اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
المأمون
التاريخ
10/14/2004 3:51:07 AM
  تفعيل التواصل ما بين السنة والشيعة      

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

وأطيب التهاني وأنضر الأماني لجميع الأخوة بحلول شهر رمضان المبارك سائلين الله تعالى أن يوفق الجميع لصيامه وقيامه وأن يتقبل منا ومنكم أحسن الأعمال وأن يعيد فيه للأمة سالف مجدها وفخرها ، إنه سميع مجيب.

 

وبعد ،،

 

استلهاماً لروح هذا الشهر الكريم..

واغتناماً لبركاته وروح التسامح فيه ..

رأيت طرح هذا الموضوع.. سائلاً الله تعالى أن يكتب لنا التوفيق والسداد وأن يجنبنا الخطأ والزلل.

 

أنا سُني بالميلاد .. ونشأت وعشت ولا أزال في بيئة سنية وجُل إن لم يكن كل أفرادها من السُنيين.  ومع ذلك لا توجد أسرة تخلو من اسم على وحسن وحسين وخديجة وفاطمة ولا تكاد توجد عائلة ليس فيها اسم زين العابدين وجعفر والصادق رضي الله عنهم أجمعين. نحب أهل البيت.. ونحب من يحبهم.. وفي كل مسجد يدعو الإمام لهم ويؤمن من بعده المصلون.. ولهذا ليس لديّ سابق احتكاك أو تراكمات تاريخية تحول بيني وبين طرح هذا الموضوع.. ولا أجد أي غضاضة للتحدث فيه.. 

 

من المسلمات لديّ أن كل سني عادي وكل شيعي عادي يعتقد اعتقاداً جازماً قاطعاً لا يدخله شك ولا خلل في الإسلام الواحد بأركانه الخمسة.. ويفهم كل منهما نفس الإيمان الذي يفهمه الآخر بأركانه الستة.. وكل منهما يتجه كل يوم لنفس القبلة يؤدي نفس الصلوات ويقرأ ذات القران ويصوم شهر رمضان ويؤدي الزكاة ويحج لبيت الله الحرام.. وكل منهما يؤمن إيماناً صادقاً لا يدخله أي شك بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.. هذه هي الأسس المتفق عليها التي لا تخرج معتقديها عن دين الإسلام.. وما بقي غير ذلك فهو من الفروع التي يرجع الاختلاف فيها للاجتهاد والذي لا تكون نتيجة الاختلاف فيه خروج الآخر من الدين أو اعتباره عدواً.

 

وفي رأيي المتواضع ، أن الاختلاف التاريخي في السياسة تدخلت فيه قوى مختلفة جعلت الهوة عميقة وهزت الثقة بين الطرفين وصورت الاتفاق وكأنه مستحيلاً. وللأسف الشديد نجحت القوى المذكورة ولازالت تؤجج نيران الفتن وتزرع بذور الفرقة بين الأخوين.. ولعل أقرب مثال لذلك هو حرب المساجد المؤلمة والقائمة بين الشقيقين في باكستان.. ولكن هناك أمل عريض في تجاوز الأشقاء هذه المحن وتفويت الفرصة على القوى التي تحاول النفاذ من خلال الاستفادة من الخلافات بين الطرفين. ولا يملك المرء إلاّ الإعجاب بما يقوم به حزب الله من دور يشيد به من يختلفون معه ليس فقط في المذهب بل وحتى في الدين. وكذلك المقاومة العراقية الباسلة التي فوتت على القوى المتربصة فرصة اللعب على حبل الخلافات المذهبية والتي اكتوى بسببها العراق الحبيب لقرون طوال.

 

هذا الشهر الكريم هو أفضل مناسبة نغتنم فيها السمو الروحي لمحاولة زرع الثقة بين الطرفين. وآمل من الأخوة الذين يشاركوني الرأي ، خاصة من الأخوة الشيعة ، أن يثروا النقاش البناء لتقوية الثقة بين الطرفين خاصة في الأماكن التي بها احتكاكات وجروح دفينة والتي لربما يعتبر طرح هذا الموضوع فيها بذاته أمراً حساساً ولا يناقش ..

 

كما آمل من أخوتي الذين قد يختلفون معي أن يمنحوا فرصة للأمل .. وأن يلتمسوا لنا العذر في حسن النية ونبل القصد.. وأن يدعوا لنا بالنجاح للتقريب بين وجهات النظر..

 

وأمنيتي من الجميع أن يكون النقاش عن الأشياء التي تجمع لا التي تفرق .. وأن نعمل جميعاً لغرس الثقة لا اقتلاعها.. فكفى فرقة وكفى شتاتاً.. ويبقى الاختلاف بعد ذلك في الفروع التي يعالجها الاجتهاد والذي ينبغي أن ينظر إليه كإثراء للفقه ودفعاً للمشقة وتيسيراً للأمور..

 

إنها دعوة للمحبة تنظر بإيجابية لكلا الطرفين..

 

وطـــــــــــــــــــــاب رمضــــــــــانكم

 

 


  شناني    عدد المشاركات   >>  172              التاريخ   >>  14/10/2004



أخي المأمون

أنا لن أتكلم بصفتي سني ولا بصفتي شيعي

أنا محايد .. يعني هذا تاريخ وليس دين

نظرة علمانية يعني

رغم ما تثيره هذه الكلمة عند بعض الجهلاء

في الدول العربية والإسلامية المتخلفة فقط ، تثار مثل هذه المسائل  والخلافات

نظرا لارتفاع نسبة الجحشنة والتناحة في العقل العربي

ونظرا لأننا لا نعترف بالإنسان إلا إذا كان يحمل لصاقة مثل أي قميص أو بضاعة وكانت من نوع لصاقتنا

لأننا أمة تعيش في قواقع وليس في الواقع

وليس لدينا شيء الآن نتحدث به سوى هذه التفاهات

لقد أشبعونا محاضرات عن مخاطر العولمة و( الغزو الثقافي )م

وهؤلاء ضيعوا وقتهم وهم لا يعرفون أن العربي لا يمكن أن يخرج من عباءة الطائفة أو العشيرة أو القبيلة

انظر إلى العراق والآردن والجزيرة وو.. ما زالت العشائر والقبائل ووالطوائف

وكأنه لا محمد جاء ولا قرآن نزل

والسلطان العربي فرح بذلك طبعا

الطائفية الحقيرة هذه من اصطناع بعض الحمير من المتمشيخين

ومنشأها سياسي  واستمرارها وتجديدها لأسباب سياسية بحتة

والخلاف ليس حول عبادة الله

ولكن حول عبادة الأشخاص

فنحن ما زلنا نعبد الأصنام

ويكذب من يقول غير ذلك

نحن نعبد عمر وعلي وعثمان ومعاوية وعائشة وفاطمة

حتى محمد نفسه لا نتبع سنته

نكذب ونضحك على أنفسنا

الإسلام مخطوف منذ زمن بعيد

ولن يعود لمثلنا

ولسنا جديرين بإعادته ولسنا أهلا له

لقد  أفسدناه ولا نستحقه أصلا

الإسلام الآن مطبق في الغرب وفي اليابان ( البوذية

نحن قوم ليس لنا دين ، هجناء ، غرباء ليس لنا أرض ولا سماء

ليس هناك حل للطائفية في الوطن العربي سوى التقسيم

وهذا سيكون نتيجة تخريف المشايخ وجحشنة المتعصبين الطائفيين

ولطالما صوت العلم والعقل والتسامح والحرية سيبقى ممنوعا ومقموعا

إذن فلتقسم السعودية إلى ثلاث دول كما هو المخطط القادم

ولا داعي لأن تنفذه أميركا

فليعطوا الشيعة دولة والسنة دولة والاسماعيليين دولة

وفي سوريا كذلك لتأخذ كل طائفة قطعة أرض وتقيم عليها دولتها الخاصة

وكذلك في الباكستان وفي مصر دولة للمسلمين ، ودولة للعلمانيين والناصريين والشيوعيين , دولة للقبطيين

وفي لبنان كذلك والسودان كذلك والجزائر والعراق وو

فليكن التقسيم ولتعش كل طائفة بمفردها بسلام ووئام

هذا هو الحل الوحيد

على الأقل تسمى الحرب بعدها دولية ، وليست أهلية

وتتدخل الأمم المتحدة وتطبق علينا بالكندرة والبوط العسكري احترام المعتقدات الأخرى

لأننا أمة لا تفهم إلا بالبوط والسوط

المهم أن يبقى المشايخ فرحين ويتقاضون الرواتب العالية

ويتكلمون في كل الفضائيات وينشرون كل كتب الحقد والكراهية والتخلف والجهل

ويبقى كلسون راشيل كوري أشرف من الكثير منهم  وأنظف من عمامات الكثير منهم

بقي أن أشير أنه من إنجازات القوانين الوضعية الكافرة البغيضة المرتدة الزنديقة

أنها تنص على معاقبة كل من يثير النعرات الطائفية بين عناصر الأمة

ولو بالكلام ، ويجب مقاضاة ومحاكمة كل شيخ أو كاتب

ولا أدري لماذا تمر جرائمهم دون حساب ولا عقاب

وهم مسؤولون فعلا عن كثير من جرائم الإرهاب والقتل والاغتيالات

إلى متى يبقى هؤلاء المجرمون يسرحون ويمرحون بالدين على هواهم

ويريقون الدم بين أفراد الأمة الواحدة

وإلى متى ستبقى الجحشنة على حساب العقلنة

في الوطن العربي

الذي بدأ يخرج من مؤخرة التاريخ بالفعل

؟؟

من دون تحيات

موسى شناني

أنا كنت داخل اكتب في موضوع قانوني

ولكنك أثرتني

ونشكر لك حسن نيتك وصفاءك

ولكن هذه المواضيع عقيمة فعلا

تقبل تحياتي

انتظر الرد في موضوع الردة ففيه أيضا ما يفيد


شرم برم كعب الفنجان


  احمد حلمى    عدد المشاركات   >>  318              التاريخ   >>  15/10/2004



صديقى العزيز الثائر دائما موسى شنانى :

كل عام وانت بخير بمناسبة بداية الصوم لشهر رمضان . وأنت تعلم يا صديقى أن الحديث فى السياسة من مبطلات الصيام أو على الأقل مكروه فى الصيام لأنك مؤكد سوف تحتاج إلى استعمال مصطلحات من امثال جحشنة . خاصة عندما يتطرق الحديث إلى الأنظمة والحكومات العربية فلن تستطيع أن تتحكم فى لسانك وسوف ينتهى بك الأمر إلى الخروج عن صيامك هذا إذا لم تخرج من هدومك أساسا .

واذا كنت تتحدث عن تقسيم مصر الى دولة للعلمانيين وأخرى للناصريين وغيرها للشيوعيين فأرجوا ألا تنسى عمل حساب دولة للمستقلين والا سنجد أنفسنا فى مخيمات اللاجئين نتحدث عن حق العودة .

الحقيقة أن شعب العراق ضرب مثل يحتذى به فى مسئلة التوفيق بين الشيعة والسنة فلا يخفى على أحد أن الاحتلال كان اعتماده الأساسى على الفرقة التى ستقع بين الشيعة والسنة وكان يحلم بحرب أهلية بينهما تبيح له الوجود بالعراق أطول فترة ممكنة لحين استهلاك وسرقة موارده . لكن هذا لم يحدث .

حتى عندما تطوعوا لمحاولة إشعال نار الفتنة بتفجير مساجد شيعية وقتل بعض الشيعة لم تنطلى هذه المؤامرة على العراقيين .. بل على العكس مع أزدياد حدة المقاومة وتبلور حركتها أزداد التقارب بين الشيعة والسنة ورأيناها بأنفسنا عندما تحرك السنة للانضمام للشيعة دفاعا عن النجف وكربلاء .

لكن الأخوة على المنتدى لازالوا على إصرارهم بطرح المسائل الخلافية التى تصل غلى حد تكفير كل منهما للآخر ومصرين إصرار غريب على أن يرفض كل منهما الآخر وعلى غض الطرف عن عدوهم الواقف ببابهم .

ليتنا ندرك حقيقة واحدة ... أن الشيعة والسنة يمكنهم أن يعيشوا معا على أرض واحدة .. واذا كان كل منهما مقتنع بعقيدته فهذا أمر يحكم فيه الله وحده فهو رب العقيدة والمطلع على القلوب وأعلم بعباده .

أما نحن فواجبنا الآن أن ننتبه لعدونا وأن نعد له العدة بدل من أن نتفرغ لضرب بعضنا البعض .

أما مسئلة طرح الأفكار العقائدية التى تحمل خلاف بين فكر الشيعة والسنة . فهذا قد يكون جيد اذا كان فى شكل حوار راقى وهادف يخلو من الاتهامات والتكفير ويستهدف المعرفة والعلم ... أما اذا كان كان الهدف منه غير ذلك . فلا داعى له اصلا لأن الخلافات العربية بيننا الآن تكفينا ولسنا فى حاجة الى تفعيل خلافات أخرى تلهينا عن أعدائنا .

كل عام وانتم بخير . تقبل الله منا صيام شهر رمضان .


أحمد حلمى 

المحامى بالنقض 

www.almohameen.com

 


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  21/10/2004



أخي شناني ..

لك تحياتي وتقديري..

 

سرني أن نظرتك محايدة..

وأسعدني أننا متفقان على أن السياسة هي التي شرخت ولا تزال تنخر في البناء الواحد..

وآية ذلك أنه لم يعترض أحد على أسس الإسلام المتفق عليها..

وأنا أدرك أنك تنظر للأمور نظرة علمية وعملية..

 

أما العلمانية التي نعرف.. فأعيذك بالله منها..

العلمانية التي أذاقت إخواننا في البوسنة والهرسك .. في قلب أوربا.. الويل..

(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)..

اغتصبت النساء المؤمنات القانتات.. ثيبات وأبكارا..

ولا يزال الصعاليك بمنأى عن أي محاكم.. رغم صدور أوامر التوقيف من محكمة الجزاء الدولية.. ورغم معرفة مكان كل واحد منهم..

ولكن المتابعة والملاحقة هي للمسلم وللعربي المغلوب على أمره.. الذي عليه أن لا يخرج صدقته ، رغم بؤسها ، حتى تعلم العين الشمال لوكالة المخابرات 'العلمانية' ما فعلت يمينه..

ولو أُعدم كل سفهاء أوربا.. فلن يعيد ذلك الشرف المسلوب.. ولا الكرامة الجريحة.. ولن يشفي الآلام الدفينة .. ولا القلب المكلوم .. ولا الفؤاد الكسير.. ولا الكبد المنفطر.. لن تعود للعين البريئة بريقها.. ولا للثغور العفيفة بسماتها.. ولا للحياة الطاهرة دفئها..  

 

العلمانية التي أرت أشقاءنا في الشرق على يد الاتحاد السوفيتي 'العظيم' .. الثبور..

(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)..

دفنت الكتب وأطمر الناس معها وهم أحياء..

حولت المساجد إلى مستودعات..

وبين أيدينا كتاب الشيخ محمد الغزالي ، يرحمه الله ، الإسلام في وجه الزحف الأحمر..

ودوننا توثيق الإعلامي اليلمعي أسعد طه في برنامجه الممتاز والذي تبثه قناة الجزيرة تحت اسم 'يحكى أن' ..

آسيا الوسطى.. اضطهاد الأديان

وهي ذات العلمانية التي تفننت ، وهي مشتقة من كلمة الفنان.. وهي كما تعلم أيها الأريب تعني أيضاً 'الحمار' ، في نشر سمها.. وطعننا في أعماق أعماق معتقداتنا..

وإليكموها .. موقع اسمه  معهد علمنة المجتمع الإسلامي ، ينضح بما فيه.. فهاهة وسفاهة وبذاءة.. منتهى السخف.. وغاية الخطل..

 

إن البغاث بأرضنا يستنسر..

كناطح صخرة يوماً ليكسرها         فما أصابها وأوهى قرنه الوعل

 

وهي نفس العلمانية التي يقول فقهاؤها بعدم 'قانونية' الحجاب  وفي نفس الوقت 'بمشروعية' غطاء الراهبات ..

حيث يقول البروفيسور فرديناند كيرشهوف الذي صاغ تشريع منع الحجاب في بادن بألمانيا: إن رداء الرأس الذي تلبسه الراهبات لا يدخل ضمن الملابس الدينية بل الملابس التي تميز أصحاب حرفة ما ولذا فيجب ألا يسري عليه ما يسري على الحجاب الإسلامي الذي هو ديني خالص وليس مهنياً كما هو الحال بالنسبة لـ'مهنة' الرهبنة. ومن الطريف إن هذا القول رفضته حتى الكنيسة الكاثوليكية..  

أزدوج في المعايير .. واعوجاج في التفكير..

 

والإسلام كما تعلم ، أيها الفاضل ، يدعو إلى التفكير .. وأفرد له العقاد ، يرحمه الله ، كتاباً اسماه: التفكير فريضة إسلامية..

 

ولا توجد في الإسلام وساطة بين الإنسان وربه حتى تتحكم في تفكيره.. وفي مسيره ومصيره .. مما يمكنها من أن تكون سلطة ذات جبروت وأسرار لا تعرفها إلاّ هي.. ولذلك لا توجد عقدة تاريخية لسيطرة وسيط ، أياً كان اسمه أو رسمه ..

 

والعلمانية باختصار ، هي سلخ الدين من الحياة.. وهذا ليس قولي.. إنما هو  تعريف دائرة معارف أهلها  لها..

 

لقد سبق وأن حوم حكيم الشام وشيخ المعرة في سماء الفكر ولخص جولته بالحد الأدنى قائلاً:

  قال المنجم والطبيب كلاهما        لا تحشر الأجساد قلت :  إليكما

  إن صح قولكما فلست بخاسر       أو صح قولي  فالخسـار عليكما

ويقول الشيخ محمد الغزالي في مؤلفه الرائع (عقيدة المسلم) ، ومما يستشهد به على صحة عقيدة أبي العلاء قوله المذكور..

 

ولحسن الحظ أن أثبت المعنيون أنهم لا يعبدون الأفراد.. والدليل على ذلك أنهم لو كانوا يعبدون الخلق لما سكتوا على المساس بمعبوديهم.. وأحسب أن هذا يفرحك كما يفرح كل منصف..

 

الكلام عن التقسيم يصيب المرء بقشعريرة..

ورغم أن كل الدلائل ، لا صدقت ، تشير إلى أن التقسيم قادم ، إلاّ أنه ليس الحل الوحيد..

السبب بسيط..

وهو أن التقسيم يعني انشقاق.. ثم تحزب.. ثم تشرذم.. ثم يتفرغ ابن العم لابن عمه.. ثم يتفرغ الأخ لأخيه.. ثم يكن للمرء من نفسه شغلا .. ثم انشطار ينبطح قاعاً صفصفاً أو يتناثر هباء منثوراً..

ومن ناحية ثانية ، فإن النظرة 'العلمية' للأمور تقتضي أن نضع عدة حلول للمشكلة الواحدة..

وكلما كبر المجموع كلما تضاءلت الخلافات..

وقديماً قال شناني (أسوأ ما يقع فيه المرء ، هو أن يفقد قدرته على تقييم الأحداث بشكل صحيح

وأفضل ما يريده لنا العدو .. هو هذا

ضبابية في الرؤية .. ضياع .. تفرق .. تخبط .. فقدان الثقة بكل شيء .. حتى تصل إلى مرحلة العجز والاستكانة ومن ثم التسليم المطلق .. كما تشاهد يوميا على شاشات التلفزة

إن مبدأ التشكيك لمجرد التشكيك يهدم كل شيء ، ويجعلنا ننظر إلى الحياة بمنظار أسود ، ويتم إفراغ كل جهد وكل عمل من محتواه ، ويجعلنا نعتقد بأنه لم يعد هناك مواطن عربي شريف يحمل الهم العربي بإخلاص

ومبدأ التشكيك هذا يجعلنا نفقد الإيمان بأي فعل يقدم عليه أي منا ، ومن ثم نفقد قدرتنا على العمل والنضال والمقاومة

وسيأتي من يقول : هذا استشهد لأنه يائس ، وليس إيمانا بالقضية وبالله

إنها مقولات خطيرة ، إذا تسللت إلى العقلية العربية فإنها أخطر من الصواريخ والقنابل .. لأنها تضرب الإرادة ذاتها .. إرادة المقاومة والنضال ).انتهى.

 

إن عظمة هذه الأمة أنها تستنبط من ضعفها قوة وتستلهم من استضعافها ثورة..

قال أبو الطيب:

   من نفعه في أن يهاج وضره      في تركه لو تفطن الأعداء      

وأهم من هذا وفوقه الوعد القرآني في سورة النور..

 

القول بأن من إنجازات القوانين الوضعية ..أنها تنص على معاقبة كل من يثير النعرات الطائفية بين عناصر الأمة هو قول صحيح ولكن يجب أن لا يفهم منه أنها هي أول من ابتدرت ذلك..

فالقران الكريم قبل القوانين الوضعية بألف عام منع قتل الإنسان (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).

ومنع الاعتداء على المقدسات ، وذكر المقدسات الأخرى قبل المساجد (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ). 

ومنع أن تسخر فئة من أخرى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)..

وقد روي أن أبا ذر رضي الله عنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فنازعه رجل فقال له أبو ذر : يا ابن اليهودية ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما ترى هاهنا أحمر وأسود ما أنت بأفضل منه ) يعني بالتقوى ونزلت : ' ولا تنابزوا بالألقاب '.

 

الحكم في الردة ، قتله الفقهاء بحثاً.. وما يثار حوله ليس بجديد..

سبق قوله.. وسبق الرد عليه..

هي محاولة لإعادة اختراع العجلة..

ولكن قد يكون مفيداً أن يحدثنا مرتد عن أسباب ارتداده..

لا أن نتحدث نحن عن حيثيات الحكم عليه ونجرمه أو نبرئه قبل أن نستمع إليه..

'نريد أن نسمع من فم الحصان'.. لا أن ينسب قول إلى مجهول كما هو موجود في الموقع السقيم المسمى علمنة المجتمع الإسلامي..

وأخيراً..

دعنا ندعو إلى توحيد الصف ما استطعنا إلى ذلك سبيلا..

 

قال صناجة الشام نزار قباني يرحمه الله:

ما دخل اليهود حدودنا

وإنما

تسربوا مثل النمل من عيوبنا..

 

ونسأل الله الكريم..

أن يغفر لنا ولأهل الشام..

وأن يمطر رحمته على أرض الشام (1)..

 

                 وطـــــــاب صيـــــــــــــــــــــامكم

 

___________________________

(1) أرض الشام هي أيضاً بنت محمد هاشم وهي جدة أبي يرحمها الله.

 


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


  المأمون    عدد المشاركات   >>  9              التاريخ   >>  8/10/2005



وما زال يراودني الحلم..


مذاكرة الرجال تلقيح لألبابها


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2239 / عدد الاعضاء 62