اسم لايحتاج الى لقب لتعرفه فهو يعرف نفسه بنفسه فلو قلت عنه المحامى الاديب الذى تتشكل على يديه المعانى وتنساب على لسانه وقلمه الكلمات عذبة فضفاضة فى أدب جم ولايقف المرء أسيرا لبراعة أسلوبه وجمال وتناسق كلماته فحسب ولكن يأخذة دقة الهدف وسلامة المنطق وصدق التوجه فيما يدعو اليه ، فلا يتحدث عن قضية دون علاج ولاينادى بشيئ دون التزام به أولاً ولايدق ناقوس خطر الا ويضع الحل والعلاج الناجع اللازم له.. يحمل على كتفيه شجون الوطن ويسعى متعبدا من تراب الطريق فى دولة الايام ..حتى كان حصاد رحله عمره مايقارب الأربعين كتابا فهو عميد أدب عصره وجيله ..
واذا اكتفيت بلقب المحامى عنه فأنت بلا شك تقف أمام قامة وهامة ليس لابناء جيله وعصره فحسب ولكن لكل الاجيال على مدار تاريخ المحاماة فى مصر كلها ،فهو محامى،محترف،جسور جسد نموذجا وقدوة وأسوة حسنة،تواصل مع أساتذتة العظام والذى يخص دائما منهم بالذكر محمد عبد الله محمد الذى استشق من رحيق علمه وانتهل من فيض عطائه الادبى فى مجال المحاماة مع باقى أساتذته .. ثم سار على درب هؤلاء متخذا منهجا وأسلوبا أشبه أن تكون مدرسة خاصة فى المحاماة قدم فيها عطاءه الخاص فصار المثل والقدوة لأجيال المحامين من بعده وأحد عمالقة مهنة المحاماة على مدار تاريخها ثم قدم صكا لكل محام فى درته الرائعة رسالة المحاماة التى يجب أن تكون الأساس فى مكتبة كل محام بعد أن جمع رصيدا ضخما من حصاد المحاماة لازال يطرح ثماراً يانعة عن عبقرية محام على مدى خمسين سنة محاماة أعطاها الرجل من عمره لهذه المهنة العريقة دون انتظار مقابل ولكنها أعطته الحياة والخلود بين أساطين المهنة كلها سيذكره التاريخ مابقيت مهنة المحاماة..
ومن هنا يقف الرجل بطبيعته عملاقا بين نجوم الادب والمحاماة لان نجوميتة لم تتحقق من خلال حركة أوزعامة طلابية بين طلاب الجامعه ،ولم يتقلب فى مدارس سياسية أو فكرية أو عقائدية فلم يحب شيئا ثم يبغضة فنجده مثلا يحب الفن ويستمع الموسيقى ولم يجهد نفسه فى تبرير حرمة الغناء والموسيقى أو حلهما ولم يستخدم خطاب التبرير عن مخالفات الماضى وأخطاء الحاضر ولم يحشد الناس ليخطب فيهم كزعيم أو نائب فى البرلمان بل كان دوما المحاضر والمفكر والاديب والمترافع ترسخت كل قناعاته من صميم وجدانه وتركيبة شخصيته وتصدر قرارته من أم رأسه لايمليها عليه أحداً غيره ولايتحمل نتائجها الا هو وحده..
انه رجـــــــــــــــــــــائى عطيـــــــــــــــــــــــة
وتعتبر قضية النقابيين التى اتهم فيها مختار نوح وخالد بدوى - ضمن عشرين اخوانيا - ضمن النقاط الهامة فى حياة هذا الرجل وعلامة فارقة فى تاريخ رجائى عطية ليس لانها أعقد القضايا التى ناضل فيها ولكن لحجم الأثار والتداعيات التى نجمت عنها على المستوى السياسى والنقابى والادبى فقد كتب عنها كتابا أكد فى مقدمته أن البذل المخلص الصادق فى المحاماة هو روح رسالة المحاماة التى تناضل وتبذل وتعطى وفاءا بالواجب لاطمعا فى ثمن ولا أجر فلم أتقاض ثمناً ولا أجراً ولم أتطلع يوما الى مقابل حال أو آجل .. فقد بذلت مابذلته من نفسى وعمرى وفاءا بحق الزملاء المحامين الاعزاء علىّ ووفاءا وانصافا للمحاماة التى وهبتها وأعطيتها عمرى ...
وقد رأى رجائى عطية وهو يدافع عن رموز نقابية فى هذه القضية أن يسلك طريق النقابة ليؤدى مافى رقبته من دين لمهنة المحاماة وأن يوجه كل خبراته وثمرات عطاءه لابناء مهنته دون أن يهدف لمغنم أو مقابل - ويترشح نقيبا للمحامين - لكن محترفى العمليات الانتخابية أعدوا له كشف حساب ملغوم اصطنعوه بأيديهم ليشوهوا الرجل ولفقوا له سجلاً مزيفا تلقى خلاله الرجل فى جلد وعزة واباء سهام الحقد المسمومة ودبروا له مواجهات ومآزق مع النظام ورموزه فلم يعبأ بها وواجه صعابا وعقبات جمة مع كل الجماعات والكتل الانتخابية - لكن استمر الرجل محافظاً ومصراً على احترام مهنته وتاريخه فلم ينزل الى مستويات ومهاترات الاخرين وظن الرجل خيرا فى المحامين من كل التيارات من الحزب الوطنى والاخوان والاقباط واليساريين وراهن على أنه محط اجماع هؤلاء وغيرهم .. لكنه قد خاب فيهم ظن الرجل فمنهم الوطنى الذى زور عليه ومنهم الاقباط من غاظهم أن يكون الاخوان معه ومنهم الاخوان الذين انقسموا فى شأنه واشترطوا عليه الا يسلم مطبخه الانتخابى لمختار نوح بالذات والذى اشترط عليه هو الآخر ان يعلن موقفه من نقيب القاهرة الذى يؤيده وهكذا .. رأى كل فريق لنفسه مبررا للتخلى عن الرجل انتهى الى كارثة مرت على نقابة المحامين مدتها سبع سنوات ضاعت خلالها نقابة المحامين وتشرذمت وقلت مكانتها وفقدت هيبتها بعد أن تكرر هذا المشهد مرتين فى دورتين متتاليتين واستمر الرجل ثابتاً على مواقفه لم يتأثر بما حدث له رافضاً أن يساوم على مبادئه واذا كانت تتعرض مائدة رجائى عطية الانتخابية دائما الى اللئام الذين ما أكثر ماتجدهم على الموائد هذه الايام لكنك شاهد موقف الرجل الذى لا ينفك الحياء والادب عنه ليمنع هؤلاء اللئام عن مجالسته فهل تجدوا لكم مبررا لان تتخلوا عنه هذه المرة أيضا أم هل يوجد منكم من يشترط على الرجل كى يقف معه ويناصره هل هانت عليكم أنفسكم حتى تنسلخوا من تاريخكم وعزتكم وحدوا صفكم ولاتأخذكم العزة بالاثم فق آن الاوان أن يفيق المحامون من رقدتهم لتعود اليهم مكانتهم وتعود للمحامى كرامته وكبرياءه المفقود
اذا اختير رجائى عطية فقد اختارت المحاماة ان تعود لها مكانتها وكرامتها وعزتها وكبريائها.. ولكن ليس بالتمنى وحده تكون نتائج انتخابات المحامين