المقارن عدد المشاركات >> 0 التاريخ >> 11/9/2003
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي السائل:
أولا:
بالنسبة لاستفسارك عن إمكانية تنازل الأم عن نصيبها في إرث زوجها لأولادها وذلك كل حسب نصيبه الشرعي وعن مدى قانونية وشرعية هذا التصرف، إليك الإجابة:
صديقي العزيز: طبعا يمكن للأم ان تقوم بمثل هذا التصرف وويكون مسماه القانوني والشرعي (( هبة )) وليست وصية
فالهبة هي: التبرع من جائز التصرف في حياته لغيره بمال معلوم، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهدي ويهدى إليه فالهبة والهدية من السنة المرغب فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( تهادوا تحابوا )).
ولا يجوز للإنسان ان يهب لبعض اولاده ويترك بعضهم او يفضل بعضهم على بعض في الهبة، بل يجب عليه العدل بينهم بتسوية بعضهم ببعض.
اما الوصية : فهي الأمر بالتصرف بعد الموت، او هي التبرع بالمال بعد الموت، اي أن الوصية مرتبطة بواقعة الموت، وطبعا وفوق ذلك انه لا وصية لوارث.
ثانيا:
بالنسبة لاستفسارك عن دور وتاثير شاهد الإثبات وشاهد النفي و..............الخ،أقول لك ان بحث الشهادة كبير وواسع جدا، فالشهادة لها شروط والشاهد له شروط وواجبات ايضا، ولكن سوف أختصر قدر الإمكان:
صديقي العزيز:
تعريف الشهادة: هي دليل من ادلة الإثبات يتمثل في رواية شخص عما ادركه مباشرة بحواسه المختلفة عن واقعة معينة.
وعلى ذلك فإن الشهادة كدليل في الإثبات هي الشهادة المباشرة، أي تلك التي تنجم عن الاتصال المباشر لحواس الشاهد بالواقعة المشهود عنها.
أما الشهادة غير المياشرة، او الشهادة السماعية او شهادة النقل، أي تلك التي ينقل فيها الشاهد الواقعة بالتواتر عما سمعه من غيره، فإنها لا تصلح كدليل في الإثبات بل هي مجرد استدلال لا يصل إلى مرتبة الدليل
على كل حال يا صديقي العزيز: في حال تعارضت شهادة الإثبات مع شهادة النفي فالرأي الأول والأخير يعود للقاضي نفسه، فالشهادة كغيرها من الأدلة تخضع لتقدير القاضي فلا يصح مناقشته في قناعته الوجدانية حول أخذه بشهادة أو طرحها أو اعتماده على شهادة دون أخرى، حيث أنه- وكمثال - يمكن للقاضي أن يأخذ بشهادة أف\قارب المدعى عليه الذين لا تقبل شهادتهم طالما لم يعترض عليها الخصوم قبل سماعها ولا يصح مجادلته فيما اطمأن إليه من شهادات هؤلاء.
ولا يخضع القاضي في وزنه للشهادة لرقابة (( محمكة التمييز أو حتى مجلس القضاء الأعلى في السعودية )) او لرقابة محكمة النقض (( في البلاد ذات القوانين الوضعية )) إلا إذا كان تقديره لا يأتلف والمنطق ولا يسلم به عقل.
أسأل الله أن اكون قد جانبت الصواب في إجابتي............ والله اعلم
|