قال عن المجتمع المدنى فى العالم العربى
د.صلاح عامر رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان:
إن عناصر المجتمع المدني في العالم العربي والمتمثلة في التنظيمات والأحزاب السياسية والنقابات العمالية والاتحادات الطلابية والمنظمات النسائية والجمعيات المهنية والمنظمات الطوعية لا تزال هشة ولذلك فهي لا تزال عرضة لمختلف المؤثرات الداخلية والخارجية التي يمكنها أن تؤثر على مسار نمو هذه التنظيمات, ويتميز المجتمع المدني بثلاث سمات هي: وجود حدود أو قيود على سلطة الدولة على نحو يحد من الحريات الأساسية للمواطنين, وعدم وجود قيود على حرية التنظيم لأي من الجماعات الاجتماعية أو القوى السياسية, وتقبل المجتمع للحق في الاختلاف.
المؤسسات المدنية ظاهرة مهمة بهدّ ذاتها, لكنها غير قادرة على إعادة إنتاج نفسها بالمعنى المادي, أي أنها لا ترتكز الى قدرة المجتمع المدني على تنظيم ذاته مقابل الدول, فعدم قدرة المجتمع المدني في عالمنا العربي على إنتاج نفسه ماديا, ولو بشكل جزئي لا يقلل من أهميته, ولكن يوضح مدى هشاشة التصورات السائدة حول مفهوم المجتمع المدني في المرحلة الحالية فالمنظمات المدنية في أوروبا كانت من إنتاج أوروبا بالمعنى المادي أيضا.