اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
بنت النيل
التاريخ
9/19/2004 3:44:42 AM
  حد الردة بين سندان النصوص ومطرقة حقوق الانسان      

قرأت أن في احد المحاكم العربية تم قيد بلاغ ضد أخوين لارتدادهما عن الدين الاسلامي وكان الاخوين قبل ذلك مسيحيين وحسب القانون الجزائي لتلك الدولة فإن حكم المرتد أن يستتاب فان اصر نفذ فيه حكم الردة وهو الاعدام وحسب نصوص الاجراءات فلا يجوز اطلاق سراح المتهم في هذه الجريمة الا يتوب ويرجع عن ردته وحسب النصوص اصدر القاضي قراره بحبس المتهم لحين توبته او صدور الحكم بحقه ولكن تدخلت مجلس الكنائيس في تلك الدولة وكذلك لجان حقوق الانسان فكانت النتيجة ان اطلق سراحهما وحفظ البلاغ


  اشرف مشرف    عدد المشاركات   >>  89              التاريخ   >>  19/9/2004



في  اي دولة حدث ذلك

فحسب علمي انه لايوجد دولة عربية تفعل حد الردة في قوانينها الجنائية  الا المملكة العربية السعودية

وبالطبع السعودبة لا يوجد بها مواطنبن مسيحيين او مجلس للكنائس

لذلك ارجو ذكر اسم الدولة لكي نستفيد من المعلومة

وشكرا لكي



اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر  / www.ashrfmshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد


  يسري عوض    عدد المشاركات   >>  60              التاريخ   >>  19/9/2004



تحياتي لكاتبة الموضوع

وللاخ الاستاذ اشرف

بالاضافة للمملكة العربية السعودية فإن السودان ايضا من الدول التي تستمد احكامها الجنائية من نصوص الشريعة الاسلامية ولقد جرمت كافة جرائم الحدود ووضعت لها عقوباتها الشرعية بموجب القانون الجنائي لعام 1991 ومن قبلها بموجب القانون العقوبات لعام 1983 الملغي حيث نص على جريمة الزنا بموجب المادة146

وعقوبتها الجلد مائة جلدة لغير المحصن والرجم للمحصن وكذلك جريمةالحرابة بموجب المادة 167 وعقوبتها اما الاعدام او الاعدام ثم الصلب ( اذا ترتب على فعله القتل او الاغتصاب او بقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى اذا ترتب على فعله الاذى الجسيم او سلب مال يبلغ نصاب السرقة الحدية او بالسجن مدة لا تتجاوز سبع سنوات نفيا في غير الحالات الواردة في (ا) و (ب) وفي الولايات الجنوبية العقوبات تختلف طبعا ومسقطاتها محددة بموجب المادة 169

وكذلك جريمة السرقة الحدية مجرمة بموجب المادة 170 وعقوبتها قطع اليد اليمنى من مفصل الكف

ولها مسقطاتها بموجب المادة 172

وكذلك جريمة القذف بموجب المادة 157 وعقوبتها الجلد 80 جلدة وشرب الخمر بموجب المادة 78وعقوبتها 40جلدة

وكذلك بيع الميتة 85 ( جريمة غير حدية) وكذلك والردة تعد جريمة وهي مجرمة بموجب المادة 126 حيث ينص القانون على أنه ' يعد مرتكبا جريمة الردة كل مسلم يروج للخروج من ملة الاسلام او يجاهر بالخروج عنها بقول صريح أو بفعل قاطع الدلالة.

126/2 يستتاب من يرتكب جريمة الردة ويمهل مدة تقررها المحكمة فاذا اصر على ردتهولم يكن حديث عهد بالاسلام يعاقب بالاعدام

126/3 تسقط عقوبة الردة متى عدل المرتد قبل التنفيذ

وقانون الاجراءات الجنائي ينص على عدم اطلاق المتهم في جريمة عقوبتها الاعدام بالضمانة او الكفالة وفقا لنص المادة 160

وطالما أننه لا يوجد مسيحيين ولا مجلس كنائيس بالسعودية فإن الواقعة ستكون بالسودان الا يكون هناك دولة عربية اخرى تجرم الردة ولا اعلم ان هناك دول عربية تستمد احكام عقوباتها من الشريعة الغراء

 


نعم المحدِّثُ والرفيقُ كتابُ *** تلهو به إن خانك الأصحابُ لامفشياً سراً إذا إستودعته *** وتُنال منه حكمةٌ وصــوابُ

د.  يسري عوض عبدالله

مجموعة شركات الفوزان الإدارة القانونية

yussrilawfirm@hotmail.com


  اشرف مشرف    عدد المشاركات   >>  89              التاريخ   >>  19/9/2004



شكرا للأخ الأستاذ يسري عوض على التوضيح الوافي

وأرجو منك مراجعة صندوق الرسائل الخاصة بك في المنتدى



اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر  / www.ashrfmshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد


  محمد كارم    عدد المشاركات   >>  4              التاريخ   >>  19/9/2004



  شناني
    عدد المشاركات   >>  118              التاريخ   >>  11/10/2002



  1.  
  2. الحقيقة أن مفهوم الحرية في الدين ، مفهوم إشكالي
  3. لأن الدين وضع فيود وضوابط كثيرة على الحريات الأساسية للإنسان ، ومن ضمنها وفي أولها حرية المعتقد ، وحرية تغيير الدين
  4. الأغلبية الساحقة من الفقهاء يرون أن المرء عندما يعتنق الإسلام ، فلا حرية له في الرجوع عنه ، وإن كان يصح العكس
  5. وجاء حد الردة ليضع جزاءا صارما لمخالفة هذه القاعدة ، هذا الجزاء هو القتل ، مع بعض الخلاف حول الاستتابة بين الفقهاء .
  6. ولكن الفقهاء توسعوا كثيرا في مفهوم الردة أيضا
  7. ووضعوا له تعريفا فضفاضا يشبه تعريف الجرائم في النظم الاشتراكية السابقة
  8. فهناك نص مثلا في قانون العقوبات الاقتصادي السوري يعاقب على إضعاف الثقة بالاقتصاد الوطني ، ولا يوجد أحد يعرف شروط وأركان هذا الجرم . ونص آخر يعاقب على مقاومة النظام الاشتراكي ، ولا يوجد أحد يعرف أركان وشروط التجريم فيه ، حتى الدولة نفسها أصدرت مراسيم باتجاه الانفتاح الاقتصادي تعارض النظام الاشتراكي ، ومع ذلك النص التجريمي باق
  9. أما الفقهاء ، فقد اعتبروا ردة : كل فعل أو قول مخالف أو يتضمن إنكارا لشيء معلوم من الدين بالضرورة . وتعرف شرعا بأنها الرجوع عن دين الإسلام إلى الكفر ، سواء بالنية أو بالفعل المكفر أو بالقول . وراح حد الردة يستعمل كسلاح في مواجهة المفكرين والعلماء عبر التاريخ ، وقد أهدرت دماء الكثير منهم بسبب هذا الحد ، والذي أعتبره حدا سياسيا ليس له علاقة بشريعتنا العظيمة . ولعل التاريخ يخبرنا بأنه حتى أكابر الفقهاء والصحابة لم ينجوا من تهمة الردة والتكفير وهناك قائمة طويلة بهم منهم من قتل فعلا لهذا السبب .
  10. ولكن حد الردة ليس له سند من القرآن الكريم نفسه . ولكن حكمه استنتجه الفقهاء من بعض الأحاديث النبوية ، وأقوى هذه الأحاديث من حيث الإسناد هو الحديث الذي يربط ترك الدين بمفارقة الجماعة ، والذي تعني شق عصا الطاعة . وقد ربط الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي إيقاع حد الردة بالحرابة ، أي أن الردة السلمية لا تكفي لهدر دم المرتد طالما لم يحمل السلاح أو يجاهر بالعداء للمسلمين .
  11. والقرآن الكريم تعرض لتغيير الدين إلا أنه لم ينص على حد الردة ، إذ قال تعالى : (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ، فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ، وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) .م
  12. وبرأيي المتواضع أن هذه الآية لا يمكن استخلاص حدة الردة منها بإيقاع القتل وهدر دم المرتد .
  13. ولكن هناك آيات كثيرة أخرى تكرس حرية العبادة وحرية المعتقد وردت في أكثر من موضع في القرآن الكريم :
  14. (( لا إكراه في الدين ، قد تبين الرشد من الغي ))م
  15. (( وقل الحق من ربكم ، فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ))م
  16. (( وكذب به قومك وهو الحق ، قل لست عليكم بوكيل ))م
  17. (( قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم ، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ، وما أنا عليكم بوكيل ))م
  18. (( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))م
  19. (( فذكر إنما أنت مذكر ، لست عليهم بمسيطر ))م
  20. (( ولو شاء ربك ما أشركوا ، وما جعلناك عليهم حفيظا ، وما أنت عليهم بوكيل )) م
  21. (( قد جاءكم بصائر من ربكم ، فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها ، وما أنا عليكم بحفيظ ))م
  22. (( ربكم أعلم إن يشأ يرحمكم ، وإن يشأ يعذبكم ، وما أرسلناك عليهم وكيلا ))م
  23. (( وما أنت عليهم بجبار ، فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ))م
  24. (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ، الله حفيظ عليهم ، وما أنت عليهم بوكيل ))م
  25. (( وكذب به قومك وهو الحق ، قل لست عليكم بوكيل ))م
  26. وجاء في تفسير الآية الأخيرة ، في روح المعاني وروح البيان :
  27. (( والمعنى أن النبي – ص- لم يؤمر إذ رفضت رسالته بأن يقاتل الناس ليجبرهم على الإيمان ، وأن يكرههم بالسيف على الخضوع له وقبول دعوته ، فلم يؤمر برفع السيف وأن يمنع الكافرين من رفض دعوة الحق ))م
  28. ولكن هذه الآيات التي تحمل أسمى معاني التسامح والعظمة للإسلام بأنه دين الفطرة ودين الحق ولا مبرر لشهر السيف من أجل الاقتناع به ،
  29. هذه الآيات العظيمة التي تكرس حرية الإنسان ، نسخت بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان
  30. يقول أبو الأعلى المودودي : (( إننا لا نسمح في عهدنا لأي مسلم أن يبدل دينه كما لا نسمح لأهل أي دين آخر أن ينشروا معتقدهم ))م
  31. ويبرر ذلك بقوله : (( كلما تم تطبيق الحكم بالموت عل المرتدين في الدولة الإسلامية ، كلما أدى ذلك إلى أن يحفظ المسلمين ويبقيهم في حظيرة الإسلام ))م
  32. أي أن الإرهاب ضروري لبقاء الأمة الإسلامية !!!!!!!!!!م
  33. ولكن المودودي ، والذي له أثر كبير في تعزيز الإيمان بحد الردة عند المسلمين والتأكيد على تطبيقه بكل قوة ، لا يغفل نقطة هامة أريد الإشارة إليها وهو أن هذا الحد قد يملأ بلاد المسلمين بالمنافقين الذين غادر الإسلام قلوبهم ، فلا يتجرأون على الجهر بذلك ، خشية القتل .
  34. ويقول في موقع آخر : (( سيكون هناك ، بسبب الحكم بقتل المرتد ، خطر أن يوجد ويعيش بين المسلمين عدد كبير من المنافقين الذي سيشكلون خطر الخيانة على المسلمين بشكل دائم )) م
  35. وإنني أرى أن خطر المنافق على الدولة الإسلامية أكبر بكثير من الخطر الكافر الصريح
  36. ويعلق المودودي على تفسير الآية الكريمة : (( لا إكراه في الدين .. )) بمنطق غريب ، إذ يقول : (( هذا يعني أننا لا نكره أحدا على اعتناق ديننا ، هذا صحيح . ولكن يجب أن نحذر كل من يريد أن يرتد أن من يدخل هذا الباب ليس حرا في الرجوع عنه ، فإذا كنت تريد الدخول فيه فادخل وأنت عارف وتأكد من أنك لن تستطيع النجاة بالخروج منه ))م
  37. وقد علق أحد علماء المسلمين على هذا التفسير بقوله : (( إن إسلام الشيخ المودودي ما هو إلا مصيدة فئران وحالما يدخل الفأر هذه المصيدة فإنه لا يستطيع الخروج منها ))م
  38. ثم يتقدم الشيخ المودودي بنصيحة إلى .. المرتد الصادق فيقول : (( فإذا كان المرتد صادقا وأمينا حقا في ألا يحيا حياة المنافق ويريد حقا أن يظل ثابتا على معتقده ، إذن : لم لا يقدم نفسه للموت من تلقاء نفسه ؟؟؟؟!!!!؟؟؟؟))م
  39. ويقول في موقع آخر : (( صحيح أنه من الخطأ القول بأن الإسلام يستخدم السيف في دعوة الناس ، ولكن من الخطأ أيضا القول بأن السيف لم يلعب أي دور في تحويل الناس إلى الإسلام )).
  40. ثم يقول في موقع آخر : (( وكما في الجزيرة العربية والبلاد الأخرى ، فإن امتداد الإسلام كان سريعا جدا بحيث أنه خلال قرن واحد كان ربع العالم قد قبله ، إن هذا القبول كان بسبب أن سيف الإسلام قد مزق الحجب التي كانت تعمي قلوب الناس )).
  41. إلا أن أحد المشايخ الهنود يعلق على هذا الكلام قائلا : (( إن هؤلاء عمي لا يبصرون ، إنهم عاجزون عن إدراك حقيقة أن السيف الوحيد الذي أشهره النبي محمد – ص – كان سيف الرحمة والتعاطف والصداقة والعفو .. السيف الذي كسب محبة الأعداء وطهر قلوبهم ، لقد كان سيف النبي محمد أقطع حدا من السيوف الفولاذية )
  42. أخذنا أفكار الشيخ المودودي كمثال عن مدى تشويه الوجه السمح للدين الإسلامي الذي جاء رحمة للعالمين ، والذي جاء الإيمان به عن طريق الاقتناع والحجة والبيان ، بينما يريد البعض فرضه بالسيف حتى يكرهه الناس
  43. والحقيقة أن حد الردة أخذت به معظم الشعوب عبر التاريخ ، وكذلك كل الديانات ، لاسيما في بدايات الرسالة والدعوة
  44. وحد الردة هو المقابل الديني لمفهوم الخيانة العظمى في الدولة الحديثة والقديمة
  45. وكان حد الردة ضروريا للحفاظ على الرسالة في بدايتها إذ كان عدد المسلمين قليل ويجب الحفاظ عليهم حتى يتم وعد الله
  46. ولكن اليوم ، وقد أعز الله الإسلام ، والمسلمون يشكلون أكثر من ثمن سكان العالم ، فإنه يجب عدم التجني على ديننا الحنيف بالقول بأنه ليس مع حرية المعتقد لأنه لا طمع ولا حاجة لنا في امرئ يسلم خوفا ، أو يبقى على إسلامه خشية القتل
  47. وإنه بالرجوع إلى بعض الحوادث التاريخية ، نجد أن قتل المرتد كان مقترنا دائما بعدوانه أو بارتكابه جريمة ضد صالح المسلمين ، مثل قتل ابن خطل ، ومقيس بن صبابة .. وغيرهم
  48. وبالعودة إلى الحديث الشريف : من بدل دينه فاقتلوه . فإن كثيرا من المحدثين شككوا في صحة استخلاص حكم الردة ( القتل ) منه ، بل وتناولوا أيضا معان عديدة للقتل ،
  49. فمن المقرر في أصول الفقه الإسلامي : أن المطلق يحمل على المقيد إذا كانا في حكم واحد ، ومن منشأ الخطأ في الأخذ بالحديث هو في أخذ بعضها على إطلاقها دون الانتباه إلى ما ورد في نفس الحكم مقيد ، وسبب الخطأ هنا هو عدم حمل مطلقها على مقيدها . وذلك كما ورد في نور الأنوار في شرح المنار .
  50. يقول العلامة ابن حجر العسقلاني في فتح الباري :
  51. (( جاءت عن ابن عباس أخبار مطلقة وأخرى مقيدة فيجب حمل مطلقها على مقيدها ))م
  52. وجاء في فتح القدير ، الجزء الثاني ، عن الحديث : (( وكذا قوله عليه السلام من بدل دينه فاقتلوه ، لأنه كافر حربي .. ))م
  53. فهو يرى أن سبب القتل ليس محض الردة ، وإنما لأنه حربي يعادي المسلمين
  54. وجدير بالذكر أن كلمة ( القتل ) وردت في أكثر من معنى ، وهي لا تعني دائما الموت :: حيث قال تعالى مخاطبا اليهود : (( فتوبوا إلى ربكم فاقتلوا أنفسكم )) أي اقتلوا شهواتكم وأصلحوا حالكم .. ويقول الإمام الراغب : في قوله : فاقتلوا أنفسكم يعني إماطة الشهوات وقمع الهوى
  55. وجاء في لسان العرب تحت مادة ( قتل ) وفي النهاية لابن الأثير أيضا عن حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من دعا إلى إمارة نفسه أو غيره فاقتلوه )) أي اجعلوه كمن قتل ومات ولا تقبلوا دعوته . وهناك من قال بالمقاطعة الاجتماعية كأحد معاني القتل أيضا
  56. وهناك واقعة تدل على أن قتل المرتد مرتبط بالحرابة ، فقد ورد في كنز العمال : (( عن أنس قال : بعثني أبو موسى بفتح إلى عمر وكان ستة نفر من بكر بن وائل قد ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين ، فقال : ما فعل النفر من بكر بن وائل ؟ قلت : يا أمير المؤمنين قوم ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بالمشركين ما سبيلهم إلا القتل ؟ فقال عمر : لأن أكون أخذتهم سلما أحب إلي مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء ، قلت : يا أمير المؤمنين ، وما كنت صانعا بهم لو أخذتهم ؟ قال لي : كنت عارضا عليهم الباب الذي خرجوا منه أن يدخلوا فيه .. فإن فعلوا ذلك قبلت منهم وإلا استودعتهم السجن ))م
  57. وعمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، هو الذي وجه السؤال التالي إلى الخليفة الأول إبان حروب الردة : (( كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ))م
  58. أما عن حروب الردة ، فنورد هنا قول عمدة القاري على شرح صحيح البخاري وهو قول صريح : (( وإنما قاتل الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة لأنهم امتنعوا بالسيف ونصبوا الحرابة للأمة ))م
  59. وفي ذلك يقول الإمام كمال الدين محمد المعروف بابن الهمام : (( يجب في القتل ردة أن يكون لدفع شر حرابة ، لا جزاء على فعل الكفر ، لأن جزاءه أعظم عند الله تعالى ، فيختص بمن يتأتى منه الحراب .. ))م
  60. ويقول الإمام البابرتي : (( لا قتل إلا بحراب ، فكان القتل هاهنا مستلزما للحرب لأن النفس الكفر ليس بمبيح له ، ولهذا لا يقتل الأعمى والمقعد والشيخ الفاني ))م
  61. وطالما أن الأعمى والمقعد لا يقتلان حتى لو ارتدا ، فهذا دليل على أن الردة وحدها لا تبرر القتل ما لم تقترن بالحرابة
  62. وجاء في المبسوط للعلامة السرخسي :
  63. (( أصل الكفر من أعظم الجنايات ولكنها بين العبد وربه ، فالجزاء عليها مؤخر إلى دار الجزاء ، وما عجل في الدنيا سياسات مشروعة لمصالح تعود إلى العباد كالقصاص لصيانة النفوس وحد الزنا لصيانة الأنساب والفرش وحد السرقة لصيانة الأموال … وبالإصرار على الكفر يكون محاربا للمسلمين فيقتل لدفع المحاربة وليس للمرأة بنية المحاربة ، فلا تقتل في الكفر الأصلي ولا في الكفر الطارئ ))م
  64. وهناك الكثير من الشواهد والوقائع والدلائل على شروط تقييد حد الردة بالحرابة وعدم استعمال العنف أو الإرهاب في القناعة الدينية الوجدانية
  65. وهناك كتاب بعنوان : ( حد الردة : الجريمة التي حرمها الإسلام ) وهو كتاب ممنوع طبعا في الحظائر العربية ، ولكنه يحتوي على كثير من النقاش المفيد ويستعرض تاريخ هذه العقوبة وتطبيقاتها والآراء المختلفة حولها ، وقد اقتبسنا منه كلامنا أعلاه
  66. وأخيرا أقول : بأن عزة الإسلام تأتي من خلال إظهار روعته وحكمته ونوره والخلاق الرفيعة التي دعا إليها ، والتي يجب أن يعكسها المسلم في تصرفاته وأقواله وعمله .
  67. أما التخويف بغير ذلك ، فلا أعتقد أنه من الإسلام في شيء ، بل إن القول بحد الردة لمجرد تغيير الدين ، دون أن يقع فعل حربي من المرتد ، هو إساءة لهذا الدين الحنيف ، وتصغير من شأنه ، كالنظام الاستبدادي الذي يخشى على سلطانه من قصيدة شعر أو كلمات بسيطة في مسرحية أو مقال في صحيفة !!م
  68. وللحديث صلة
  69. موسى شناني
  70.  
  71.  
  72.  
  73.  


  اشرف مشرف    عدد المشاركات   >>  89              التاريخ   >>  19/9/2004



الأخ الأستاذ موسى شناني

برغم عدم اتفاقي معك في رأيك بشأن حد الردة الا اني ارحب بعودتك للمنتدى  ولعل المانع خيرا في غيابك الطويل عن المنتدى

 



اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر  / www.ashrfmshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد


  اشرف مشرف    عدد المشاركات   >>  89              التاريخ   >>  19/9/2004



أدلة قتل المرتد

حد المرتد ثبت بالسنة القولية، والفعلية، والتقريرية، وبما صحَّ عن الخلفاء الراشدين وحكام المسلمين، وإليك الأدلة:

(أ) من السنة القولية، والفعلية، والتقريرية

1.  خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه: 'أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن أخطل متعلق بأستار الكعبة؛ فقال: اقتله'.27

وفي رواية للدارقطني كما قال الحافظ في الفتح28: 'من رأى منكم ابن أخطل فليقتله'، ومن رواية زيد بن الحباب عن مالك بهذا الإسناد: 'وكان ابن أخطل يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعر'.

وقال الحافظ ابن حجر: (وأخرج عمر بن شبة في 'كتاب مكة' من حديث السائب بن يزيد قال: 'رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استخرج من تحت أستار الكعبة عبد الله بن أخطل فضربت عنقه صبراً بين زمزم ومقام إبراهيم، وقال: 'لا يقتلن قرشي بعد هذا صبراً'، ورجاله ثقات، إلا أن في أبي معشر مقالاً، والله أعلم.

وقال29: وروى الطبراني من حديث ابن عباس ..وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أمراءه أن لا يقتلوا إلا من قاتلهم، غير أنه أهدر دم نفر سمَّاهم، وقد جمعت أسماءهم من مفرقات الأخبار، وهم: عبدالعزى بن أخطل، وعبد الله بن أبي السرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحويرث بن نُقَيد بنون وقاف مصغَّر، ومقيس بن صَبَابة بمهملة مضمومة وموحدتين الأولى خفيفة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن أخطل كانتا تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وسارة مولاة بني عبد المطلب وهي التي وُجِدَ معها كتاب حاطب، فأما ابن أبي السرح فكان أسلم ثم ارتد فشفع فيه عثمان يوم الفتح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحقن دمه وقبل إسلامه.. وأما مقيس بن صَبَابة فكان أسلم ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاماً خطأ، فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الأنصاري ثم ارتد، فقتله نميلة بن عبد الله يوم الفتح).

وشاهدنا من هؤلاء في إهدار دم وقتل من أسلم ثم ارتد وهم: عبد الله بن أبي السرح، ومقيس بن صبابة، وسارة.

2.  ما صحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قال: 'من بدَّل دينه فاقتلوه'.30

3. وما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'لا يحلُّ دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث'، وذكر منهم: 'التارك لدينه المفارق للجماعة'.31

(ب) قتل الخلفاء الراشدين والصحابة المهديين للمرتدين

قتل أبي موسى ومعاذ رضي الله عنهما ليهودي أسلم ثم تهوَّد

خرَّج البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي موسى عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم أتبعه بمعاذ، فلما قدم معاذ على أبي موسى ألقى له وسادة، قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم ثم تهود؛ قال: اجلس؛ قال: لا أجلس حتى يُقتل قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات؛ فأمر به فقتل'.32

إقناع أبي بكر لعمر وغيره بقتال المترتدين، وإجماع الصحابة على قتلهم بعدُ

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: 'لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر، كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله؛ قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها؛ قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيتُ أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفتُ أنه الحق'.33

الذين قاتلهم الصديقُ ثلاث طوائف كما قال ابن حزم رحمه الله في الملل والنحل:

  • طائفة أعلنت الكفر وارتدت، واتبعت المتنبئين مسيلمة، وطليحة، والأسود، وسجاح.

  • وطائفة بقيت على إسلامها ولكن منعوا الزكاة.

  • وطائفة تربصت حتى ترى لمن الغلبة.

فقُتل الأسود العنسي، ومسيلمة، وعاد طليحة إلى الإسلام وكذا سجاح، ورجع غالب من كان ارتد إلى الإسلام، ولم يحل الحول إلا والجميع قد راجعوا دين الإسلام ولله الحمد كما قال الحافظ ابن حجر34، وذلك بفضل الله، ثم عزيمة وشجاعة أبي بكر وإقامة هذا الحد على المرتدين، الذي لولاه لضاع الدين ولتهدمت أركانه.

قتل عليّ وحرقه لجماعة من الرافضة ألَّهوه وعبدوه

خرَّج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنتُ أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'لا تعذبوا بعذاب الله'، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'من بدَّل دينه فاقتلوه'.35

خرج علي يوماً من المسجد بالكوفة بباب كندة فإذا جماعة من الرافضة المخذولين سجدوا له، فقال لهم: ما هذا؟ قالوا له: أنت خالقنا ورازقنا؛ فقال لهم: سبحان الله إنما أنا بشر مثلكم إن شاء رحمني، وإن شاء عذبني؛ فاستتابهم عليٌّ ثلاثة أيام، وتهددهم إن لم يتوبوا بالإحراق بالنار، فلم يفد، فأمر بحفر الأخاديد وملأها بالحطب وأشعلها ناراً، ثم ألقاهم فيها، وقال مرتجزاً:

     لما رأيتُ الأمر أمراً منكراً               أججت ناري ودعوتُ قنبرا36

فهؤلاء الزنادقة لم يقاتلوا ولم يحاربوا علياً، بل عبدوه، ومع ذلك قتلهم ثم حرقهم بالنار بعد قتلهم تعزيراً، مما يدل على أنه لا فرق بين الردة الفكرية أوالمصحوبة بمحاربة في العقوبة، بل كانت عقوبة هؤلاء الزنادقة أشد، لاتخاذهم علياً رضي الله عنه إلهاً.

قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لشيخ نصراني أسلم ثم ارتد عن الإسلام

فقال له علي: لعلك إنما ارتددت لأن تصيب ميراثاً37 ثم ترجع إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فلعلك خطبت امرأة فأبوا أن يزوجوكها، فأردت أن يزوجوكها ثم تعود إلى الإسلام؟ قال: لا؛ قال: فارجع إلى الإسلام؛ قال: لا، حتى ألقى المسيح؛ قال: فأمر به عليّ فضربت عنقه، ودفع ميراثه إلى ولده من المسلمين.38

وعن أبي عمرو الشيباني أن المِسْوَر العجلي تنصَّر بعد إسلامه

فبعث به عتيبة بن أبي وقاص إلى علي فاستتابه، فلم يتب، فقتله، فسأله النصارى جيفته بثلاثين ألفاً، فأبى عليٌّ وأحرقه.39

قتل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لستة نفر من بكر بن وائل كانوا قد ارتدوا عن الإسلام40

أخذ ابن مسعود رضي الله عنه قوماً ارتدوا عن الإسلام من أهل العراق

فكتب فيهم إلى عثمان رضي الله عنه، فردّ عليه عثمان: أن اعرض عليهم دين الحق، وشه،ادة أن لا إله إلا الله، فإن قبلـوها فخلِّ عنهم، فإن لم يقبلوها فاقتلهم، فقبلهـا بعضهم فتركهم، ولم يقبلها بعضهم فقتلهم. 41

(ج) الإجماع

لهذا أجمعت الأمة من لدن الصحابة ومن بعدهم على قتل المرتد.

(د) قتل ولاة أمر المسلمين للزنادقة والمرتدين

قتل عبد الملك بن مروان رحمه الله لمعبد الجهني، لأنه أول من تكلم في القدر

قال ابن كثير: (وقد كانت لمعبد عبادة وفيه زهادة.. وقال الحسن البصري: إياكم ومعبداً فإنه ضال مضل.. صلبه عبد الملك بن مروان في سنة ثمانين بدمشق ثم قتله)42، جزاه الله خيراً.

قتل عبد الملك بن مروان للحارث الكذاب

وكانت له علاقة بالشياطين، فأضلته، فقتله عبد الملك بن مروان بدمشق.43

قتل الأمير خالد بن عبد الله القسري للجعد بن درهم، لإنكاره لصفتين من صفات الله عز وجل

عن حبيب بن أبي حبيب قال: (خطبنا خالد بن عبد الله القسري بواسط يوم الأضحى فقال: أيها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، سبحانه وتعالى عما يقوله الجعد بن درهم علواً كبيراً؛ ثم نزل فذبحه، وكان ذلك في سنة 124ﻫ ).44

قتل أسلم بن أحوز للجهم بن صفوان لإنكاره لصفات الله عز وجل متوهماً تنزيهه بذلك

قـال الذهبي رحمـه الله: (إن أسلم بن أحـوز قتل جهمَ بن صفـوان لإنكاره أن الله كلم موسى)45، وكان ذلك في سنة 128ﻫ .

قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: (وكان الجعد يسأل وهباً عن صفات الله عز وجل، فقال له وهب يوماً: ويلك يا جعد، أقصر المسألة عن ذلك، إني لأظنك من الهالكين، لو لم يخبرنا الله في كتابه أن له يداً ما قلنا ذلك، وأن له عيناً ما قلنا ذلك، وأن له سمعاً ما قلنا ذلك).46

هذه السلسلة الشيطانية الخبيثة: الجهم بن صفوان، عن الجعد بن درهم، عن معبد الجهني، ثمرة خبيثة من ثمار علم الكلام والجدل.

وروى الدارمي عثمان بن سعيد في كتابه 'الرد على الجهمية'47

(أتى خالد بن عبد الله القسري برجل قد عارض القرآن، فقال: قال الله في كتابه: 'إنا أعطيناك الكوثر. فصلِّ لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر'، وقلت أنا: إنا أعطيناك الجماهر، فصل لربك وجاهر، ولا تطع كل سافه وكافر؛ فضرب خالد عنقه، وصلبه، فمرَّ به خلف بن خليفة وهو مصلوب، فضرب بيده على خشبته فقال: إنا أعطيناك العمود، فصل لربك على عود، فأنا ضامن لك ألا تعود).

روى الذهبي بسنده إلى أبي بكر بن عياش

قال: 'رأيتُ خالداً القسري حين أتى بالمغيرة بن سعيد وأصحابه، وكان يريهم ـ أي المغيرة ـ أنه يحيي الموتى، فقتل خالد واحداً منهم، ثم قال للمغيرة: أحيه؛ فقال: والله ما أحيي الموتى؛ قال: لتحيينه أولأضربن عنقك؛ ثم أمر بطَنٍّ من قصب فأضرموه، فقال: اعتنقه فأبى؛ فعدا رجل من أتباعه فاعتنقه، قال أبو بكر: فرأيتُ النار تأكله وهو يشير بالسبابة، فقال خالد: هذا والله أحق بالرئاسة منك؛ ثم قتله وقتل أصحابه.

قال الذهبي عن المغيرة هذا: (كان رافضياً، خبيثاً، كذاباً، ساحراً، ادعى النبوة، وفضَّل علياً على الأنبياء، وكان مجسماً، سقت أخباره في 'ميزان الاعتدال'48 49 )

ثم ذكر الذهبي قتل خـالد للجعد بن درهم، ثم قال: (هذه من حسنـاته، هي وقتله مغيرة الكـذاب).50

قلتُ: كان خالد القسري شجاعاً كريماً، ولكنه كان رقيق الدين مبيراً كالحجاج بن يوسف، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر'، لأن فجوره لنفسه، وقتله لهذين المرتدين من حسناته التي نسأل الله أن يكفر بها سيئاته.

قتل هشام بن عبد الملك لغيلان القدري لإنكاره القدر، بعد أن تهدده عمر بن عبد العزيز بالقتل من قبل، ولكنه تظاهر بالتوبة.

تتبع الخليفة المهدي العباسي للمرتدين والزنادقة وقتله لهم

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لعام ست وسبعين ومائة: (وفيها تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبراً بين يديه، وكان المتولي أمر الزنادقة عمر الكلواذي).51

وقال الذهبي في ترجمة المهدي: (كان جواداً، ممداحاً، معطاءً، محبباً إلى الرعية، قصاباً في الزنادقة، باحثاً عنهم).52

وقال ابن الجوزي في كتابه 'المنتَظَم في تاريخ الملوك والأمم'53 وهو يؤرخ لعام سبع وستين بعد المائة: (وفيها جدَّ المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم، فولى أمرهم عمـر الكلواذيّ، فأخـذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور، فأقر فحبس فهرب من الحبس.

ثم روى بسنده قائلاً: اتهم المهدي صالحَ بن عبد القدوس البصري بالزندقة، فأمر بحمله إليه فأحضر.

إلى أن قال: قال ابن ثابت: وقيل إنه بلغه عنه أبيات يعرِّض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال إنه كان مشهوراً بالزندقة، وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات).

قتل الخليفة موسى الهادي العباسي لبعض الزنادقة والمرتدين

روى ابن الجوزي بسنده إلى المطلب بن عكاشة المزني قال: (قدمنا على أمير المؤمنين الهادي شهوداً على رجل منا شتم قريشاً وتخطى إلى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، فجلس لنا مجلساً أحضر فيه فقهاء أهل زمانه، ومن كان بالحضرة على بابه، وأحضر الرجل وأحضرنا، فشهدنا عليه بما سمعنا منه، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال: إني سمعت أبي المهدي يحدث عن أبي المنصور، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عباس قال: من أراد هوان قريش أهانه الله، وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيتَ إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، اضربوا عنقه؛ فما برحنا حتى قتل).54

وقال ابن الجوزي وهو يؤرخ لسنة تسع وستين ومائة55: (وفيها اشتدّ طلب موسى للزنادقة، فقتل منهم جماعة، فكان فيمن قتل كاتب يقطين وابنه علي بن يقطين، وكان علي قد حج فنظر إلى الناس في الطواف يهرولون، فقال: ما أشبههم ببقر يدور في البيدر؛ فقال شاعر:

       قـل لأمين الله في خـلقه           وارث الكعبـة  و المنبـر

       ماذا ترى في رجل كافـر          يشبِّه الكعبـة  بالبيــدر؟

       ويجعل الناس إذا ما سعوا           حُمْراً يَدُوس البُرَّ والدَّوسر؟

فقتله موسى ثم صلبه.

إلى أن قال: وقتل من بني هاشم يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان المهدي أتى به وبابن لداود بن علي فحبسهما لما أقرّا بالزندقة، وقال ليعقوب: لولا محمد رسول الله من كنتَ! أما والله لولا أني كنت جعلتُ على الله عهداً إن ولاني أن لا أقتل هاشمياً لما ناظرتك؛ ثم التفت إلى الهادي، فقال: يا موسى، أقسمتُ عليك بحقي إن وليتَ هذا الأمر من بعدي أن لا تناظرهما ساعة واحدة، فمات ابن داود بن علي في الحبس قبل وفاة المهدي، فلما قدم الهادي من جرجان ذكر وصية المهدي، فأرسل إلى يعقوب وألقى عليه فراشاً وأقعِدت عليه الرجال حتى مات، ولها عنه).

قتل أبي منصور الحلاج وصلبه لادعائه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: 'أنا الحق'، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة

قال القاضي عياض رحمه الله: (وقد أحرق علي بن أبي طالب رضي الله عنه من ادعى الألوهية، وقد قتل عبد الملك بن مروان الحارث المتنبئ وصلبه وفعل ذلك غير واحد من الخلفاء والملوك بأشباههم، وأجمع علماء وقتهم على صواب فعلهم.. والمخالف في ذلك في كفرهم كافر.

وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر (توفي 320ﻫ) من المالكية ـ وغيرهم ـ وقاضي قضاتها أبو عمر56 المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الألوهية، والقول بالحلول، وقوله: 'أنا الحق'، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة، ولم يقبلوا توبته).57

وقال الذهبي عن الحلاج: (فهو صوفي الزي والظاهر، متستر بالنسب إلى العارفين، وفي الباطن فهو من صوفية الفلاسفة أعداء الرسل، كما كان جماعة في أيام النبي منتسبون إلى صحبته وإلى ملته وهم في الباطن من مردة المنافقين، قد لايعرفهم النبي ولا علم بهم، قال تعالى: 'ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم'، فإذا جاز على سيد البشر أن لا يعلم ببعض المنافقين وهم معه في المدينة سنوات فبالأولى أن يخفى حال جماعة من المنافقين الفارغين عن دين الإسلام بعده عليه السلام على العلماء من أمته). 58

روى الحـافظ ابن كثير عن الخطيب البغـدادي بسنده عن أبي عمـر بن حيـوة قال: (لما أُخرج الحسين بن منصور الحلاج للقتل، مضيت في جملة الناس، ولم أزل أزاحم حتى رأيته فدنوت منه فقال لأصحابه: لا يهولنكم هذا الأمر، فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً؛ ثم قتل فما عاد، وذكر الخطيب أنه قال وهو يُضرب لمحمد بن عبد الصمد والي الشرطة: ادع بي إليك فإن عندي نصيحة تعدل فتح القسطنطينية؛ فقال له: قد قيل لي إنك ستقول مثل هذا، وليس إلى رفع الضرب عنك سبيل؛ ثم قطعت يداه ورجلاه، وحز رأسه، وأحرقت جثته، وألقي رمادها في دجلة، ونصب الرأس يومين ببغداد على الجسر، ثم حمل إلى خرسان، وطيف به في تلك النواحي، وجعل أصحابه يَعِدُون أنفسهم برجوعه إليهم بعد ثلاثين يوماً، وزعم بعضهم أنه رأى الحلاج من آخر ذلك اليوم وهو راكب على حمار في طريق النهروان59، فقال: لعلك من هؤلاء النفر الذين ظنوا أني أنا هو المضروب المقتول، إني لست به، وإنما ألقي شبهي على رجل ففعل به ما رأيتم (!!)؛ وكانوا بجهلهم يقولون: إنما قتل عدو من أعداء الحلاج؛ فذكر هذا لبعض علماء ذلك الزمان، فقال: إن كان هذا الرائي صادقاً، فقد تبدى له شيطان على صورة الحلاج ليضل الناس به، كما ضلت فرقة النصارى بالمصلوب.

إلى أن قال الخطيب: ونودي ببغداد أن لا تشترى كتب الحلاج ولا تباع، وكان قتله لست بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة ببغداد).60

ابن أبي الفراقيد قتل بسبب ادعائه الألوهية سنة 322ﻫ

قال القاضي عياض: (وكذلك حكموا ـ أي العلماء ـ في ابن أبي الفراقيد وكان على نحو مذهب الحلاج بعد هذا أيام الراضي بالله ـ العباسي المتوفي 329هـ وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين بن أبي عمر المالكي).61

قال محقق الشفا: (هو محمد بن علي بن أبي الفراقيد، شاع أمره في بغداد، وادعى الألوهية، وأنه يحيي الموتى، فطلبه الراضي فهرب سنين، ثم عاد فهجم عليه ابن مقلة وأمسكه فأثبت كفره وكتب عليه القضاة، وأفتوا بقتله، وأحرقت جثته سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة).62

ابن أبي عون، وكان على طريقة الحلاج فقتل

قال محقق الشفا: (وتبعه ـ أي ابن أبي الفراقيد ـ على حاله ابن أبي عون صاحب 'كتاب التنبيه' فقتل معه).63

قتل الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله 'لابن أخي عَجَب' لتعرضه بساقط القول وسخيفه للرب جل جلاله

قال القاضي عياض رحمه الله: (وأما من تكلم من سقط وسخف اللفظ ممن لم يضبط كلامه، وأهمل لسانه، بما يقتضي الاستخفاف بعظمة ربه، وجلالة مولاه.. أوتمثل في بعض الأشياء ببعض ما عظم الله من ملكوته، أونزع من الكلام لمخلوق بما لا يليق إلا حق خالقه غير قاصد للكفر والاستخفاف ولا عامد للإلحاد، فإن تكرر هذا منه، وعرف به، دلّ على تلاعبه بدينه، واستخفافه بحرمة ربه، وجهله بعظيم عزته وكبريائه، هذا كفر لا مرية فيه، وكذلك إن كان ما أورده يوجب الاستخفاف والتنقص لربه.

وقد أفتى ابن حبيب64 وأصْبَغ65 بن خليل من فقهاء قرطبة بقتل المعروف بابن أخي عَجَب66، وكان خرج يوماً فأخذه المطر، فقال: 'بدأ الخراز يرش جلوده'67، وكان بعض الفقهاء بها.. أبو زيد صاحب الثمانية68، وعبد الأعلى بن وهب، وأبان بن عيسى، وقد توقفوا عن سفك دمه، وأشاروا إلى أنه عبث بالقول، ويكفي فيه الأدب، وأفتى بمثله القاضي حينئذ موسى بن زياد، فقال ابن حبيب: دمه في غيض.. أيشتم رباً عبدناه ثم لا ننتصر له؟! إنا إذاً لعبيد سوء، ما نحن له بعابدين؛ وبكى، ورُفِع المجلس إلى الأمير بها عبدالرحمن بن الحكم الأموي، وكانت عَجَب عمة هذا المطلوب من حظاياه، وأعلِم باختلاف الفقهاء69، فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب وصاحبه، وأمر بقتله، فقتل وصلب بحضرة الفقيهين، وعزل القاضي بالمداهنة في هذه القضية، ووبخ بقية الفقهاء وسبهم).70

جزى الله الأمير عبد الرحمن بن الحكم ومن قبل الإمامين ابن حبيب وأصبغ على غيرتهما على الدين، وحمايتهما لجناب رب العالمين، ولأخذهما بالعزيمة، وعدم التفاتهما للأقوال الضعيفة، والهفوات، والزلات التي ليس فيها نصر للإسلام، ولا للسفهاء اللئام من الأنام.

قتل ابن الهيثي لكفره واستهانته بآيات الله 626ﻫ

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله وهو يؤرخ لسنة 626ﻫ: (وفي يوم الثلاثاء حادي عشرين ربيع أول ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل بن إسماعيل بن الهيثي بسوق الخيل على كفره واستهانته واستهتاره بآيات الله، وصحبته الزنادقة، كالنجم بن خلكان، والشمس محمد الباجريقي، وابن المعمار البغدادي، وكل فيه انحلال وزندقة مشهور بها بين الناس.

قال الشيخ علم الدين البرزالي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر والتلاعب بدين الإسلام، والاستهانة بالنبوة والقرآن71، قال: وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة، قال: وكان هذا الرجل في أول امره قد حفظ التنبيه، وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم، وكان منزلاً في المدارس والترب، ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه، وكان قتله عزاً للإسلام وذلاً للزنادقة وأهل البدع).72

قتل الرئيس نميري للزنديق المرتد الصوفي الباطني محمود73 محمد طه في 1985م

لتركه للصلاة وادعائه الرسالة ثم الألوهية، وفتنته للعامة والدهماء، ونشره الضلال والكفر، وكان أتباعه يعتقدون أنه لن يموت، فقد مات شر مِيتة، وقتل شر قِتلة.

لا فرق بين الرجل والمرأة في إقامة حد الردة

يدعي البعضُ أن حد الردة لا يقام على المرأة، وتمسكوا ببعض النصوص التي وردت عن بعض السلف، وهي خاصة بالكافرة الأصلية، أما من دخلت في الإسلام ولو نفاقاً، ثم انسلخت منه قتلت، وإليك الأدلة:

1.  أمره صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة بقتل أربعة نفر وامرأتين، إحداهما مرتدة عن الإسلام وهي سارة مولاة بني عبد المطلب، ولو وُجِدوا متعلقين بأستار الكعبة.

2.  ما صح عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: 'أن أم ولد لرجل سبَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلها، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دمها هدر'.

وفي رواية للدارقطني74 عن ابن عباس: 'أن رجلاً أعمى كانت له أم ولد له منها ابنان مثل اللؤلؤتين، فكانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه، فينهاها فلم تنته، ويزجرها فلم تنزجر، فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فما صبر سيدها أن قام إلى معول فوضعه في بطنها، ثم اتكأ عليها حتى أنفذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: 'ألا أشهد أن دمها هدر'، وفي رواية قال لرسول الله: 'وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فقتلتها'.

3.    سبَّت امرأة النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقتلها خالد بن الوليد رضي الله عنه.

4 .  وعن محمد بن المنكدر عن جابر قال: 'ارتدت امرأة عن الإسلام فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام، فإن قبلت وإلا قتلت؛ فعرضوا عليها الإسلام فأبت إلا أن تقتل فقتلت'.75

5.  وفي رواية عن جابر: 'أن امرأة يقال لها أم مروان ارتدت عن الإسلام فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عليها الإسلام فإن رجعت وإلا قتلت'.76

6 .    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: 'ارتدت امرأة يوم أحد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تستتاب فإن تابت وإلا قتلت'.77

7.    قتل أبي بكر الصديق رضي الله عنه لامرأة يقال لها أم قرفة في الردة.

أما ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: 'لا يُقتل النساء إذا ارتددن'، فضعيف.

روى البيهقي بسنده إلى عبد الرحمن بن مهدي معلقاً على حديث ابن عباس هذا، قال: (سألتُ سفيان عن حديث عاصم78 في المرتدة؟ فقال: أما عن ثقة فلا؛ ثم نقل عن الزهري في المرأة أن تكفر بعد إسلامها قال: تستتاب، فإن تابت وإلا قتلت، وعن إبراهيم النخعي مثل ذلك).

ومن العجيب أن القائلين بعدم قتل المرتدة هم منكرون لجميع الحدود، وداعون لتسوية المرأة بالرجل في الميراث وفي الحقوق السياسية ونحوها، مخالفين بذلك كتاب الله وسنة رسوله وإجماع الأمة، مما يدل على جهلهم الفاضح وتناقضهم، وأنهم في الحقيقة متبعون لأهوائهم.

أنواع الردة

نواقض الإسلام لا تحصى كثرة، ولكن سنذكر أخطرها، وهي:

1. الشرك الأكبر، وهوأن يتخذ الإنسان مع الله نداً أوشريكاً يصرف إليه شيئاً من العبادة، كالدعاء، والاستغاثة، والذبح، والنذر، واتخاذ الوسائط.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم كفر إجماعاً).

2. نفي ما أثبته الله ورسوله، أوإثبات ما نفاه الله ورسوله.

3. من ادعى النبوة أوصدَّق من يدعيها، كالإخوان الجمهوريين.

4. التحاكم لغير شرع الله أوالرضا به.

5. السخرية والاستهزاء بالله ورسوله وآياته.

6. من لم يكفِّر الكفار، كاليهود والنصارى والمشركين، أوشكَّ في كفرهم، أوصحَّّح مذاهبهم.

7. تعلم السحر والكهانة والاشتغال بذلك.

8. استحلال ما حرَّم الله أوتحليل ما حرَّم الله.

9. اعتقاد أن بعض المشايخ تُرفع عنهم التكاليف الشرعية.

10. تضليل وتكفير جل الصحابة أوالخلفاء الراشدين.

11. اتهام عائشة بما برَّأها الله منه.

12. السجود لصنم.

13. الاستخفاف بالمصحف، أوالقرآن، أو بنبي من الأنبياء، أومَلَك من الملائكة، أوبأي أمر من الدين.

14. سبُّ الدين.

15. الدعوة إلى توحيد الأديان أوالتقارب بين دين الحق وغيره من الأديان المنسوخة.

16.   اعتقاد أن أحداً من الثقلين يمكنه الاستغناء عن شرع محمد صلى الله عليه وسلم.

أقوال أهل العلم في ذلك79

1.  قال ابن عبد الحكم في المبسوط: 'من تنبَّأ قُتل'.

2.  وقال أبو حنيفة وأصحابه: 'من جحد أن الله خالقه أوربه، أوقال: ليس لي رب، فهو مرتد'، كالشيوعيين ونحوهم.

3. وقال مالك في كتاب ابن حبيب ومحمد، وقال ابن القاسم، وابن الماجشون، وابن عبد الحكم، وأصبغ، وسُحنون، فيمن شتم الأنبياء أوأحداً منهم أوتنقصه80: قتل ولم يستتب، ومن سبهم من أهل الذمة قتل إلا أن يسلم.

4.  وفي النوادر عن مالك، فيمن قال: إن جبريل أخطأ81 بالوحي، وإنما كان النبي علي بن أبي طالب، استتيب فإن تاب وإلا قتل.

5. وقال أبو الحسن القابسي في الذي قال لآخر: 'كأنه وجه مالك الغضبان'، لوعرف أنه قصد ذم المَلَك ـ خازن النار عليه السلام ـ قتل.

6. وقال ابن القاسم: من قال إن الله تعالى لم يكلم موسى تكليماً قتل؛ وقاله عبد الرحمن بن مهدي.

7. وقال محمد بن سُحنون فيمن قال: 'المعوذتان ليستا من كتاب الله': يضرب عنقه إلا أن يتوب، وكذلك كل من كذَّب بحرف منه.

8. وقال عبد الله بن مسعود: 'من كفر بآية من القرآن فقد كفر به كله.

9. روي عن مالك: من سبّ أبا بكر ـ بغير تضليل ولا تكفير ـ جُلد، ومن سبّ عائشة قتل؛ قيل له: لِمَ؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن.

10. وقال الفوزان: ومن حكّم القوانين الوضعية بدل الشريعة الإسلامية، يرى أنها أصلح82 من الشريعة الإسلامية، أواعتنق فكرة الشيوعية، أوالقومية العربية بديلاً عن الإسلام، فلا شك في ردته.

وأنواع الردة كثيرة، مثل من ادّعى علم الغيب، ومثل من لم يكفِّر المشركين أويشك في كفرهم أويصحح ما هم عليه.83

11. وقال محمد بن عبد الوهاب، ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل، والجاد، والخائف، إلا المكره.

12. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من لعن أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كمعاوية، وعمرو بن العاص، أومن هو أفضل من هؤلاء كأبي موسى، وأبي هريرة، أومن هو أفضل من هؤلاء كطلحة، والزبير، أوعثمان، أوعلي، أوأبي بكر، أوعمر، أوعائشة، أونحو هؤلاء من الصحابة فإنه يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين، وتنازعوا هل يعاقب بالقتل أوما دون ذلك؛ وقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: 'لا تسبوا أصحابي'، وعموم الصحبة يندرج فيها كل من رآه مؤمناً به).

وللأستزادة اكثر ادخل الرابط التالي

http://www.islamadvice.com/akida/akida11.htm#أدلة قتل المرتد



اشرف مشرف المحامي/ 00201118850506 / 00201004624392 /00201224321055 / ashrf_mshrf@hotmail.com /مصر  / www.ashrfmshrf.com / ولله الأمر من قبل ومن بعد


  المصرى    عدد المشاركات   >>  73              التاريخ   >>  20/9/2004



هناك جانب آخر من الفقه لا يرى أن الردة من الحدود وينكر حد الردة لضعف سنده .

وهذا الجانب يرى أن من يعتقد بوجود حد الردة يستند إلى حديث ضعيف ' من بدل دينه فأقتلوه ' . ويشكك فى روايته . كذلك يرى أن حروب الرده فى عهد الصديق أبو بكر كانت لظروف نشأة الدولة وعدم زعزعة استقراراها .

وهذا الجانب يستند الى القرآن فى آيتين ' من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر ' والأخرى لا أتذكر نصها تحديدا ولكنها تحمل معنى ولكنها تحمل خطاب للرسول عليه الصلاة والسلام على أنه لا يكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .

وهذا الجانب يرى أن حديث حد الرده مع ضعف روايته يتعارض مع الآيتين سالفتى الذكر . ويقدم سند القرآن على الحديث بالطبع فى بيان الحكم .

ثم يستند الى منطق أنه لا يجوز أن يكون نشر الدين بالسيف لانه يحمل إساءة للدين . كما أن الاستتابه قبل تطبيق الحد ستحمل المرتد على الاستتابه والعودة للدين ظاهريا ليتفادى تطبيق الحد . والاسلام ليس بحاجة الى من يدعيه فى الظاهر بينما يبطن غير ذلك . كما أنه سيكون من المنافقين فى دولة الاسلام والمجتمع المسلم فى غنى عن وجود منافقين فيه .

والله أعلم


محمد أحمد كمال المحامى


  شناني    عدد المشاركات   >>  172              التاريخ   >>  21/9/2004



الأخ أشرف مشرف

تحية طيبة لك

والشكر موصول للأخ محمد كارم على تذكرنا

الحقيقة المداخلة أعلاه قديمة فهي من العام 2002

حيث تم طرح موضوع الردة وتناقشنا فيه مطولا

ولكن لم يقم أحد مثلك بعملية القص واللزق هذه

والتي احتوت على مغالطات رهيبة

وأتساءل دائما : إذا كان التاريخ الذي نعاصره ونشهده يتم تزويره بكل بساطة

فماذا عن التاريخ القديم

؟؟؟

هناك مشاركة قديمة لي غير المسرودة أعلاه

فيها أيضا رد على موضوع الردة

ولكن : من يحصل عليها وكيف

وخلاصة قناعتي : أن حد الردة لا وجود له في صحيح الإسلام

وهو حد استعمل للسياسة ولخدمة السلطان فقط

وليس له علاقة بحماية الدين ولا العقيدة

بل هو يعضعفهما معا

وهو المسؤول عما وصل إليه الإسلام والمسلمين

وعن حرمان المسلم من استعمال عقله وحريته

وتأخره عن أمم الأرض

وسأعود لاحقا لأثبت لك ذلك

وأبين لك ما ورد في المقصوص والملزوق أعلاه

من تحريفات ومغالطات

ودائما

الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

ولكن المصيبة : أن بعض فقرات التكفير التي سردتها أعلاه

تنطبق علي

ولكن أرجو أن تحضروا لي الأخ المعاون القضائي أو ابن الأدلم حتى يقوم باستتابتي

وتقبل تحياتي

ولنا عودة


شرم برم كعب الفنجان


  محمد كارم    عدد المشاركات   >>  4              التاريخ   >>  21/9/2004



الاخ موسي

تحياتى أهلا بالمعارك الفكرية الجميلة

إخوانا يردون أمة من المنافقين

إخوانا مدمنى القص واللصق مصرين على ارسال فتاوى التلقين دون تفكير ودون حتى محاولة لإستخدام العقل ربما هناك فتاوى بتحريم إستخدام العقل

كأن اللة تعالى وكأن دين الاسلام من الضعف بحيث أنة يكفيك أن تكفر بينك وبين نفسك وعندها يكون دمك محرم وبالتالى فالكلام المدعو بة  محاولة لخلق منافقين والله تعالى ودينة اعلى واسمي من كل نفاق

لم يحاول احد أن يفهم ( من شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر ) لم يحاول أحد أن يفهم الحوار الذى تم بين الرسول الكريم صلى الله علية وسلم وبين مرتد دخل علية مسجد المدينة وقال لة أقلنى بيعتى فأقالة الرسول وقال هذه المدينة تطرد خبثهاولم يثبت أنة عاقبة بأى عقاب.

وكأن إخوانا يحاولون جاهدين أن يثبتوا على  غير الحقيقة أن الاسلام انتشر بالسيف مثل الكثيرين من أعداء الدين القيم

الخلاصة

هناك كتاب قيم

لرجل اظن أنة محل تقدير من الكثير وهو الدكتور محمد سليم العوا وهو بالمناسبة محام وفي كتابة( الحق في التعبير) تفنيد علمى لمضوع الردة انتهى فية الى أن الردة ليست حدا ولكن قص ولصق الفتاوى سيغلب لاننا نعيش مأسأة قص ولصق كل شىء



 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2548 / عدد الاعضاء 62