لماذا نرضي بالهامش
اى قوى عجيبة تلك التي تحول الانسان من رقم صحيح الي نصف او ربع او اى كسر اعتياى او عشرى , اى قوة ناعمه تلك التي تفرض علي الانسان ان عيش علي الهامش – بارغم من كونه في مرحلة من مراحله العمرية يكون سطرا في صحفة بل سطورا في ورقة فلوسكاب ليس فيها غايرة وهو من يملاء صفحاتها.
ماهو الدافع لان يقبل الانسان – بان يكون دائما تابع وليس متبوع ؟
نعيش فترة الشباب باروع مافيها من عدم وجود قيود – وحرية باتخاذ القرار – سواء كان صائبا ام خاطئا – فالشخص هو من يتحمل تبعياته دونالضرر بالاخرين.
وفجأة ينقلب الامر كلية – فعلي سبيل المثال عندما يلتحق بعمل – سواء كان بالرشوة او بالمحسوبية او نتاج جهدة – تجدة في هذه المؤسسة ينقلب من سطر الي هامش – قد تتسع مساحة الهامش – حسب الواسطة – ومدى قوة معارفك بتلك المؤسسة – لكن في النهاية انت مجرد معلومه علي الهامش – وان حاولت التمرد بفكرك وجهدك وعملك – سوف ينتهي الامر بك الي مكان اخر لا سطر ولا هامش. لكن في الظلمة والعتمه حيث النسيان.
وحتي في مجال العمل السياسي او المهني كصحافي مثلا – لو كنت من اصحاب المدونات فمصيرك الاعتقال - ولو كانت صاحب قلم – بقدر قوتك وجرأتك تزيد مساحة الهامش – واعلم بانك ملاحق من ابناء مهنتك – ومن الاخرين . اى انه ربما لا تجد سطر ولا هامش ولا مكان في صفحة بل سوف لا تجد لقلمك مكانا.
وحتي في حياتك الزوجيه والقفص الذهبي او العش الذهبي كما يحلو للبعض من تسميته فانت الذى تسعي بقدميك الي ان تعيش الهامش وعلي الهامش – فربما تشعر في بداية الزواج بانك واحد صحيح وانك من تملاء الصفحه سطورا – لكن مع اول مولود لك تنقل الي الهامش – ومع كل مولود جديد تتقلص مساحة الهامش – حتي في حلظة معينه تصبح غير مرئي بالمرة – ولو حاولت يوم التمرد والثورة والانقلاب – وتريد ان تكون سطرا وصفحه مرة اخرى – وتم اكتشاف الامر فسوف تكون صفحة سوداء في حياتك. وكل سطورها اكثر سوادا.
لكن من المؤكد بانك سوف تنتقل من الهامش الي صفحة وبها سطور كثيرة من نعي ومن تأبين ومن ذكر لمحاسن كانت عندك ولم تكتشفها , سوف يقال عنك شعرا – لكن في النهاية لن تسمعه فقد تحولت وبقدرة الخالق من سطرا في صفحه بيضاء الي الهامش ثم الي رماد فاى قوة ناعمه تحملنا علي كل ذلك...