ولد المغفور له بقرية ابيان سنة 1279 وكان شقيقه سعد زغلول فطيما مات ابوه وتركه رضيعا تولت والدته تربيته هو وشقيقه سعد وكانت الام من اسرة بركات الشهيره بالغربيه ووقفت نفسهاعلى تربيتهما وعنيت بتعليمهما على احسن حال ادخلته مدرسه رشيد ثم المدرسه التجهيزيه ثم مدرسه الالسن ولتى زارها المرحوم احمد خيرى باشا ناظر المعارف فاعجب بذكاء الشاب  فتح الله وهو اسمه الاصلى فاطلق عليه احمد فتحى وامر برد المصاريف اليه واعتباره طالباً مجانياً وفى سنه
1884 ارسلته وزاره المعارف لفرنسا لدراسه الحقوق فحصل على الليسانس فعين بقلم قضايا الحكومه ثم رئيساً لنيابه اسيوط وترقى فى السلك القضائى حتى عين وكيل لوزارة الحقانيه وكان منذ طفولته شديد الذكاء قوى النفس مخلصاًالف كتاب المحاماه ورساله فى التزوير وشرح القانون المدنى والف كتاباً فىالتربيه العامه لم يطبع كما عرب كثيراً من امهات الكتب وكان يرمى من وراء نشر كتبه نشر مبادئ الحريه وتوجيه الناس الى المثل العليا فعرب كتاب الفرد ضد المملكه وروح الاجتماع وسر تطور الامم وكان يرى ان خير  المبادئ السياسيه والاجتماعيه هى ما تتصل بطبائع الشعب وعاداته وكان يعتقد ان الحياه تقدر بما يتم فيها من عمل صالح لابعدد السنين لقد كان رحمه الله مترفاً  متأنقاً كثير الاختلاط يزور اصدقاءه ويواسى معارفه وكان رغم علمه الغزير من الواداعه والظرف بمكان وكان خطيباً مفوهاً عرف عنه براعته عند تمثيله  للنيابه العموميه والدفاع فى قضايا الحكومه وكان قاضياً على منصة القضاء كالسيف القاطع يصدر الحكم مقرراً فيه اصول العدل ومبادىء القانون فهو مرجع المتفهمين ومنار المتخاصمين توفى رحمه الله فى 28 مارس 1914 وفى حفل تأبينه قال المرحوم عبد الخالق ثروت وزير الحقانيه حينذاك   والموت نقاد على كفه          جواهر يختار منها الحسان
وقال ايضا وليس على الله بمستنكر     ان يجمع العالم فى واحد
ثم وقف سعد باشا شقيق الفقيد فشكر الخطباء والحضور ولكن العبرات حالت دون اسهابه فاكتفى بقوله اشكركم على مجاملتكم لنا فى هذا المصاب واسأل الله الايريكم مكروها وخنقته الدموع فكانت تترقرق فى عينيه فكانت امضى وافصح من لسانه المشهور بالفصاحة والمضاء و قد سجل المنفلوطى هذا الموقف بكتابه النظرات .