فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان
- رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقاً -
إعداد المستشار القانوني/ بامبا مصطفى عمر
الناشر: مجلة المحامين العرب - العدد الثاني
منذ بزوغ فجر القضاء في المملكة العربية السعودية، باللقاء التأسيسي بين أمير الدرعية، الأمير محمد بن سعود، وبين الشيخ محمد بن عبد الوهاب قادمًا من العيينة، عام 1157هـ في الدرعية؛ مر القضاء بمراحل، وتعاقب على توليه قضاة كثيرون. وبما أن سنة الحياة تقتضي المداولة؛ تقلد فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، مناصب قضائية عديدة، ومنصب أعلى سلطة قضائية. وانتهى مشواره بعد نصف قرن من الخدمة في هذا المرفق الهام، بإعفاء توّج بأمر ملكي كريم يهدف إلى التطوير والتجديد بدماء كفاءات وكوادر جديدة في مسيرة إصلاحية مواكبة.
وفيما يلي نبذة مختصرة عن فضيلته باعتباره أحد أهم وأبرز الرموز القضائية
في المملكة العربية السعودية.
نسبه ونشأته:
ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1350 من الهجرة .
ينتهي نسبه إلى قبيلة سبيع، وأسرة اللحيدان من الأسر الشهيرة التي ينتمي إليها علماء وقضاة ورجال فقه، فمنهم: خالد بن عبد الله اللحيدان، وصالح بن سعد اللحيدان، وسليمان بن عبد الله اللحيدان، ومحمد بن عبد الله اللحيدان، وعبد الرحمن بن عبد الله اللحيدان.
سيرته العلمية:
تلقى العلم مثله مثل أقرانه عن طريق التعليم النظامي، فدرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وبعد حصول سماحته على الثانوية التحق بكلية الشريعة بالرياض ليواصل تعليمه الجامعي للاستفادة من ألوان العلم والمعرفة، فدرس بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1379 هـ، ولم يتوقف عن طلب العلم ومواصلته، فالتحق بالمعهد العالي للقضاء حيث حصل على رسالة الماجستير وتخرج منه عام 88/ 1389هـ، وكان موضوع بحثه " الإقرار في الشريعة الإسلامية.
صفاته:
سماحة الشيخ رمز للقضاء، داعية وعالم جليل، إمامُ وخطيب ذو هيبةٍ وقدر، يمتاز ببعد النظر وعلوّ الهمة وقوّة الشخصيّة وصدق اللهجة.
لا تأخذه في الله لومة لائم ، نصوحٌ لولاة الأمر بكل ما يراه ويتصوّره. وقد عرف عنه صرامته منذ توليه القضاء.
زملاؤه:
ومن زملاء فضيلته : غيهب بن محمد الغيهب ، ومحمد بن إبراهيم الهويش، وعبد الرحمن بن عبد العزيز الكليّه، وصالح بن عبد الرحمن الأطرم، وسليمان بن قاسم الفيفي، وسعود بن سعد بن دريب، وعلي بن سليمان المهنا، ومحمد بن عبد الله الأمير.
مشايخه:
وقد تلقى العلم عن مشايخ فضلاء منهم: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الرزاق عفيفي، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
المناصب التي شغلها:
- عمل سكرتيراً لسماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله في الإفتاء بعد تخرجه من كلية الشريعة بالرياض عام 1379هـ.
- عُيّن عام 1383 هـ مساعداً لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض.
- عمل رئيساً للمحكمة عام 1384 هـ.
- عُيّن عام 1390 هـ قاضيَ تمييز وعضواً بالهيئة القضائية العليا.
- وفي عام 1403 هـ عيّن رئيساً للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، واستمر في ذلك نائباً لرئيس المجلس في غيابه إلى أن عُيّن عام 1413 هـ رئيساً للمجلس بهيئته العامة والدائمة، برتبة وزير وهي أعلى سلطة قضائية في المملكة بموجب الأمر الملكي رقم أ/127في 19/3/1413هـ، إلى أن صدر الأمر الملكي رقم أ/ 5 في 19/2/1430هـ بإعفاء فضيلته من منصبه، وتعيين فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد رئيساَ للمجلس الأعلى للقضاء بمرتبة وزير اعتبارا من 3/3/1430هـ.
وننوه هنا إلى أن هذا الإعفاء يأتي في إطار الجهود الإصلاحية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، منذ توليه الحكم، إيماناً منه بضرورة التجديد والتطوير في كافة مرافق الدولة.
- عضو في هيئة كبار العلماء، بعد حصوله على الماجستير، منذ إنشائها عام 1391 هـ.
- عضو في رابطة العالم الإسلامي.
جهوده في الإفتاء والدعوة والتدريس:
لفضيلته جهود دعوية عبر وسائل الإعلام المقروء والمسموع بالاشتراك في البرامج الدينية. وله برنامج أسبوعي يجيب فيه على ما يرده من أسئلة اجتماعية ودينية بأسلوب سهل متميّز. كما أن سماحته يقوم بالدعوة إلى الله كلما سنحت له الفرصة.
وساهم حفظه الله في تأسيس مجلة راية الإسلام، وكان مديرها ورئيس تحريرها، ويقوم بالتدريس بالحرم المكي الشريف في وقت تواجده بمكة المكرمة شمال غرب زمزم في المطاف، وتبث دروسه في الإذاعة. وله فتاوى في برنامج نور على الدرب، وله محاضرات وندوات ومشاركة في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، وغير ذلك مما فيه صلاح وإصلاح.
وبذلك يكون فضيلة الشيخ أمضى فترة نصف قرن في خدمة القضاء، وسبعة عشر عامًا منه على رأس أعلى سلطة قضائية في المملكة العربية السعودية.
فجزاه الله أحسن الجزاء ، وأحسن لنا وله الخاتمة في الأمور كلها.
الهوامش
1- كتاب تاريخ القضاء والقضاة في العهد السعودي للزهراني (1/225) الطبعة 1418.
2- الدرر السنية في الأجوبة النجدية – الطبعة الأولى 1420هـ ، والتراجم الطبعة الثانية –والتي جمعها العلامة الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله.
3- جريدة الشرق الأوسط – الأربعاء 22/9/1428هـ الموافق 3/10/2007 العدد 10536.
رشا عبدالله
مدير تحرير مجلة المحامين العرب
|