على أنقاض عصبة الأمم ، وبعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها برزت فكرة إنشاء الأمم المتحدة
و قد تم توقيع ميثاق الأمم المتحدة في 26/6/1945في مدينة سان فرنسيسكو في ختام مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية ،وأصبح نافذا في 24/10/1945. وقد جاء في مقدمة الميثاق :
نحن شعوب الأمم المتحدة ،وقد ألينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزانا يعجز الوصف عنها.
وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية .
وأن نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدل واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي.
وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدما ،وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح
وفي سبيل هذه الغايات اعتزمنا ،أن نأخذ أنفسنا بالتسامح وأن نعيش معا في سلام وحسن جوار وأن نضم قوانا كي نحتفظ بالسلم والأمن الدولي ،وأن نكفل بقبولنا بمبادئ معينة ورسم الخطط اللازمة لها ألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة ،وأن نستخدم الأداة الدولية في ترقية الشؤون الدولية الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها.
قد قررنا أن نوحد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض .
ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين في مدينة سان فرنسيسكو الذين قدموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط ،قد ارتضت ميثاق الأمم المتحدة هذا وأنشأت بمقتضاها هيئة دولية تسمى هيئة الأمم المتحدة .
وقد نشأ عن الهيئة فروع رئيسية هي 1- الجمعية العامة 2- مجلس الأمن 3- المجلس الاقتصادي والاجتماعي 4- مجلس الوصاية 5- محكمة العدل الدولية 6-الأمانة العامة .
وقد بلغ عدد مواد هذا الميثاق 111مادة حددت فيها شروط الانتساب والتصويت وأعضاء المجالس ومهامهم واختصاصاتهم .
وحيث إن هذا الميثاق يعتبر أهم مصادر القانون الدولي فقد صار حريا بكل مهتم الاطلاع عليه حتى يتبين كيف يطبق هذا الميثاق ومدى فاعليته.
وأنا أقول : إن من ساهم في نص مواد هذا القانون هو الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بما يخدم نفوذهم وتطلعاتهم ، فحددوا المقاعد الدائمة في مجلس الأمن لهم ومنحوا أنفسهم حق النقض على أي قرار يرفضونه سواء أكان عادلا أو ظالما ،و فرضوا شروط الميثاق على الدول المؤسسة وأصبح عقد إذعان على الدول التي انتسبت فيما بعد.
وأصبحت الأمم المتحدة أداة في أيديهم يسيرون بها حيث يشاءون وأصبحوا يكيلون بمكاييل مختلفة في تطبيقهم للقانون.
ألم تغتال إسرائيل وسيط السلام الكونت برنادوت ولم يأت من يحاسبها.
ألم تساهم الصهيونية وأمريكا بموت الأمين العام السابق همرشولد .
ألم تستعمل أمريكا حق النقض في أي قرار يدين إسرائيل.
ألم تعارض إعادة ترشيح الأمين العام السابق بطرس غالي .
ألم تعارض حكم الأمين العام السابق فالدهايم حينما وقف بجانب القضايا العربية.
ماذا فعلوا مع اسرائيل في خروقاتها للإجماع الدولي ونصوص هذا الميثاق.
هل تسائلوا مع إسرائيل عن امتلاكها للأسلحة الممنوعة دوليا وخصوصا ترسانتها النووية
لماذا يضيقون الحصار على كوريا وسوريا وإيران عند شكهم بامتلاك بعض الأسلحة وتناسوا أنفسهم ومن يسير في فلكهم وهم على علم اليقين بامتلاكهم لهذه الأسلحة .
ماذا استطاعوا أن يفعلوا مع إسرائيل عندما رفضت دخول لجنة تقصي الحقائق في المجازر التي ارتكبتها في جنين والأراضي المحتلة .
لماذا يتركون إسرائيل تحتل أراضي الغير دون رقيب أو حسيب .
لماذا يتعاملون مع المسألة القبرصية واحتلال إيرلندا من بريطانيا وجزر المالديف الإرجنتينية بطريق الحل الدبلوماسي ويرسلون أساطيلهم إلى غير مكان .
لماذا يحاكمون الرئيس الصربي وينسون بن غوريون ودايان وغولدمائير وبيكن وشارون
ألم ..ألم ..ألم ..ولماذا..لماذا ..لماذا ومنها الكثير.
وها هي الولايات المتحدة وبكل صلف ووقاحة تستعمل حق الفيتو ضد إدانة قرار يقضي بطرد رئيس منتخب من بلاده
فكيف ينادون برخاء الشعوب وحرياتها والسلم والأمن والعدل الدوليين وهم يفصلون القانون على مقاساتهم ثم ينتهكونه ويرمون باللائمة على غيرها .
فأي أمم متحدة هذه وأي شريعة تطبق وأي دور تلعب؟؟؟؟؟
قانون رهيب وأسئلة يحتار فيها عقل السليم قبل المجنون
ومن لديه الإجابة على هذه التساؤلات فليتفضل ..إني أنتظر