أنا والزمن (4) التقيته صدفة وانأ فى طريقى الى منزلى فقابلنى بتحية حارة وطلب من التريث قليلا قبل الولوج الى منزلى فقلت ما قصك بالضبط فقال لى قصة اريدك تسمعها منى لعلى معانيها ومغزاها تصل الى اصحابها . قلت له تعالى الى المقهى المجاور للمنزل لتروى لى قصتك وتوجهنا سويا الى المقهى وناديت النادل ليؤتى بالعصير حتى صاحبى لايبح من التحدث ، جلسنا على كرسي متقابلين وجها لوجه ، فقلت له هات ما عندك ، تنهد وقال لدى الكثير من هموم الزمن وما فعل بنا حيث بتنا فى قرية متزاحمة كل يبحث عن معيشته والويه فى قضا حاجياته ، فقلت له هذه سنة الحياة ، فالحياة تكون حلوة اذا ضقت المرارة وكل منهما جزء من هذه الحياة فالسماء لاتمطر ذهبا او فضة انما تنزل امطارا وكل واحد من له نصيبه فى الماء والهواء والشمس ودون ذلك فهو تحت رحمة ما تفعل يداه من انتاج وفكره من ابداع فالحياة لها معناها اذا ادركت معنى الحياة ، الحياة ليست عبثا وليست انزواء وتراخى فلكل مجتهد نصيه فى هذه الحياة . كان محدثى يصغى الى بتعجب فقال لى كنت اريد منك سماع قصتى فإذا بك تحدثنى فى فلسفة الحياة نحن نعيش واقعنا وقصتى من الواقع الذى ارماه اليه الزمن . لقد فعلت كل ما فى وسعى لأسعد اسرتى وأنجبت من البنات والأولاد ذرية صالحة واشكر الله على نعمته لكن ظروف المعيشة قلبت المفاهيم رأسها على عقبها فلم انجو التصرفات التى ارى فيها مساسا بى حيث لاحظت جنوح الابناء بعد زواجهم وكان ليس لهم مسؤولية تجاهى وكل همهم الوحيد هو التكفل برعايتهم فقط وليس لى حق فى التمتع بما كتبه الله من عمر فى هذه الحياة الدنيا, وأجهض بالبكاء فقلت هون عليك انها قشعريرة وتزول بعد ادراكم للمثل الشعبى القائل (يشرى دالا- يشرى دور ).
الانتقال السريع اختــــار