،
ولكن من قال إن أهم ثروات العرب هي النفط
لكل دوله عربيه ثروه تختص بها أهم من النفط بكثير ،
في مصر يوجد ثلث آثار العالم ولكن قارن عدد السياح في مصر بدوله مثل تونس مثلا
لدى العراق البترول والأرض والماء والآثار والإنسان
لدى سوريا الأرض والبترول والماء والإنسان والآثار
فإذا كانت هذه مصر والعراق وسوريا إذن هاؤلاء هم العرب الفاعلين فمن بقي
المشكله يا أخي أننا شعوب محكومه بمستعمر خفي أشد ظلما ونهبا وتسلطا من المستعمر الاول .
من قال ان شعوبنا تحررت من الإستعمار
علينا ان نعيد حساباتنا ، وأن نراجع التاريخ ، ونعيد قراءة الأحداث
علينا ان نجيب على سؤال كبير
من يحكم شعوبنا
|
عدلى عدد المشاركات >> 1 التاريخ >> 30/9/2003
|
الاخ ابو دلامه
لا اعتقد ان النفط هو سبب تخلفنا
وانما تفرقنا هو السبب فاننا كثيرون ولكن كغثاء السيل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولو تمعنت قليلا لوجدت الحروب بين الدول العربيه اكثر من معاركنا مع الغرب
|
الأخ الوسيط
بعد التحية
لا أختلف معك أن للعرب ثروات كثيرة ، كما لا أختلف معك بأن الاستعمار الداخلي لا يقل بشاعة عن المستعمر الخارجي .
ولكن الثروات الأخرى لدينا ليست ذات مطمع للمستعمر الخارجي ، فالآثار والزراعة والانسان لا يمثلون أهمية للمستعمر الخارجي بقدر النفط
لولا النفط لم تقم أمريكا بغزو العراق واحتلاله ، ولا تقنعني أنها فعلت ذلك كرمى لعيون الكويت ولا بحثا عن أسلحة الدمار الشامل التي تعرفها أكثر مما يعرفها صدام نفسه
فعلت ذلك للسيطرة على أكبر احتياطي للنفط بالعالم لأهمية النفط في صناعة المستقبل ، ومن جهة ثانية لتكون مسمار أمان لا سرائيل في المنطقة ، وثالثا ليبقى وجودها جانب أكبر مستودع للنفط في العالم والمقصود بذلك السعودية والخليج وإيران والعراق .ولتبقى أداة رعب وإرهاب أمام الحكومات التي سبق أن دجنتها إذا ما حاولت تلك الحكومات أن تطل برأسها .
ولولا النفط فإن هذه المنطقة لا تعني المستعمر شيئا.
أما عن المستعمر الداخلي فهو ما قصدته بقول المتنبي :
وسوى الروم خلف ظهرك روم ...... فعلى أي جانبيك تميــــل
وهذا موضوع أخر يعتبر سببا أكبر في قهر الانسان العربي لأن السيطرة على المال في العالم تقتضي السيطرة على منابع هذا المال وهذا لا يتم إلا بتدجين الحكومات القائمة على تلك المنابع وتابعيتها للمستعمر ، أو باحتلالها.
|
الأخ حمد محمد العلي
تحية وبعد
أنا معك في أننا نعاني من الفرقة والتشرذم وكل يغني على ليلاه وهذه نتيجة وليست سببا
امتلاكنا لمنابع أهم ثروة في العالم جعلت المستعمر مهتما بمنطقتنا ، فقام بعملية استلاب السلطة بشكل غير مباشر وأيد حكومات مدجنة لمصلحته ، لا تحل ولا تربط إلا برأيه ، وعلى هذه الحكومات أن لا تعرض عضلاتها وقوتها إلا أمام شعوبها مما جعل هذه الشعوب مكبوتة ومقهورة ، وبالتالي متخلفة ولولا النفط لما أعار المستعمر لمنطقتنا أية أهمية حتى ولو حوت أكبر طغاة العالم .
أما حكوماتنا فهي أول ما يعنيها المحافظة على كراسيها ولو تناحرت مع بعضها ، وأن تبقى تنعم بملذاتها الشخصية وتزيد أرصدتها في بنوك المستعمر الذي يجمدها متى يشاء ويوظفها أينما يشاء حتى في تنمية إسرائيل . أما الشعب العربي فهو أخر اهتمامات المستعمر والحاكم.
|
لجين عدد المشاركات >> 7 التاريخ >> 30/9/2003
|
لم اجد حتى الان سبب لتفسير سر تعلقكم الدائم بفتح ملفات قديمه مللنا من سماعها وحفظنا من خلالها مطامع امريكا عن ظهر قلب وان كنت لا اختلف معك في هذه النقطه فكل ما ذكرته صحيحا ولكن الا ترى ان المواضيع الخاصه بامريكا ومطامعها اصبحت مواضيع فقط لملئ الفراغ والترويح عن النفس بنسيان اخطائنا والانشغال باحقاد غيرنا ام انك تاخذها من باب ان الذكرى تنفع المؤمنين.....وان كنت اود لو كنت اخترت عنوان لموضوعك المكرر افضل مثلا يا عرب يا واهب الردى مع تمنياتي بتقبل اقتراحي بصدر رحب...
|
تحياتي لجين
ملاحظاتك واقترحاتك وحريتك في الرد أتقبلها بصدر أرحب من التوقع ،لأنني أؤمن بحرية الحوار وان اختلفنا في وجهات النظر فذلك لا يفسد للود قضية.
ولكن أستغرب أن تكون حالتنا هذه الحالة وكل أسباب القهر والذل تحيط بنا ، ونعتبرها ملفات قديمة.
هي ملفات ما زالت مفتوحة على مصراعيها لأن السبب ما زال موجود والمسبب يجول بيننا ويقهرنا كل يوم .
ليس البحث في أسباب تقهقرنا وتخلفنا هي مواضيع لملئ الفراغ ولا للترويح عن أنفسنا
أنا لا أدافع عن أخطائنا وجميعنا شركاء في المسؤولية ولكن بنسب مختلفة
إذا كانت حكومات القهر في هذا الوطن الكبير من مهاب ريحه إلى منابت شيحه تحاول أن تمنع عنا حرية المشاركة في القرار فهذا لا يمنعنا عن التفكير فيه أم أن التفكير أصبح أيضا مطاردا من العسس واللصوص معا.
حالتنا تقتضي أن نبلور الرؤية التي نتعاطى فيها مع الموقف الراهن ، تحن الذين نسمي أنفسنا مثقفي الوطن أو أشباههم
طبعنا الابتعاد عن المجابهة (حتى بالرأي ) نوع من الهزيمة تضاف إلى هزائمنا الداخلية ، ناهيك عن الهزائم الخارجية
هل الحل أن نناقش الملف النووي الكوري أو ننقل الحوار إلى الصراع في ليبيريا
لدينا من المشاكل التي ما زالت تستحوذ علينا ما يكفي إلى تصديرها إلى الكواكب الأخرى فضلا عن عن كرتنا الأرضية
وليس مهما ما هي تسمية الموضوع ، المهم أن نحاول أن نضع الأصبع على الجرح لعلنا نعثر على دواء.
|
لجين عدد المشاركات >> 7 التاريخ >> 30/9/2003
|
شكرا على ردك المستوفي للموضوع وشكرا مسبقا على سعة صدرك ....انني يا اخي الكريم اتفق معك بكل كلمه ذكرتها صحيح ان امريكا عدوتنا منذ عصر اباءنا الاوائل وحتى الان ولكن ما اقصده هو اننا لماذا لا نفتح الحوار حول عراقيل ومشاكل تحدث بيننا نحن العرب مثل اتهامات ليبيا السخيفه الاخيره للكويت والبحرين فكيف تريدنا ان نحارب عدونا في الوقت الذي نحارب فيه بعضنا البعض باشياء اقل ما يقال عنها انها حماقات ..فهل يجب علينا محاربة العدو متفرقين كل في جهة معينه نكيل تهمه لامريكا واخرى لاحد الاشقاء العرب من باب العاده فقط ام الافضل حل ما بيننا من خلافات لنواجه العدو يدا واحده ام انني اطلب المستحيل؟؟؟؟...ولقد اضحكني في ردك هو انك ذكرت ولو انني فهمته من باب الاستهزاء بي هو ان نناقش موضوع كوريا او ليبيريا ؟؟فما المانع بان نكون شموليين في كل مايهم العالم حولنا وتكون نظرتنا دوليه وليس اقليميه فقط.....
|
عدلى عدد المشاركات >> 1 التاريخ >> 30/9/2003
|
الاخ ابو دلامه
اتفق معك فى تشخيص المشكله ولكن ما الحل برايك
ولنفرض انك على راس الحكم فى اى دوله عربيه فما هى القرارات التى ستتخذها
وشكرا
|
تحياتي لكل من مر على هذه المشاركة
أولا أشكر لجين على أفق الحوار لديها، وابدأ من حيث انتهيت بالقول (بأن نكن شموليين) وأنا لست ضد هذا الطرح أبدا ومن لا يرى حوله لا يرى ما بداخله ، وهذه الكرة الأرضية هي الكرة الانسانية وبحاجة لتكاتف جهود البشرية ليبقى الانسان انسانا بكل معنى الكلمة.
لكن ردي كان دقيقا عندما قلت (هل الحل أن نناقش الملف النووي الكوري أو ننقل الحوار إلى الصراع في ليبيريا ) وأقصد أن حل مشاكلنا لا يتم إلا بمناقشتها والتوقف عندها وليس نسيانها أو تهميشها، والانتقال إلى مشاكل الأخرين قد يفيد التجربة ويفيد الأخر ولكن لن ننتظر من أحد أن يحل مشاكلنا إذا لم نقم بدور فاعل إزاء هذه المشاكل.
أما عن مشاكلنا نحن العرب وخلافاتنا فهي ليست من صنع الشعوب وليست بأزمات تعرقل حياة المواطن العربي، مشكلة التناحرات العربية هي مشكلة أريد لها أن تبقى بيننا لأن الحاكم العربي لا يملك زمام القرار ولا يستطيع أن يتوافق مع غيره لأن كرسيه تدور وجودا وعدما بولاءه لأسياده الذين نصبوه على هذا الكرسي.
إن الاتفاق العربي يلغي دور الحكام والحكومات ويصبح التلاحم والتضامن بين الشعوب العربية هو القوة التي تستطيع أن تلم شتات هذه الأمة بدون أية علاقات وارتباطات خارجية وبدون املاءات على القرار العربي وهذا الحاكم هو الناطق الرسمي باسم الاستعمار في بلادنا وله مصلحة في بقاءه تابعا له لأن المستعمر هو الذي يحميه.
صدقوني إن الاستعمار سواء أكان أمريكيا أو صهيونيا أو... لا يخاف الحكومات العربية بل يخاف شعوبها ويريد لهذه الشعوب أن تبقى مستلبة ومقهورة والذي يساعده بهذا الدور هو الحكومات التي لها مصلحة في ذلك.
لاأريد أن أفتح ملفات الحكومات العربية وارتباطاتها فهي ليست خفية على من يقرأ الأحداث والذي لا يرى من الغربال قد يكون أعمى.
|
الأخ محمد العلي
لك التحية
سأجيب على سؤالك ولو أنه افتراضيا .
على الحاكم سواء أكان عربيا أم غير ذلك أن يبدأ أولا بالتصالح مع شعبه ورعيته وأن يؤمن له العدالة والحرية وأن يمنحه الفرصة للمشاركة في بناء الدولة وصنع القرار وأن يكيل بمكيال واحد وأن يؤمن له الديمقراطية التي تأتي من الداخل ولا تأتي من الخارج على ظهر دبابة أو بفرضيات قسرية .
إذا استطاع الحاكم أن يتوافق مع الشعب ويتصالح معه فهو ليس بحاجة لارتباطات خارجية ولا لمن يقوم بحمايته ولا يضطر لسياسة التنازلات لأنه في هذه الحالة استطاع أن يجد من يؤيده بدون ابتزاز أو مقامرة لأنه يستمد سلطته من مواطنيه وهؤلاء سيكونون سنده .
إن الحكام العرب لا يملكون هذه الإمكانية لأن وجودهم بالأصل غير شرعي وهنالك حواجز بينهم وبين شعوبهم أدت إلى قطيعة تارخية في الحوار والتواصل بين السلطة والشعب واستعيظ عنها بعلاقات مع الخارج يستمدون منها سلطتهم فهم ملزمون بالولاء لهذا الخارج حتى يحافظوا على وجودهم غير المشروع أساسا .
وبجميع الأحوال أرجوا أن تقرأ مقالي الجديد بعنوان ( العرب خيمة وسوق ) والذي يتبين فيه كيف يقرأ المستعمر أفكار الحاكم العربي .
|